المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ مناقب أحمد بن حنبل رحمه الله: - فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب - جـ ١

[محمد نصر الدين محمد عويضة]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌عملي في هذا الكتاب:

- ‌كتاب الزهد

- ‌باب: حقيقة الدنيا وذم التنافس على الدنيا

- ‌التحذير من الافتتان بالدنيا والركون إليها:

- ‌ ذم الدنيا:

- ‌ زوال الدنيا:

- ‌ والآخرة هي الباقية، وهى دار القرار:

- ‌ومما ورد في ذم التنافس على الدنيا ما يلي:

- ‌باب: أقسام الناس في حبهم للدنيا

- ‌باب: أضرار حب الدنيا

- ‌باب: حقيقة الموت

- ‌عبرة الموت:

- ‌شدة الموت:

- ‌فوائد ذكر الموت:

- ‌حضور الموت:

- ‌سكرات الموت:

- ‌رُسُلُ ملك الموت:

- ‌حسن الخاتمة:

- ‌صور من حسن الخاتمة:

- ‌الوسائل التي يجعلها الله سبباً في حسن الخاتمة:

- ‌باب: تعريف الزهد

- ‌أجمع تعريف للزهد:

- ‌باب: حقيقة الزهد

- ‌باب: درجات الزهد وأقسامه

- ‌باب: حكم الزهد

- ‌باب: فضائل الزهد

- ‌(1) من أعظم فضائل الزهد امتثال أمر الله تعالى:

- ‌(2) التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم سيد الزاهدين وإمام العابدين:

- ‌(3) أن الله تعالى وصف أهله بالعلم وهو غاية الثناء:

- ‌(4) أن الله تعالى وصف الكفار أنهم يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة:

- ‌(5) من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة بنص السنة الصحيحة:

- ‌(6) إن من خير الناس من يشنأ الدنيا ويحب الآخرة بنص السنة الصحيحة:

- ‌(7) إن الزهد في الدنيا من أسباب نيل حب الله تعالى الذي هو غاية كل مؤمن:

- ‌أقوال السلف في الزهد:

- ‌باب: حاجة الناس إلى الزهد

- ‌باب: كيف يزهد العبد في الدنيا ويرغب في الآخرة

- ‌باب: خصال الزهد

- ‌عشرةٌ من خِصال الزهد:

- ‌ومن خصال الزهد: الخوف والرجاء والرغبة والرهبة والسخاء وسلامة الصدر واليقين التام:

- ‌رأس الزهد ووسط الزهد وآخر الزهد:

- ‌باب: علامات الزهد

- ‌ العلامة الأولى: أن لا يفرح بموجود ولا يحزن على مفقود

- ‌ العلامة الثانية: أن يستوي عنده ذامه ومادحه

- ‌ العلامة الثالثة: ان يكون أنسه بالله تعالى والغالب على قلبه حلاوة الطاعة إذ لا يخلو القلب عن حلاوة المحبة إما محبة الله

- ‌باب: متعلقات الزهد

- ‌1 - المال:

- ‌2 - الملك والرئاسة:

- ‌3 - المظهر:

- ‌4 - ما في أيدي الناس:

- ‌5 - النفس:

- ‌باب: ما ليس بزهد ويتوهم أنه زهد

- ‌(1) لا يكون بترك المال:

- ‌(2) ولا يكون الزهد في الفقر:

- ‌(3) ولا يكون الزهد أيضاً بترك الدنيا وتخليها من اليد والقعود صفراً منها:

- ‌ ولا يكون الزهد باعتزال الأزواج أبداً

- ‌باب: بيان تفضيل الزهد فيما هو من ضروريات الحياة

- ‌ أولاً بيان الزهد في المطعم:

- ‌ ثالثاً بيان الزهد في المسكن:

- ‌ رابعاً بيان الزهد في أثاث البيت:

- ‌ خامساً بيان الزهد في المنكح:

- ‌ سادساً بيان الزهد في المال والجاه:

- ‌باب: الأسباب المعينة على الزهد في الدنيا

- ‌(1) النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها ونقصها وخستها وما في المزاحمة عليها من الغصص والنغص والأنكاد

- ‌(2) النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات:

- ‌(3) الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة

- ‌في الإكثار من ذكر الموت فوائد منها: ما يلي:

- ‌(4) تشييع الجنائز والتفكر في مصارع الآباء والإخوان وأنهم لم يأخذوا في قبورهم شيئاً من الدنيا ولم يستفيدوا غير العمل الصالح

- ‌منكرات الجنائز:

- ‌(5) التفرغ للآخرة والإقبال على طاعة الله وإعمار الأوقات بالذكر وتلاوة القرآن

- ‌(6) إيثار المصالح الدينية على المصالح الدنيوية:

- ‌(7) البذل والإنفاق وكثرة الصدقات:

- ‌(8) ترك مجالس أهل الدنيا والاشتغال بمجالس الآخرة:

- ‌تعريف النميمةُ:

- ‌(9) الإقلال من الطعام والشراب والنوم والضحك والمزاح

- ‌(10) مطالعة سير الزاهدين وبخاصة سيرة النبي وأصحابه:

- ‌ أولاً: مطالعة زهد النبي

- ‌ ثانياً نماذج من سير الزاهدين من الصحابة

- ‌اختلاف مراتب الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌فضل العشرة المبشرين بالجنة:

- ‌فضل أهل بدر:

- ‌أهل بيعة الرضوان:

- ‌ فضل سيرة الصحابة:

- ‌ زهد العشرة المبشرين بالجنة وهم:

- ‌ سيرة أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وصورٌ من زهده:

- ‌ صفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌ مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌(1) إنه أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم بنص السنة الصحيحة:

- ‌(2) أبو بكر أول من أظهر الإسلام بعد رسول الله

- ‌(3) دعوة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌(4) وهو ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ:

- ‌(5) وهو أول الخلفاء الراشدين الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتدي بهم:

- ‌(6) ورع أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه

- ‌(7) تفقده لأحوال الناس ومحتاجيهم:

- ‌(8) وكان أبو بكر ممن يُفتي على عهد النبي

- ‌(9) إنفاق أبي بكر رضي الله عنه ماله كله عند الهجرة:

- ‌(10) وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة:

- ‌(11) ومن مناقبه أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌(12) ومن مناقبه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخاً له:

- ‌(13) ومن مناقبه رضي الله عنه أن الله زكّاه:

- ‌(14) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها:

- ‌(15) ومن مناقبه أنه جمع خصال الخير في يوم واحد:

- ‌(16) ومن مناقبه رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌(17) وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام

- ‌(18) غضبه إذا انتهكت حرمات الله تعالى:

- ‌(19) حفظ سر النبي

- ‌(20) الصديق وآية صلاة الجمعة:

- ‌(21) رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفي الخيلاء عن أبي بكر:

- ‌(22) أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر:

- ‌(23) إكرامه للضيوف:

- ‌(24) ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر:

- ‌(25) انتصار النبي للصديق رضي الله عنه:

- ‌(26) قل: غفر الله لك يا أبا بكر:

- ‌(27) مسابقته في الخيرات:

- ‌(28) كظمه للغيظ:

- ‌(29) بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي:

- ‌(30) غيرة الصديق رضي الله عنه وتزكية النبي صلى الله عليه وسلم لزوجه:

- ‌(31) خوفه من الله تعالى:

- ‌(32) رسوخ إيمانه بالله تعالى:

- ‌هول الفاجعة وموقف أبي بكر منها:

- ‌(33) علمه رضي الله تعالى عنه:

- ‌(34) دعاؤه وشدة تضرعه رضي الله عنه

- ‌(35) دفاعه عن النبي

- ‌(36) أنه أول العشرة المبشرين بالجنة وأفضلهم:

- ‌(37) ومن أعظم مناقبه رضي الله عنه أن أحق الناس بالخلافة بالكتاب والسنة والإجماع:

- ‌الأحاديث الدالة على خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌انعقاد الإجماع على خلافة الصديق رضي الله عنه

- ‌(38) أعماله العظيمة:

- ‌(39) إكرامه لأهل البيت:

- ‌ وفاة الصديق رضي الله عنه

- ‌ سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصورٌ من زهده:

- ‌ مولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصفته الخَلْقية:

- ‌ إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ أثر إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الدعوة:

- ‌ دعوة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌أولاً مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه جملة ً:

- ‌(1) إيمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلمه ودينه:

- ‌(2) هيبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخوف الشيطان منه:

- ‌(3) عمر بن الخطاب رضي الله عنه مُلْهَمُ هذه الأمة:

- ‌(4) لم أر عبقرياً ينزع نزع عمر:

- ‌(5) غَيْرَةُ عمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبشرى رسول الله له بقصر في الجنة:

- ‌(6) عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بعد أبي بكر:

- ‌(7) بشرى لِعُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه بالجنة:

- ‌(8) موافقات عمر بن الخطاب رضي الله عنه للقرآن الكريم:

- ‌(9) إلمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأسباب النزول:

- ‌(10) تفسير عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبعض الآيات وبعض تعليقاته:

- ‌(11) ملازمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرسول الله

- ‌(12) من صدقات عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووقفه:

- ‌(13) دعاء رسول الله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌(14) زواج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنهما من رسول الله:

- ‌(15) فراسة عمر الصادقة في أبي مسلم الخولاني:

- ‌(16) مشورة عمر على أبي بكر بجمع القرآن:

- ‌(17) تفقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأحوال أمراءه:

- ‌(18) قبول عمر بن الخطاب رضي الله عنه للحق إذا سمعه من الرعية وعدم استنكافه من ذلك:

- ‌(19) تحقيقه للعدل والمساواة رضي الله عنه:

- ‌(20) شدة خوف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الله تعالى بمحاسبته لنفسه:

- ‌(21) لين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشدته:

- ‌(22) رحمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌(23) ومن أعظم مناقب عمر رضي الله عنه اعترافه بفضل أبي بكرٍ عليه إذعاناً للحق:

- ‌(24) شجاعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- ‌(25) حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الناس بظاهر الأعمال مما يدل على رسوخ العلم والإيمان في قلبه رضي الله عنه

- ‌(26) ورع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌(27) كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقافاً عند حدود الله تعالى:

- ‌(28) إكرام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل البيت:

- ‌(29) توقير عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابه:

- ‌(30) تواضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مقتل عمر وجعله الأمر للستة أصحاب الشورى:

- ‌دَيْن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودفنه مع صاحبيه واستخلافه النفر الستة:

- ‌ بعض صور زهده رضي الله عنه:

- ‌ سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه و صورٌ مشرقة من زهده:

- ‌ اسم عثمان ابن عفان رضي الله عنه ونسبه:

- ‌ مناقب عثمان ابن عفان رضي الله عنه

- ‌(1) عثمان ذو النورين:

- ‌(2) حياء عثمان رضي الله عنه:

- ‌(3) عثمان ابن عفان رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة:

- ‌(4) عثمان ابن عفان رضي الله عنه ابن عمة النبي

- ‌(5) عثمان ابن عفان رضي الله عنه من السابقين الأولين في الإسلام:

- ‌(6) بشارات لعثمان ابن عفان رضي الله عنه

- ‌(7) منزلة عثمان ابن عفان رضي الله عنه بين الصحابة:

- ‌(8) إنفاق عثمان ابن عفان رضي الله عنه في سبيل الله تعالى:

- ‌(9) عثمان ابن عفان رضي الله عنه جامع القرآن العظيم:

- ‌(10) رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لعثمان ابن عفان رضي الله عنه أنه يُقتل مظلوما:

- ‌(11) أشاد النبي بخلافة عثمان ابن عفان رضي الله عنه وأمره بالتمسك بها وإن أراد المنافقون أن يُعْزَلَ منها:

- ‌(12) ابن عمر يشهد ببراءة عثمان مما اتهم به:

- ‌(13) عدل عثمان ذي النورين رضي الله عنه:

- ‌مقتل عثمان رضي الله عنه

- ‌حفر بئر رومة وتجهيز جيش العسرة:

- ‌عثمان رضي الله عنه وعتق رقبة كل جمعه:

- ‌ سيرة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه و صورٌ من زهده:

- ‌ اسم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ونسبه:

- ‌ مناقب علي ابن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌(1) علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله بنص السنة الصحيحة:

- ‌(2) علي ابن أبي طالب رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم منه بنص السنة الصحيحة:

- ‌(3) علي ابن أبي طالب رضي الله عنه مولى من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولاه بنص السنة الصحيحة: كما في الحديث الآتي:

- ‌(4) منزلة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي:

- ‌(5) لا يقضي دين النبي صلى الله عليه وسلم إلا هو أو علي:

- ‌(6) لا يحب علي إلا مؤمن ولا يُبْغِضه إلا منافق بنص السنة الصحيحة: كما جاء في الحديث الآتي:

- ‌(7) أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ بنص السنة الصحيحة:

- ‌(8) عليٌ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الصِّبْيَانِ:

- ‌(9) علي أحد العشرة المبشرين بالجنة بنص السنة الصحيحة:

- ‌(10) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه زوج فاطمة البتول رضي الله عنها، سيدة نساء العالمين:

- ‌(11) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه اجتمع له من الفضائل الجمّة ما لم يجتمع لغيره:

- ‌(12) ومن مناقبه شدة تواضعه رضي الله عنه

- ‌(13) ومن مناقبه رضي الله عنه أن قاتله أشقى الناس بنص السنة الصحيحة:

- ‌(14) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه أقضى الصحابة بنص السنة الصحيحة:

- ‌(15) ومن مناقبه رضي الله عنه شدة شجاعته:

- ‌(16) ومن مناقبه رضي الله عنه كريم خُلقه:

- ‌(17) ومن مناقبه رضي الله عنه شدة ابتلاؤه:

- ‌(18) ومن مناقبه رضي الله عنه إنصافه لخصومه:

- ‌(19) ومن مناقبه أن النبي بشره بالشهادة:

- ‌(20) ومن مناقبه شدة ورعه في مال المسلمين:

- ‌(21) ومن مناقبه إنكاره على من فضله على أبي بكر وعمر:

- ‌(22) اعترافه بفضل عثمان وإنصافه له:

- ‌ سيرة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌ اسم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وكنيته:

- ‌ مناقب طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌(1) طلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة:

- ‌(2) طلحة شهيد يمشي على الأرض:

- ‌(3) طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ:

- ‌(4) إنفاق طلحة في سبيل الله تعالى:

- ‌(5) شجاعة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه:

- ‌(6) موقف طلحة بن عبيد الله من الفتنة:

- ‌قتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌ سيرة الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌ اسم الزبير بن العوام رضي الله عنه وكنيته:

- ‌ مَنَاقِبِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه

- ‌(1) الزبير ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وحواريه:

- ‌(2) الزبير أحد العشر المبشرين بالجنة ومن الستة أصحاب الشورى:

- ‌(3) تبشيره بالشهادة:

- ‌(4) جَمَعَ النبي صلى الله عليه وسلم له أَبَوَيْهِ:

- ‌(5) شجاعة الزبير بن العوام رضي الله عنه:

- ‌(6) إنفاق الزبير في سبيل الله عز وجل:

- ‌(7) الزبير من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح:

- ‌(8) الزبير ركن من أركان الدين:

- ‌(9) اعتزال الزبير للفتنة:

- ‌قتل الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌ سيرة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه و صورٌ من زهده:

- ‌اسم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وكنيته:

- ‌إسلام عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌ مَنَاقِبِ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌(1) عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة وأنه من أهل بدر ومن الذين بايعوا تحت الشجرة:

- ‌(2) بره بأمهات المؤمنين:

- ‌(3) خوف عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وبكاؤه على بسط الدنيا:

- ‌(4) تواضع عبد الرحمن بن عوف:

- ‌(5) كان عبد الرحمن بن عوف تاجراً موفقاً:

- ‌(6) إنفاق عبد الرحمن بن عوف في سبيل الله:

- ‌(7) ومن أفضل مناقب عبد الرحمن عزله نفسه من الأمر وقت الشورى واختياره للأمة من أشار به أهل الحل

- ‌(8) زهد عبد الرحمن بن عوف في الإمارة:

- ‌(9) مكانة عبد الرحمن بن عوف بين الصحابة:

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌ سيرة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ إسلام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ثورة أم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ وفاة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ مناقب مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌(1) سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أحد العشرة المبشرين بالجنة:

- ‌(2) سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أحد الستة أصحاب الشورى ومن السابقين الأولين:

- ‌(3) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له وشهادته له بالصلاح:

- ‌(4) مستجاب الدعوة:

- ‌(5) شهادة النبي له بالشهادة:

- ‌(6) أول دم هريق في الإسلام وأول العرب رمى بسهم في سبيل الله:

- ‌(7) شجاعة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

- ‌(8) موقف سعد المشرف من الفتنة:

- ‌(9) إيثاره للخمول وإنكار الذات:

- ‌(10) سعد بن أبي وقاص ممن يدعو ربه بالغداة والعشي:

- ‌(11) ومن مناقب سعد أن فتح العراق كان على يدي سعد:

- ‌سعد آخر المهاجرين وفاةً:

- ‌ صورٌ من زهد سعدِ ابن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ سيرة سعيدِ بن زيد رضي الله عنه و صورٌ من زهده:

- ‌ اسم سعيدِ بن زيد رضي الله عنه ونسبه:

- ‌والد سعيدِ بن زيد رضي الله عنه

- ‌ إسلام سعيدِ بن زيد رضي الله عنه

- ‌ مناقب سعيد ابن زيد رضي الله عنه

- ‌(1) أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ومن السابقين الأولين البدريين:

- ‌(2) مستجاب الدعوة:

- ‌(3) شهادة النبي له بالشهادة:

- ‌(4) إيثاره للخمول وإنكار الذات:

- ‌(5) غضبه على من سب الصحابة:

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد سعيدِ ابن زيد رضي الله عنه

- ‌ سيرة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه و صورٌ من زهده:

- ‌ مناقب أبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه

- ‌(1) أبو عبيدة أمين هذه الأمة:

- ‌(2) أبو عبيدة من أحب الناس للنبي

- ‌(3) مكانته بين الصحابة:

- ‌(4) تواضع أبي عبيدة:

- ‌(5) إيثاره الخمول وإنكار الذات:

- ‌(6) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه كان رجلا حسن الخلق لين الشيمة ينئ بنفسه عن الخلاف وَيُغَلِّب المصلحة الراجحة التي تجمع كلمة المسلمين وتنئ بهم عن الخلاف والشقاق:

- ‌(7) إنفاقه في سبيل الله تعالى:

- ‌(8) خوف أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وبكاؤه على بسط الدنيا:

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌ثالثاً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة التابعين رحمهم الله تعالى:

- ‌سيرة أويس القرني خير التابعين:

- ‌(2) بحث عمر رضي الله عنه عن أويس القرني وسؤاله أن يستغفر له:

- ‌ مناقب أويس القرني

- ‌(1) أويس القرني خير التابعين بنص السنة الصحيحة:

- ‌(3) زهد أويس القرني:

- ‌(4) منزلة أويس القرني:

- ‌(5) شهادة أويس القرني:

- ‌وفاة أويس القرني رحمه الله:

- ‌سيرة الربيع بن خثيم رحمه الله:

- ‌ مناقب الربيع بن خثيم

- ‌(1) ثناء العلماء على الربيع بن خثيم رحمه الله:

- ‌(2) خشية الربيع بن خثيم رحمه لله تعالى:

- ‌(3) إنشغال الربيع بن خثيم بنفسه عن عيوب الناس:

- ‌(4) وصية الربيع بن خثيم عند موته:

- ‌(5) من دُررِ مواعظ الربيع بن خثيم:

- ‌(6) ترك الربيع بن خثيم لفضول المخالطة:

- ‌(7) تواضع الربيع بن خثيم رحمه الله:

- ‌(8) حفظ الربيع بن خثيم للسانه:

- ‌(9) حرص الربيع بن خثيم على صلاة الجماعة:

- ‌(10) اجتهاد الربيع بن خثيم في قيام الليل:

- ‌(11) إخفاء الربيع بن خيثم للعمل:

- ‌وفاة الربيع بن خيثم:

- ‌سيرة أبي مسلم الخولاني رحمه الله:

- ‌مناقب أبي مسلم الخولاني

- ‌(1) ثناء العلماء على أبي مسلم الخولاني:

- ‌(2) نصح أبي مسلم الخولاني للولاة:

- ‌(3) زهد أبي مسلم الخولاني في الدنيا:

- ‌(4) اجتهاد أبي مسلم الخولاني في العبادة:

- ‌(5) النار لم تضر أبو مسلم الخولاني حين طُرِح فيها:

- ‌(6) أبو مسلم الخولاني مستجاب الدعوة:

- ‌وفاة أبي مسلم الخولاني رحمه الله:

- ‌سيرة الحسن البصري رحمه الله:

- ‌اسم الحسن البصري ونسبه:

- ‌ مناقب الحسن البصري:

- ‌(1) ثناء العلماء على الحسن البصري رحمه الله:

- ‌(2) خشية الحسن البصري لله تعالى:

- ‌(3) طول حزن الحسن البصري رحمه الله:

- ‌(4) من درر مواعظ الحسن البصري رحمه الله:

- ‌(5) زهد الحسن البصري رحمه الله تعالى:

- ‌(6) دعاء الحسن البصري على الظالم:

- ‌(7) الحسن البصري يصدع بكلمة الحق في وجه الحجاج:

- ‌(8) نصح الحسن للولاة:

- ‌(9) سعة علم الحسن البصري وأسبابها:

- ‌وفاة الحسن البصري رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة سعيد بن المسيَّب رحمه الله:

- ‌اسم سعيد بن المسيب ونسبه:

- ‌الصورة العامة لعصر سعيد بن المسيب:

- ‌محنة سعيد بن المسيب:

- ‌ مناقب سعيد بن المسيب

- ‌(1) ثناء العلماء على سعيد بن المسيب:

- ‌(2) حسن فهم سعيد بن المسيب للعبادة والورع:

- ‌(3) حرص سعيد بن المسيب على صلاة الجماعة:

- ‌(4) اجتهاد سعيد بن المسيب في الصوم والحج:

- ‌(5) حرص سعيد بن المسيب على قراءة القرآن:

- ‌(6) تعظيم سعيد بن المسيب لحديث رسول الله:

- ‌(7) حرص سعيد بن المسيب على طلب العلم:

- ‌(8) زهد سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى:

- ‌(9) ورع سعيد بن المسيب:

- ‌(10) عظيم مراقبة سعيد بن المسيب لربه تعالى:

- ‌(11) خشية سعيد بن المسيب من الله تعالى:

- ‌(12) استعفاف سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى:

- ‌(13) كان سعيد بن المسيب مستجاب الدعوة رحمه الله:

- ‌(14) دعاء سعيد بن المسيب على الظالم:

- ‌(15) تحذير سعيد بن المسيب من فتنة النساء:

- ‌(16) من عظيم مناقب سعيد بن المسيب أنه زَوَّج ابنه لطالب علمٍ فقير:

- ‌(17) ابتلاء سعيد بن المسيب في سبيل الله تعالى:

- ‌(18) دعوة سعيد بن المسيب إلى طلب المال للإحسان إلى الخلق والاستغناء عنهم:

- ‌(19) إيثار سعيد بن المسيب للخمول وإنكار الذات:

- ‌(20) نظرة سعيد بن المسيب إلى النفس:

- ‌(21) من فتوحات الله على سعيد بن المسيب بالدعاء:

- ‌(22) نظرة سعيد بن المسيب إلى الدنيا والمال:

- ‌(23) سعيد بن المسيب لا تأخذه في الحق لومه لائم:

- ‌ذكر مرض سعيد بن المسيب ووفاته:

- ‌سيرة زين العابدين علي ابن الحسين رحمه الله:

- ‌ مناقب زين العابدين علي ابن الحسين

- ‌(1) ثناء العلماء على زين العابدين علي ابن الحسين:

- ‌(2) خشية زين العابدين علي ابن الحسين رحمه الله:

- ‌(3) من درر مواعظ زين العابدين علي ابن الحسين:

- ‌(4) اجتهاد على زين العابدين في العبادة:

- ‌(5) صدق تضرع على زين العابدين رحمه الله:

- ‌(6) إنفاق على زين العابدين في سبيل الله:

- ‌(7) حرص على زين العابدين على إخفاء العمل:

- ‌(8) صِلَةُ على زين العابدين لإخوانه في الله تعالى:

- ‌(9) تفقد على زين العابدين لسريرته:

- ‌(10) حسن خُلُقِ على زين العابدين:

- ‌(11) خشوع على زين العابدين في الصلاة وعدم التفاته:

- ‌(12) منابذة على زين العابدين لأهل الأهواء:

- ‌(13) استعفاف على زين العابدين رحمه الله:

- ‌وفاة على زين العابدين رحمه الله:

- ‌سيرة سعيد بن جبير رحمه الله:

- ‌ مناقب سعيد بن جبير

- ‌(1) ثناء العلماء على سعيد بن جبير:

- ‌(2) اجتهاد سعيد بن جبير في العبادة:

- ‌(3) بكاء سعيد بن جبير وخشيته رحمه الله:

- ‌(4) سعيد بن جبير مستجاب الدعاء:

- ‌(5) حرص سعيد بن جبير على صلاح ولده:

- ‌(6) حرص سعيد بن جبير على طلب العلم:

- ‌(7) حرص سعيد بن جبير على نشر العلم:

- ‌(8) صدق توكل سعيد بن جبير على الله:

- ‌(9) ذكر سعيد بن جبير للموت:

- ‌(10) رؤية سعيد بن جبير أن عُمْرَ الإنسان غنيمة:

- ‌(11) من دُررِ مواعظ سعيد بن جبير:

- ‌(12) شدة بلاء سعيد بن جبير في جنب الله تعالى:

- ‌قصة قتل سعيد بن جبير رحمه الله تعالى:

- ‌ وقفات مع الحوار الذي دار بين سعيد بن جبير والحجاج:

- ‌وفاة سعيد بن جبير رحمه الله:

- ‌سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌ أعمال عمر بن عبد العزيز في الخلافة:

- ‌حال عمر بن عبد العزيز مع أمور الخلافة:

- ‌ مناقب عمر بن عبد العزيز

- ‌(1) ثناء العلماء على عمر بن عبد العزيز:

- ‌(2) زهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌(3) خشية عمر بن عبد العزيز لله وبكاؤه:

- ‌اتخاذ عمر بن عبد العزيز مجلس الشورى:

- ‌(4) كثرة ذكر عمر بن عبد العزيز للموت:

- ‌(5) كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله وقافاً عند حدود الله تعالى:

- ‌(6) عدل عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

- ‌(7) سعة علم عمر بن عبد العزيز ومتابعته للكتاب والسنة:

- ‌(8) منابذة عمر بن عبد العزيز لأهل الأهواء:

- ‌(9) وصية عمر بن عبد العزيز لولي العهد بعده:

- ‌(10) وصية عمر بن عبد العزيز لولده عبد الملك:

- ‌(11) ورع عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

- ‌(12) من دُررِ مواعظ عمر بن عبد العزيز:

- ‌(13) وصية عمر بن عبد العزيز لعماله:

- ‌(14) كانت نفس عمر بن عبد العزيز تواقة رحمه الله تعالى:

- ‌(15) مروءة عمر بن عبد العزيز وكرمه رحمه الله تعالى:

- ‌(16) عدم محبة عمر بن عبد العزيز للمدح رحمه الله:

- ‌(17) أول خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز وآخر خطبة رحمه الله:

- ‌(18) حسن ظن عمر بن عبد العزيز بالمسلمين:

- ‌(19) مجالسة عمر بن عبد العزيز لأهل العلم واحترامه لهم:

- ‌(20) تواضعه عمر بن عبد العزيز وإنكاره لذاته:

- ‌(21) كان عمر بن عبد العزيز لا يخشى في الله لومة لائم رحمه الله:

- ‌(22) كانت صلاة عمر بن عبد العزيز أشبه بصلاة النبي

- ‌(23) صبر عمر بن عبد العزيز وحلمه:

- ‌سبب وفاة عمر بن عبد العزيز:

- ‌سَقْي الغلام السم لعمر بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌اليوم الذي مات فيه عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌شراء عمر بن عبد العزيز لقبره رحمه الله:

- ‌آخر ما تكلم به عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

- ‌رثاء عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

- ‌ رابعاً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة تابعي التابعين رحمهم الله تعالى:

- ‌سيرة مالك بن أنس رحمه الله:

- ‌شيوخ الإمام مالك رحمه الله:

- ‌ مناقب مالك بن أنس

- ‌(1) ثناء العلماء على مالك ابن أنس:

- ‌(2) حرص مالك بن أنس على طلب العلم:

- ‌(3) تعظيم مالك بن أنس لحديث رسول الله

- ‌(4) محنة الإمام مالك بن أنس:

- ‌(5) ورع مالك ابن أنس رحمه الله:

- ‌(6) منابذة مالك ابن أنس لأهل الأهواء:

- ‌(7) زهد مالك ابن أنس رحمه الله تعالى:

- ‌(8) من دُررِ مواعظ مالك ابن أنس:

- ‌وفاة مالك بن أنس:

- ‌سيرة سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌نشأة سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌ مناقب سفيان الثوري

- ‌(1) ثناء العلماء على سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(2) حرص سفيان الثوري على طلب العلم:

- ‌(3) فقه سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(4) نُصْح سفيان الثوري للولاة رحمه الله:

- ‌(5) دعوة سفيان الثوري للكسب الحلال رحمه الله:

- ‌(6) زهد سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(7) إيثار سفيان الثوري للخمول وإنكار الذات:

- ‌(8) موالاة سفيان الثوري لأهل السنة:

- ‌(9) منابذة سفيان الثوري لأهل الأهواء:

- ‌(10) تَفَّكُر سفيان الثوري في أمر الآخرة:

- ‌(11) قيام سفيان الثوري الليل:

- ‌(12) حافظة سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(13) خشية سفيان الثوري لله تعالى وبكاؤه:

- ‌(14) دعوة سفيان الثوري للعمل في خفاء:

- ‌(15) دعوة سفيان الثوري لصلاح السلطان:

- ‌(16) دعوة سفيان الثوري لصلاح العلماء وبعدهم عن السلطان:

- ‌(17) محنة سفيان الثوري رحمه الله تعالى:

- ‌(18) من دُررِ مواعظ سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(19) أمر سفيان الثوري بالمعروف ونهيه عن المنكر:

- ‌(20) شدة عبادة سفيان الثوري رحمه الله تعالى:

- ‌(21) دعوة سفيان الثوري لإكراه الولد على العلم:

- ‌(22) تعظيم سفيان الثوري للإسناد:

- ‌(23) ثناء سفيان الثوري على الحديث وأهله:

- ‌(24) دعوة سفيان الثوري إلى التقليل من معرفة الناس:

- ‌وفاة سفيان الثوري:

- ‌سيرة سفيان بن عيينة رحمه الله:

- ‌نشأة سفيان بن عيينة رحمه الله:

- ‌ مناقب سفيان بن عيينة:

- ‌احتمال العلماء تدليس سفيان ابن عيينة:

- ‌وفاة سفيان بن عيينة ومبلغ سنه رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة الفضيل بن عياض رحمه الله:

- ‌قصة توبة الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:

- ‌ مناقب الفضيل بن عياض:

- ‌وفاة الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة ابن المبارك رحمه الله:

- ‌اسم ابن المبارك ونسبه:

- ‌مولد ابن المبارك رحمه الله:

- ‌ مناقب ابن المبارك رحمه الله تعالى:

- ‌وفاة ابن المبارك وماله من المبشرات:

- ‌سيرة إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

- ‌اسم إبراهيم بن أدهم ونسبه:

- ‌من حدث عنهم إبراهيم بن أدهم:

- ‌من حدثوا عن إبراهيم بن أدهم:

- ‌قصة توبة إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

- ‌ مناقب إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

- ‌وفاة إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

- ‌سيرة الشافعي رحمه الله:

- ‌اسم الشافعي ونسبه رحمه الله:

