الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا ما تذكرت أجسامهم * تصاغرت النفس حتى تهونا
وكل على ذاك ذاق الردى * فبادوا جميعا فهم هامدونا
وجاء من طرق عن ابن المبارك ويقال بل هي لحميد النحوي
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله * إذا كنت فارغا مستريحا
وإذا ما هممت بالنطق بالباطل * فاجعل مكانه تسبيحا
فاغتنام السكوت أفضل من * خوض وإن كنت بالكلام فصيحا
وسمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور طرسوس
ومن البلاء وللبلاء علامة * أن لايرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتها * والحر يشبع مرة ويجوع
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي أمية الأسود قال سمعت ابن المبارك يقول أحب الصالحين ولست منهم وأبغض الطالحين وأنا شر منهم ثم أنشأ يقول
الصمت أزين بالفتى * من منطق في غير حينه
والصدق أجمل * بالفتى في القول عندي من يمينه
وعلى الفتى بوقاره * سمة تلوح على جبينه
فمن الذي يخفي علي * اذا نظرت إلى قرينه
رب امرئ متيقن * غلب الشقاء على يقينه
فأزاله عن رأيه * فابتاع دنياه بدينه
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي صالح الفراء قال: سمعت ابن المبارك يقول
المرء مثل هلال عند رؤيته * يبدو ضئيلا تراه ثم يتسق
حتى إذا ما تراه ثم اعقبه * كر الجديدن نقصا ثم يمحق
(33)
حرص ابن المبارك على تلقي العلم مع الأدب:
كان ابن المبارك يسير على منهج السلفِ الصالحِ في التعلم حيث كان منهجهم في التعلم (أن يتلقوْا العلمَ مع الأدب) لأن العلمَ بلا أدبٍ يجني على صاحبه ويُهلكه لأن الأدب طريقُ العلم النافع: فطالب العلم لن ينال العلم وبركته بدون أدب لأن العلمَ بلا أدبٍ يجني على صاحبه ويُهلكه، وقد حذّر السلف كثيراً من طلب العلم بدون أدب، فقال الإمام البوشنجي الفقيه المالكي (ت:291هـ) (من أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله) سير أعلام النبلاء (13/ 586) للذهبي.
[*] أورد الإمام بن الجزري في غاية النهاية في طبقات القُراء عن ابن المبارك قال: طلبت الأدب ثلاثين سنة، وطلبت العلم عشرين سنة، وكانوا يطلبون الأدب ثم العلم.
[*] أورد ابن الجوزي في صفة الصفوة عن ابن المبارك قال: كاد الأدب يكون ثلثي العلم.
وفاة ابن المبارك وماله من المبشرات:
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال لما احتضر ابن المبارك جعل رجل يلقنه قل لا اله إلا الله فأكثر عليه فقال له لست تحسن وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي إذا لقنتني فقلت لا اله إلا الله، ثم لم أحدث كلاما بعدها فدعني فإذا أحدثت كلاما فلقني حتى تكون آخر كلامي.
{تنبيه} : السنة إذا لقنت المحتضر لا إله إلا الله ألا تعيدها عليه إلا إذا تكلم بكلام أو أغمي عليه فقل: قل لا إله إلا الله، أما أن تبقى عند رأسه وتقول: قل لا إله إلا الله، قل لا إله إلا الله فلا، ويكفي مرة فإذا قال: لا إله إلا الله فاصبر لأن هذه هي السنة، لأنه في حشرجة وفي هول، وفي ساعة ما مر بالعالم مثلها، الساعة التي يذعن فيها الجبار، ويذل فيها المتكبر، ويضعف فيها القوي ويتوب فيها العاصي، ساعة أليمة سوف نمر بها جميعاً، أسأل الله أن يسهلها علينا وعليكم.
فمن السنة ألا تضجره فإن أمامه هول وفزع وخوف ومشقة، يتذكر صحفه وعمره وسيئاته، ثم تلاحقه: قل لا إله إلا الله قل: لا إله إلا الله.
[*] قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: يقال إن الرشيد لما بلغه موت عبد الله قال مات اليوم سيد العلماء.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبدان بن عثمان قال: مات ابن المبارك بهيت وعانات في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومئة.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حسن بن الربيع قال: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت أنا ابن ثلاث وستين سنة.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن قال أحمد بن حنبل ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه وكان قد قدم بغداد فخرج إلى الثغر ولم أره.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الحسن بن الربيع يقول شهدت موت ابن المبارك مات لعشر مضى من رمضان سنة إحدى وثمانين ومئة ومات سحرا ودفناه بهيت.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن الفضيل بن عياض قال: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت أي العمل أفضل قال الأمر الذي كنت فيه قلت الرباط والجهاد قال نعم قلت فما صنع بك ربك قال غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة.