المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌عملي في هذا الكتاب:

- ‌كتاب الزهد

- ‌باب: حقيقة الدنيا وذم التنافس على الدنيا

- ‌التحذير من الافتتان بالدنيا والركون إليها:

- ‌ ذم الدنيا:

- ‌ زوال الدنيا:

- ‌ والآخرة هي الباقية، وهى دار القرار:

- ‌ومما ورد في ذم التنافس على الدنيا ما يلي:

- ‌باب: أقسام الناس في حبهم للدنيا

- ‌باب: أضرار حب الدنيا

- ‌باب: حقيقة الموت

- ‌عبرة الموت:

- ‌شدة الموت:

- ‌فوائد ذكر الموت:

- ‌حضور الموت:

- ‌سكرات الموت:

- ‌رُسُلُ ملك الموت:

- ‌حسن الخاتمة:

- ‌صور من حسن الخاتمة:

- ‌الوسائل التي يجعلها الله سبباً في حسن الخاتمة:

- ‌باب: تعريف الزهد

- ‌أجمع تعريف للزهد:

- ‌باب: حقيقة الزهد

- ‌باب: درجات الزهد وأقسامه

- ‌باب: حكم الزهد

- ‌باب: فضائل الزهد

- ‌(1) من أعظم فضائل الزهد امتثال أمر الله تعالى:

- ‌(2) التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم سيد الزاهدين وإمام العابدين:

- ‌(3) أن الله تعالى وصف أهله بالعلم وهو غاية الثناء:

- ‌(4) أن الله تعالى وصف الكفار أنهم يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة:

- ‌(5) من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة بنص السنة الصحيحة:

- ‌(6) إن من خير الناس من يشنأ الدنيا ويحب الآخرة بنص السنة الصحيحة:

- ‌(7) إن الزهد في الدنيا من أسباب نيل حب الله تعالى الذي هو غاية كل مؤمن:

- ‌أقوال السلف في الزهد:

- ‌باب: حاجة الناس إلى الزهد

- ‌باب: كيف يزهد العبد في الدنيا ويرغب في الآخرة

- ‌باب: خصال الزهد

- ‌عشرةٌ من خِصال الزهد:

- ‌ومن خصال الزهد: الخوف والرجاء والرغبة والرهبة والسخاء وسلامة الصدر واليقين التام:

- ‌رأس الزهد ووسط الزهد وآخر الزهد:

- ‌باب: علامات الزهد

- ‌ العلامة الأولى: أن لا يفرح بموجود ولا يحزن على مفقود

- ‌ العلامة الثانية: أن يستوي عنده ذامه ومادحه

- ‌ العلامة الثالثة: ان يكون أنسه بالله تعالى والغالب على قلبه حلاوة الطاعة إذ لا يخلو القلب عن حلاوة المحبة إما محبة الله

- ‌باب: متعلقات الزهد

- ‌1 - المال:

- ‌2 - الملك والرئاسة:

- ‌3 - المظهر:

- ‌4 - ما في أيدي الناس:

- ‌5 - النفس:

- ‌باب: ما ليس بزهد ويتوهم أنه زهد

- ‌(1) لا يكون بترك المال:

- ‌(2) ولا يكون الزهد في الفقر:

- ‌(3) ولا يكون الزهد أيضاً بترك الدنيا وتخليها من اليد والقعود صفراً منها:

- ‌ ولا يكون الزهد باعتزال الأزواج أبداً

- ‌باب: بيان تفضيل الزهد فيما هو من ضروريات الحياة

- ‌ أولاً بيان الزهد في المطعم:

- ‌ ثالثاً بيان الزهد في المسكن:

- ‌ رابعاً بيان الزهد في أثاث البيت:

- ‌ خامساً بيان الزهد في المنكح:

- ‌ سادساً بيان الزهد في المال والجاه:

- ‌باب: الأسباب المعينة على الزهد في الدنيا

- ‌(1) النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها ونقصها وخستها وما في المزاحمة عليها من الغصص والنغص والأنكاد

- ‌(2) النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات:

- ‌(3) الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة

- ‌في الإكثار من ذكر الموت فوائد منها: ما يلي:

- ‌(4) تشييع الجنائز والتفكر في مصارع الآباء والإخوان وأنهم لم يأخذوا في قبورهم شيئاً من الدنيا ولم يستفيدوا غير العمل الصالح

- ‌منكرات الجنائز:

- ‌(5) التفرغ للآخرة والإقبال على طاعة الله وإعمار الأوقات بالذكر وتلاوة القرآن

- ‌(6) إيثار المصالح الدينية على المصالح الدنيوية:

- ‌(7) البذل والإنفاق وكثرة الصدقات:

- ‌(8) ترك مجالس أهل الدنيا والاشتغال بمجالس الآخرة:

- ‌تعريف النميمةُ:

- ‌(9) الإقلال من الطعام والشراب والنوم والضحك والمزاح

- ‌(10) مطالعة سير الزاهدين وبخاصة سيرة النبي وأصحابه:

- ‌ أولاً: مطالعة زهد النبي

- ‌ ثانياً نماذج من سير الزاهدين من الصحابة

- ‌اختلاف مراتب الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌فضل العشرة المبشرين بالجنة:

- ‌فضل أهل بدر:

- ‌أهل بيعة الرضوان:

- ‌ فضل سيرة الصحابة:

- ‌ زهد العشرة المبشرين بالجنة وهم:

- ‌ سيرة أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وصورٌ من زهده:

- ‌ صفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌ مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌(1) إنه أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم بنص السنة الصحيحة:

- ‌(2) أبو بكر أول من أظهر الإسلام بعد رسول الله

- ‌(3) دعوة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌(4) وهو ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ:

- ‌(5) وهو أول الخلفاء الراشدين الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتدي بهم:

- ‌(6) ورع أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه

- ‌(7) تفقده لأحوال الناس ومحتاجيهم:

- ‌(8) وكان أبو بكر ممن يُفتي على عهد النبي

- ‌(9) إنفاق أبي بكر رضي الله عنه ماله كله عند الهجرة:

- ‌(10) وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة:

- ‌(11) ومن مناقبه أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌(12) ومن مناقبه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخاً له:

- ‌(13) ومن مناقبه رضي الله عنه أن الله زكّاه:

- ‌(14) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها:

- ‌(15) ومن مناقبه أنه جمع خصال الخير في يوم واحد:

- ‌(16) ومن مناقبه رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌(17) وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام

- ‌(18) غضبه إذا انتهكت حرمات الله تعالى:

- ‌(19) حفظ سر النبي

- ‌(20) الصديق وآية صلاة الجمعة:

- ‌(21) رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفي الخيلاء عن أبي بكر:

- ‌(22) أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر:

- ‌(23) إكرامه للضيوف:

- ‌(24) ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر:

- ‌(25) انتصار النبي للصديق رضي الله عنه:

- ‌(26) قل: غفر الله لك يا أبا بكر:

- ‌(27) مسابقته في الخيرات:

- ‌(28) كظمه للغيظ:

- ‌(29) بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي:

- ‌(30) غيرة الصديق رضي الله عنه وتزكية النبي صلى الله عليه وسلم لزوجه:

- ‌(31) خوفه من الله تعالى:

- ‌(32) رسوخ إيمانه بالله تعالى:

- ‌هول الفاجعة وموقف أبي بكر منها:

- ‌(33) علمه رضي الله تعالى عنه:

- ‌(34) دعاؤه وشدة تضرعه رضي الله عنه

- ‌(35) دفاعه عن النبي

- ‌(36) أنه أول العشرة المبشرين بالجنة وأفضلهم:

- ‌(37) ومن أعظم مناقبه رضي الله عنه أن أحق الناس بالخلافة بالكتاب والسنة والإجماع:

- ‌الأحاديث الدالة على خلافة أبي بكر رضي الله عنه

- ‌انعقاد الإجماع على خلافة الصديق رضي الله عنه

- ‌(38) أعماله العظيمة:

- ‌(39) إكرامه لأهل البيت:

- ‌ وفاة الصديق رضي الله عنه

- ‌ سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصورٌ من زهده:

- ‌ مولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصفته الخَلْقية:

- ‌ إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ أثر إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الدعوة:

- ‌ دعوة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌أولاً مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه جملة ً:

- ‌(1) إيمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلمه ودينه:

- ‌(2) هيبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخوف الشيطان منه:

- ‌(3) عمر بن الخطاب رضي الله عنه مُلْهَمُ هذه الأمة:

- ‌(4) لم أر عبقرياً ينزع نزع عمر:

- ‌(5) غَيْرَةُ عمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبشرى رسول الله له بقصر في الجنة:

- ‌(6) عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بعد أبي بكر:

- ‌(7) بشرى لِعُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه بالجنة:

- ‌(8) موافقات عمر بن الخطاب رضي الله عنه للقرآن الكريم:

- ‌(9) إلمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأسباب النزول:

- ‌(10) تفسير عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبعض الآيات وبعض تعليقاته:

- ‌(11) ملازمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرسول الله

- ‌(12) من صدقات عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووقفه:

- ‌(13) دعاء رسول الله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌(14) زواج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنهما من رسول الله:

- ‌(15) فراسة عمر الصادقة في أبي مسلم الخولاني:

- ‌(16) مشورة عمر على أبي بكر بجمع القرآن:

- ‌(17) تفقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأحوال أمراءه:

- ‌(18) قبول عمر بن الخطاب رضي الله عنه للحق إذا سمعه من الرعية وعدم استنكافه من ذلك:

- ‌(19) تحقيقه للعدل والمساواة رضي الله عنه:

- ‌(20) شدة خوف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الله تعالى بمحاسبته لنفسه:

- ‌(21) لين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشدته:

- ‌(22) رحمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌(23) ومن أعظم مناقب عمر رضي الله عنه اعترافه بفضل أبي بكرٍ عليه إذعاناً للحق:

- ‌(24) شجاعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- ‌(25) حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الناس بظاهر الأعمال مما يدل على رسوخ العلم والإيمان في قلبه رضي الله عنه

- ‌(26) ورع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌(27) كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقافاً عند حدود الله تعالى:

- ‌(28) إكرام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل البيت:

- ‌(29) توقير عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابه:

- ‌(30) تواضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌مقتل عمر وجعله الأمر للستة أصحاب الشورى:

- ‌دَيْن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودفنه مع صاحبيه واستخلافه النفر الستة:

- ‌ بعض صور زهده رضي الله عنه:

- ‌ سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه و صورٌ مشرقة من زهده:

- ‌ اسم عثمان ابن عفان رضي الله عنه ونسبه:

- ‌ مناقب عثمان ابن عفان رضي الله عنه

- ‌(1) عثمان ذو النورين:

- ‌(2) حياء عثمان رضي الله عنه:

- ‌(3) عثمان ابن عفان رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة:

- ‌(4) عثمان ابن عفان رضي الله عنه ابن عمة النبي

- ‌(5) عثمان ابن عفان رضي الله عنه من السابقين الأولين في الإسلام:

- ‌(6) بشارات لعثمان ابن عفان رضي الله عنه

- ‌(7) منزلة عثمان ابن عفان رضي الله عنه بين الصحابة:

- ‌(8) إنفاق عثمان ابن عفان رضي الله عنه في سبيل الله تعالى:

- ‌(9) عثمان ابن عفان رضي الله عنه جامع القرآن العظيم:

- ‌(10) رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لعثمان ابن عفان رضي الله عنه أنه يُقتل مظلوما:

- ‌(11) أشاد النبي بخلافة عثمان ابن عفان رضي الله عنه وأمره بالتمسك بها وإن أراد المنافقون أن يُعْزَلَ منها:

- ‌(12) ابن عمر يشهد ببراءة عثمان مما اتهم به:

- ‌(13) عدل عثمان ذي النورين رضي الله عنه:

- ‌مقتل عثمان رضي الله عنه

- ‌حفر بئر رومة وتجهيز جيش العسرة:

- ‌عثمان رضي الله عنه وعتق رقبة كل جمعه:

- ‌ سيرة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه و صورٌ من زهده:

- ‌ اسم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ونسبه:

- ‌ مناقب علي ابن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌(1) علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله بنص السنة الصحيحة:

- ‌(2) علي ابن أبي طالب رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم منه بنص السنة الصحيحة:

- ‌(3) علي ابن أبي طالب رضي الله عنه مولى من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولاه بنص السنة الصحيحة: كما في الحديث الآتي:

- ‌(4) منزلة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي:

- ‌(5) لا يقضي دين النبي صلى الله عليه وسلم إلا هو أو علي:

- ‌(6) لا يحب علي إلا مؤمن ولا يُبْغِضه إلا منافق بنص السنة الصحيحة: كما جاء في الحديث الآتي:

- ‌(7) أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ بنص السنة الصحيحة:

- ‌(8) عليٌ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الصِّبْيَانِ:

- ‌(9) علي أحد العشرة المبشرين بالجنة بنص السنة الصحيحة:

- ‌(10) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه زوج فاطمة البتول رضي الله عنها، سيدة نساء العالمين:

- ‌(11) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه اجتمع له من الفضائل الجمّة ما لم يجتمع لغيره:

- ‌(12) ومن مناقبه شدة تواضعه رضي الله عنه

- ‌(13) ومن مناقبه رضي الله عنه أن قاتله أشقى الناس بنص السنة الصحيحة:

- ‌(14) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه أقضى الصحابة بنص السنة الصحيحة:

- ‌(15) ومن مناقبه رضي الله عنه شدة شجاعته:

- ‌(16) ومن مناقبه رضي الله عنه كريم خُلقه:

- ‌(17) ومن مناقبه رضي الله عنه شدة ابتلاؤه:

- ‌(18) ومن مناقبه رضي الله عنه إنصافه لخصومه:

- ‌(19) ومن مناقبه أن النبي بشره بالشهادة:

- ‌(20) ومن مناقبه شدة ورعه في مال المسلمين:

- ‌(21) ومن مناقبه إنكاره على من فضله على أبي بكر وعمر:

- ‌(22) اعترافه بفضل عثمان وإنصافه له:

- ‌ سيرة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌ اسم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وكنيته:

- ‌ مناقب طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌(1) طلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة:

- ‌(2) طلحة شهيد يمشي على الأرض:

- ‌(3) طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ:

- ‌(4) إنفاق طلحة في سبيل الله تعالى:

- ‌(5) شجاعة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه:

- ‌(6) موقف طلحة بن عبيد الله من الفتنة:

- ‌قتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌ سيرة الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌ اسم الزبير بن العوام رضي الله عنه وكنيته:

- ‌ مَنَاقِبِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه

- ‌(1) الزبير ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وحواريه:

- ‌(2) الزبير أحد العشر المبشرين بالجنة ومن الستة أصحاب الشورى:

- ‌(3) تبشيره بالشهادة:

- ‌(4) جَمَعَ النبي صلى الله عليه وسلم له أَبَوَيْهِ:

- ‌(5) شجاعة الزبير بن العوام رضي الله عنه:

- ‌(6) إنفاق الزبير في سبيل الله عز وجل:

- ‌(7) الزبير من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح:

- ‌(8) الزبير ركن من أركان الدين:

- ‌(9) اعتزال الزبير للفتنة:

- ‌قتل الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌ سيرة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه و صورٌ من زهده:

- ‌اسم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وكنيته:

- ‌إسلام عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌ مَنَاقِبِ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌(1) عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة وأنه من أهل بدر ومن الذين بايعوا تحت الشجرة:

- ‌(2) بره بأمهات المؤمنين:

- ‌(3) خوف عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وبكاؤه على بسط الدنيا:

- ‌(4) تواضع عبد الرحمن بن عوف:

- ‌(5) كان عبد الرحمن بن عوف تاجراً موفقاً:

- ‌(6) إنفاق عبد الرحمن بن عوف في سبيل الله:

- ‌(7) ومن أفضل مناقب عبد الرحمن عزله نفسه من الأمر وقت الشورى واختياره للأمة من أشار به أهل الحل

- ‌(8) زهد عبد الرحمن بن عوف في الإمارة:

- ‌(9) مكانة عبد الرحمن بن عوف بين الصحابة:

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌ سيرة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ إسلام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ثورة أم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ وفاة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ مناقب مَنَاقِبِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌(1) سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أحد العشرة المبشرين بالجنة:

- ‌(2) سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أحد الستة أصحاب الشورى ومن السابقين الأولين:

- ‌(3) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له وشهادته له بالصلاح:

- ‌(4) مستجاب الدعوة:

- ‌(5) شهادة النبي له بالشهادة:

- ‌(6) أول دم هريق في الإسلام وأول العرب رمى بسهم في سبيل الله:

- ‌(7) شجاعة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

- ‌(8) موقف سعد المشرف من الفتنة:

- ‌(9) إيثاره للخمول وإنكار الذات:

- ‌(10) سعد بن أبي وقاص ممن يدعو ربه بالغداة والعشي:

- ‌(11) ومن مناقب سعد أن فتح العراق كان على يدي سعد:

- ‌سعد آخر المهاجرين وفاةً:

- ‌ صورٌ من زهد سعدِ ابن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌ سيرة سعيدِ بن زيد رضي الله عنه و صورٌ من زهده:

- ‌ اسم سعيدِ بن زيد رضي الله عنه ونسبه:

- ‌والد سعيدِ بن زيد رضي الله عنه

- ‌ إسلام سعيدِ بن زيد رضي الله عنه

- ‌ مناقب سعيد ابن زيد رضي الله عنه

- ‌(1) أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ومن السابقين الأولين البدريين:

- ‌(2) مستجاب الدعوة:

- ‌(3) شهادة النبي له بالشهادة:

- ‌(4) إيثاره للخمول وإنكار الذات:

- ‌(5) غضبه على من سب الصحابة:

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد سعيدِ ابن زيد رضي الله عنه

- ‌ سيرة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه و صورٌ من زهده:

- ‌ مناقب أبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه

- ‌(1) أبو عبيدة أمين هذه الأمة:

- ‌(2) أبو عبيدة من أحب الناس للنبي

- ‌(3) مكانته بين الصحابة:

- ‌(4) تواضع أبي عبيدة:

- ‌(5) إيثاره الخمول وإنكار الذات:

- ‌(6) ومن مناقبه رضي الله عنه أنه كان رجلا حسن الخلق لين الشيمة ينئ بنفسه عن الخلاف وَيُغَلِّب المصلحة الراجحة التي تجمع كلمة المسلمين وتنئ بهم عن الخلاف والشقاق:

- ‌(7) إنفاقه في سبيل الله تعالى:

- ‌(8) خوف أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وبكاؤه على بسط الدنيا:

- ‌ صورٌ مشرقة من زهد أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌ثالثاً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة التابعين رحمهم الله تعالى:

- ‌سيرة أويس القرني خير التابعين:

- ‌(2) بحث عمر رضي الله عنه عن أويس القرني وسؤاله أن يستغفر له:

- ‌ مناقب أويس القرني

- ‌(1) أويس القرني خير التابعين بنص السنة الصحيحة:

- ‌(3) زهد أويس القرني:

- ‌(4) منزلة أويس القرني:

- ‌(5) شهادة أويس القرني:

- ‌وفاة أويس القرني رحمه الله:

- ‌سيرة الربيع بن خثيم رحمه الله:

- ‌ مناقب الربيع بن خثيم

- ‌(1) ثناء العلماء على الربيع بن خثيم رحمه الله:

- ‌(2) خشية الربيع بن خثيم رحمه لله تعالى:

- ‌(3) إنشغال الربيع بن خثيم بنفسه عن عيوب الناس:

- ‌(4) وصية الربيع بن خثيم عند موته:

- ‌(5) من دُررِ مواعظ الربيع بن خثيم:

- ‌(6) ترك الربيع بن خثيم لفضول المخالطة:

- ‌(7) تواضع الربيع بن خثيم رحمه الله:

- ‌(8) حفظ الربيع بن خثيم للسانه:

- ‌(9) حرص الربيع بن خثيم على صلاة الجماعة:

- ‌(10) اجتهاد الربيع بن خثيم في قيام الليل:

- ‌(11) إخفاء الربيع بن خيثم للعمل:

- ‌وفاة الربيع بن خيثم:

- ‌سيرة أبي مسلم الخولاني رحمه الله:

- ‌مناقب أبي مسلم الخولاني

- ‌(1) ثناء العلماء على أبي مسلم الخولاني:

- ‌(2) نصح أبي مسلم الخولاني للولاة:

- ‌(3) زهد أبي مسلم الخولاني في الدنيا:

- ‌(4) اجتهاد أبي مسلم الخولاني في العبادة:

- ‌(5) النار لم تضر أبو مسلم الخولاني حين طُرِح فيها:

- ‌(6) أبو مسلم الخولاني مستجاب الدعوة:

- ‌وفاة أبي مسلم الخولاني رحمه الله:

- ‌سيرة الحسن البصري رحمه الله:

- ‌اسم الحسن البصري ونسبه:

- ‌ مناقب الحسن البصري:

- ‌(1) ثناء العلماء على الحسن البصري رحمه الله:

- ‌(2) خشية الحسن البصري لله تعالى:

- ‌(3) طول حزن الحسن البصري رحمه الله:

- ‌(4) من درر مواعظ الحسن البصري رحمه الله:

- ‌(5) زهد الحسن البصري رحمه الله تعالى:

- ‌(6) دعاء الحسن البصري على الظالم:

- ‌(7) الحسن البصري يصدع بكلمة الحق في وجه الحجاج:

- ‌(8) نصح الحسن للولاة:

- ‌(9) سعة علم الحسن البصري وأسبابها:

- ‌وفاة الحسن البصري رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة سعيد بن المسيَّب رحمه الله:

- ‌اسم سعيد بن المسيب ونسبه:

- ‌الصورة العامة لعصر سعيد بن المسيب:

- ‌محنة سعيد بن المسيب:

- ‌ مناقب سعيد بن المسيب

- ‌(1) ثناء العلماء على سعيد بن المسيب:

- ‌(2) حسن فهم سعيد بن المسيب للعبادة والورع:

- ‌(3) حرص سعيد بن المسيب على صلاة الجماعة:

- ‌(4) اجتهاد سعيد بن المسيب في الصوم والحج:

- ‌(5) حرص سعيد بن المسيب على قراءة القرآن:

- ‌(6) تعظيم سعيد بن المسيب لحديث رسول الله:

- ‌(7) حرص سعيد بن المسيب على طلب العلم:

- ‌(8) زهد سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى:

- ‌(9) ورع سعيد بن المسيب:

- ‌(10) عظيم مراقبة سعيد بن المسيب لربه تعالى:

- ‌(11) خشية سعيد بن المسيب من الله تعالى:

- ‌(12) استعفاف سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى:

- ‌(13) كان سعيد بن المسيب مستجاب الدعوة رحمه الله:

- ‌(14) دعاء سعيد بن المسيب على الظالم:

- ‌(15) تحذير سعيد بن المسيب من فتنة النساء:

- ‌(16) من عظيم مناقب سعيد بن المسيب أنه زَوَّج ابنه لطالب علمٍ فقير:

- ‌(17) ابتلاء سعيد بن المسيب في سبيل الله تعالى:

- ‌(18) دعوة سعيد بن المسيب إلى طلب المال للإحسان إلى الخلق والاستغناء عنهم:

- ‌(19) إيثار سعيد بن المسيب للخمول وإنكار الذات:

- ‌(20) نظرة سعيد بن المسيب إلى النفس:

- ‌(21) من فتوحات الله على سعيد بن المسيب بالدعاء:

- ‌(22) نظرة سعيد بن المسيب إلى الدنيا والمال:

- ‌(23) سعيد بن المسيب لا تأخذه في الحق لومه لائم:

- ‌ذكر مرض سعيد بن المسيب ووفاته:

- ‌سيرة زين العابدين علي ابن الحسين رحمه الله:

- ‌ مناقب زين العابدين علي ابن الحسين

- ‌(1) ثناء العلماء على زين العابدين علي ابن الحسين:

- ‌(2) خشية زين العابدين علي ابن الحسين رحمه الله:

- ‌(3) من درر مواعظ زين العابدين علي ابن الحسين:

- ‌(4) اجتهاد على زين العابدين في العبادة:

- ‌(5) صدق تضرع على زين العابدين رحمه الله:

- ‌(6) إنفاق على زين العابدين في سبيل الله:

- ‌(7) حرص على زين العابدين على إخفاء العمل:

- ‌(8) صِلَةُ على زين العابدين لإخوانه في الله تعالى:

- ‌(9) تفقد على زين العابدين لسريرته:

- ‌(10) حسن خُلُقِ على زين العابدين:

- ‌(11) خشوع على زين العابدين في الصلاة وعدم التفاته:

- ‌(12) منابذة على زين العابدين لأهل الأهواء:

- ‌(13) استعفاف على زين العابدين رحمه الله:

- ‌وفاة على زين العابدين رحمه الله:

- ‌سيرة سعيد بن جبير رحمه الله:

- ‌ مناقب سعيد بن جبير

- ‌(1) ثناء العلماء على سعيد بن جبير:

- ‌(2) اجتهاد سعيد بن جبير في العبادة:

- ‌(3) بكاء سعيد بن جبير وخشيته رحمه الله:

- ‌(4) سعيد بن جبير مستجاب الدعاء:

- ‌(5) حرص سعيد بن جبير على صلاح ولده:

- ‌(6) حرص سعيد بن جبير على طلب العلم:

- ‌(7) حرص سعيد بن جبير على نشر العلم:

- ‌(8) صدق توكل سعيد بن جبير على الله:

- ‌(9) ذكر سعيد بن جبير للموت:

- ‌(10) رؤية سعيد بن جبير أن عُمْرَ الإنسان غنيمة:

- ‌(11) من دُررِ مواعظ سعيد بن جبير:

- ‌(12) شدة بلاء سعيد بن جبير في جنب الله تعالى:

- ‌قصة قتل سعيد بن جبير رحمه الله تعالى:

- ‌ وقفات مع الحوار الذي دار بين سعيد بن جبير والحجاج:

- ‌وفاة سعيد بن جبير رحمه الله:

- ‌سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌ أعمال عمر بن عبد العزيز في الخلافة:

- ‌حال عمر بن عبد العزيز مع أمور الخلافة:

- ‌ مناقب عمر بن عبد العزيز

- ‌(1) ثناء العلماء على عمر بن عبد العزيز:

- ‌(2) زهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌(3) خشية عمر بن عبد العزيز لله وبكاؤه:

- ‌اتخاذ عمر بن عبد العزيز مجلس الشورى:

- ‌(4) كثرة ذكر عمر بن عبد العزيز للموت:

- ‌(5) كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله وقافاً عند حدود الله تعالى:

- ‌(6) عدل عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

- ‌(7) سعة علم عمر بن عبد العزيز ومتابعته للكتاب والسنة:

- ‌(8) منابذة عمر بن عبد العزيز لأهل الأهواء:

- ‌(9) وصية عمر بن عبد العزيز لولي العهد بعده:

- ‌(10) وصية عمر بن عبد العزيز لولده عبد الملك:

- ‌(11) ورع عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

- ‌(12) من دُررِ مواعظ عمر بن عبد العزيز:

- ‌(13) وصية عمر بن عبد العزيز لعماله:

- ‌(14) كانت نفس عمر بن عبد العزيز تواقة رحمه الله تعالى:

- ‌(15) مروءة عمر بن عبد العزيز وكرمه رحمه الله تعالى:

- ‌(16) عدم محبة عمر بن عبد العزيز للمدح رحمه الله:

- ‌(17) أول خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز وآخر خطبة رحمه الله:

- ‌(18) حسن ظن عمر بن عبد العزيز بالمسلمين:

- ‌(19) مجالسة عمر بن عبد العزيز لأهل العلم واحترامه لهم:

- ‌(20) تواضعه عمر بن عبد العزيز وإنكاره لذاته:

- ‌(21) كان عمر بن عبد العزيز لا يخشى في الله لومة لائم رحمه الله:

- ‌(22) كانت صلاة عمر بن عبد العزيز أشبه بصلاة النبي

- ‌(23) صبر عمر بن عبد العزيز وحلمه:

- ‌سبب وفاة عمر بن عبد العزيز:

- ‌سَقْي الغلام السم لعمر بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌اليوم الذي مات فيه عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌شراء عمر بن عبد العزيز لقبره رحمه الله:

- ‌آخر ما تكلم به عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

- ‌رثاء عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:

- ‌ رابعاً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة تابعي التابعين رحمهم الله تعالى:

- ‌سيرة مالك بن أنس رحمه الله:

- ‌شيوخ الإمام مالك رحمه الله:

- ‌ مناقب مالك بن أنس

- ‌(1) ثناء العلماء على مالك ابن أنس:

- ‌(2) حرص مالك بن أنس على طلب العلم:

- ‌(3) تعظيم مالك بن أنس لحديث رسول الله

- ‌(4) محنة الإمام مالك بن أنس:

- ‌(5) ورع مالك ابن أنس رحمه الله:

- ‌(6) منابذة مالك ابن أنس لأهل الأهواء:

- ‌(7) زهد مالك ابن أنس رحمه الله تعالى:

- ‌(8) من دُررِ مواعظ مالك ابن أنس:

- ‌وفاة مالك بن أنس:

- ‌سيرة سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌نشأة سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌ مناقب سفيان الثوري

- ‌(1) ثناء العلماء على سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(2) حرص سفيان الثوري على طلب العلم:

- ‌(3) فقه سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(4) نُصْح سفيان الثوري للولاة رحمه الله:

- ‌(5) دعوة سفيان الثوري للكسب الحلال رحمه الله:

- ‌(6) زهد سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(7) إيثار سفيان الثوري للخمول وإنكار الذات:

- ‌(8) موالاة سفيان الثوري لأهل السنة:

- ‌(9) منابذة سفيان الثوري لأهل الأهواء:

- ‌(10) تَفَّكُر سفيان الثوري في أمر الآخرة:

- ‌(11) قيام سفيان الثوري الليل:

- ‌(12) حافظة سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(13) خشية سفيان الثوري لله تعالى وبكاؤه:

- ‌(14) دعوة سفيان الثوري للعمل في خفاء:

- ‌(15) دعوة سفيان الثوري لصلاح السلطان:

- ‌(16) دعوة سفيان الثوري لصلاح العلماء وبعدهم عن السلطان:

- ‌(17) محنة سفيان الثوري رحمه الله تعالى:

- ‌(18) من دُررِ مواعظ سفيان الثوري رحمه الله:

- ‌(19) أمر سفيان الثوري بالمعروف ونهيه عن المنكر:

- ‌(20) شدة عبادة سفيان الثوري رحمه الله تعالى:

- ‌(21) دعوة سفيان الثوري لإكراه الولد على العلم:

- ‌(22) تعظيم سفيان الثوري للإسناد:

- ‌(23) ثناء سفيان الثوري على الحديث وأهله:

- ‌(24) دعوة سفيان الثوري إلى التقليل من معرفة الناس:

- ‌وفاة سفيان الثوري:

- ‌سيرة سفيان بن عيينة رحمه الله:

- ‌نشأة سفيان بن عيينة رحمه الله:

- ‌ مناقب سفيان بن عيينة:

- ‌احتمال العلماء تدليس سفيان ابن عيينة:

- ‌وفاة سفيان بن عيينة ومبلغ سنه رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة الفضيل بن عياض رحمه الله:

- ‌قصة توبة الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:

- ‌ مناقب الفضيل بن عياض:

- ‌وفاة الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة ابن المبارك رحمه الله:

- ‌اسم ابن المبارك ونسبه:

- ‌مولد ابن المبارك رحمه الله:

- ‌ مناقب ابن المبارك رحمه الله تعالى:

- ‌وفاة ابن المبارك وماله من المبشرات:

- ‌سيرة إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

- ‌اسم إبراهيم بن أدهم ونسبه:

- ‌من حدث عنهم إبراهيم بن أدهم:

- ‌من حدثوا عن إبراهيم بن أدهم:

- ‌قصة توبة إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

- ‌ مناقب إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

- ‌وفاة إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

- ‌سيرة الشافعي رحمه الله:

- ‌اسم الشافعي ونسبه رحمه الله:

- ‌كنية الشافعي رحمه الله:

- ‌مولد الشافعي رحمه الله:

- ‌نشأة الشافعي رحمه الله:

- ‌رحلات الشافعي في طلب العلم:

- ‌ مناقب الشافعي رحمه الله:

- ‌وفاة الشافعي رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌اسم أحمد بن حنبل ونسبه:

- ‌من صفات الإمام أحمد بن حنبل:

- ‌متى تزوج أحمد بن حنبل:

- ‌رحلات أحمد بن حنبل في طلب العلم:

- ‌شيوخ أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌من حدثوا عن أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌ مناقب أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌قصة محنة خلق القرآن:

- ‌انتصار أهل السنة واندحار أهل البدعة:

- ‌فضل ثبات أحمد بن حنبل في المحنة على المسلمين:

- ‌صلة المتوكل لأحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌وصية أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌وفاة أحمد بن حنبل رحمه الله:

- ‌ خامساً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة الحديث أصحاب الكتب الستة

- ‌سيرة البخاري رحمه الله:

- ‌اسم البخاري ونسبه:

- ‌متى وأين ولد الإمام البخاري رحمه الله:

- ‌ مناقب البخاري رحمه الله:

- ‌سبب تأليف صحيح البخاري:

- ‌من فقه البخاري في صحيحه:

- ‌وفاة البخاري رحمه الله:

- ‌ سيرة مسلم رحمه الله:

- ‌مولد مسلم رحمه الله:

- ‌ مناقب مسلم رحمه الله:

- ‌سبب تأليف الإمام مسلم لكتابه الجامع المسند الصحيح:

- ‌شرط الإمام مسلم في صحيحه:

- ‌ثناء العلماء على الكتاب:

- ‌وفاة مسلم رحمه الله وسببها:

- ‌ سيرة أبي داود رحمه الله:

- ‌عصر أبي داود:

- ‌اسم أبي داود ونسبه:

- ‌ مناقب أبي داود رحمه الله:

- ‌وفاة أبي داود رحمه الله:

- ‌سيرة الترمذي رحمه الله:

- ‌اسم الترمذي ونسبه ومولده:

- ‌ مناقب الترمذي رحمه الله:

- ‌وفاة الترمذي رحمه الله:

- ‌سيرة النسائي رحمه الله:

- ‌اسم النسائي ونسبه ومولده:

- ‌نشأة النسائي رحمه الله:

- ‌شيوخ النسائي:

- ‌تلاميذ النسائي:

- ‌ مناقب النسائي رحمه الله:

- ‌منهج الإمام النسائي في المجتبى:

- ‌ومن الأدلة على عنايته بالناحية الحديثية:

- ‌ما انفرد به النسائي عن بقية الكتب الستة:

- ‌الانتقاد الموجه إلى النسائي والجواب عن هذا الانتقاد:

- ‌رواة السنن عن النسائي:

- ‌شرط النسائي في كتابه:

- ‌وفاة النسائي رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة ابن ماجة رحمه الله:

- ‌اسم ابن ماجة ونسبه ومولده:

- ‌ مناقب ابن ماجة رحمه الله:

- ‌ثناء العلماء على ابن ماجة:

- ‌رتبة سنن ابن ماجة بين الكتب الستة:

- ‌ سادساً: نماذج من سير الزاهدين من المُجَدِدين المتأخرين:

- ‌سيرة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

- ‌مولد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

- ‌ دعوة بن عبد الوهاب رحمه الله إلى التوحيد:

- ‌أسباب مناهضة هذه الدعوة السلفية:

- ‌تأثر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

- ‌أبرز تلاميذ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

- ‌أقوال المفكرين والمستشرقين في الإمام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله:

- ‌ مؤلفات محمد بن عبد الوهاب ومصنفاته العلميّة رحمه الله تعالى:

- ‌موقف العثمانيين من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب:

- ‌وفاة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌اسم محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌زواج محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى وأولاده:

- ‌أوصاف محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌أعمال محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌طريقة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى في التعليم وتلاميذه:

- ‌طلاب محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى تلاميذه:

- ‌أخلاق محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌من فتاوى محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى وفوائده:

- ‌من أحاديث محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌وفاة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

- ‌اسم عبد الرحمن السعدي ونسبه رحمه الله:

- ‌ميزة الرحمن السعدي في طلب العلم رحمه الله تعالى:

- ‌صفات عبد الرحمن السعدي الخَلقِيّة رحمه الله تعالى:

- ‌صفة عبد الرحمن السعدي في التدريس رحمه الله تعالى:

- ‌شيوخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

- ‌ثناء العلماء على عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

- ‌مصنفات عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى وكتبه

- ‌وفاة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌اسم عبد العزيز بن باز ومولده رحمه الله:

- ‌شيوخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌منهج الدراسة عند عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌أبرز تلاميذ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌سعة علم عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌صفات عبد العزيز بن باز وأخلاقه رحمه الله تعالى:

- ‌أوصاف عبد العزيز بن باز الخَلْقِيَة رحمه الله تعالى:

- ‌صفات عبد العزيز بن باز الخُلُقِيَة رحمه الله تعالى:

- ‌ومن أبرز صفاته الحميدة ما يلي:

- ‌من مواقف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌ثناء العلماء على عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌مصنفات عبد العزيز بن باز وكتبه رحمه الله تعالى:

- ‌ ومؤلفاته على النحو التالي:

- ‌وفاة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌اسم الألباني وكنيته رحمه الله تعالى:

- ‌مولد الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌طلاب الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌صفات الألباني وأخلاقه رحمه الله تعالى:

- ‌ثناء العلماء على الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌لمحات سريعة في حياة الألباني رحمه الله:

- ‌نصيحة الألباني إلى عموم الأمة رحمه الله تعالى:

- ‌مصنفات الألباني وكتبه رحمه الله تعالى:

- ‌وفاة الألباني رحمه الله تعالى:

- ‌سيرة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌اسم محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌مولد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌نشأة محمد بن صالح العثيمين وبداية طلبه للعلم رحمه الله تعالى:

- ‌شيوخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌طلاب محمد بن صالح العثيمين وتلاميذه رحمه الله تعالى:

- ‌براعة محمد بن صالح العثيمين في أسلوبه النادر في التعليم رحمه الله تعالى:

- ‌رعاية محمد بن صالح العثيمين لتلامذته رحمه الله تعالى:

- ‌مواقف محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى مع تلامذته:

- ‌تنوع طرق تعليم محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌توقير محمد بن صالح العثيمين لأهل العلم رحمه الله تعالى:

- ‌عبادة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌نجدة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وفزعته:

- ‌ثناء العلماء على محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌ملامح من صفات محمد بن صالح العثيمين الشخصية وأخلاقه النبيلة رحمه الله:

- ‌ بعض صور عظيم خلقه ودينه رحمه الله:

- ‌تنظيم محمد بن صالح العثيمين رحمه الله لوقته:

- ‌زواج محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌أولاد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌ مواقف من حياة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌مؤلفات محمد بن صالح العثيمين وكتبه رحمه الله تعالى:

- ‌الدرس الأخير لمحمد بن صالح العثيمين رحمه الله في الحرم المكي:

- ‌آخر ساعات محمد بن صالح العثيمين كانت مع كتاب الله:

- ‌وفاة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌جنازة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌ما حصل عند تغسيل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

- ‌رؤى في الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:

- ‌{الخاتمة}:

- ‌ مراجع الكتاب:

الفصل: ‌قصة محنة خلق القرآن:

وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً، ولما تولى الخلافة الواثق، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى أن توفّي الواثق.

وحين وصل المتوكّل ابن الواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل في ذلك، وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكنّ الإمام رفض قبول عطايا الخليفة.

‌قصة محنة خلق القرآن:

[*] قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء:

كان الناس امة واحدة ودينهم قائما في خلافة أبي بكر وعمر فلما استشهد قفل باب الفتنة عمر رضي الله عنه وانكسر الباب قام رؤوس الشر على الشهيد عثمان حتى ذبح صبرا وتفرقت الكلمة وتمت وقعة الجمل ثم وقعة صفين فظهرت الخوارج وكفرت سادة الصحابة ثم ظهرت الروافض والنواصب وفي آخر زمن الصحابة ظهرت القدرية ثم ظهرت المعتزلة بالبصرة والجهمية والمجسمة بخراسان في أثناء عصر التابعين مع ظهور السنة وأهلها إلى بعد المئتين فظهر المأمون الخليفة وكان ذكيا متكلما له نظر في المعقول فاستجلب كتب الأوائل وعرب حكمة اليونان وقام في ذلك وقعد وخب ووضع ورفعت الجهمية والمعتزلة رؤوسها بل والشيعة فانه كان كذلك وآل به الحال أن حمل الأمة على القول بخلق القران وامتحن العلماء فلم يمهل وهلك لعامه وخلى بعده شرا وبلاء في الدين فإن الأمة ما زالت على أن القران العظيم كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله لا يعرفون غير ذلك حتى نبغ لهم القول بأنه كلام الله مخلوق مجعول وانه إنما يضاف إلى الله تعالى إضافة تشريف كبيت الله وناقة الله فأنكر ذلك العلماء ولم تكن الجمهية يظهرون في دولة المهدي والرشيد والأمين فلما ولي المأمون كان منهم وأظهر المقالة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن نوح قال: إن الرشيد قال بلغني أن بشر بن غياث المريسي يقول القرآن مخلوق فلله علي إن أظفرني به لأقتلنه قال الدورقي وكان متواريا أيام الرشيد فلما مات الرشيد ظهر ودعا إلى الضلالة قلت ثم إن المأمون نظر في الكلام وناظر وبقي متوقفا في الدعاء إلى بدعته، قال أبو الفرج بن الجوزي خالطه قوم من المعتزلة فحسنوا له القول بخلق القران وكان يتردد ويراقب بقايا الشيوخ ثم قوي عزمه وامتحن الناس.

