الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - باب تفسيرِ أسنانِ الإبل
قال أبو داود: سمعتُه من الرِّياشي وأبي حاتم
(1)
وغيرِهما، ومن كتاب النضرِ بن شُمَيل، ومن كتاب أبي عبيد
(2)
، وربما ذكر أحدُهم الكلمة
قالوا: يُسمى الحُوارُ، ثم الفصيلُ، إذا فَصَلَ، ثم تكونُ بنتَ مخاض لسنة إلى تمام سنتين، فإذا دَخَلَتْ في الثالثة، فهي ابنةُ لبون، فإذا تمَّت له ثلاثُ سنين، فهو حِقٌّ وحِقةٌ، إلى تمام أربع سنين، لأنها استحقت أنْ
(1)
الرياشي: هو عباس بن الفرج العلامة الحافظ شيغ الأدب أبو الفضل الرياشي البصري النحوي.
قال الخطيب: قدم بغداد، وحدث بها وكان ثقة، وكان من الأدب وعلم النحو بمحل عالٍ، وكان يحفظ كتب أبي زيد، وكتب الأصمعي كلها، وقرأ على أبي عثمان كتاب سيبويه، فكان المازني يقول: قرأ على الرياشي الكتاب وهو أعلم به مني، قتل في فتنة الزنج بالبصرة سنة (257هـ) رحمه الله، وجعل الجنة مثواه "السير" 9/ 328 - 332.
وأما أبو حاتم، فهو الإمام العلامة سهل بن محمد السجستاني ثم البصري المقرئ النحوي اللغوي صاحب التصانيف الكثيرة في اللغة والشعر والعروض، وقد تخرج به أئمة، منهم أبو العباس المبرد صاحب "الكامل". عاش ثلاثاً وثمانين سنة، ومات في آخر سنة خمس وخمسين ومئتين "السير" 14/ 268 - 270.
(2)
النضر بن شميل: هو العلامة الإمام الحافظ أبو الحسن المازني البصري النحوي نزيل مرو وعالمها، ولد في حدود سنة اثنتين وعشرين ومئة، ومات في أول سنة أربع ومئتين. كان من فصحاء الناس، وعلمائهم بالأدب، وأيام الناس.
وثقه ابن معين وابن المديني والنسائى، وقال أبو حاتم: ثقة صاحب سنة. "سير أعلام النبلاء" 9/ 328 - 332.
وأما أبو عبيد: فهو الإمام الحافظ المجتهد المتفنن القاسم بن سلام بن عبد الله الهروي صاحب التصانيف الموثقة التي سارت بها الركبان، منها كتاب "غريب الحديث" في أربع مجلدات، وكتاب "الأموال" في مجلد، وكتاب "فضائل القرآن" و"غريب المصنف في علم اللغة". توفي سنة أربع وعشرين ومئتين بمكة. أخباره في "السير" 10/ 490 - 509.
تُرْكَبَ، ويُحْمَلَ عليها الفَحْلُ وهي تَلقحُ، ولا يُلقحُ الذكرُ حتَّى يُثنيَ، ويقال للحِقَّة: طَروقةُ الفحل، لأن الفحلَ يَطرُقُها، إلى تمامِ أربع سنين، فإذا طعنت في الخامسة، فهي جَذَعة، حتى يتمَ لها خمسُ سنين، فإذا دخلت في السادسة وألقى ثَنيته، فهو حينئذ ثنيٌّ، حتى يستكمل ستاً، فإذا طَعَنَ في السابعة، سُمي الذكر رَباعيَاً، والأنثى رَباعيَة، إلى تمام السابعة، فإذا دخل في الثامنة ألقى السِّنَّ السَّديس الذي بعدَ الرَباعية، فهو سديس وسَدِسٌ، إلى تمام الثامنة، فإذا دخل في التسعِ وطلَع نابُه، فهو بازِلٌ، أي: بَزَل نابُه، يعني طَلَعَ، حتى يدخل في العاشرة، فهو حينئذ مُخلِفٌ، ثم ليس له اسم، ولكن يقال: بازلُ عامٍ، وبازلُ عامين، ومُخلِف عام، ومُخلِفُ عامَين، ومُخلِفُ ثلاثةِ أعوام، إلى خمس سنين، والخَلِفة: الحاملُ، قال أبو حاتم: والجُذوعة: وقت من الزمن ليس بسنٍّ، وفصول الأسنان عند طلوع سُهيلٍ
(1)
. قال أبو داود: وأنشدنا الرِّياشي:
إذا سُهيْلٌ أولَ الليل طَلَع
…
فابنُ اللَّبون الحِقُّ والحِقُّ جَذَع
لم يبق من أسنانها غيرُ الهُبَعْ
والهُبَعُ: الذي يولد في غير حينه
(2)
.
(1)
يعني أن حساب أسنان الإبل من وقت طلوع النجم الذي يسمى سهيلاً، لأن سهيلاً إنما يطلع في زمن نتاج الإبل، فالتي كانت ابنة لبون تصير عند طلوع سهيل حِقة، وقلما تنتج الإبل إلا في زمن طلوع سهيل، فالإبل التي تلد في غير زمنه يحسب منها من ولادتها.
(2)
الهبع: الفَصيل يُولد في الصيف.