الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - باب عطية من سأل بالله عز وجل
1672 -
حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن مجاهدٍ
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ استعاذَ بالله فأعيذُوه، ومَنْ سألَ بالله فأعطُوه، ومَن دعاكم فأجيبُوه، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ"
(1)
.
39 - باب الرجل يخرج من ماله
1673 -
حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا حمادٌ، عن محمدِ بن إسحاق، عن عاصم بن عُمَرَ بن قتادة، عن محمود بن لَبِيدٍ
عن جابر بن عبد الله الأنصاريِّ قال: كنا عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل بمثل بيْضَةٍ مِن ذهب، فقال: يا رسولَ الله، أصبتُ هذه مِن مَعْدنٍ، فخذها فهي صدقة ما أملِكُ غيرها، فأعرض عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه مِن قبل رُكنِه الأيمن، فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، ثم أتاه مِنْ قِبَلِ ركنه الأيسر، فأعرض عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه مِنْ خلفه، فأخذها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فحذفه بها، فلو أصابته لأوجَعَته - أو لعَقَرَته - فقال
(1)
إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد بن قرط الضبي، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، ومُجاهد: هو ابن جبر المكى.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2359) من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، بهذا
الإسناد. وزاد: "ومن استجار بالله فأجيروه"، ولم يذكر قوله:"إذا دعاكم فأجيبوه".
وهو في "مسند أحمد"(5365)، و"صحيح ابن حبان"(3375) و (3408).
وسيأتي برقم (5109).
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي أحدُكم بما يملكُ فيقول: هذه صدقة، ثم يَقعُدُ يُستكِف الناسَ، خَيرُ الصدَقةِ ما كان عَن ظَهرِ غنىً"
(1)
.
(1)
رجاله ثقات. محمد بن إسحاق - وهو ابن يسار - مدلس وقد عنعن. لكن ذكر الحافظ في"هدي الساري" ص 42: أنه وقع عند أبي يعلى تصريح ابن إسحاق بسماعه من عاصم بن عمر بن قتادة، فإن يكن صحيحاً فالإسناد حسن، على أننا لم نجد تصريحه بالسماع في مطبوع "مسند أبى يعلى"، فالله أعلم.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/ 413، والبيهقي في "سننه" 4/ 154 من طريق موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه!
وأخرجه عبد بن حميد (1120) و (1121)، والدارمي (1659)، وأبو يعلى (2084) و (2220)، والطبري في "تفسيره" 2/ 366، وابن خزيمة (2441)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4771)، والبيهقي في "سننه الكبرى" 4/ 181 و10/ 322، وفي "الشُّعب"(3144) من طرق عن محمد بن إسحاق، به.
وانظر ما بعده.
وقوله: يستكف الناس. قال الخطابي: معناه: يتعرض للصدقة، وهو أن يأخذها ببطن كفه، يقال: تكفف الرجل واستكف: إذا فعل ذلك، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم لسعد رضي الله عنه:"إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير لك من أن تدعهم عالة يتكففون الناس".
وقوله: خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، أي: عن غنى يعتمده ويستظهره به على النوائب التي تنوبه، كقوله في حديث آخر:"خير الصدقة ما أبقت غنيً".
وفي الحديث من الفقه أن الاختيار للمرء أن يستبقي بنفسه قوتاً، وأن لا ينخلع من ملكه أجمع مرة واحدة لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وشدة نزاع النفس إلى ما خرج من يده فيندم فيذهب ماله، ويبطل أجره، ويصير كلاً على الناس.
قال الخطابي: ولم ينكر على أبي بكر الصديق رضي الله عنه خروجه من ماله أجمع لما علمه من صحة نيته وقوة يقينه، ولم يخف عليه الفتنة كما خافها على الرجل الذي رد عليه الذهب.
1674 -
حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا ابنُ إدريس
عن ابن إسحاق بإسنادِه ومعناه، زاد:"خُذ عَنّا مالكَ، لا حاجَةَ لنا به"
(1)
.
1675 -
حدَّثنا إسحاقُ بنُ إسماعيل، حدَّثنا سفيانُ، عن ابن عجلان، عن عياض بن عبد الله بن سعد
سمع أبا سعيد الخدريَّ يقول: دَخَلَ رجلٌ المسجدَ، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم الناسَ أن يطرحوا ثياباً، فطرحوا، فأمر له بثوبينِ ثم حَثَّ على الصدقة، فجاء فَطَرَحَ أحدَ الثوبين، فصاحَ به، وقال:"خُذْ ثوبَكَ"
(2)
.
1676 -
حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدَّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ خَيرَ الصَدَقَة ما ترك غنًى، أو تُصدِّق به عَنْ ظَهرِ غِنى، وابدأ بمَن تَعُولُ"
(3)
.
(1)
رجاله ثقات كسابقه. ابن ادريس: هو عبد الله الأودي.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(3372)، وابن خزيمة (2441) من طريقين عن ابن إدريس، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(2)
إسناده قوي. من أجل محمد بن عجلان. سفيان: هو ابن عيينة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1731) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً (3328) من طريق يحيي القطان، عن ابن عجلان، به.
وهو في "مسند أحمد"(11197)، و"صحيح ابن حبان"(2505).
وهذا الرجل هو سليك الغطفانى كما هو مصرح به في رواية أحمد.
(3)
إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد بن قرط الضبي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. =