الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن نسير بن ذعلوق، قال: كان الربيع بن خثيم يبكي حتى تبل لحيته دموعه فيقول: أدركنا أقواماً كنا في جنبهم لصوصاً.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن فضيل بن عياض، يقول: كان الربيع بن خثيم يقول في دعائه: أشكو إليك حاجة لا يحسن بثها إليك، وأستغفر منها وأتوب إليك.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي يعلى، قال: كان الربيع إذا قيل له: كيف أصبحتم، يقول: ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن ابن سيرين، عن الربيع بن خثيم، قال: أقلوا الكلام إلا بتسع: تسبيح، وتكبير، وتهليل، وسؤالك الخير، وتعوذك من الشر، وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر، وقراءة القرآن.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن سفيان، قال: صحبنا الربيع بن خثيم عشرين سنة فما تكلم إلا بكلمة تصعد. وقال آخر صحبته سنتين فما كلمني إلا كلمتين.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن سفيان الثوري، عن رجل من بني تيم الله. قال: جالست الربيع عشر سنين فما سمعته يسأل عن شيء من أمر الدنيا إلا مرتين، قال مرة: والدتك حية؟ وقال مرة: كم لكم مسجداً.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن مبارك بن سعيد، عن أبيه، قال: قيل لأبي وائل: أأنت أكبر أم الربيع بن خثيم؟ قال: أنا أكبر منه سناً، وهو أكبر مني عقلاً.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عن رجل من أسلم من المبكرين إلى المسجد، قال: كان الربيع بن خثيم إذا سجد كأنه ثوب مطروح، فتجيء العصافير فتقع عليه.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الشعبي حدثنا الربيع وكان من معادن الصدق.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ياسين الزيات قال جاء ابن الكواء إلى الربيع بن خثيم فقال دلني على من هو خير منك قال نعم من كان منطقه ذكر وصمته تفكرا ومسيره تدبرا فهو خير مني.
(2) خشية الربيع بن خثيم رحمه لله تعالى:
كان الربيع بن خثيم رحمه لله تعالى مثلاً أعلى في خشيته لله تعالى ولعل من أبرز المواقف التي تُظهرُ ذلك ظهوراً جلياً موقفه الشريف عندما تعرضت له امرأةٌ بارعة الجمال، فكان موقفه منها موقف الرجل التقي النقي العفيف الحيي الحر الأبيِّ وليس موقف الفاجر الشقي العتي الغوي الذي يسير أسيراً ذليللاً وراء شهواته وهاك الموقف فتأمله بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
أمرَ قومٌ امرأةً ذات جمال بارع أن تتعرض للربيع ابن خيثم لعلها تفتنه، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم!
فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب، وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده. فنظر إليها، فراعه أمرها، فأقبلت عليه وهي سافرة.
فقال لها الربيع: كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك، فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت، فقطع منك حبل الوتين؟
أم كيف بك لو سألك منكر ونكير؟
فصرخت المرأة صرخة، فخرت مغشيا عليها، فوالله لقد أفاقت، وبلغت من عبادة ربها ما أنها كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق.
{تنبيه} : للافتتان بالمرأة شرطان متلازمان:
(1)
أن تخضع بالقول
(2)
أن يكون الرجل في قلبه مرض مصداقاً لقوله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (سورة الأحزاب/32)
فالمرأةُ خضعت بالقول لكن الربيع ابن خيثم لم يكن في قلبه مرض كحال الذين يسيل لعابهم وراء الشهوات والعياذ بالله فحصل له النجاة لذلك.
ودونك ما تيسر من المواقف الأخرى الدالة على مدى خشية الربيع بن خثيم رحمه لله تعالى:
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن بكر بن ماعز، قال: انطلق الربيع بن خثيم وعبد الله بن مسعود إلى شاطئ الفرات فمر بتلك الحدادين فلما رأى تلك النيران خر مغشياً عليه، فرجع إليه فقال: يا ربيع، فلم يجبه، فانطلق فصلى بالناس العصر ثم رجع إليه، فقال: يا ربيع يا ربيع، فلم يجبه، ثم انطلق فصلى بالناس المغرب ثم رجع، فقال: يا ربيع يا ربيع، فلم يجبه، حتى ضربه برد السحر.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي وائل، قال: خرجنا مع عبد الله بن مسعود ومعنا الربيع بن خثيم، فمررنا على حداد فقام عبد الله ينظر حديدة في النار، فنظر ربيع إليها فتمايل ليسقط، فمضى عبد الله حتى أتينا على أتون على شاطئ الفرات فلما رأى عبد الله والنار تلتهب في جوفه قرأ قوله تعالى:(إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيّظاً وَزَفِيراً * وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيّقاً مّقَرّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً)[الفرقان 12: 13]. قال: فصعق الربيع فاحتملناه فجئنا به إلى أهله، قال: ثم رابطه إلى المغرب قلم يفق، ثم أنه أفاق فرجع عبد الله إلى أهله.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن مالك بن دينار يقول: قالت ابنة الربيع للربيع: يا أبت لما لا تنام والناس ينامون؟ فقال: إن البيات النار لا تدع أباك أن ينام.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن غسان بن المفضل الغلابي، قال: سمعت من يذكر أن الربيع بن خثيم كان بالأهواز ومعه صاحب له، فنظرت إليه امرأة فتعرضت له فدعته إلى نفسها، فبكى الشيخ، فقال له صاحبه: ما يبكيك؟ قال: إنها تطمع في شيخين ألا رأت شيوخاً مثلنا.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الرحمن بن عجلان، قال: بت عند الربيع بن خثيم ذات ليلة فقام يصلي. فمر بهذه الآية: (أَمْ حَسِبَ الّذِينَ اجْتَرَحُواْ السّيّئَاتِ أَن نّجْعَلَهُمْ كَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ سَوَآءً مّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ)[الجاثية: 21]. فمكث ليلته حتى أصبح ما جاوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن حماد الأصم الحماني، عمن حدثه، عن بعض أصحاب الربيع، قال: ربما علمنا شَعَرَهُ عند المساء وكان ذا وفرة ثم يصبح والعلامة كما هي، فيعرف أن الربيع لم يضع جنبه ليلة على فراشه.