الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) منها جواز الثناء على من فعل جميلاً واستحباب ذلك إذا ترتب عليه مصلحة.
(فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها):
(فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن تكون لك حمر النعم):
هي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وأنه ليس هناك أعظم منه، وقد سبق بيان أن تشبيه أمور الَاخرة بإعراض الدنيا إنما هو للتقريب من الإفهام وإلا فذرة من الَاخرة الباقية خير من الأرض بأسرها وأمثالها معها لو تصورت، وفي هذا الحديث بيان فضيلة العلم والدعاء إلى الهدى وسن السنن الحسنة.
(حديث أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها الثابت في صحيح الترمذي) قَالَتْ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا فِيهِمْ عَلِيٌّ قَالَتْ فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُرِيَنِي عَلِيًّا.
[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
(فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَقُولُ) أَيْ: حِينَ إِرْسَالِهِ، أَوْ عِنْدَ تَوَقُّعِ إِقْبَالِهِ "
(اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي): ِضَمٍّ فَكَسْرٍ مِنَ الْإِمَاتَةِ أَيْ: لَا تَقْبِضْ رُوحِي.
(حَتَّى تُرِيَنِي عَلِيًّا) بِضَمٍّ فَكَسْرٍ مِنَ الْإِرَاءَةِ، أَيْ: رُجُوعَهُ بِالسَّلَامَةِ.
(2) علي ابن أبي طالب رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم منه بنص السنة الصحيحة:
كما في الحديث الآتي:
(حديث عمران بن حصين رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال ما تريدون من علي ما تريدون من علي ما تريدون من علي إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.
[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
(فَأَصَابَ جَارِيَةً) أَيْ: وَقَعَ عَلَيْهَا وَجَامَعَهَا، وَاسْتُشْكِلَ وُقُوعُ عَلِيٍّ عَلَى الْجَارِيَةِ بِغَيْرِ اسْتِبْرَاءٍ وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ بِكْرًا غَيْرَ بَالِغٍ وَرَأَى أَنَّ مِثْلَهَا لَا يُسْتَبْرَأُ كَمَا صَارَ إِلَيْهِ غَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَاضَتْ عَقِبَ صَيْرُورَتِهَا لَهُ ثُمَّ طَهُرَتْ بَعْدَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ وَقَعَ عَلَيْهَا، وَلَيْسَ فِي السِّيَاقِ مَا يَدْفَعُهُ
(فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ):أَيْ عَلَى عَلِيٍّ، وَوَجْهُ إِنْكَارِهِمْ أَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ أَخَذَ مِنَ الْمَغْنَمِ فَظَنُّوا أَنَّهُ غَلَّ.
(وَتَعَاقَدَ) أَيْ: تَعَاهَدَ
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه: جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ
فقال ما تريدون من علي ما تريدون من علي ما تريدون من علي
(إن عليا مني وأنا منه) أَيْ: فِي النَّسَبِ وَالصِّهْرِ، وَالْمُسَابَقَةِ، وَالْمَحَبَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَزَايَا، وَلَمْ يُرِدْ مَحْضَ الْقَرَابَةِ وَإِلَّا فَجَعْفَرٌ شَرِيكُهُ فِيهَا، قَالَهُ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ {قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم فِي شَأْنِ جُلَيْبِيبٍ رضي الله عنه " هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ "} (1) مَعْنَاهُ الْمُبَالَغَةُ فِي اتِّحَادِ طَرِيقَتِهِمَا، وَاتِّفَاقِهِمَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
(حديث حبشي بن جنادة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ.
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:
(عليٌّ مني وأنا من عليٍّ) أي هو متصل بي وأنا متصل به في الاختصاص والمحبة وغيرهما ومن هذه تسمى اتصالية من قولهم فلان كأنه بعضه متحد به لاختلاطهما
(1) - مسلم فضائل الصحابة (2472) ،أحمد (4/ 422).