- ‌كنية الشافعي رحمه الله:

- ‌مولد الشافعي رحمه الله:

- ‌نشأة الشافعي رحمه الله:

- ‌رحلات الشافعي في طلب العلم:

- ‌ مناقب الشافعي رحمه الله:

- ‌وفاة الشافعي رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌اسم أحمد بن حنبل ونسبه:

- ‌من صفات الإمام أحمد بن حنبل:

- ‌متى تزوج أحمد بن حنبل:

- ‌رحلات أحمد بن حنبل في طلب العلم:

- ‌شيوخ أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌من حدثوا عن أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌ مناقب أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌قصة محنة خلق القرآن:

- ‌انتصار أهل السنة واندحار أهل البدعة:

- ‌فضل ثبات أحمد بن حنبل في المحنة على المسلمين:

- ‌صلة المتوكل لأحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌وصية أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌وفاة أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌ خامساً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة الحديث أصحاب الكتب الستة

- ‌سيرة البخاري رحمه الله:

- ‌اسم البخاري ونسبه:

- ‌متى وأين ولد الإمام البخاري رحمه الله:

- ‌ مناقب البخاري رحمه الله:

- ‌سبب تأليف صحيح البخاري:

- ‌من فقه البخاري في صحيحه:

- ‌وفاة البخاري رحمه الله:

- ‌ سيرة مسلم رحمه الله:

- ‌مولد مسلم رحمه الله:

- ‌ مناقب مسلم رحمه الله:

- ‌سبب تأليف الإمام مسلم لكتابه الجامع المسند الصحيح:

- ‌شرط الإمام مسلم في صحيحه:

- ‌ثناء العلماء على الكتاب:

- ‌وفاة مسلم رحمه الله وسببها:

- ‌ سيرة أبي داود رحمه الله:

- ‌عصر أبي داود:

- ‌اسم أبي داود ونسبه:

- ‌ مناقب أبي داود رحمه الله:

- ‌وفاة أبي داود رحمه الله:

- ‌سيرة الترمذي رحمه الله:

- ‌اسم الترمذي ونسبه ومولده:

- ‌ مناقب الترمذي رحمه الله:

- ‌وفاة الترمذي رحمه الله:

- ‌سيرة النسائي رحمه الله:

- ‌اسم النسائي ونسبه ومولده:

- ‌نشأة النسائي رحمه الله:

- ‌شيوخ النسائي:

- ‌تلاميذ النسائي:

- ‌ مناقب النسائي رحمه الله:

- ‌منهج الإمام النسائي في المجتبى:

- ‌ومن الأدلة على عنايته بالناحية الحديثية:

- ‌ما انفرد به النسائي عن بقية الكتب الستة:

- ‌الانتقاد الموجه إلى النسائي والجواب عن هذا الانتقاد:

- ‌رواة السنن عن النسائي:

- ‌شرط النسائي في كتابه:

- ‌وفاة النسائي رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة ابن ماجة رحمه الله:

- ‌اسم ابن ماجة ونسبه ومولده:

- ‌ مناقب ابن ماجة رحمه الله:

- ‌ثناء العلماء على ابن ماجة:

- ‌رتبة سنن ابن ماجة بين الكتب الستة:

- ‌ سادساً: نماذج من سير الزاهدين من المُجَدِدين المتأخرين:

- ‌سيرة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

- ‌مولد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

- ‌ دعوة بن عبد الوهاب رحمه الله إلى التوحيد:

- ‌أسباب مناهضة هذه الدعوة السلفية:

- ‌تأثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

- ‌أبرز تلاميذ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

- ‌أقوال المفكرين والمستشرقين في الإمام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله:

- ‌ مؤلفات محمد بن عبد الوهاب ومصنفاته العلميّة رحمه الله تعالى:

- ‌موقف العثمانيين من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب:

- ‌وفاة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌اسم محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌زواج محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى وأولاده:

- ‌أوصاف محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌أعمال محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌طريقة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى في التعليم وتلاميذه:

- ‌طلاب محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى تلاميذه:

- ‌أخلاق محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌من فتاوى محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى وفوائده:

- ‌من أحاديث محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌وفاة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

- ‌اسم عبد الرحمن السعدي ونسبه رحمه الله:

- ‌ميزة الرحمن السعدي في طلب العلم رحمه الله تعالى:

- ‌صفات عبد الرحمن السعدي الخَلقِيّة رحمه الله تعالى:

- ‌صفة عبد الرحمن السعدي في التدريس رحمه الله تعالى:

- ‌شيوخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

- ‌ثناء العلماء على عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

- ‌مصنفات عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى وكتبه

- ‌وفاة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌اسم عبد العزيز بن باز ومولده رحمه الله:

- ‌شيوخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌منهج الدراسة عند عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌أبرز تلاميذ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌سعة علم عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌صفات عبد العزيز بن باز وأخلاقه رحمه الله تعالى:

- ‌أوصاف عبد العزيز بن باز الخَلْقِيَة رحمه الله تعالى:

- ‌صفات عبد العزيز بن باز الخُلُقِيَة رحمه الله تعالى:

- ‌ومن أبرز صفاته الحميدة ما يلي:

- ‌من مواقف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌ثناء العلماء على عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌مصنفات عبد العزيز بن باز وكتبه رحمه الله تعالى:

- ‌ ومؤلفاته على النحو التالي:

- ‌وفاة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌اسم الألباني وكنيته رحمه الله تعالى:

- ‌مولد الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌طلاب الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌صفات الألباني وأخلاقه رحمه الله تعالى:

- ‌ثناء العلماء على الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌لمحات سريعة في حياة الألباني رحمه الله:

- ‌نصيحة الألباني إلى عموم الأمة رحمه الله تعالى:

- ‌مصنفات الألباني وكتبه رحمه الله تعالى:

- ‌وفاة الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌اسم محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌مولد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌نشأة محمد بن صالح العثيمين وبداية طلبه للعلم رحمه الله تعالى:

- ‌شيوخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌طلاب محمد بن صالح العثيمين وتلاميذه رحمه الله تعالى:

- ‌براعة محمد بن صالح العثيمين في أسلوبه النادر في التعليم رحمه الله تعالى:

- ‌رعاية محمد بن صالح العثيمين لتلامذته رحمه الله تعالى:

- ‌مواقف محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى مع تلامذته:

- ‌تنوع طرق تعليم محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌توقير محمد بن صالح العثيمين لأهل العلم رحمه الله تعالى:

- ‌عبادة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌نجدة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وفزعته:

- ‌ثناء العلماء على محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌ملامح من صفات محمد بن صالح العثيمين الشخصية وأخلاقه النبيلة رحمه الله:

- ‌ بعض صور عظيم خلقه ودينه رحمه الله:

- ‌تنظيم محمد بن صالح العثيمين رحمه الله لوقته:

- ‌زواج محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌أولاد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌ مواقف من حياة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌مؤلفات محمد بن صالح العثيمين وكتبه رحمه الله تعالى:

- ‌الدرس الأخير لمحمد بن صالح العثيمين رحمه الله في الحرم المكي:

- ‌آخر ساعات محمد بن صالح العثيمين كانت مع كتاب الله:

- ‌وفاة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌جنازة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌ما حصل عند تغسيل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

- ‌رؤى في الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌{الخاتمة}:

- ‌ مراجع الكتاب:

الفصل: ‌ مناقب أحمد بن حنبل رحمه الله:

حدث عنه البخاري حديثا وعن أحمد بن الحسن عنه حديثا آخر في المغازي وحدث عنه مسلم وأبو داود بجملة وافرة وروى أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة عن رجل عنه وحدث عنه ايضا ولداه صالح وعبد الله وابن عمه حنبل بن إسحاق وشيوخه عبد الرزاق والحسن بن موسلى الاشيب وأبو عبد الله الشافعي لكن الشافعي لم يسمه بل قال حدثني الثقة وحدث عنه علي بن المديني ويحيى بن معين ودحيم وأحمد بن صالح وأحمد بن أبي الحواري ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن ابراهيم الدورقي وأحمد بن الفرات والحسن ابن الصباح البزار والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وحجاج بن الشاعر ورجاء بن مرجي وسلمة بن شبيب وأبو قلابة الرقاشي والفضل بن سهل الاعرج ومحمد بن منصور الطوسي وزياد بن ايوب وعباس الدوري وأبو زرعة وأبو حاتم وحرب بن إسماعيل الكرماني وإسحاق الكوسج وأبو بكر الاثرم وابراهيم الحربي وأبو بكر المروذي وأبو زرعة الدمشقي وبقي بن مخلد وأحمد بن اصرم المغفلي وأحمد ابن منصور الرمادي وأحمد بن ملاعب وأحمد بن أبي خيثمة وموسى ابن هارون وأحمد بن علي الأبار ومحمد بن عبد الله مطين وأبو طالب أحمد بن حميد وابراهيم بن هانئ النيسابوري وولده إسحاق بن ابراهيم وبدر المغازلي وزكريا بن يحيى الناقد ويوسف بن موسى الحربي وأبو محمد فوران وعبدوس بن مالك العطار ويعقوب بن بختان ومهني بن يحيى الشامي وحمدان بن علي الوراق وأحمد بن محمد القاضي البرتي والحسين بن إسحاق التستري وابراهيم بن محمد ابن الحارث الاصبهاني وأحمد بن يحيى ثعلب وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وادريس بن عبد الكريم الحداد وعمر بن حفص السدوسي وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم البوشنجي ومحمد بن عبد الرحمن السامي وعبد الله بن محمد البغوي وأمم سواهم.

[*]

‌ مناقب أحمد بن حنبل رحمه الله:

كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من أئمة تابعي التابعين، من أئمة الهدى وأعلام التقى ومصابيح الدجى، من حلية الأولياء وأعلام النبلاء، الأضواء اللامعة والنجوم الساطعة.

وهاك غَيْضٍ من فيض ونقطةٍ من بحر مما ورد في مناقبه جملةً وتفصيلا رحمه الله تعالى:

أولاً مناقب أحمد بن حنبل جملةً:

(1)

ثناء العلماء على أحمد بن حنبل رحمه الله:

(2)

زهد أحمد بن حنبل رحمه الله:

(3)

حرص أحمد بن حنبل على طلب العلم:

(4)

حافظة أحمد بن حنبل رحمه الله:

(5)

سعة علم أحمد بن حنبل رحمه الله:

(6)

عمل أحمد بن حنبل بالعلم:

ص: 1036

(7)

حرص أحمد بن حنبل على نشر العلم:

(8)

توقير أحمد بن حنبل لأصحاب الحديث:

(9)

منابذة أحمد بن حنبل لأهل الأهواء:

(10)

استعفاف أحمد بن حنبل وغنى نفسه رحمه الله:

(11)

اجتهاد أحمد بن حنبل في العبادة رحمه الله:

(12)

ورع أحمد بن حنبل رحمه الله:

(13)

تواضع أحمد بن حنبل رحمه الله:

(14)

إيثار أحمد بن حنبل للوحدة عن فضول المخالطة:

(15)

إيثار أحمد بن حنبل للخمول وإنكار الذات:

(16)

ذم أحمد بن حنبل للمدح رحمه الله:

(17)

رفض أحمد بن حنبل تولي القضاء:

(18)

خشية أحمد بن حنبل رحمه الله:

(19)

حُسْنُ أدب أحمد بن حنبل وسَمْتِه رحمه الله:

(20)

جود أحمد بن حنبل وسخاؤه:

(21)

حسن خلق أحمد بن حنبل رحمه الله:

(22)

بُعْدُ أحمد بن حنبل عن التنعم و إيثاره لخشونة العيش:

(23)

عظيم صبر أحمد بن حنبل ورضاه:

(24)

كان أحمد بن حنبل مستجاب الدعوة رحمه الله:

(25)

هيبة أحمد بن حنبل رحمه الله:

(26)

جهاد أحمد بن حنبل ومرابطته:

(27)

محنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:

ثانياً ً مناقب أحمد بن حنبل تفصيلاً:

(1)

ثناء العلماء على أحمد بن حنبل رحمه الله:

[*] قال عنه الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء:

ومنهم الإمام المبجل، والهمام المفضل، أبو عبد الله أحمد ابن حنبل.

لزم الاقتداء، وظفر بالاهتداء، علم الزهاد وقلم النقاد، امتحن فكان في المحنة صبوراً، واحتبى فكان للنعمة شكوراً. كان للعلم والحلم واعياً، وللهم والفكر راعياً.

وقال أيضاً: وكان رحمه الله عالماً زاهداً، وعاملا عابداً.

وقال أيضاً: وكان الإمام أحمد بن حنبل موضعه من الإمامة موضع الدعامة، لقدوته بالآثار، وملازمته للأخيار، ولا يرى له عن الآثار معدلا، ولا يرى للرأى معقلا. كان في حفظ الآثار الجبل العظيم، وفي العلل والتعليل البحر العميم.

[*] وقال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء:

أحمد بن حنبل هو الامام حقا وشيخ الاسلام صدقا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن اسد بن ادريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله ابن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر وائل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي أحد الأئمة الأعلام هكذا ساق نسبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب في تاريخه وغيره.

ص: 1037

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن نوح بن حبيب النرسي، قال: رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل في مسجد الخيف في سنة ثمان وتسعين ومائة، مستنداً إلى المنارة، وجاءه أصحاب الحديث وهو مستند، فجعل يعلمهم الفقه والحديث ويفتي لنا في المناسك.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي داود السجستاني يقول: لقيت مائتين من مشايخ العلم فما رأيت أحمد بن حنبل، لم يكن يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا، فإذا ذكر العلم تكلم.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الرحمن بن مهدي أنه رأى أحمد بن حنبل أقبل إلينا وقام إليه ومن عنده فقال: هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: جاء إنسان إلى باب ابن علية ومعه كتب هشيم فجعل يلقيها علي وأنا أقول: هذا إسناده كذا. فجاءه المعيطي وكان يحفظ فقلت له: أجبه فيها فسها، وقال: إني لم أعرف من حديثه ما لم أسمع. قال أبي: وكتبت عن هشيم سنة سبع وسبعين ولم أعقل بعض سماعي، ولزمته سنة ثمانين وإحدى وثمانين واثنتين وثلاث ومات في سنة ثلاث وثمانين، كتبنا عنه كتاب الحج نحواً من ألف حديث، وبعض التفسير، وكتاب القضاء وكتباً صغاراً، قال: قلت: يكون ثلاثة آلاف حديث. قال: أكثر.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي زرعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم، وما قام أحد مثل ما قام أحمد به.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي همام السكوني قال: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ولا رأى هو مثله.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حجاج بن الشاعر قال: ما رأيت أفضل من أحمد وما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصل على أحمد، بلغ والله في الإمامة أكبر من مبلغ سفيان ومالك.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي زرعة يقول: ما رأت عيناي مثل أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: حفظت كل شيء سمعته من هشيم وهشيم حي قبل موته.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن علي بن المديني يقول: ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل، أنه لا يحدث إلا من كتابه، ولنا فيه أسوة حسنة.

ص: 1038

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله ابن أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت أبي حدث من حفظه من غير كتاب إلا بأقل من مائة حديث.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن مهنا بن يحيي الشامي قال: ما رأيت أحداً أجمع لكل خير من أحمد بن حنبل، ورأيت سفيان بن عيينة ووكيعاً وعبد الرزاق وبقية بن الوليد وضمرة بن ربيعة وكثيراً من العلماء فما رأيت مثل أحمد بن حنبل، في علمه وفقهه وزهدة وورعه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن علي بن المديني قال: أحمد بن حنبل سيدنا.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن يحيى بن سعيد القطان: ما قدم علي مثل هذين الرجلين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي عبد الرحمن ابن أحمد يقول: حضر قوم من أصحاب الحديث في مجلس أبي عاصم الضحاك بن مخلد فقال لهم: ألا تتفقهون وليس فيكم فقيه؟ وجعل يذمهم، فقالوا: فينا رجل. فقال: من هو؟ فقلنا الساعة يجيء فلما جاء أبي قالوا: قد جاء فنظر إليه فقال له: تقدم. فقال: أكره أن أتخطى الناس. فقال أبو عاصم: هذا من فقهه وأخذه فقال وسعوا له، فوسعوا فدخل فأجلسه بين يديه فألقى إليه مسألة فأجاب، وألقى ثانية فأجاب، وثالثة فأجاب، ومسائل فأجاب. فقال: أبو عاصم هذا من دواب البحر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابراهيم الحربي قال: عالم وقته سعيد بن المسيب في زمانه وسفيان الثوري في زمانه وأحمد بن حنبل في زمانه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن قتيبة بن سعيد قال: لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري ومالك والأوزاعي والليث بن سعد لكان هو المقدم.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن قتيبة بن سعيد يقول: لولا أحمد بن حنبل لمات الورع.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن قتيبة بن سعيد يقول: بموت أحمد بن حنبل تظهر البدع، وبموت الشافعي ماتت السنن، وبموت الثوري مات الورع.

ص: 1039

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أحمد بن إبراهيم الصوفي، قال: قال لي رجل من أهل العلم ـ وكان حبرا فاضلا يكنى بأبي جعفر في العضية التي دفنا فيها أبا عبد الله ـ: تدري من دفنا اليوم. قلت: من؟ قال سادس خمسة قلت: من؟ قال أبو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، وأحمد ابن حنبل، قال أبو العباس: فاستحسنت ذلك منه وعني بذلك أن كل واحد في زمانه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم يقول: من دون أحمد كلهم في ميزان أحمد. كما أن الناس من دون أبي بكر في ميزان أبي بكر الصديق.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن نصر بن علي، قال: قال عبد الله بن داود الخربي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه، وكان بعده أبو إسحاق الفزاري أفضل أهل زمانه، قال نصر بن علي: وأنا أقول: كان أحمد بن حنبل أفضل أهل زمانه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن يحيى بن سعيد القطان قال: ما قدم علي مثل أحمد بن حنبل.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن خلف بن سالم يقول: كنا في مجلس يزيد بن هارون فمزح يزيد مع مستمليه فتنحنح أحمد بن حنبل ـ وكان في المجلس ـ فقال يزيد: من المتنحنح؟ فقيل له: أحمد بن حنبل فضرب بيده على جبينه وقال ألا أعلمتموني أن أحمد ها هنا حتى لا أمزح.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي جعفر النفيلي يقول: كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن محمد بن الحسين الأنماطي قال كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب وجماعة من كبار العلماء، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل، ويذكرون من فضائله. فقال رجل: لا تكثروا بعض هذا القول: فقال يحيى بن معين. وكثرة الثناء على أحمد بن حنبل يستكثر؟ لو جالسنا مجالسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: قال محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبد الله إذا صح عندكم الحديث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرونا به حتى نرجع إليه.

ص: 1040

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبد الله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه، كوفياً كان أبو بصرياً أو شامياً. قال عبد الله: جميع ما حدث به الشافعي في كتابه، فقال: حدثني الثقة أو أخبرني الثقة، فهو أبي رحمه الله قال عبد الله: وكتابه الذي صنفه ببغداد هو أعدل من كتابه الذي صنفه بمصر، وذلك أنه حيث كان هاهنا يسأل وسمعت أبي يقول: استفاد منا الشافعي ما لم نستفد منه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي زرعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم، وما قام أحد مثل ما قام أحمد.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن زهير بن حرب يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل أشد قلباً منه أن يكون قام ذلك المقام، ويرى ما يمر به من الضرب والقتل، قال: وما قام أحد مثل ما قام أحمد، امتحن كذا كذا سنة وطلب فما ثبت أحد علي ما ثبت عليه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن محمد بن إسحاق بن راهويه، قال: سمعت أبي يقول: لولا أحمد بن حنبل وبذل نفسه لما بذلها له لذهب الإسلام.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن إسحاق بن راهويه قال: حدثني أبي قال قال لي أحمد ابن حنبل تعال حتى أريك من لم ير مثله فذهب بي إلى الشافعي قال أبي وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل ولولا أحمد وبذل نفسه لذهب الإسلام يريد المحنة.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن إدريس بن عبد الكريم المقري الحداد، قال: رأيت علماءنا مثل الهيثم بن خارجة، ومصعب الزبيري، ويحيى بن معين، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعلي بن المديني، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبي خيثمة زهير بن حرب، وأبي معمر القطعي، ومحمد بن جعفر الوركاني، وأحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي، ومحمد بن بكار بن الريان، وعمرو بن محمد الناقد، ويحيى بن أيوب المقابري العابد، وشريح بن يونس، وخلف بن هشام البزار، وأبي الربيع الزهراني، فيمن لا أحصيهم من أهل العلم والفقه، يعظمون أحمد بن حنبل ويجلونه ويوقرونه ويبجلونه ويقصدونه للسلام عليه.

ص: 1041

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن مهنا بن يحيى قال: رأيت يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري حين أخرج أحمد ابن حنبل من الحبس وهو يقبل جبهة أحمد ووجهه، ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يقبل جبهة أحمد بن حنبل ورأسه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن عبد الله الشافعي قال: لما مات سعيد بن أحمد بن حنبل جاء إبراهيم الحربي إلى عبد الله بن أحمد فقام إليه عبد الله فقال تقوم إلي قال والله لو رآك أبي لقام إليك فقال إبراهيم والله لو رأى ابن عيينة أباك لقام إليه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إبراهيم الحربي قال: التابعون كلهم وآخرهم أحمد بن حنبل وهو عندي أجلهم.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أحمد بن القاسم بن مساور، قال: كنا عند يحيى بن معين وعنده مصعب الزبيري فذكر رجل أحمد بن حنبل فأطراه وزاد فقال له رجل: (يَأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ)[النساء 171، المائدة 77]. فقال يحيى بن معين: وكان مدح أبي عبد الله غلوا؟ ذكر أبي عبد الله من مجلس الذكر. وصاح يحيى بالرجل.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن هلال بن العلاء يقول: شيئان لو لم يكونا في الدنيا لاحتاج الناس إليهما، محنة أحمد بن حنبل، لولاها لصار الناس جهمية، ومحمد بن إدريس الشافعي فإنه فتح للناس الأقفال.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن نمير قال: كنت عند وكيع فجاءه رجل أو قال جماعة من أصحاب أبي حنيفة فقالوا له ها هنا رجل بغدادي يتكلم في بعض الكوفيين فلم يعرفه وكيع فبينا نحن إذ طلع أحمد بن حنبل فقالوا هذا هو فقال وكيع ها هنا يا أبا عبد الله فأفرجوا له فجعلوا يذكرون عن أبي عبد الله الذي ينكرون وجعل أبو عبد الله يحتج بالأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لوكيع هذا بحضرتك ترى ما يقول فقال رجل يقول قال رسول الله إيش أقول له ثم قال ليس القول إلا كما قلت يا أبا عبد الله فقال القوم لوكيع خدعك والله البغدادي.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إبراهيم الحربي قال: رأيت أبا عبد الله كأن الله جمع له علم الأولين والأخرين.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن رجل قال ما رأيت أحدا اعلم بفقه الحديث ومعانيه من أحمد.

ص: 1042

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن راهوية قال: كنت أجالس أحمد وابن معين ونتذاكر فأقول ما فقهه ما تفسيره فيسكتون إلا أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إبراهيم بن شماس قال: سمعت وكيعاً وحفص بن غياث يقولان ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى يعنيان أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يحيى بن آدم قال: أحمد بن حنبل إمامنا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أثرم قال: حدثني بعض من كان مع أبي عبد الله أنهم كانوا يجتمعون عند يحيى بن آدم فيتشاغلون عن الحديث بمناظرة أحمد يحيى بن آدم ويرتفع الصوت بينهما وكان يحيى بن آدم واحد أهل زمانه في الفقه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن يحيى القطان قال: رأيت أبي مكرما لأحمد بن حنبل لقد بذل له كتبه أو قال حديثه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يحيى القطان قال: ما قدم علينا مثل هذين أحمد ويحيى بن معين يحيى القطان ما قدم علينا مثل هذين أحمد ويحيى بن معين وما قدم علي من بغداد أحب إلي من أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الرحمن بن مهدي أنه ذكر أصحاب الحديث فقال أعلمهم بحديث الثوري أحمد بن حنبل قال فأقبل أحمد فقال ابن مهدي من أراد أن ينظر إلى ما بين كتفي الثوري فلينظر إلى هذا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن مهدي قال ما نظرت إلى أحمد إلا ذكرت به سفيان.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي عاصم يقول لرجل بغدادي من تعدون عندكم اليوم من أصحاب الحديث؟ قال عندنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة والمعيطي والسويدي حتى عد له جماعة بالكوفة أيضا وبالبصرة فقال أبو عاصم قد رأيت جميع من ذكرت وجاءوا إلي لم أر مثل ذاك الفتى.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن شجاع بن مخلد قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول ما بالمصرين رجل أكرم علي من أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن سليمان بن حرب انه قال لرجل سل أحمد بن حنبل وما يقول في مسألة كذا فإنه عندنا إمام.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قلت لأحمد أكان أغمي عليك أو غشي عليك عند ابن عيينة قال نعم في دهليزه زحمني الناس فأغمي علي وروي أن سفيان قال يومئذ كيف أحدث وقد مات خير الناس.

ص: 1043

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن مهني بن يحيى قال: قد رأيت ابن عيينة ووكيعاً وبقية وعبد الرزاق وضمرة والناس ما رأيت رجلا أجمع من أحمد في علمه وزهده وورعه وذكر أشياء.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول قدمت صنعاء أنا ويحيى بن معين فمضيت إلى عبد الرزاق في قريته وتخلف يحيى فلما ذهبت أدق الباب قال لي بقال تجاه داره مه لا تدق فان الشيخ يهاب فجلست حتى إذا كان قبل المغرب خرج فوثبت إليه وفي يدي أحاديث انتقيتها فسلمت وقلت حدثني بهذه رحمك الله فإني رجل غريب قال ومن أنت وزبرني، قلت أنا أحمد بن حنبل قال فتقاصر وضمني إليه وقال بالله أنت أبو عبد الله ثم أخذ الأحاديث وجعل يقرؤها حتى اظلم فقال للبقال هلم المصباح حتى خرج وقت المغرب وكان عبد الرزاق يؤخر صلاة المغرب.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن سهل بن عسكر قال: سمعت عبد الرزاق يقول إن يعيش هذا الرجل يكون خلفاً من العلماء.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إسماعيل ابن علية أنه أقيمت الصلاة فقال ها هنا أحمد بن حنبل قولوا له يتقدم يصلي بنا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن سنان القطان ما رأيت يزيد لأحد أشد تعظيما منه لأحمد ابن حنبل ولا أكرم أحدا مثله كان يقعده إلى جنبه ويوقره ولا يمازحه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الرزاق قال: ما رأيت أحدا افقه ولا أورع من أحمد بن حنبل.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت قال هذا وقد رأى مثل الثوري ومالك وابن جريح.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حفص بن غياث قال: ما قدم الكوفة مثل أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الهيثم بن جميل الحافظ قال: إن عاش أحمد سيكون حجة على أهل زمانه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن قتيبة قال: خير أهل زماننا ابن المبارك ثم هذا الشاب يعني أحمد ابن حنبل وإذا رأيت رجلا يحب أحمد فاعلم انه صاحب سنة ولو أدرك عصر الثوري والأوزاعي والليث لكان هو المقدم عليهم فقيل لقتيبة يضم أحمد إلى التابعين قال إلى كبار التابعين وقال قتيبة لولا الثوري لمات الورع ولولا أحمد لأحدثوا في الدين، أحمد إمام الدنيا.

ص: 1044

قال الذهبي رحمه الله: قلت قد روى أحمد في مسنده عن قتيبة كثيرا وقيل لأبي مسهر الغساني تعرف من يحفظ على الأمة أمر دينها قال شاب في ناحية المشرق يعني أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المزني قال: قال لي الشافعي رأيت ببغداد شابا إذا قال حدثنا قال الناس كلهم صدق قلت ومن هو قال أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الشافعي قال: خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الشافعي قال: ما رأيت أعقل من أحمد وسليمان ابن داود الهاشمي.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إسحاق بن راهويه قال أحمد حجة بين الله وبين خلقه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن علي بن المديني يقول أحمد أفضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه لأن سعيدا كان له نظراء.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن المديني قال أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي عبيد انتهى العلم إلى أربعة أحمد بن حنبل وهو أفقههم وذكر الحكاية وقال أبو عبيد إني لأتدين بذكر أحمد ما رأيت رجلا اعلم بالسنة منه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الحسن بن الربيع ما شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك في سمته وهيئته.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن الحسين الأنماطي قال كنا في مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل فقال رجل فبعض هذا فقال يحيى وكثرة الثناء على أحمد تستنكر لو جلسنا مجالسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يحيى ابن معين قال ما رأيت مثل أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: حضرت أبا ثور سئل عن مسألة فقال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا فيها كذا كذا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن معين قال: ما رأيت من يحدث لله إلا ثلاثة يعلي بن عبيد والقعنبي وأحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن معين قال: أرادوا أن أكون مثل أحمد والله لا أكون مثله أبدا.

ص: 1045

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي خيثمة قال: ما رأيت مثل أحمد ولا أشد منه قلبا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن بشر بن الحارث قال: أنا اسأل عن أحمد بن حنبل؟ إن أحمد أُدْخِلَ الكير فخرج ذهباً أحمر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: قال أصحاب بشر الحافي له حين ضُرِبَ أبي لو انك خرجت فقلت إني على قول أحمد فقال أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: دخلت على ذي النون السجن ونحن بالعسكر فقال أي شيء حال سيدنا يعني أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن حماد الظهراني قال: سمعت أبا ثور الفقيه يقول أحمد ابن حنبل أعلم أو أفقه من الثوري.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن نصر بن علي الجهضمي قال: أحمد أفضل أهل زمانه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عمرو الناقد قال: إذا وافقني أحمد بن حنبل على حديث لا أبالي من خالفني.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن أبي حاتم قال: سألت أبي عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل أيهما أحفظ؟ فقال كانا في الحفظ متقاربين وكان أحمد أفقة إذا رأيت من يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي زرعة قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقة ما رأيت أحدا أكمل من أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إمام الأئمة ابن خزيمة قال: سمعت محمد بن سحتويه سمعت أبا عمير بن النحاس الرملي وذكر أحمد بن حنبل فقال رحمه الله عن الدنيا ما كان أصبره وبالماضين ما كان أشبهه وبالصالحين ما كان ألحقه عرضت له الدنيا فأباها والبدع فنفاها.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي عبد الله البوشنجي قال ما رأيت اجمع في كل شيء من أحمد بن حنبل ولا أعقل منه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن وارة قال: كان أحمد صاحب فقه صاحب حفظ صاحب معرفة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن النسائي قال: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث والفقه والورع والزهد والصبر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الوهاب الوراق قال لما قال النبي صلى الله عليه وسلم فردوه إلى عالمه رددناه إلى أحمد بن حنبل وكان أعلم أهل زمانه.

ص: 1046

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي داود قال: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا ما رأيته ذكر الدنيا قط.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح بن محمد جزرة قال أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن ياسين البلدي قال: سمعت ابن أبي أويس وقيل له ذهب أصحاب الحديث فقال ما أبقي الله أحمد بن حنبل فلم يذهب أصحاب الحديث.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن المديني قال: أمرني سيدي أحمد بن حنبل أن لا أحدث إلا من كتاب.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي عبيد القاسم ابن سلام قال: انتهى العلم إلى أربعة أحمد بن حنبل وهو أفقههم فيه وإلى ابن أبي شيبة وهو أحفظهم له وإلى علي بن المديني وهو أعلمهم به وإلى يحيى بن معين وهو أكتبهم له.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد ابن أبي بشر قال: أتيت أحمد بن حنبل في مسألة فقال ائت أبا عبيد فان له بيانا لا تسمعه من غيره فأتيته فشفاني جوابه فأخبرته بقول أحمد فقال ذاك رجل من عمال الله نشر الله رداء عمله وذخر له عنده الزلفى أما تراه محببا مألوفا ما رأيت عيني بالعراق رجلا اجتمعت فيه خصال هي فيه فبارك الله له فيما أعطاه من الحلم والعلم والفهم فإنه لكما قيل

* يزينك اما غاب عنك فان دنا * رأيت له وجها يسرك مقبلا * * يعلم هذا الخلق ما شذ عنهم * من الأدب المجهول كهفا ومعقلا * * ويحسن في ذات الإله إذا رأى * مضيما لأهل الحق لا يسام البلا * * وإخوانه الأدنون كل موفق بصير * بأمر الله يسمو على العلا

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المزني قال: أحمد بن حنبل يوم المحنة أبو بكر الردة وعمر يوم السقيفة وعثمان يوم الدار وعلي يوم صفين.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن صالح المصري يقول ما رأيت بالعراق مثل هذين أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله بن نمير رجلين جامعين لم أر مثلهما بالعراق.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يعقوب الفسوي قال: كتبت عن ألف شيخ حجتي فيما بيني وبين الله رجلان أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح.

ص: 1047

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن نصر المروزي يقول صرت إلى دار أحمد بن حنبل مرارا وسألته عن مسائل فقيل له أكان أكثر حديثا أم إسحاق قال بل أحمد أكثر حديثا وأورع، أحمد فاق أهل زمانه.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت كان أحمد عظيم الشأن رأسا في الحديث وفي الفقه وفي التأله أثنى عليه خلق من خصومه فما الظن بإخوانه وأقرانه وكان مهيبا في ذات الله حتى لقال أبو عبيد ما هبت أحدا في مسألة ما هبت أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الأثرم قال ناظرت رجلا فقال من قال بهذه المسألة قلت من ليس في شرق ولا غرب مثله قال من؟ قلت أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي زرعة وقيل له اختيار أحمد وإسحاق أحب إليك أم قول الشافعي قال بل اختيار أحمد وإسحاق ما اعلم في أصحابنا أسود الرأس أفقه من أحمد بن حنبل وما رأيت أحدا أجمع منه في فضله وتألهه وشمائله.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي يحيى الناقد قال: كنا عند إبراهيم بن عرعرة فذكروا يعلى بن عاصم فقال رجل أحمد بن حنبل يضعفه فقال رجل وما يضره إذا كان ثقة فقال ابن عرعرة والله لو تكلم أحمد في علقمة والأسود لضرهما.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن يحيى النيسابوري حين بلغه وفاة أحمد يقول ينبغي لكل أهل دار ببغداد أن يقيموا عليه النياحة في دورهم.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت تكلم الذهلي بمقتضى الحزن لا بمقتضى الشرع.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي وذكر عنده الشافعي رحمه الله فقال ما استفاد منا مما استفدنا منه ثم قال عبد الله كل شيء في كتاب الشافعي حدثنا فهو عن أبي.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: رأيت طبيبا نصرانيا خرج من عند أحمد ومعه راهب فقال إنه سألني أن يجيء معي ليرى أبا عبد الله وأدخلت نصرانيا على أبي عبد الله فقال له إني لأشتهي أن أراك منذ سنين ما بقاؤك صلاح للإسلام وحدهم بل للخلق جميعا وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك فقلت لأبي عبد الله إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار فقال يا أبا بكر إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس.

ص: 1048

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال رأيت كثيراً من العلماء والفقهاء والمحدثين وبني هاشم وقريش والأنصار يقبلون أبي بعضهم يده وبعضهم رأسه ويعظمونه تعظيماً لم أرهم يفعلون ذلك بأحد من الفقهاء غيره ولم أره يشتهي ذلك.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن مهني قال رأيت أبا عبد الله مرات يُقَبَّلُ وَجْهُهُ وَرَأْسُهُ ولا يقول شيئا ولا يمتنع ورأيت سليمان بن داود الهاشمي يُقَبِّلُ رَأْسَه وَجَبْهَتُه لا يمتنع من ذلك ولا يكرهه.

(2)

زهد أحمد بن حنبل رحمه الله:

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن علي بن المديني يقول: دخلت منزل أحمد بن حنبل فما بيته إلا بما وصف به بيت سويد بن غفلة من زهده وتواضعه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن نصر بن علي يقول: أحمد بن حنبل أمره بالآخره كان أفضل لأنه أتته الدنيا فدفعها عنه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي داود قال: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا ما رأيته ذكر الدنيا قط.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن علي بن سهل بن المغيرة قال كنا عند عفان مع أحمد بن حنبل وأصحابهم وصنع لهم عفان حملا وفالوذج فجعل أحمد يأكل من كل شيء قدموا إلا الفالوذج فسألته فقال كان يقال هو أرفع الطعام فلا يأكله.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إسحاق بن هانئ قال: مات أبو عبد الله وما خلف الا ست قطع في خرقة قدر دانقين.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال رأيت أحمد بن عيسى المصري ومعه قوم من المحدثين دخلوا على أبي عبد الله بالعسكر فقال له أحمد يا أبا عبد الله ما هذا الغم الإسلام حنيفية سمحة وبيت واسع فنظر إليهم وكان مضطجعا فلما خرجوا قال ما أريد أن يدخل علي هؤلاء.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إسحاق بن هانئ قال لي أبو عبد الله: بَكِّرْ حتى نعارض بشيء من الزهد فَبَكَّرْتُ إلية وقلت لأم ولدة أعطيني حصيرا ومخدة وبسطت في الدهليز فخرج أبو عبد الله ومعه الكتب والمحبرة فقال ما هذا؟ فقلت لنجلس عليه فقال: ارفعه الزهد لا يحسن الا بالزهد فرفعته وجلس على التراب.

ص: 1049

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الميموني قال: كان منزل أبي عبد الله ضيقا صغيرا وينام في الحر في أسفله وقال لي عمه ربما قلت له فلا يفعل ينام فوق وقد رأيت موضع مضجعه وفيه شاذكونة وبرذعة قد غلب عليها الوسخ.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الحسن بن محمد بن الحارث قال: دخلت دار أحمد فرأيت في بهوه حصيرا خلقا ومخدة وكتبه مطروحة حواليه وحب خزف وقيل كان على بابه مسح من شعر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إسحاق بن ابراهيم النيسابوري قال: قال لي الأمير إذا حل إفطار أبي عبد الله فأرنيه قال فجاؤوا برغيفين خبز وخبازة فأريته الأمير فقال هذا لا يجيبنا إذا كان هذا يعفه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: دخل علي أبي يعودني في مرضي فقلت يا ابة عندنا شيء مما كان يبرنا به المتوكل أفأحج منه قال نعم قلت فاذا كان هذا عندك هكذا فلم لا تأخذ منه قال نعم ليس هو عندي حرام ولكن تنزهت عنه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: كان أبو عبد الله إذا ذكر الموت خنقته العبرة وكان يقول الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب وإذا ذكرت الموت هان علي كل أمر الدنيا، إنما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس وإنها أيام قلائل ما أعدل بالفقر شيئا ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر، وقال أريد أن أكون في شعب بمكة حتى لا اعرف قد بليت بالشهرة إني أتمنى الموت صباحا ومساء.

(3)

حرص أحمد بن حنبل على طلب العلم:

كان أحمد بن حنبل رحمه الله ذا همةٍ عاليةٍ تناطح السحاب في طلب العلم فكان يُقْبِلُ على طلب العلم إقبالَ الظامئ على الموردِ العذب فقد أفنى جلَّ عمره في طلب العلم فكان إماماً يقتدى به في ذلك، تفوح منه علامات اليُمْنِ وأمارات الخير ورائحة التوفيق والسداد، فقد حفظ أحمد القرآن الكريم، ولما بلغ أربع عشرة سنة، درس اللغة العربية، وتعلم الكتابة، وكان يحب العلم كثيرًا حتى إن أمه كانت تخاف عليه من التعب والمجهود الكبير الذي يبذله في التعلم، وقد حدث ذات يوم أنه أراد أن يخرج للمكان الذي يتعلم فيه الصبية قبل طلوع الفجر، فجذبته أمه من ثوبه، وقالت له: يا أحمد انتظر حتى يستيقظ الناس.

ص: 1050

ومضت الأيام حتى بلغ أحمد الخامسة عشرة من عمره فأراد أن يتعلم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كبار العلماء والشيوخ، فلم يترك شيخًا في بغداد إلا وقد استفاد منه، ومن شيوخه: أبو يوسف، وهشيم بن مشير.

وهاك بعض الآثار الدالة على مدى حرصه على طلب العلم:

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: لما قدم ابن حنبل مكة من عند عبد الرزاق رأيت به شحوباً، وقد تبين عليه أثر النصب والتعب، فقلت: يا أبا عبد الله لقد شققت على نفسك في خروجك إلى عبد الرزاق. فقال: ما أهون المشقة فيما استفدنا من عبد الرزاق، كتبنا عنه حديث الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، وحديث الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قال لي أبو عبد الله اختلفت إلى الكتاب ثم اختلفت إلى الديوان وأنا ابن أربع عشرة سنة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله قال: سمعت أبي يقول ربما أردت البكور في الحديث فتأخذ أمي بثوبي وتقول حتى يؤذن المؤذن وكنت ربما بكرت إلى مجلس أبي بكر بن عياش.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد الدورقي قال: لما قدم أحمد بن حنبل من عند عبد الرزاق رأيت به شحوبا بمكة وقد تبين عليه النصب والتعب فكلمته فقال هين فيما استفدنا من عبد الرزاق.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله قال أبي ما كتبنا عن عبد الرزاق من حفظه إلا المجلس الأول وذلك أنا دخلنا بالليل فأملى علينا سبعين حديثا وقد جالس معمرا تسع سنين وكان يكتب عنه كل ما يقول.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عمار بن رجاء سمعت أحمد بن حنبل يقول طلب إسناد العلو من السنة.

(4)

حافظة أحمد بن حنبل رحمه الله:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: قال لي أبي خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع من المصنف فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد وإن شئت بالإسناد حتى أخبرك أنا بالكلام.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: قال لي أبو زرعة أبوك يحفظ ألف ألف حديث فقيل له وما يدريك؟ قال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.

ص: 1051

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قال لي أبو عبد الله كنا عند يزيد بن هارون فوهم في شيء فكلمته فأخرج كتابه فوجده كما قلت فغيره فكان إذا جلس يقول يا ابن حنبل ادن يا ابن حنبل ادن ها هنا ومرضت فعادني فنطحه الباب.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن المديني قال: ليس في أصحابنا أحفظ من أحمد وبلغني انه لا يحدث إلا من كتاب ولنا فيه أسوة وعنه قال أحمد اليوم حجة الله على خلقه.

تحديث أحمد بن حنبل من كتاب رغم قوة حافظته:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله ما رأيت أبي حدث من غير كتاب إلا بأقل من مئة حديث وسمعت أبي يقول قال الشافعي يا أبا عبد الله إذا صح عندكم الحديث فأخبرونا حتى نرجع إليه أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت لم يحتج إلى أن يقول حجازيا فإنه كان بصيرا بحديث الحجاز ولا قال مصريا فإن غيرهما كان أقعد بحديث مصر منهما.

(5)

سعة علم أحمد بن حنبل رحمه الله:

كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله خزانة علم فكان علمه واسعاً مباركا كالغيث من السماء أينما حل نفع، يتفجَّرُ العلمُ من جوانبه، وتنطِق الحكمةُ من نواحيه، لا يُشَقُ له غُبارٌ في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها وهاك بعض الآثار الدالة على ذلك:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: قال لي أبو زرعة أبوك يحفظ ألف ألف حديث فقيل له وما يدريك؟ قال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: فهذه حكاية صحيحة في سعة علم أبي عبد الله وكانوا يعدون في ذلك المكرر والأثر وفتوى التابعي وما فسر ونحو ذلك وإلا فالمتون المرفوعة القوية لا تبلغ عشر معشار ذلك.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن سعيد بن عمرو قال: يا أبا زرعة أأنت أحفظ أم أحمد؟ قال بل أحمد قلت كيف علمت قال وجدت كتبه ليس في أوائل الأجزاء أسماء الذين حدثوه فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه وأنا لا أقدر على هذا.

ص: 1052

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي زرعة قال حزرت كتب أحمد يوم مات فبلغت اثني عشر حملا وعدلا ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان ولا في بطنه حدثنا فلان كل ذلك كان يحفظه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي زرعة قال: أخرج إلي أبو عبد الله أجزاء كلها سفيان سفيان ليس على حديث منها حدثنا فلان فظننتها عن رجل واحد فانتخبت منها فلما قرأ ذلك علي جعل يقول حدثنا وكيع ويحيى وحدثنا فلان فعجبت ولم اقدر أنا على هذا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إبراهيم الحربي قال: رأيت أبا عبد الله كأن الله جمع له علم الأولين والأخرين.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن رجل قال ما رأيت أحدا اعلم بفقه الحديث ومعانيه من أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن راهوية قال: كنت أجالس أحمد وابن معين ونتذاكر فأقول ما فقهه ما تفسيره فيسكتون إلا أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي بكر الخلال قال: كان أحمد قد كتب كُتُبَ الرأي وحفظها ثم لم يلتف إليها.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن نوح بن حبيب القومسي قال: سلمت على أحمد بن حنبل في سنة ثمان وتسعين ومئة بمسجد الخيف وهو يفتي فتيا واسعة.

عظيم فقه أحمد بن حنبل رحمه الله:

اشتُهِرَ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى الفقه والحديث معاً، ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين ألف حديث، و كان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، ولأنه كان لديه ثروة هائلة من الحديث فقد مكّنه ذلك من الاستنباط، وقد ضيق باب القياس مما جعل الأحكام أقرب إلى مرامي الشارع ومقاصده المستوحاة من أعمال الرسول وأقواله. وكانت هناك حاجة ماسة إلى أحكامه، لأنّ العرب تفرّقوا بين الأمصار التي فتحوها وفيها أمم وشعوب مختلفة، وقد قدّم الإمام أحمد الحديث على الرأي والقياس ولو كان ضعيفاً، كما أنه أكمل مشوار الشافعي من ناحية تعظيم دور السنة في البناء الفقهي ، وكانت شخصية الإمام أحمد رمزاً للصمود والثبات على الإيمان الراسخ ورفض الأفكار الدخيلة على الإسلام والعقيدة الإسلامية.

ص: 1053

وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" صلوا كما رأيتموني أصلي "، ويقول في الحج:" خذوا عني مناسككم ". كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه.

أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة و الصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك:" الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص "، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.

وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: " لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن أبي حاتم قال: سألت أبي عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل أيهما أحفظ؟ فقال كانا في الحفظ متقاربين وكان أحمد أفقة إذا رأيت من يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي زرعة قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقة ما رأيت أحدا أكمل من أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن وارة قال: كان أحمد صاحب فقه صاحب حفظ صاحب معرفة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن النسائي قال: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث والفقه والورع والزهد والصبر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح بن محمد جزرة قال أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي عبيد القاسم ابن سلام قال: انتهى العلم إلى أربعة أحمد بن حنبل وهو أفقههم فيه وإلى ابن أبي شيبة وهو أحفظهم له وإلى علي بن المديني وهو أعلمهم به وإلى يحيى بن معين وهو أكتبهم له.

ص: 1054

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن ابراهيم البوشنجي وذكر أحمد بن حنبل فقال هو عندي أفضل وأفقه من سفيان الثوري وذلك أن سفيان لم يمتحن بمثل ما امتحن به أحمد ولا عِلْم سفيان ومن يقدم من فقهاء الأمصار كعلم أحمد بن حنبل لأنه كان أجمع لها وأبصر بأغاليطهم وصدوقهم وكذوبهم قال ولقد بلغني عن بشر بن الحارث انه قال قام أحمد مقام الانبياء وأحمد عندنا امتحن بالسراء والضراء فكان فيهما معتصماً بالله.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي زرعة وقيل له اختيار أحمد وإسحاق أحب إليك أم قول الشافعي قال بل اختيار أحمد وإسحاق ما اعلم في أصحابنا أسود الرأس أفقه من أحمد بن حنبل وما رأيت أحدا أجمع منه في فضله وتألهه وشمائله.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إبراهيم الحربي قال: سئل أحمد عن المسلم يقول للنصراني أكرمك الله قال نعم ينوي بها الإسلام، وقيل سئل أحمد عن رجل نذر ان يطوف على اربع فقال يطوف طوافين ولا يطف على اربع.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن قال ابن عقيل من عجيب ما سمعته عن هؤلاء الأحداث الجُهَّال أنهم يقولون أحمد ليس بفقيه لكنه محدث قال وهذا غاية الجهل لأن له اختيارات بناها على الأحاديث بناء لا يعرفه أكثرهم وربما زاد على كبارهم.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت احسبهم يظنونه كان محدثا وبس بل يتخيلونه من بابه محدثي زماننا ووالله لقد بلغ في الفقه خاصة رتبة الليث ومالك والشافعي وأبي يوسف وفي الزهد والورع رتبة الفضل وابراهيم بن ادهم وفي الحفظ رتبة شعبة ويحيى القطان وابن المديني ولكن الجاهل لا يعلم رتبة نفسه فكيف يعرف رتبة غيره.

(6)

عمل أحمد بن حنبل بالعلم:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قال لي أحمد ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.

ص: 1055

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم في الحلية عن إبراهيم بن هاني: اختفى عندي أحمد بن حنبل ثلاثة أيام ثم قال: اطلب لي موضعاً حتى أتحول إليه. قلت: لا آمن عليك يا أبا عبد الله، قال: إذا فعلت أفدتك، فطلبت له موضعاً فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام، ثم تحول، وليس ينبغي أن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرخاء ونتركه في الشدة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن وقال صالح كان أبي إذا دعا له رجل قال ليس يحرز الرجل المؤمن إلا حفرته الأعمال بخواتيمها وقال أبي في مرضه أخرج كتاب عبد الله بن إدريس فقال اقرأ علي حديث ليث أن طاووسا كان يكره الأنين في المرض فما سمعت لأبي حتى مات وسمعه ابنه عبد الله يقول تمنيت الموت وهذا أمر أشد علي من ذلك ذاك فتنة الضرب والحبس كنت أحمله وهذه فتنة الدنيا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح بن أحمد قال مضيت مع أبي يوم جمعة إلى الجامع فوافقنا الناس قد انصرفوا فدخل إلى المسجد وكان معنا إبراهيم بن هانئ فتقدم أبي فصلى بنا الظهر أربعا وقال قد فعله ابن مسعود بعلقمة والأسود وكان أبي إذا دخل مقبرة خلع نعليه وأمسكهما بيده.

(7)

حرص أحمد بن حنبل على نشر العلم:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن الجوزي قال: كان الإمام لا يرى وضع الكتب وينهي عن كتبة كلامه ومسائله ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة وصنف المسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله: احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماما، والتفسير وهو مئة وعشرون ألفا والناسخ والمنسوخ والتاريخ وحديث شعبة والمقدم والمؤخر في القرآن وجوابات القرآن والمناسك الكبير والصغير وأشياء أخر.

ص: 1056

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت وكتاب الأيمان وكتاب الأشربة ورأيت له ورقة من كتاب الفرائض فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر ثم لو ألف تفسيرا لما كان يكون أزيد من عشرة آلاف اثر ولاقتضى أن يكون في خمس مجلدات فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه فأوعى لا يبلغ عشرين ألفا وما ذكر تفسير أحمد أحد سوى أبي الحسين بن المنادي فقال في تاريخه لم يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفا والتفسير وهو مئة وعشرون ألفا سمع ثلثيه والباقي وجادة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حنبل قال: جمعنا أحمد بن حنبل أنا وصالح وعبد الله وقرأ علينا المسند ما سمعه غيرنا وقال هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبع مئة ألف وخمسين ألفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا اليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت في الصحيحين احاديث قليلة ليست في المسند لكن قد يقال لا ترد على قوله فان المسلمين ما اختلفوا فيها ثم ما يلزم من هذا القول ان ما وجد فيه ان يكون حجة ففيه جملة من الاحاديث الضعيفة مما يسوغ نقلها ولا يجب الاحتجاج بها وفيه احاديث معدودة شبه موضوعة ولكنها قطرة في بحر وفي غضون المسند زيادات جمة لعبد الله بن أحمد.

مصنفات أحمد بن حنبل رحمه الله:

ص: 1057

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن الجوزي قال: وله ـ يعني أبا عبد الله ـ من المصنفات كتاب نفي التشبيه مجلدة وكتاب الامامة مجلدة صغيرة وكتاب الرد على الزنادقة ثلاثة اجزاء وكتاب الزهد مجلدة كبير وكتاب الرسالة في الصلاة قلت هو موضوع على الإمام قال وكتاب فضائل الصحابة مجلدة قلت فيه زيادات لعبد الله ابنه ولأبي بكر القطيعي صاحبه وقد دون عنه كبار تلامذته مسائل وافرة في عدة مجلدات كالمروذي والأثرم وحرب وابن هانئ والكوسج وأبي طالب وفوران وبدر المغازلي وأبي يحيى الناقد ويوسف بن موسى الحربي وعبدوس العطار ومحمد بن موسى بن مشيش ويعقوب بن بختان ومهني الشامي وصالح بن أحمد وأخيه وابن عمهما حنبل وأبي الحارث أحمد بن محمد الصائغ والفضل بن زياد وأبي الحسن الميموني والحسن بن ثواب وأبي السجستاني وهارون الحمال والقاضي أحمد بن محمد البرتي وأيوب بن إسحاق بن سافري وهارون المستملي وبشر بن موسى وأحمد بن القاسم صاحب أبي عبيد ويعقوب بن العباس الهاشمي وحبيش بن سندي وأبي الصقر يحيى بن يزداد الوراق وأبي جعفر محمد بن يحيى الكحال ومحمد بن حبيب البزاز ومحمد بن موسى النهرتيري ومحمد بن أحمد بن واصل المقريء وأحمد بن اصرم المزني وعبدوس الحربي قديم عنده عن أحمد نحو من عشرة الاف مسالة لم يحدث بها وإبراهيم الحربي وأبي جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا وجعفر بن محمد بن الهذيل الكوفي وكان يشبهونه في الجلالة بمحمد بن عبد الله بن نمير وأبي شيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله مطين وجعفر بن أحمد الواسطي والحسن بن علي الإسكافي والحسن بن علي بن بحر بن بري القطان والحسين بن إسحاق التستري والحسن بن محمد بن الحارث السجستاني قال الخلال يقرب من أبي داود في المعرفة وبصر الحديث والتفقه وإسماعيل بن عمر السجزي الحافظ وأحمد بن الفرات الرازي الحافظ وخلق سوى هؤلاء سماهم الخلال في أصحاب أبي عبد الله نقلوا المسائل الكثيرة والقليلة وجمع أبو بكر الخلال سائر ما عند هؤلاء من أقوال أحمد وفتاويه وكلامه في العلل والرجال والسنة والفروع حتى حصل عنده من ذلك مالا يوصف كثرة ورحل إلى النواحي في تحصيله وكتب عن نحو من مئه نفس من أصحاب الإمام ثم كتب كثيرا من ذلك عن أصحاب أصحابه وبعضه عن رجل عن آخر عن الإمام أحمد ثم أخذ في ترتيب ذلك وتهذيبه وتبويبه وعمل كتاب العلم وكتاب العلل وكتاب السنة كل واحد من الثلاثة في

ص: 1058

ثلاث مجلدات ويروي في غضون ذلك من الأحاديث العالية عنده عن أقران أحمد من أصحاب ابن عيينة ووكيع وبقية ما يشهد له بالامامة والتقدم وألف كتاب الجامع في بضعة عشر مجلدة أو أكثر وقد قال في كتاب أخلاق أحمد بن حنبل لم يكن أحد علمت عنى بمسائل أبي عبد الله قط ما عنيت بها أنا وكذلك كان أبو بكر المروذي رحمه الله يقول لي أنه لم يعن أحد بمسائل أبي عبد الله ما عنيت بها أنت إلا رجل بمهدان يقال له متويه واسمه محمد بن أبي عبد الله جمع سبعين جزءا كبارا ومولد الخلال كان في حياة الإمام أحمد يمكن أن يكون رآه وهو صبي.

(8)

توقير أحمد بن حنبل لأصحاب الحديث:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن موسى بن هارون قال: سئل أحمد أين نطلب البدلاء فسكت ثم قال إن لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن إسماعيل الترمذي قال: كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أحمد بن حنبل فقال له أحمد يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكه أصحاب الحديث فقال أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله ينفض ثوبه ويقول زنديق زنديق ودخل البيت.

(9)

منابذة أحمد بن حنبل لأهل الأهواء:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن شهاب الاسفراييني قال: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عمن نكتب في طريقنا فقال عليكم بهناد وبسفيان بن وكيع وبمكة ابن أبي عمر وإياكم أن تكتبوا يعني عن أحد من أصحاب الأهواء قليلا ولا كثيرا عليكم بأصحاب الآثار والسنن.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن البغوي قال: سمعت أحمد يقول من قال القرآن مخلوق فهو كافر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح قال: سمعت أبي يقول الجهمية ثلاث فرق فرقة قلت القرآن مخلوق وفرقة قالوا كلام الله وسكتوا وفرقة قالوا لفظنا به مخلوق ثم قال أبي لا يصلي خلف واقفي ولا لفظي.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن زنجويه قال: سمعت أحمد يقول اللفظية شر من الجهمية.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: أخبرت أبا عبد الله أن أبا شعيب السوسي الرقي فَرَّقَ بين ابنته وزوجها لما وقف في القرآن فقال أحسن، عافاه الله وجعل يدعو له.

ص: 1059

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: ولما أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذر عنه أبو عبد الله وأمر بهجرانه، لأبي عبد الله في مسألة اللفظ نقول: فأول من أظهر مسألة اللفظ حسين بن علي الكرابيسي وكان من أوعية العلم ووضع كتابا في المدلسين يحط على جماعة فيه أن ابن الزبير من الخوارج وفيه أحاديث يقوي به الرافضة فأعلم أحمد فحذر منه فبلغ الكرابيسي فتنمر وقال لأقولن مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر فقال لفظي بالقرآن مخلوق فقال المروذي في كتاب القصص فذكرت ذلك لأبي عبد الله أن الكرابيسي قال لفظي بالقرآن مخلوق وأنه قال أقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات الا أن لفظي به مخلوق ومن لم يقل لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر قاتله الله وأي شيء قالت الجمهية إلا هذا وما ينفعه وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأول ثم قال إيش خبر أبي ثور أوافقه على هذا قلت قد هجره قال أحسن لن يفلح أصحاب الكلام.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: سئل أبي وانا اسمع عن اللفظية والواقفة فقال من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد الدورقي قال: قلت لأحمد بن حنبل ما تقول في هؤلاء الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق؟ فرأيته استوى واجتمع وقال هذا شر من قول الجهمية من زعم هذا فقد زعم أن جبريل تكلم بمخلوق وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمخلوق.

ص: 1060

قال الذهبي تعليقاً على هذا: فقد كان هذا الإمام لا يرى الخوض في هذا البحث خوفا من أن يتذرع به إلى القول بخلق القرآن والكف عن هذا أولى آمنا بالله تعالى وبملائكته وبكتبه ورسله وأقداره والبعث والعرض على الله يوم الدين ولو بسط هذا السطر وحرر فيها بأدلته لجاء في خمس مجلدات بل ذلك موجود مشروح لمن رامه والقرن فيه شفاء ورحمة للمؤمنين ومعلوم أن التلفظ شيء من كسب القارئ غير الملفوظ والقراءة غير الشيء المقروء والتلاوة وحسنها وتجويدها غير المتلو وصوت القارئ من كسبه فهو يحدث التلفظ والصوت والحركة والنطق وإخراج الكلمات من أدواته المخلوقة ولم يحدث كلمات القرآن ولا ترتيبه ولا تأليفه ولا معانيه فلقد أحسن الإمام أبو عبد الله حيث منع من الخوض في المسألة من الطرفين إذ كل واحد من إطلاق الخلقية وعدمها على اللفظ موهم ولم يات به كتاب ولا سنة بل الذي لا نرتاب فيه أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق والله أعلم.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح بن أحمد قال: سمعت أبي يقول من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول من تعاطى الكلام لا يفلح من تعاطي الكلام لم يخل من أن يتجهم.

ص: 1061

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي مزاحم الخاقاني قال: قال لي عمي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أمر المتوكل بمسألة أحمد عمن يقلد القضاء فسألت عمي أن يخرج إلي جوابه فوجه إلي نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بن محمد بن حنبل بعد أن سألته فأجابني بما قد كتبته سألته عن أحمد بن رباح فقال فيه جهمي معروف وأنه إن قلد شيئا من أمور المسلمين كان فيه ضرر عليهم وسألته عن الخلنجي فقال فيه كذلك وسألته عن شعيب بن سهل فقال جهمي معروف بذلك وسألته عن عبيد الله بن أحمد فقال كذلك وسألته عن المعروف بأبي شعيب فقال كذلك وسألته عن محمد بن منصور قاضي الأهواز فقال كان مع ابن أبي دواد وفي ناحيته وأعماله إلا أنه كان من أمثلهم وسألته عن علي بن الجعد فقال كان معروفا بالتجهم ثم بلغني أنه رجع وسألته عن الفتح بن سهل فقال جهمي من أصحاب المريسي وسألته عن الثلجي فقال مبتدع صاحب هوى وسألته عن إبراهيم بن عتاب فقال لا أعرفه إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي، وفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين مع ما عليه رأي أمير المؤمنين أطال الله بقاءه من التمسك بالسنة والمخالفة لأهل البدع.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حنبل قال: سمعت أبا عبد الله يقول من أحب الكلام لم يفلح لأنه يؤول أمرهم إلى حيرة، عليكم بالسنة والحديث وإياكم والخوض في الجدال والمراء أدركنا الناس وما يعرفون هذا الكلام عاقبة الكلام لا تؤول إلى خير.

[*] قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: وللإمام أحمد كلام كثير في التحذير من البدع وأهلها وأقوال في السنة ومن نظر في كتاب السنة لأبي بكر الخلال رأى فيه علما غزيرا ونقلا كثيرا وقد أوردت من ذلك جملة في ترجمة أبي عبد الله في تاريخ الإسلام وفي كتاب العزة للعلي العظيم فترني عن إعادته هنا عدم النية فنسأل الله الهدي وحسن القصد وإلى الامام أحمد المنتهى في معرفة السنة علما وعملا وفي معرفة الحديث وفنونه ومعرفة الفقه وفروعه وكان رأسا في الزهد والورع والعبادة والصدق.

(10)

استعفاف أحمد بن حنبل وغنى نفسه رحمه الله:

ص: 1062

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن إسحاق بن راهويه يقول: لما خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق انقصت به النفقة، فأكرى نفسه من بعض الحمالين إلى أن وافى صنعاء، وقد كان أصحابه عرضوا عليه المواساة فلم يقبل من أحد شيئاً.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الرزاق يقول: قدم علينا أحمد بن حنبل ها هنا فقام سنتين إلا شيئاً فقلت له: يا أبا عبد الله خذ هذا الشيء فانتفع به فإن أرضنا ليس بأرض متجر ولا مكسب، وأرانا عبد الرزاق كفه ومدها فيها دنانير. قال أحمد: أنا بخير ولم يقبل مني.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أحمد بن سليمان الواسطي يقول: بلغني أن أحمد بن حنبل رهن نعله عند خباز على طعام أخذه منه عند خروجه من اليمن وأكرى نفسه من ناس من الحمالين عند خروجه وعرض عليه عبد الرزاق دراهم صالحة فله يقبلها منه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حج أبي خمس حجج ماشياً واثنتين راكباً وأنفق في بعض حجاته عشرين درهماً.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن محمد بن موسى بن حماد اليزيدي قال: حمل إلى الحسن ابن عبد العزيز الجروي ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس، في كل كيس ألف دينار فقال: يا أبا عبد الله هذه من ميراث حلال فخذها واستعن بها على عيلتك. قال: لا حاجة لي بها أنا في كفاية فردها ولم يقبل منها شيئاً.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن حمدان بن سنان الواسطي: قدم علينا أحمد بن حنبل ومعه جماعة، قال: فنفدت نفقاتهم فأخذوا. قال وجاء أحمد بن حنبل بفروة فقال: قل لمن يبيع هذه ويجيئني بثمنها فأتسع به، قال: فأخذت صرة دراهم فمضيت بها إليه فردها، فقالت امرأتي: هذا رجل صالح لعله لم يرضها فأضعفها. قال: فأضعفتها فلم يقبل فأخذ الفروة مني وخرج.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أحمد ابن محمد التستري يقول: ذكروا أنه مر عليه ـ يعني أحمد بن حنبل ـ ثلاثة أيام ما كان طعم فيها، فبعث إلى صديق له فاستقرض شيئاً من الحقيق فعرفوا في البيت شدة حاجته إلى الطعام، فخبزوا بالعجلة، فلما وضع بين يديه قال: كيف عملتم؟ خبزتم بسرعة هذا؟ فقيل له: كان التنور في دار صالح ـ ابنه ـ مسجراً وخبزنا بالعجلة. فقال: ارفعوا ولم يأكل، فأمر بسد بابه إلى دار صالح.

ص: 1063

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن علي بن الجهم بن بدر قال: كان لنا جار فأخرج إلينا كتاباً فقال: أتعرفون هذا الخط؟ قلنا: نعم، هذا خط أحمد بن حنبل. فقلنا له: كيف كتب ذلك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة فقصدنا أحمد بن حنبل أياماً فلم نره، ثم جئنا إليه لنسأل عنه فقال لنا أهل الدار التي هو فيها. هو في ذلك البيت، فجئنا إليه والباب مردود عليه، وإذا عليه خلقان. فقلنا له: يا أبا عبد الله ما خبرك لم نرك منذ أيام؟ فقال: سرقت ثيابي. فقلت: له معي دنانير، فإن شئت خذ قرضاً، وإن شئت صلة. فأبى أن يفعل، فقلت: تكتب لي بأخذه؟ قال: نعم، فأخرجت ديناراً فأبى أن يأخذه وقال: اشتر لي ثوباً واقطعه بنصفين، فأومئ أنه يأتزر بنصف ويرتدي بالنصف الآخر. وقال: جئني ببقيته، ففعلت وجئت بورق وكاغد فكتب لي فهذا خطه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن صالح بن أحمد بن حنبل قال: دخلت علي أبي في أيام الواثق ـ والله يعلم في أي حالة نحن ـ وقد خرج لصلاة العصر، وقد كان له لبد يجلس عليها، قد أتت عليه سنون كثيرة، حتى قد بلي، فإذا تحته كتاب كاغد، وإذا فيه بلغني يا أبا عبد الله ما أنت فيه من الضيق وما عليك من الدين، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان لتقضي بها دينك وتوسع بها على عيالك، وما هي من صدقة ولا زكاة، وإنما هو شيء ورثته من أبي. فقرأت الكتاب ووضعته فلما دخل قلت: يا أبت ما هذا الكتاب. فاحمر وجهه وقال: رفعته منك، ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: وصل كتابك إلي ونحن في عافية، فأما الدين فإنه لرجل لا يرهقنا وأما عيالنا فهم في نعمة والحمد لله. فذهبت بالكتاب إلى الرجل الذي كان أوصل كتاب الرجل، فقال: ويحك لو أن أبا عبد الله قبل هذا الشيء ورمى به مثلا في الدجلة كان مأجوراً، لأن هذا رجل لا يعرف له معروف، فلما كان بعد حين ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فرد عليه الجواب بمثل ما رد، فلما مضت سنة أو أقل أو أكثر ذكرناها فقال: لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت.

ص: 1064

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الرمادي قال: سمعت عبد الرزاق وذكر أحمد بن حنبل فدمعت عيناه فقال بلغني أن نفقته نفدت فأخذت بيده فأقمته خلف الباب وما معنا أحد فقلت له انه لا تجتمع عندنا الدنانير إذا بعنا الغلة اشغلناها في شيء وقد وجدت عند النساء عشرة دنانير فخذها وأرجو أن لا تنفقها حتى يتهيأ شيء فقال لي يا أبا بكر لو قبلت من أحد شيئا قبلت منك.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله قال: قلت لأبي بلغني أن عبد الرزاق عرض عليك دنانير قال نعم وأعطاني يزيد بن هارون خمس مئة درهم أظن فلم أقبل وأعطى يحيى بن معين وأبا مسلم فأخذا منه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح بن أحمد قال: شهدت ابن الجروي وقد جاء بعد المغرب فقال لأبي أنا رجل مشهور وقد أتيتك في هذا الوقت وعندي شيء قد اعتدته لك وهو ميراث فأحب أن تقبله فلم يزل به فلما أكثر عليه قام ودخل قال صالح فأخبرت عن ابن الجروي انه قال قلت له يا أبا عبد الله هي ثلاثة آلاف دينار فقام وتركني.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن سنان قال بلغني أن أحمد ابن حنبل رهن نعله عند خباز باليمن وأكرى نفسه من جمالين عند خروجه وعرض عليه عبد الرزاق دراهم صالحة فلم يقبلها وبعث ابن طاهر حين مات أحمد بأكفان وحنوط فأبى صالح أن وقال إن أبي قد اعد كفنه وحنوطه ورده فراجعه فقال إن أمير المؤمنين أعفى أبا عبد الله مما يكره وهذا مما يكره فلست أقبله.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح قال قلت لأبي إن أحمد الدورقي أعطى ألف دينار فقال يا بني (وَرِزْقُ رَبّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ)[طه: 131].

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ادريس الحداد قال كان أحمد ابن حنبل إذا ضاق به الأمر آجرنفسه من الحاكه فسوى لهم فلما كان أيام المحنة وَصُرِفَ إلى بيته حُمِلَ إليه مال فرده وهو محتاج إلى رغيف فجعل عمه إسحاق يحسب ما يرد فإذا هو نحو خمس مئه ألف قال فقال يا عم لو طلبناه لم يأتنا وإنما أتانا لما تركناه.

(11)

اجتهاد أحمد بن حنبل في العبادة رحمه الله:

ص: 1065

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي في كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة، وكان قرب الثمانين.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد قال: كان أبي يقرأ في كل يوم سُبْعًاً يختم في كل سبعة أيام، وكانت له ختمة في كل سبع ليال، سوى صلاة النهار، وكان ساعة يصلي عشاء الآخرة ينام نومة خفيفة ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: رأيت أبا عبد الله يقوم لِوِرْدِهِ قريباً من نصف الليل حتى يقارب السحر ورأيته يركع فيما بين المغرب والعشاء.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عاصم بن عصام البيهقي قال: بت ليلة عند أحمد بن حنبل فجاء بماء فوضعه فلما أصبح نظر إلى الماء بحاله فقال سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له وردٌ في بالليل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله ربما سمعت أبي في السحر يدعو لأقوام بأسمائهم وكان يكثر الدعاء ويخفيه ويصلي بين العشاءين فإذا صلى عشاء الآخرة ركع ركعات صالحة ثم يوتر وينام نومة خفيفة ثم يقوم فيصلي وكانت قراءته لينة ربما لم أفهم بعضها وكان يصوم ويدمن ثم يفطر ما شاء الله ولا يترك صوم الاثنين والخميس وأيام البيض فلما رجع من العسكر أدمن الصوم إلى أن مات.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إبراهيم بن شماس قال كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام وهو يحيى الليل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد خرج أبي إلى طرسوس ماشيا وحج حجتين أو ثلاثا ماشيا وكان أصبر الناس على الوحدة وبشر لم يكن يصبر على الوحدة كان يخرج إلى ذا وإلى ذا.

(12)

ورع أحمد بن حنبل رحمه الله:

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن ابن محمد بن يعقوب يقول: جاءه يوماً رسول من داره ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يذكر له أن أبا عبد الرحمن عليل واشتهى الزبد، فناول رجلا من أصحابه قطعة وقال: اشتر له بها زبداً، فجاء به على ورق سلق، فلما أن نظر إليه قال: من أين هذا الورق؟ قال: أخذته من عند البقال. فقال: استأذنته في ذلك. قال: لا قال: رده.

(13)

تواضع أحمد بن حنبل رحمه الله:

ص: 1066

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن يحيى بن معين يقول: ما رأيت مثل أحمد ابن حنبل، صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: حضرت أبي الوفاة لجلست عنده وبيدي الخرقة وهو في النزع لأشد لحييه، فكان يغرف حتى نظن أن قد قضي، ثم يفيق ويقول: لا بعد لا بعد بيده، ففعل ها مرة وثانية، فلما كان في الثالثة قلت له: يا أبت إيش هذا الذي قد لهجت به في هذا الوقت؟ فقال لي: يا بني ما تدرس؟ فقلت: لا فقال: إبليس لعنه الله، قام بحذائي عاضاً علي أنامله يقول: يا أحمد فُتَّنِّي وأنا أقول: لا بعد. حتى أموت.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن العباس بن محمد الدوري حدثني علي بن أبي حرارة ـ جار لنا ـ قال: كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل فاسأله أن يدعو الله لي. فسرت إليه فدققت عليه الباب وهو في دهليزه فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ فقلت: أنا رجل من أهل ذاك الجانب سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال: نحن أحوج إلى أن تدعو الله لنا. فوليت منصرفاً فخرجت امرأة عجوز من داره فقالت: أنت الذي كلمت أبا عبد الله قلت: نعم قالت: قد تركته يدعو الله لها. قال فجئت من فوري إلى البيت فدققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي حتى فتحت الباب فقالت: قد وهب الله لي العافية.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قلت لأبي عبد الله ما أكثر الداعي لك قال أخاف أن يكون هذا استدراجا بأي شيء هذا وقلت له قدم رجل من طرسوس فقال كنا في بلاد الروم في الغزو إذا هدأ الليل رفعوا أصواتهم بالدعاء ادعوا لأبي عبد الله وكنا نمد المنجنيق ونرمي عن أبي عبد الله ولقد رمي عنه بحجر والعلج على الحصن متترس بدرقه فذهب برأسه وبالدرقة قال فتغير وجه أبي عبد الله وقال ليته لا يكون استدراجا قلت كلا.

ص: 1067

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: رأيت طبيبا نصرانيا خرج من عند أحمد ومعه راهب فقال إنه سألني أن يجيء معي ليرى أبا عبد الله وأدخلت نصرانيا على أبي عبد الله فقال له إني لأشتهي أن أراك منذ سنين ما بقاؤك صلاح للإسلام وحدهم بل للخلق جميعا وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك فقلت لأبي عبد الله إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار فقال يا أبا بكر إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يحيى بن معين ما رأيت مثل أحمد صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الميموني قال: كثيرا ما كنت اسأل أبا عبد الله عن الشيء فيقول لبيك لبيك.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أحمد كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدنيا وكان فيه حلم ولم يكن بالعجول وكان كثير التواضع تعلوه السكينة والوقار وإذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن موسى قال رأيت أبا عبد الله وقد قال له خراساني الحمد لله الذي رأيتك قال اقعد أي شيء ذا من أنا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن رجل قال: رأيت أثر الغم في وجه أبي عبد الله وقد أثنى عليه شخص وقيل له جزاك الله عن الإسلام خيرا قال بل جزى الله الإسلام عني خيرا من أنا وما أنا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن علي بن عبد الصمد الطيالسي قال مسحت يدي على أحمد بن حنبل وهو ينظر فغضب وجعل ينفض يده ويقول عمن أخذتم هذا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن خطاب بن بشر قال: سألت أحمد بن حنبل عن شيء من الورع فتبين الاغتمام عليه ازدراء على نفسه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: سمعت أبا عبد الله ذكر أخلاق الورعين فقال اسأل الله أن لا يمقتنا أين نحن من هؤلاء.

ص: 1068

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: أَدْخَلْتُ إبراهيم الحصري على أبي عبد الله وكان رجلاً صالحاً فقال: إن أمي رأت لك مناما هو كذا وكذا وذكرت الجنة فقال: يا أخي إن سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا وخرج إلى سفك الدماء وقال الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن الحسن الترمذي قال رأيت أبا عبد الله يشتري الخبز من السوق ويحمله في الزنبيل ورأيته يشتري الباقلاء غير مرة ويجعله في خرقة فيحمله آخذا بيد عبد الله ابنه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قلت لأبي عبد الله قال لي رجل من هنا إلى بلاد الترك يدعون لك فكيف تؤدي شكر ما أنعم الله عليك وما بث لك في الناس فقال أسأل الله أن لا يجعلنا مرائين.

(14)

إيثار أحمد بن حنبل للوحدة عن فضول المخالطة:

كان أحمد بن حنبل يؤثر الوحدة، هروبا من الشهرة، وتحصيلا للمعرفة، وتجنبا للقيل والقال، فهو يرى الخلوة أروح لقلبه؛ تذكره بربه ودونك بعض الآثار الدالة على ذلك:

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كنت جالساً عند أبي رحمه الله يوماً فنظر إلى رجلي وهما لَيِّنَتَان ليس فيها شقاق، فقال لي: ما هذان الرجلان، لم لا تمشي حافياً حتى تصير رجلين خشنين قال عبد الله: وخرج إلى طرسوس ماشياً على قدميه، قال عبد الله: وكان أبي أصبر الناس على الوحدة، لم يره أحد إلا في مسجد أو حضور جنازة أو عيادة مريض، وكان يكره المشي في الأسواق.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد خرج أبي إلى طرسوس ماشيا وحج حجتين أو ثلاثا ماشيا وكان أصبر الناس على الوحدة وبشر لم يكن يصبر على الوحدة كان يخرج إلى ذا وإلى ذا.

ص: 1069

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي وذكر لأحمد أن رجلا يريد لقاءه فقال أليس قد كره بعضهم اللقاء يتزين لي وأتزين له لقد استرحت ما جاءني الفرج إلا منذ حلفت أن لا أُحَدِث وليتنا نترك الطريق ما كان عليه بشر بن الحارث فقلت له إن فلانا قال لم يزهد أبو عبد الله في الدراهم وحدها قال زهد في الناس فقال ومن أنا حتى أزهد في الناس، الناس يريدون أن يزهدوا في، وسمعته يكره للرجل النوم بعد العصر يفاف على عقله وقال لا يفلح من تعاطي الكلام ولا يخلو من أن يتجهم وسئل عن القراءة بالألحان فقال هذه بدعة لا تسمع.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابراهيم الحربي قال: كان أحمد يجيب في العرس والختان ويأكل وذكر غيره أن أحمد ربما استعفى من الإجابة وكان إن رأى إناء فضة أو منكرا خرج وكان يحب الخمول والانزواء عن الناس ويعود المريض وكان يكره المشي في الأسواق ويؤثر الوحدة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن فتح بن نوح قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول اشتهي مالا يكون أشتهي مكانا لا يكون فيه أحد من الناس.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الميموني قال: قال أحمد رأيت الخلوة أروح لقلبي.

(15)

إيثار أحمد بن حنبل للخمول وإنكار الذات:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبيد القاري قال دخل على أحمد عمه فقال يا ابن أخي إيش هذا الغم وإيش هذا الحزن فرفع رأسه وقال يا عم طوبي لمن أخمل الله ذكره.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال لي أحمد قل لعبد الوهاب أخمل ذكرك فإني أنا قد بليت بالشهرة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن الحسن بن هارون قال: رأيت أبا عبد الله إذا مشى في الطريق يكره أن يتبعه أحد.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت إيثار الخمول والتواضع وكثرة الوجل من علامات التقوى والفلاح.

(16)

ذم أحمد بن حنبل للمدح رحمه الله:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قلت لأبي عبد الله الرجل يقال في وجهه أحببت السنة قال هذا فساد لقلبه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن موسى قال رأيت أبا عبد الله وقد قال له خراساني الحمد لله الذي رأيتك قال اقعد أي شيء ذا من أنا.

ص: 1070

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن رجل قال: رأيت أثر الغم في وجه أبي عبد الله وقد أثنى عليه شخص وقيل له جزاك الله عن الإسلام خيرا قال بل جزى الله الإسلام عني خيرا من أنا وما أنا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن علي بن عبد الصمد الطيالسي قال مسحت يدي على أحمد بن حنبل وهو ينظر فغضب وجعل ينفض يده ويقول عمن أخذتم هذا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح بن أحمد قال: كان أبي إذا دعا له رجل يقول الأعمال بخواتيمها.

(17)

رفض أحمد بن حنبل تولي القضاء:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الأثرم قال: أخبرت أن الشافعي قال لأبي عبد الله إن أمير المؤمنين يعني محمدا سألني أن التمس له قاضيا لليمن وأنت تحب الخروج إلى عبد الرزاق فقد نلت حاجتك وتقضي بالحق فقال للشافعي: يا أبا عبد الله إن سمعت هذا منك ثانية لم ترني عندك فظننت انه كان لأبي عبد الله ثلاثين سنة أو سبعا وعشرين.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الشافعي أنه كان كثيرا عند محمد بن زبيدة يعني الأمين فذكروا له محمد يوما اغتمامه برجل يصلح للقضاء صاحب سنة قال قد وجدت قال ومن هو؟ فذكر أحمد بن حنبل قال فلقيه أحمد فقال أخمل هذا واعفني وإلا خرجت من البلد.

(18)

خشية أحمد بن حنبل رحمه الله:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قلت لأحمد أكان أغمي عليك أو غشي عليك عند ابن عيينة قال نعم في دهليزه زحمني الناس فأغمي علي وروي أن سفيان قال يومئذ كيف أحدث وقد مات خير الناس.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: كان أبو عبد الله إذا ذكر الموت خنقته العبرة وكان يقول الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب وإذا ذكرت الموت هان علي كل أمر الدنيا، إنما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس وإنها أيام قلائل ما أعدل بالفقر شيئا ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر، وقال أريد أن أكون في شعب بمكة حتى لا اعرف قد بليت بالشهرة إني أتمنى الموت صباحا ومساء.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول وددت أني نجوت من هذا الأمر كفانا لا علي ولا لي.

ص: 1071

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: بال أبو عبد الله في مرض الموت دماً عبيطاً فأريته الطبيب فقال هذا رجل قد فتت الغم أو الخوف جوفه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال قلت لأحمد كيف أصبحت؟ قال كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرائض ونبيه يطالبه بأداء السنة والملكان يطالبانه بتصحيح العمل ونفسه تطالبه بهواها وإبليس يطالبه بالفحشاء وملك الموت يراقب قبض روحه وعياله يطالبونه بالنفقة.

(19)

حُسْنُ أدب أحمد بن حنبل وسَمْتِه رحمه الله:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الحسين بن إسماعيل عن أبيه قال كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون نحو خمس مئة يكتبون والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي بكر بن المطوعي قال: اختلفت إلى أبي عبد الله ثنتي عشرة سنة وهو يقرأ المسند على أولاده فما كتبت عنه حديثاً واحدا إنما كنت أنظر إلى هديه واخلاقه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حميد بن عبد الرحمن الرواسي قال: يقال لم يكن أحد من الصحابة أشبة هدياً وسمتاً ودلاً من ابن مسعود بالنبي صلى اللة علية وسلم وكان أشبة الناس بة علقمة وكان أشبة الناس بعلقمة إبراهيم وكان أشبههم بإبراهيم منصور بن المعتمر وأشبة الناس به سفيان الثوري وأشبة الناس بة وكيع وأشبة الناس بوكيع فيما قالة محمد بن يونس الجمال أحمد بن حنبل.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن المنادي عن جدة أبي جعفر قال كان أحمد من أحيى الناس وأكرمهم وأحسنهم عشرة وأدبا كثير الإطراق لا يسمع منه إلا المذاكرة للحديث وذكر الصالحين في وقار وسكون ولفظ حسن وإذا لقيه إنسان بش به وأقبل عليه وكان يتواضع للشيوخ شديدا وكانوا يعظمونه وكان يفعل بيحيى بن معين ما لم أره يعمل بغيره من التواضع والتكريم والتبجيل كان يحيى أكبر منه بسبع سنين.

ص: 1072

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف بدنا ولا أشد تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوبا بشدة بياض من أحمد بن حنبل رضي الله عنه كان ثيابه بين الثوبين تسوى ملحفته خمسه عشر درهما وكان ثوب قميصه يؤخذ بالدينار ونحوه لم يكن له دقة تنكر ولا غلط ينكر ولا غلط ينكر وكان ملحفته مهذبة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبدوس العطار وجهت بابني مع الجارية يسلم على أبي عبد الله فرحب به وأجلسه في حجره وساءله واتخذ له خبيصا وقال للجارية كلي معه وجعل يبسطه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الميموني كان أبو عبد الله حسن الخلق دائم البشر ويحتمل الأذى من الجار.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إسحاق بن هانئ قال: كنا عند أحمد بن حنبل في منزله ومعه المروذي ومهنى فدق داق الباب وقال المروذي ها هنا فكان المروذي كره أن يعلم موضعه فوضع مهنى أصبعه في راحته وقال ليس المروذي ها هنا وما يصنع المروذي ها هنا فضحك أحمد ولم ينكر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حمدان بن علي قال: لم يكن لباس أحمد بذاك إلا أنه قطن نظيف.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الفضل بن زياد قال: رأيت على أبي عبد الله في الشتاء قميصين وجبة ملونة بينهما وربما قميصا وفروا ثقيلا ورأيته عليه عمامة فوق القلنسوة وكساء ثقيلا فسمعت أبا عمران الوركاني يقول له يوما يا أبا عبد الله هذا اللباس كله فضحك ثم قال أنا رقيق في البرد وربما لبس القلنسوة بغير عمامة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الفضل بن زياد قال: رأيت على أبي عبد الله في الصيف قميصا وسراويل ورداء وكان كثيرا ما يتشح فوق القميص.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الميموني قال: ما رأيت أبا عبد الله طيلسان قط ولا رداء إنما هو إزار صغير.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي داود قال: كنت أرى إذار أبي عبد الله محلولة ورأيت عليه من النعال ومن الخفاف غير زوج فما رأيت فيه محضرا ولا شيئا له قبالان.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي داود قال: رأيت على أبي عبد الله نعلين حمراوين لهما قبال واحد.

ص: 1073

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الملك الميموني قال: ما رأيت عمامة أبي عبد الله قط إلا تحت ذقنه ورأيته يكره غير ذلك.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: كان أبي إذا أتى البيت من المسجد ضرب برجله حتى يسمعوا صوت نعله وربما تنحنح ليعلموا به.

(20)

جود أحمد بن حنبل وسخاؤه:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال قدم رجل من الزهاد فأدخلته على أحمد وعليه فرو خلق وخريقة على رأسه وهو حافٍ في بردٍ شديد فَسَلَّمَ وقال يا أبا عبد الله قد جئت من موضعٍ بعيد وما أردت إلا السلام عليك وأريد عبادان وأريد إن أنا رجعت أُسَلِّمَ عليك فقال إن قدر فقام الرجل وَسَلَّمَ وأبو عبد الله قاعد فما رأيت أحدًا قام من عند أبي عبد الله حتى يقوم هو إلا هذا الرجل فقال لي أبو عبد الله ما ترى ما أشبهه بالأبدال أو قال إني لأذكر به الأبدال وأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أرغفٍ مشطورة بكامخ وقال لو كان عندنا شيء لواسيناك.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد قال: قال أبو سعيد بن أبي حنيفة المؤدب كنت آتي أباك فيدفع إلي الثلاثة دراهم وأقل وأكثر ويقعد معي فيتحدث وربما أعطاني الشيء ويقول أعطيتك نصف ما عندنا فجئت يوما فأطلت القعود أنا وهو قال ثم خرج ومعه تحت كسائه أربعة أرغفة فقال هذا نصف ما عندنا فقلت هي أحب إلي من أربعة آلاف من غيرك.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن هارون المستملي قال: لقيت أحمد بن حنبل فقلت ما عندنا شيء فأعطاني خمسة دراهم وقال ما عندنا غيرها.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن روذي قال: رأيت أبا عبد الله قد وهب لرجل قميصه وقال ربما واسى من قوته وكان إذا جاءه أمر يهمه من أمر الدنيا لم يفطر وواصل وجاءه أبو سعيد الضرير وكان قال قصيدة في ابن أبي داود فشكى إلى أبي عبد الله فقال يا أبا سعيد ما عندنا الا هذا الجذع فجيء بحمال قال فبعته بتسعة دراهم ودانقين وكان أبو عبد الله شديد الحياء كريم الأخلاق يعجبه السخاء.

ص: 1074

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الروذي قال: سمعت أبا الفوارس ساكن أبي عبد الله يقول: قال لي أبو عبد الله يا محمد ألقى الصبي المقراض في البئر فنزلت فأخرجته فكتب لي إلى البقال أعطه نصف درهم قلت هذا لا يساوي قيراط والله لا أخذته قال فلما كان بعد دعاني فقال كم عليك من الكراء فقلت ثلاثة أشهر قال أنت في حل، ثم قال أبو بكر الخلال فاعتبروا يا أولي الألباب والعلم هل تجدون أحدا بلغكم عنه هذه الأخلاق.

(21)

حسن خلق أحمد بن حنبل رحمه الله:

كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله خيار الناس، وأكرمهم نفسا، وأحسنهم عشرة وأدبا، كثير الإطراق والغض، معرضا عن القبيح واللغو، لا يسمع منه إلا المذاكرة للحديث وذكر الصالحين والزهاد، في وقار وسكون ولفظ حسن، وإذا لقيه إنسان بش به وأقبل عليه، وكان يتواضع للشيوخ تواضعا شديدا، وكانوا يكرمونه ويعظمونه، وكان قدوة عالية لأهل زمانه بعلمه وخلقه وورعه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي بكر المروذي حدثهم في آداب أبي عبد الله قال كان أبو عبد الله لا يجهل وان جهل عليه حلم واحتمل ويقول يكفي الله ولم يكن بالحقود ولا العجول كثير التواضع حسن الخلق دائم البشر لين الجانب ليس بفظ وكان يحب في الله ويبعض في الله وإذا كان في أمر من الدين اشتد له غضبه وكان يحتمل الأذى من الجيران.

ص: 1075

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حنبل قال: صليت بأبي عبد الله العصر فصلى معنا رجل يقال له محمد بن سعيد الختلي وكان يعرفه بالسنة فقعد أبو عبد الله بعد الصلاة وبقيت أنا وهو والختلي في المسجد ما معنا رابع فقال لأبي عبد الله نهيت عن زيد بن خلف أن لا يكلم قال كتب إلى أهل الثغر يسألوني عن أمره فكتبت إليهم فأخبرتهم بمذهبه وما أحدث وأمرتهم أن لا يجالسوه فاندفع الختلي على أبي عبد الله فقال والله لأزدنك إلى محبسك ولأدقن أضلاعك في كلام كثير فقال لي أبو عبد الله لا تكلمه ولا تجبه وأخذ أبو عبد الله نعليه وقام فدخل وقال: مُرْ السكان أن لا يكلموه ولا يردوا عليه فما زال يصيح ثم خرج فلما كان بعد ذلك ذهب هذا الختلي إلى شعيب وكان قد ولي على قضاء بغداد وكانت له في يديه وصية فسألته عنها ثم قال له شعيب يا عدو الله وثبت على أحمد بالأمس ثم جئت تطلب الوصية إنما أردت أن تتقرب إلي بذا فزبره ثم أقامه فخرج بعد إلى حسبة العسكر.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن هارون بن سفيان المستملي قال جئت إلى أحمد بن حنبل حين أراد أن يفرق الدراهم التي جاءته من المتوكل فأعطاني مائتي درهم فقلت لا تكفيني قال ليس هنا غيرها ولكن هو ذا اعمل بك شيئا أعطيك ثلاث مائة تفرقها قال فلما أخذتها قلت ليس والله أعطي أحدا منها شيئا فتبسم.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن حنبل قال: حدثني أبي قال قيل لأبي عبد الله لما ضُرِبَ وبرئ وكانت يده وجعة مما علق وكانت تضرب عليه فذكروا له الحمام وألحوا عليه فقال أبي: يا أبا يوسف كلم صاحب الحمام يخليه لي ففعل ثم امتنع وقال ما أريد أن أدخل الحمام.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله قال: ما رأيت أبي دخل الحمام قط.

(22)

بُعْدُ أحمد بن حنبل عن التنعم و إيثاره لخشونة العيش:

ص: 1076

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كنت جالساً عند أبي رحمه الله يوماً فنظر إلى رجلي وهما لَيِّنَتَان ليس فيها شقاق، فقال لي: ما هذان الرجلان، لم لا تمشي حافياً حتى تصير رجلين خشنين قال عبد الله: وخرج إلى طرسوس ماشياً على قدميه، قال عبد الله: وكان أبي أصبر الناس على الوحدة، لم يره أحد إلا في مسجد أو حضور جنازة أو عيادة مريض، وكان يكره المشي في الأسواق.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي إسحاق الجوزجاني قال كان أحمد بن حنبل يصلي بعبد الرزاق فسها فسأل عنه عبد الرزاق فأخبر انه لم يأكل منذ ثلاثة أيام شيئا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن صالح قال ربما رأيت أبي يأخذ الكسر ينفض الغبار عنها ويصيرها في قصعة ويصب عليها ماء ثم يأكلها بالملح وما رأيته اشترى رمانا ولا سفرجلا ولا شيئا من الفاكهة إلا أن تكون بطيخة فيأكلها بخبز وعنبا وتمرا وقال لي كانت والدتك في الظلام تغزل غزلا دقيقا فتبيع الأستار بدرهمين أقل أو أكثر فكان ذلك قوتنا وكنا إذا اشترينا الشيء نستره عنه كيلا يراه فيوبخنا وكان ربما خبز له فيجعل في فخارة عدسا وشحما وتمرات شهريز فيجيء الصبيان فيصوت ببعضهم فيدفعه إليهم فيضحكون ولا يأكلون وكان يأتدم بالخل كثيرا.

(23)

عظيم صبر أحمد بن حنبل ورضاه:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي القاسم البغوي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول في سنة ثمان وعشرين ومائتين وقد حدث بحديث معونة في البلاء اللهم رضينا اللهم رضينا.

(24)

كان أحمد بن حنبل مستجاب الدعوة رحمه الله:

ص: 1077

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن العباس بن محمد الدوري حدثني علي بن أبي حرارة ـ جار لنا ـ قال: كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل فاسأله أن يدعو الله لي. فسرت إليه فدققت عليه الباب وهو في دهليزه فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ فقلت: أنا رجل من أهل ذاك الجانب سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال: نحن أحوج إلى أن تدعو الله لنا. فوليت منصرفاً فخرجت امرأة عجوز من داره فقالت: أنت الذي كلمت أبا عبد الله قلت: نعم قالت: قد تركته يدعو الله لها. قال فجئت من فوري إلى البيت فدققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي حتى فتحت الباب فقالت: قد وهب الله لي العافية.

(25)

هيبة أحمد بن حنبل رحمه الله:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قال جارنا فلان دخلت على إسحاق بن ابراهيم الأمير وفلان وفلان ذكر سلاطين ما رأيت أهيب من أحمد بن حنبل صرت الية أكلمة في شيء فوقعت علي الرعدة من هيبتة ثم قال المروذي ولقد طرقة الكلبي صاحب خبر السر ليلا فمن هيبتة لم يقرعوا ودقوا باب عمة.

(26)

جهاد أحمد بن حنبل ومرابطته:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد يقول خرج أبي إلى طرسوس ورابط بها وغزا ثم قال أبي رأيت العلم بها يموت.

(27)

محنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:

اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم.

وقد رأى أحمد بن حنبل ان رأي المعتزلة يحوِّل الله سبحانه وتعالى إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته.

وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون، وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه، لأنّ المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد.

وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم ردّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم، الذي امتحن الإمام، وتمّ تعرضه للضرب بين يديه.

ص: 1078