الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - باب إذا شكَّ في الولد
2260 -
حدَّثنا ابنُ أبي خلفٍ، حدَّثنا سفيانُ، عن الزهري، عن سعيدٍ عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بني فزَارَةَ فقال: إن امرأتي جاءت بولدٍ أسودَ، فقال:"هل لك مِن إبل؟ " قال: نعم، قال:"ما ألوانُها؟ " قال: حُمْرٌ، قال:"فهل فيها من أوْرقَ؟ " قال: إن فيها لوُرْقاً، قال:"فأنى تُراه؟ " قال: عسى أن يكون نزعه عِرْقٌ، قال:"وهذا عسى أن يكونَ نزعَه عِرْقٌ"
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. ابن أبي خلف: هو محمد بن أحمد القطيعي، وسفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وسعيد: هو ابن المسيب.
وأخرجه البخاري (5305) و (6847)، ومسلم (1500)، وابن ماجه (2002)، والترمذي (2261)، والنسائي في "الكبرى"(5642) و (5644) من طرق عن ابن شهاب، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(7264)، و"صحيح ابن حبان"(4106) و (4107).
وانظر تالييه.
والأورق: الذي فيه سواد ليس بصافٍ، والوُرقَة: سوادٌ في غُبرة.
قال الحافظ في "الفتح" 9/ 444: في هذا الحديث ضرب المثل، وتشبيه المجهول بالمعلوم تقريباً لفهم السائل، واستدل به لصحة العمل بالقياس. قال الخطابي: هو أصل في قياس الشبه. وقال ابن العربي: فيه دليل على صحة القياس والاعتبار بالنظير
…
وأن التعريض إذا كان على سبيل السؤال لا حَدَّ فيه، وإنما يجب الحد في التعريض إذا كان على سبيل المواجهة والمشاتمة.
قال السندي: وقوله: "عسى أن يكون نَزعَه عِرق" أي: عسى ذاك السواد نزعة عرقٍ، أي: أثرها، يقال: نزَع إليه في الشبه، إذا أشبهه، وقال النووي: المراد بالعرق: الأصل من النسب، تشبيهاً بعرق الثمرة، ومنه قولهم فلان مُعرِقٌ في النسبِ والحسب وفي اللؤم والكرم ومعنى "نزعه": أشبهه واجتذبه إليه، وأظهر لونه عليه.