(ولا يؤدي عني إلا أنا أو عليّ) كان الظاهر أن يقال لا يؤدي عني إلا عليّ فأدخل أنا تأكيداً لمعنى الاتصال في قوله عليّ مني وأنا من عليّ وأخرج الطبراني عن وهب بن حمزة قال: صحبت علياً إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت: لئن رجعت لأشكونك إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فلما قدمت قلت: يا رسول اللّه رأيت من عليّ كذا وكذا فقال: لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي رواه الطبراني قال الهيثمي: فيه دكين ذكره أبو حاتم ولم يضعفه أحد وبقية رجاله وثقوا اهـ. (تتمة) أخرج أحمد من طريق الأجلح الكندي عن ابن بريدة عن أبيه قال: بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما عليّ والآخر خالد فقال: إذا التقيتما فعليّ على الناس وإن افترقتما فكل منكم على حده فظهر المسلمون فسبوا فاصطفى عليّ امرأة من السبي لنفسه فكتب خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فلما أتيته دفعت الكتاب فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجهه فقلت: يا رسول اللّه هذا مكان العائذ بك فقال: لا تقع في عليّ فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي قال جدنا للأم الزين العراقي: الأجلح الكندي وثقه الجمهور وباقيهم رجاله رجال الصحيح وروى الترمذي والنسائي من حديث عمران بن الحصين في قصة طويلة مرفوعاً ما تريدون من عليٍّ إن علياً مني وآنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن بعدي وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
{تنبيه} : احْتَجَّ الشِّيعَةُ بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم " {إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ} (1) " عَلَى أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه أَفْضَلُ مِنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم زَعْمًا مِنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ عَلِيًّا مِنْ نَفْسِهِ حَيْثُ قَالَ: " {إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي} (2) " وَلَمْ يَقُلْ هَذَا الْقَوْلَ فِي غَيْرِ عَلِيٍّ. قُلْتُ: زَعْمُهُمْ هَذَا بَاطِلٌ جِدًّا فَإِنَّهُ لَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم " {إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي} (3) " أَنَّهُ جَعَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَقِيقَةً، بَلْ مَعْنَاهُ هُوَ مَا قَدْ عَرَفْتَ آنِفًا، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: لَمْ يَقُلْ هَذَا الْقَوْلَ فِي غَيْرِ عَلِيٍّ فَبَاطِلٌ أَيْضًا فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ فِي شَأْنِ جُلَيْبِيبٍ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- فَفِي حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ "؟ قَالُوا نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا الْحَدِيثَ، وَفِيهِ قَالَ: " لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ " فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ. فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ "} (4) وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ فِي شَأْنِ الْأَشْعَرِيِّينَ.
(1) - الترمذي المناقب (3712) ،أحمد (4/ 437).
(2)
- الترمذي المناقب (3712) ،أحمد (4/ 437).
(3)
- الترمذي المناقب (3712) ،أحمد (4/ 437).
(4)
- مسلم فضائل الصحابة (2472) ،أحمد (4/ 422).
فَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " {إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرَمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ} (1) ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ فِي شَأْنِ بَنِي نَاجِيَةَ، فَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبَنِي نَاجِيَةَ:" أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي "} (2). رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ " وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي " كَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِزِيَادَةِ مِنْ، وَوَقَعَ فِي بَعْضِهَا بَعْدِي بِحَذْفِ مِنْ وَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ، وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهِ الشِّيعَةُ عَلَى أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كَانَ خَلِيفَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ منتعصب الشيعه للامام على صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ، وَاسْتِدْلَالُهُمْ بِهِ عَنْ هَذَا بَاطِلٌ فَإِنَّ مَدَارَهُ عَنْ صِحَّةِ زِيَادَةِ لَفْظِ بَعْدِي وَكَوْنُهَا صَحِيحَةً مَحْفُوظَةً قَابِلَةً لِلِاحْتِجَاجِ، وَالْأَمْرُ لَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّهَا قَدْ تَفَرَّدَ بِهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَهُوَ شِيعِيٌّ بَلْ هُوَ غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ، قَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ: قَالَ الدُّورِيُّ: كَانَ جَعْفَرٌ إِذَا ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ شَتَمَهُ وَإِذَا ذَكَرَ عَلِيًّا قَعَدَ يَبْكِي، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي كَامِلٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي أَبِي إِلَى جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ: بَلَغَنَا أَنَّكَ تَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: أَمَّا السَّبُّ فَلَا وَلَكِنِ الْبُغْضُ مَا شِئْتُ فَإِذَا هُوَ رَافِضِيٌّ الْحِمَارُ.
(1) - البخاري الشركة (2354) ،مسلم فضائل الصحابة (2500).
(2)
- أحمد (1/ 169).