الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال سعيد: فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه ويمضي إلى لقاء أعداء الله حتى اقتحمت إلى الأرض وجثوت على ركبتي وأشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا. ثم وثبت على العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف. فثار الناس في وجوه الروم، ومازالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر.
ولما دانت دمشق بالولاء للمسلمين جعل أبو عبيدة بن الجراح قائد جيوش المسلمين والياً عليها. فكان أول من ولي إمرة دمشق من المسلمين. غير أنه كان زاهداً في الحكم كما هو زاهد في المال. فكتب إلى أبي عبيدة وهو في الأردن يعتذر عن عدم الاستمرار في المنصب ويطلب اللحاق به للجهاد. فلما بلغ الكتاب أبا عبيدة استجاب لرغبته.
ومن صور زهده إيثاره للخمول وإنكار الذات:
[*]
…
قال أبو نعيم في الحلية: رغب عن الولاية وتشمر في الرعاية! قمع نفسه وأخفى عن المنافسة في الدنيا شخصه! وبلغة العصر نقول: هو جندي مجهول!
[*]
سيرة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه و صورٌ من زهده:
وسوف نتناول شيئين أساسيين في هذه السيرة العطرة وهما:
أولاً: لمحات من سيرة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه:
ثانياً: صورٌ مشرقة من زهد أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه:
وهاك تفصيل ذلك:
أولاً: لمحات من سيرة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه:
[*] قال عنه الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء:
الأمين الرشيد، والعامل الزهيد، أمين الأمة أبو عبيدة. كان للأجانب من المؤمنين وديداً، وعلى الأقارب من المشركين شديدا، فيه نزلت:(لاّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الَاخِرِ يُوَآدّونَ مَنْ حَآدّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوَاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلََئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلََئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلَا إِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[المجادلة: 22]. صبر على الاقتصار على القليل، إلى أن حان منه النقلة والرحيل.
[*] وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء:
عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي الفهري المكي أحد السابقين الأولين ومن عزم الصديق على توليته الخلافة وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر يجتمع في النسب هو والنبي صلى الله عليه وسلم في فهر، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وَسَمَّاه أمين الأمة ومناقبه شهيرة جمة روى أحاديث معدودة وغزا غزوات مشهودة حدث عنه العرباض بن سارية وجابر بن عبد الله وأبو أمامة الباهلي وسمرة بن جندب وأسلم مولى عمر وعبد الرحمن بن غنم وآخرون.
اسم أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ونسبه:
أبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة، عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري المكي، أحد السابقين الأولين ومن عزم الصدِّيق على توليته الخلافة وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر لأن أبا بكر في السقيفة قال " وأرضى لكم أحد الرجلين" - يقصد بذلك عمر أو أبو عبيدة بن الجراح -. يجتمع أبو عبيدة في النسب مع النبي صلى الله عليه وسلم في فهر، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وسماه أمين الأمة. ومناقبه شهيرة جمة، روى أحاديث معدودة وغزا غزوات مشهودة.
إسلام أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه:
أبو عبيدة ابن الجراح من السابقين إلى الإسلام فقد أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الأيام الأولى للإسلام، قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الرقم،
[*] فعن يزيد بن الرومان قال: {انطلق بن مظعون وعبيدة بن الحارث وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام وأنبأهم بشرائعه فأسلموا في ساعة واحدة وذلك قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم} ، فكان من السابقين إلى الإسلام وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم عاد منها ليقف إلى جوار رسوله في بدر، وأحد، وبقيّة المشاهد جميعها، ثم ليواصل سيره القوي الأمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في صحبة خليفته أبي بكر، ثم في صحبة أمير المؤمنين عمر، نابذا الدنيا وراء ظهره مستقبلا تبعات دينه في زهد، وتقوى، وصمود وأمانة.
- مناقب أبي عبيدة ابن الجراح: