الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
به في ذلك وكان مناراً عظيماً من منارات العلم، مناراً راسي القواعد مُشَيَّدَ الأركان ثابتَ الوطائد، الإمام اللبيب، ذو اللسان الخطيب، الشهاب الثاقب، والنصاب العاقب، صاحب الإشارات الخفية، والعبارت الجلية، ذوالتصانيف المفيدة، والمؤلفات الحميدة، الصوَّام القوَّام، الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق الرضية، والمحاسن السنية، العالم الرباني المتفق على علمه وإمامته وجلالته وزهده وورعه وعبادته وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته، كان رحمه الله تعالى سراج العباد، ومنار البلاد، رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً تعمُ أرجائه، وتغمده برحمةٍ فوق ما يخطر ببال أو يدور في الخيال، وأنعم عليه برضا الكبير المتعال إنه وليُ ذلك والقادرُ عليه.
عدد أحاديث سنن ابن ماجة
قال محقق الكتاب الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي: جملة أحاديث سنن ابن ماجة (4341) حديثًا.
من هذه الأحاديث (3002) حديثًا أخرجها أصحاب الكتب الخمسة كلهم أو بعضهم، وباقي الأحاديث وعددها (1339) هي الزوائد على ما جاء في الكتب الخمسة، وهي كالآتي.
(1)
حاديث رجالها ثقات، صحيحة الإسناد (428) حديثًا
(2)
أحاديث حسنة الإسناد "199 " حديثًا.
(3)
أحاديث ضعيفة الإسناد " 613 " حديثًا.
4 -
أحاديث واهية الإسناد أو منكرة أو مكذوبة " 99 " حديثًا.
من شروح سنن ابن ماجة:
(1)
الديباجة بشرح سنن ابن ماجة للشيخ كمال الدين محمد بن موسى الدميرى الشافعي المتوفى سنة (808هـ)، وجاء هذا الشرح في خمس مجلدات لكنه مات قبل تحريره.
(2)
صباح الزجاجة على سنن ابن ماجة للحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ، وقد شرح قطعة منه في خمس مجلدات.
(3)
ما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجة للعلامة ابن الملقن الشافعي شرح فيه زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة، وقد ضبط فيه مشكله من الأسماء والكنى وما يحتاج إليه من الغرائب وجاء شرحه في ثمان مجلدات.
(4)
شرح سنن ابن ماجه للحافظ علاء الدين مغلطاى بن قليج بن عبد الله الحنفي التركي المصري المتوفى سنة (762هـ)، لكنه لم يتمه
-
سادساً: نماذج من سير الزاهدين من المُجَدِدين المتأخرين:
{تَقْدِمَة} : إن ذِكْرَ سيّر تلك الثلة الطيبة والكوكبة المباركة من علماء أهل السنة والجماعة من باب الوفاء والإكرام، وإنزال الناس منازلهم، واحترام كبيرهم والعطف على صغيرهم، وتكريم عالمهم، والحلم على جاهلهم.
فالعلماء بعلومهم، والحكماء بحكمتهم، والصالحون بوصاياهم، هم - بإذن الله - نجوم هادية لمن سار في الليالي المظلمة، ودفة محكمة لمن خاض عُباب البحار الموحشة، وغيثٌ مدرارا يأتي على الأرض الهامدة، فتهتز وتربو ثم تنبت من كل زوج بهيج " (1)، فهم بحق " سراج العباد، ومنار البلاد وقوام الأمة، وينابيع الحكمة وهم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا " (2).
ولله درُّ من قال:
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم
…
على الهُدى بِمَن استهدى أدلاّءُ
وقَدْرُ كُلِّ امرئٍ ما كان يُحْسِنُه
…
والجاهلون لأهل العلم أعداءُ
فَفُزْ بعلم تَعِشْ حيّاً به أبداً
…
الناسُ موتى وأهلُ العلمِ أحياءُ
إن كلمات العلماء الصادقة المطمئِنة والمشجعة على تطبيق وتنفيذ أوامر الله ونبيه صلى الله عليه وسلم من التزام بأحكام الإسلام، والبذل في سبيل الله تعالى، والثبات على الحق، هي النور الذي يضيء للناس الطريق بإذن الله تعالى، وهي النبراس الذي يبيّن لهم سبيل الصواب فيسلكوه، ومواقع الخطأ والانحراف فيتجنبوه فهم ورثة الأنبياء ويقع على عاتقهم القيام بهداية الإرشاد بلسان الحال والمقال.
[*] وما أجمل قول شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية رحمه الله في التعريف عن العالم الرباني لما ذكر مراتب جهاد النفس فقال:" إن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق، ويعمل به، ويُعلّمه؛ فمن علم وعمل وعلَّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماوات " فلقد كانوا بحق مرجع للأمة في علومها وحكمها، أناروا الطريق للسالكين وعبدوه للعابرين، ليسهل على السالك الوصول إلى شريعة الله عز وجل وسنة نبيهم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
(1) مقدمة المحقق لكتاب القواعد الفقهية للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
(2)
أخلاق العلماء - للإمام المحدث الفقيه أبي بكر الآجري - المتوفي 360هـ
إن سيَّر العلماء العاملين المخلصين الربانيين هي صورة مشرقة ومثلاً أعلى يُحتذى به لكل من يعجبه الزهد والحلم، ويبحث عن الحكمة والكرم.، مع ما فيها بلسان الحال والمقال من منافحةٍ عن أهل العلم الذين جهلهم بعض المغرضين والحاقدين على دعوة أهل السنة والجماعة (دعوة السلف الصالح)، ليصل بهم المطاف وسوء والأدب أن يقولوا: إن الدعوة السلفية، دعوة حكام وسلاطين ومنافقين، ناهيك أن الغالب منهم سرعان ما اغتاب ونقص من قدر علماء السلف في عصرنا الحاضر، فمن المؤسف في زماننا هذا أن نرى بعض طلبة العلم ممن لا يُقًامُ لهم وزناً في العلم يتطاولون علماء السلف في عصرنا الحاضر مثل الشيخ الألباني ويجترئون عليه ويترقبون له الهفوات ويتصيدون له الأخطاء ويلتمسون العثرات ليشهروا به، وربّما يصل به الحدّ إلى الانتقاص من بعض العلماء الجبال الرواسي أمثال شيخ الإسلام أحمد بن تيميه وابن القيم الجوزية
…
وربما ببعض التابعين،
وهذا - ولا شك - يدل على فسادِ النية وسوء الطوية وسقامةِ الضمائر ولؤم السرائر ويدل كذلك على أن قلبه أخلى من جوف البعير، إذ لو تعلم العلم لعلم أن من أدب العلم التوادَ فيه، ولقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بركاب زيد ابن ثابت رضي الله عنه ويقول هكذا أًمِرْنا أن نفعل بالعلماء، وكان الشافعي رحمه الله يقول لعبد الله ابن الإمام أحمد: أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل يوم عند السحر، وأورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يحيى القطان قال: أنا أدعو الله للشافعي اخصه به، ولا أدري كيف سوَّلت لهم أنفسهم أن يتطاولوا على عالم صاحب حديث رسول الله أكثر من نصف قرن ولا أدري كيف يتطاولون على العَالِم والكتاب والسنة طافحين بما يدل على احترام أهل العلم وتوقيرهم، ألا فليحذر طالب العلم من أن يكون سيئ الخلق ناطحاً للسحاب يترقب للعالم الهفوات ويلتمس العثرات ليشهر به فإن ذلك ينقصُ من مقدار التقوى عنده مما يكون سبباً في حرمانه من العلم، بل ينبغي لطالب العلم أن يكون كريمَ الطباع حميدَ السجايا مهذبَ الأخلاق سليمَ الصدر مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر إذا تكلم غنم وإذا سكت سلم.