الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أتانا ابنُ مِرْبَعٍ الأنصاري ونحنُ بعرفَة في مكان يُباعِدُه عمرو عن
الإمام، فقال: إني رَسُولُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إليكم، يقول: لَكُم: "قِفُوا على مَشَاعِرِكُم، فإنَّكم على إرثٍ مِن إرثِ إبراهيمَ"
(1)
.
63 - باب الدَّفعَة من عرفة
1920 -
حدَّثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، أخبرنا سفيانُ، عن الأعمش (ح)
وحدَّثنا وهبُ بنُ بيانٍ، حدَّثنا عَبيدةُ، حدَّثنا سليمان الأعمش - المعنى - عن الحكم، عن مِقسَم
عن ابنِ عباسِ، قال: أفاضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عرفةَ وعليه السَّكِينَةُ ورَدِيفُه أُسامَةُ، فقال: "أيها الناسُ عليكم بالسكِينة، فإن البِرَّ ليس
(1)
إسناده صحيح. ابن مِرْبَع: هو زيد بن مِربَع بن قيظي من بني حارثة، وعمرو ابن عبد الله بن صفوان الجمحي صدوق شريف، وباقي رجاله ثقات. ابن نُفَيل: هو عبد الله بن محمد النُّفَيلي، وسفيان: هو ابن عُيينة الهِلالي.
وأخرجه ابن ماجه (3011)، والترمذي (898)، والنسائى في "الكبرى"(3996) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مِربع الأنصاري حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد"(17233).
قوله: "قفوا على مشاعركم". قال الخطابي: المشاعر: المعالم، وأصله من قولك: شعرتُ بالشىء، أي: علمته، وليت شعري ما فعل فلان، أي: ليت علمي بلغه وأحاط به. يريد: قفوا بعرفة خارج الحرم، فإن إبراهيم هو الذي جعلها مَشعَراً وموقفاً للحاج، وكان عامة العرب يقفون بعرفة، وكانت قريش من بينها تقف داخل الحرم، وهم الذين كانوا يسمون أنفسهم الحُمس، وهم أهل الصلابة والشدة في الدين والتمسك به، وكانوا يزعمون أنا لا نخرج عن الحرم ولا نُخليه، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من فعلهم، وأعلمهم أنه شيء قد أحدثوه من قبل أنفسهم، وأن الذي أورث إبراهيم من سننه هو الوقوف بعرفة.
بإيجافِ الخيلِ والإبل" قال: فما رأيتُها رافعةً يديها، عادِيةً، حتى أتى جَمعاً، زاد وهبٌ: ثم أردفَ الفضلَ بنَ العباس، وقال: "أيُّها الناسُ، إن البِرَّ ليسَ بإيجاف الخيل والإبل، فعليكم بالسكِينَةِ"، قال: فما رأيتُها رافعةً يديها حتى أتى مِنى
(1)
.
1921 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ عبدِ الله بنِ يونس، حدَّثنا زُهَيرٌ (ح)
وحدَثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، أخبرنا سفيانُ - وهذا لفظُ حديثِ زهيرٍ - حدَّثنا إبراهيمُ بنُ عُقبة، أخبرني كُريبٌ
أنه سأل أُسامةَ بنَ زيد، قلت: أخبرني كيفَ فعلتُم - أو صنعتُم - عشيةَ رَدِفْتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: جئنا الشِّعبَ الذي يُنيخ الناسق فيه للمُعَرَّس، فأناخ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ناقتَه، ثم بالَ - وما قال زهير: أهراق الماءَ - ثم دعا بالوَضوء فتوضأ وضوءاً ليس بالبالغِ جداً، قلت:
(1)
إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، وعَبيدة: هو ابن حميد بن صهيب الكوفي، وسليمان الأعمش: هو ابن مهران، والحكم: هو ابن عُتيبة الكندي مولاهم، ومِقسَم: هو ابن بجرة الهاشمي.
وأخرجه بنحوه البخاري (1671) من طريق سعيد بن جبير، ومسلم (1282)، والنسائى في "الكبرى"(4050) من طريق أبي معبد، والنسائي (4000) و (4001) من طريق عطاء بن أبي رباح، ثلاثتهم عن ابن عباس. ورواية مسلم عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس، والنسائي عن ابن عباس عن أسامة بن زيد.
وهو في "مسند أحمد"(2427).
وقوله: أفاض. معناه: صدر راجعاً إلى منى، والإيجاف: الإسراع في السير.
وقوله: حتى جاء جَمعاً، أي: مزدلفة، وسميت جمعاً، لأنه يجمع فيها بين الصلاتين، ويجتمع الناس بها، وأهلها يزدلفون، أي: يتقربون إلى الله تعالى بالوقوف بها، وفيها المشعر الحرام، وبه جاء القرآن الكريم، أي: المحرم فيه الصيد، وسمي مشعراً لما فيه من معالم الدين.
يا رسولَ الله، الصلاةَ، قال:"الصلاة أمامَك" قال: فَرَكِبَ حتى قَدِمْنَا المزدلفةَ، فأقام المغربَ، ثم أناخ الناسُ في منازِلهم، ولم يَحِلُّوا حتى أقامَ العشاء وصَلَّى، ثم حَلَّ الناسُ
(1)
.
زاد محمدٌ في حديثه: قال: قلتُ: كيف فعلتُم حين أصبحتُم؟
قال: رَدِفَهُ الفضلُ، وانطلقتُ أنا في سُبَّاق قريشٍ على رِجْلَيَّ.
1922 -
حدَّثنا أحمدُ بن حنبلٍ، حدَّثنا يحيي بنُ آدم، حدَّثنا سفيانُ، عن عبدِ الرحمن بنِ عياش، عن زيدِ بنِ علي، عن أبيه، عن عُبيد الله بن أبي رافع عن علي، قال: ثم أردف أُسامةَ، فجعل يُعْنِقُ على ناقته، والناسُ يضرِبون الإبَل يميناً وشِمالاً، لا يلتفتُ إليهم، ويقول:"السكينةَ أيُّها الناسُ" ودفَعَ حينَ غابتِ الشَّمسُ
(2)
.
(1)
إسناده صحيح. زهير: هو ابن معاوية الجعفي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وكريب: هو ابن أبي مسلم مولى ابن عباس.
وأخرجه ابن ماجه (3019)، والنسائي فى "الكبرى"(4006) من طريقين عن سفيان الثرري، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم بإثر (1285)، والنسائي في "الكبرى"(1592) و (4007) مختصراً، وفي "المجتبى"(3031) من طرق، عن إبراهيم بن عُقبة، به.
وأخرجه البخاري (1669)، ومسلم (1280)، وبإثر (1285)، والنسائي في "الكبرى"(1592) من طريق كريب، به.
وأخرجه مسلم بإثر (1285) من طريق عطاء مولى ابن سباع، عن أسامة بن زيد.
وهو في "مسند أحمد"(21742) و (21749) و (21831).
وانظر ما سيأتي بالأرقام (1923) و (1924) و (1925).
وقوله: لم يحلوا، أي: المحامل عن ظهور الدواب.
(2)
صحيح لغيره، دون قوله:"لا يلتفت" والمحفوظ نى حديث علي بن أبي طالب أنه كان يلتفت، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عياش - وهو عبد الرحمن =
1923 -
حدَّثنا القعنبيُّ، عن مالكٍ، عن هشامِ بنِ عُروة، عن أبيه أنه قال:
سُئِلَ أُسامةُ بنُ زيد وأنا جالس: كيف كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يسير في حَجَّة الوَدَاع حين دَفَعَ؟ قال: كان يَسيرُ العَنَقَ، فإذا وجَدَ فجوةً نَصَّ
(1)
.
قال هشام: النَصُّ: فوقَ العَنَقِ.
1924 -
حدَّثنا أحمد بن حنبل، حدَّثنا يعقوبُ، حدَّثنا أبي، عن ابن اسحاق، حدَّثني إبراهيمُ بن عُقبة، عن كريب مولى عبد الله بن عباس
= ابن الحارث بن عبد الله بن عياش - مختلف فيه وهو حسن الحديث. سفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري.
وأخرجه مطولاً الترمذي (900) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح، وقال فيه: يلتفت إليهم.
وهو في "مسند أحمد"(1348).
ويشهد له حديث ابن عباس السالف برقم (1920).
وآخر من حديث أسامة بن زيد الآتي بعده برقم (1923) و (1924).
وقوله: وجعل يُعنق، هو من أعنق يعنق، أي: يسير سيراً وسطاً.
(1)
إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 392، ومن طريقه أخرجه البخاري (1666)، والنسائي في "الكبرى"(4043).
وأخرجه البخاري (2999) و (4413)، ومسلم (1286)، وابن ماجه (3017)، والنسائى في "الكبرى"(4005) من طرق عن هشام بن عروة، به.
وهو في "مسند أحمد"(21760).
وانظر ما قبله وما بعده.
قال الخطابي: العنق: السير الوسيع (وقيل: ما بين الإبطاء والاسراع فوق المشى)، والنص: أرفع السير، والفجوة: الفرجة بين المكانين وفي هذا بيان أن السكينة والتؤدة المأمور بها إنما هي من أجل الرفق بالناس لئلا يتصادموا، فإذا لم يكن زحام، وكان في الموضع سعة سار كيف يشاء.
عن أُسامة، قال: كنتُ رِدفَ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وَقَعَتِ الشمسُ دفعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
1925 -
حدَّثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالكٍ، عن موسى بنِ عُقبة، عن كُريب مولى عبدِ الله بن عباس
عن أُسامة بن زيد، أنه سَمِعَه يقولُ: دفَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، حتى إذا كان بالشِّعب، نزلَ فبالَ، فتوضَّأ ولم يُسبغِ الوضوءَ، قلتُ له: الصلاةَ، فقال:"الصلاةُ أمامَك"، فركب، فلما جاءَ المزدلفة، نزلَ فتوضأ، فأسبغَ الوضوءَ، ثم أُقيمَتِ الصلاة فَصَلَّى المغربَ، ثم أناخَ كُلُّ إنسانٍ بعيَره في منزله، ثم أُقيمتِ العِشَاءُ فصلاها، ولم يُصلِّ بينهما شيئاً
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. ابن إسحاق - وهو محمد بن إسحاق بن يسار - صدوق حسن الحديث، وقد صرح في هذه الرواية بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. وقد حسن إسناده ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق".
وهو في "مسند أحمد"(21760) ؤ (21761) مطولاً.
وانظر ما سلف برقم (1921).
(2)
إسناده صحيح.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 400 - 401، ومن طريقه أخرجه البخاري (139) و (1672)، ومسلم بإثر (1285)، والنسائى في "الكبرى"(4015).
وأخرجه البخاري (181) و (1667)، ومسلم بإثر (1285)، والنسائي في "الكبرى"(4008) من طريق يحيي بن سعيد الأنصارى، عن موس بن عقبة، به. بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أفاض من عرفة عدل إلى الشعب فقضي حاجته، قال أسامة بن زيد:
فجعلت أصبُّ عليه ويتوضأ، فقلت: يا رسول الله أتصلي؟ فقال: "المصلى أمامك".
وهو في "مسند أحمد"(21814)، و "صحيح ابن حبان"(1594) و (3857).
وانظر ما سلف برقم (1921).
الشعب بكسر الشين: الطريق بين الجبلين.