ص: 1079

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن اكثم قال: قال لنا المأمون لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أن القرآن مخلوق فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يتقي فقال ويحك إني أخاف إن أظهرته فيرد علي يختلف الناس وتكون فتنة وأنا اكره الفتنة فقال الرجل فأنا أخبر ذلك منه قال له نعم فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد وقال يا أبا خالد إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك إني أريد أن أظهر خلق القران فقال كذبت على أمير المؤمنين أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه فان كنت صادقا فاقعد فإذا اجتمع الناس في المجلس فقل، قال فلما أن كان الغد اجتمعوا فقام فقال كمقالته فقال يزيد كذبت على أمير المؤمنين إنه لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه وما لم يقل به احد قال فقدم وقال يا أمير المؤمنين كنت أعلم وقص عليه قال ويحك يلعب بك.

دخلنا على إسحاق بن إبراهيم للمحنة قرأ علينا كتاب الذي صار إلى طرسوس يعني المأمون فكان فيما قرئ علينا (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)[الشورى: 11] و (هُوَ خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ)[الأنعام: 102] فقلت (وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: 11] قال صالح ثم امتحن القوم ووجه بمن امتنع إلى الحبس فأجاب القوم جميعا غير أربعة أبي ومحمد بن نوح والقواريري والحسن بن حماد سجادة ثم أجاب هذان وبقي أبي ومحمد في الحبس أياما ثم جاء كتاب من طرسوس بحملهما مقيدين زميلين.

ثبات قلب أحمد بن حنبل على الحق ورباطة جأشه:

يقف الإمام أحمد بين يدي الخليفة المعتصم ثابت الجنان قوي الإيمان، وقد ازدحم الناس ليشاهدوا مشهدا رهيبا؛ فهذا الخليفة وحوله جنوده، وهذا أحمد في قيوده، الأول سلاحه البطش والجبروت، والثاني سلاحه القرآن والسنة يستعذب العذاب في سبيل الله، ويسأله وحده العفو والمغفرة، ويرجوه رضاه ورضوانه يجلس الخليفة على كرسيه، ويقف الإمام أحمد بين يديه والسيوف قد جردت، والرماح قد ركزت، والأتراس قد نصبت، والسياط قد طرحت، يريدون إرهابه وهو قد باع نفسه لربه، وبكل ما يصنعون وأكثر لا يأبه.

يرد على الخليفة بالبرهان الساطع والدليل القاطع، ويعجز الخليفة في ترغيبه أو ترهيبه ليقول بكلام المعتزلة القرآن مخلوق والعياذ بالله، ويحضر المعتصم له الفقهاء والقضاة فيناظرونه بحضرته ثلاثة أيام، وهو يناظرهم ويقهرهم، فيقول ابن أبي دؤاد وبشر المريسي للخليفة: اقتله حتى نستريح منه.

ص: 1080

ولكن المعتصم يقيم مباراة بين الجلادين لقتله بالسياط الموجعة، ويحدثونه في الرجوع عن إصراره، ولكنه يقول لهم في صلابة: أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله أقول به.

ويستمر الضرب وتزداد شدته، حتى يقع الإمام أحمد رحمه الله على الأرض في غيبوبة، لا يدري ما يفعلون به.

وعندما عادت لأحمد ذاكرته، تقدم إليه ابن أبي دؤاد، وقال له: يا أحمد قل في أذني القرآن مخلوق حتى أخلصك من يد الخليفة؛ فقال له الإمام أحمد: يا بن أبي دؤاد قل في أذني القرآن كلام الله وليس بمخلوق حتى أخلصك من عذاب الله عز وجل، فقال المعتصم: أدخلوه إلى الحبس، فحمل إلى الحبس وانصرف الناس

وهكذا واجه الإمام أحمد بن حنبل المحنة في صبر جميل وشجاعة نادرة، يقول أحد جلاديه:"ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطا لو ضربته فيلا لهدمته"

وينتصر الدين بصاحب العقيدة القوية، ويتحمله في سبيل نصرة دين الله على كل بلية، وترفع راية الإسلام عالية ويندحر أصحاب البدعة والضلالة.

ويصفح الإمام أحمد رضوان الله عليه عن المعتصم، راجيا غفران ربه، وحسن ثوابه، مستجيبا لأوامره؛ (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) [النور: 22]، ولقوله عز وجل:(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)[الشورى: 40]

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن أبي اسامة قال: حكي لنا أن أحمد قيل له أيام المحنة يا أبا عبد الله أولا ترى الحق كيف ظهر عليه الباطل قال كلا إن ظهور الباطل على الحق أن تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلالة وقلوبنا بعد لازمة للحق.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي جعفر الأنباري قال: لما حُمِلَ أحمد إلى المأمون أخبرت فعبرت الفرات فإذا هو جالس في الخان فسلمت عليه فقال يا أبا جعفر تعنيت فقلت يا هذا أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك فو الله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن خلق وإن أنت لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت لابد من الموت فاتق الله ولا تجب فجعل أحمد يبكي ويقول ما شاء الله ثم قال يا أبا جعفر أعد علي فأعدت عليه وهو يقول ما شاء الله.

ص: 1081

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن صالح بن أحمد بن حنبل، قال أبي: لما كان في شهر رمضان لليلة سبع عشرة خلت منه حولت من السجن إلى دار إسحاق ابن إبراهيم وأنا مقيد بقيد واحد يوجه إلي في كل يوم رجلان سماهما أبي، قال أبو الفضل: وهما أحمد بن رباح، وأبو شعيب الحجاج، يكلماني ويناظراني، فإذا أرادا الانصراف دعوا بقيد فقيدت به، فمكثت على هذه الحال ثلاثة أيام فصار في رجلي أربعة أقياد، فقال لي أحدهما في بعض الأيام في كلام دار بيننا وسألته عن علم الله فقال: علم الله مخلوق. فقلت له: يا كافر كفرت، فقال لي الرسول الذي كان يحضر معهم من قبل إسحاق: هذا رسول أمير المؤمنين، قال: فقلت له: إن هذا زعم أن علم الله مخلوق، فنظر إليه كالمنكر عليه ما قال ثم انصرفا.

قال أبي: وأسماء الله في القرآن والقرآن من علم الله، فمن زعم إن القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم أن أسماء الله مخلوقه فقد كفر.

قال أبي رحمه الله: فلما كانت ليلة الرابعة بعد العشاء الآخرة وجه المعتصم بنا إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي يأمره بحملي، فأدخلت على إسحاق فقال لي: يا أحمد إنها والله نفسك إنه حلف أن لا يقتلك بالسيف وأن يضربك ضرباً بعد ضرب، وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس، أليس قد قال الله عز وجل:(إِنّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً)[الزخرف: 3] الزخرف 3. فيكون مجعولا إلا مخلوق.

قال أبي: فقلت له: قد قال: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مّأْكُولِ)[الفيل: 5]. أفخلقهم، فقال: اذهبوا به،

قال أبي: فأنزلت إلى شاطئ دجلة فأحدرت إلى الموضع المعروف بباب البستان ومعي بغا الكبير ورسول من قبل إسحاق. قال: فقال بغا لمحمد المحاربي بالفارسية: ما تريدون من هذا الرجل. قال: يريدون منه أن يقول القرآن مخلوق. فقال: ما أعرف شيئاً من هذه الأقوال، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقرابة أمير المؤمنين من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 1082

قال أبي: فلما صرنا إلى الشط أخرجت من الزورق فجعلت أكاد أخر علي وجهي حتى انتهي بي إلى الدار، فأدخلت ثم عرج بي إلى الحجرة فصيرت في بيت منها وأغلق علي الباب وأقعد عليه رجل، وذلك في جوف الليل، وليس في البيت سراج. فاحتجت إلى الوضوء فمددت يدي أطلب شيئاً فإذا أنا بإناء فيه ماء وطشت فتهيأت للصلاة وقمت أصلي، فلما أصبحت جاءني الرسول فأخذ بيدي وأدخلني الدار وإذا هو جالس وابن أبي دؤاد حاضر، قد جمع أصحابه والدار غاصة بأهلها، فلما دنوت سلمت فقال لي: ادن، فلم يزل يدنيني حتى قربت منه، ثم قال لي: اجلس، فجلست وقد أثقلتني الأقياد، فلما مكثت هنيهة قلت: تأذن في الكلام؟ فقال: تكلم، فقلت: إلى ما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله، قال: قلت أنا أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قلت له: إن جدك ابن عباس يحكي أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإيمان بالله، قال: أتدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من الغنم.

قال أبو الفضل: حدثناه أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني أبو حمزة قال: قال: سمعت ابن عباس قال: إن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإيمان بالله فذكر الحديث. قال أبو الفضل قال أبي: فقال لي عند ذلك لولا أن وجدتك في يد من كان قبلي ما تعرضت لك، ثم التفت إلى عبد الرحمن بن إسحاق فقال له: يا عبد الرحمن، ألم آمرك أن ترفع المحنة،

قال أبي: فقلت في نفسي: الله أكبر، إن في هذا فرجاً للمسلمين. قال: ثم قال: ناظروه وكلموه، ثم قال: يا عبد الرحمن كلمه، فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن؟ قال: قلت ما تقول في علم الله. فسكت.

ص: 1083

قال أبي: فجعل يكلمني هذا وهذا فأرد علي هذا وأكلم هذا، ثم أقول: يا أمير المؤمنين أعطوني شيئاً من كتاب الله عز وجل أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام أقول به. أراه قال: فيقول ابن أبي دؤاد: فأنت ما تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسوله. قال: فقلت تأولت تأويلا فأنت أعلم وما تأولت تحبس عليه وتقيد عليه، قال: فقال ابن أبي دؤاد: هو والله يا أمير المؤمنين ضال مضل مبتدع وهؤلاء قضاتك والفقهاء فسلهم، فيقول: ما تقولون فيه؟ فيقولون: يأتك والفقهاء فسلهم، فيقول: ما تقولون فيه؟ فيقولون: يا أمير المؤمنين هو ضال مضل مبتدع. قال: ولا يزالون يكلموني، قال وجعل صوتي يعلو أصواتهم، وقال إنسان منهم قال الله تعالى:(مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ مّن رّبّهِمْ مّحْدَثٍ)[الأنبياء: 2]. أفيكون محدثاً إلا مخلوقاً؟ قال: فقلت له: قال الله تعالى: (صَ وَالْقُرْآنِ ذِي الذّكْرِ)[ص: 1]. فالقرآن هو الذكر والذكر هو القرآن، ويلك ليس فيها ألف ولام، قال: فجعل ابن سماعة لا يفهم ما أقول، قال: فجعل يقول لهم: ما يقول؟ قال: فقالوا: إنه يقول كذا وكذا، قال: فقال لي إنسان منهم حديث خباب: تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه،

قال أبي: فقلت لهم نعم هكذا هو. فجعل ابن أبي دؤاد ينظر إليه ويلحظه متغيظاً عليه.

قال أبي: وقال بعضهم أليس قال: قال تعالى: (خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ)[الأنعام: 102]. قلت: قد قال: تدمر كل شيء الأحقاف 25. فدمرت إلا ما أراد الله. قال: فقال بعضهم فما تقول وذكر حديث عمران ابن حصين: إن الله كتب الذكر فقال: إن الله خلق الذكر. فقلت: هذا خطأ حدثناه غير واحد إن الله كتب الذكر.

ص: 1084

قال أبي: فكان إذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فتكلم. فلما قارب الزوال قال لهم: قوموا ثم حبس عبد الرحمن ابن إسحاق فخلا بي وبعبد الرحمن، فجعل يقول: أما تعرف صالحاً الرشيدي كان مؤدبي، وكان في هذا الموضع جالساً وأشار إلى ناحية من الدار قال فتكلم وذكر القرآن فخالفني فأمرت به فسحب ووطئ ثم جعل يقول لي ما أعرفك ألم تكن تأتينا، فقال له عبد الرحمن: يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والحج والجهاد معك وهو ملازم لمنزله. قال: فجعل يقول: والله إنه لفقيه وإنه لعالم وما يسوءني أن يكون معي يرد على أهل الملك، ولئن أجابني إلى شيء له فيه أدنى فرج لأطلقن عنه بيدي، لأطأن عقبه ولأركبن إليه بجندي. قال: ثم يلتفت إلي فيقول: ويحك يا أحمد ما تقول، قال: فأقول: يا أمير المؤمنين أعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما طال بنا المجلس ضجر فقام فرددت إلى الموضع الذي كنت فيه ثم وجه إلي برجلين إحداهما وهما صاحب الشافعي وغسان من أصحاب ابن أبي دؤاد يناظراني فيقيمان معي حتى إذا حضر الإفطار وجه إلينا بمائدة عليها طعام فجعلا يأكلان وجعلت أتعلل حتى ترفع المائدة، وأقاما إلى غدو في خلال ذك يجيء ابن أبي دؤاد فيقول لي: يا أحمد يقول لك أمير المؤمنين ما تقول، فأقول له: أعطوني شيئاً من كتاب الله عز وجل أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقول به، فقال لي ابن أبي دؤاد: والله لقد كتب اسمك في السبعة فمحوته ولقد ساءني أخذهم إياك، وإنه والله ليس السيف إنه ضرب بعد ضرب، ثم يقول لي: ما تقول فأرد عليه نحواً مما رددت عليه. ثم يأتيني رسوله فيقول أين أحمد بن عمار أجب الرجل الذي أنزلت في حجرته فيذهب ثم يعود، فيقول: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول فأرد عليه نحواً مما رددت على ابن أبي دؤاد فلا تزال رسله تأتي أحمد بن عمار وهو يختلف فيما بيني وبينه، ويقول: يقول لك أمير المؤمنين: أجبني حتى أجيء فأطلق عنك بيدي.

ص: 1085

قال: فلما كان في اليوم الثاني أدخلت عليه، فقال: ناظروه وكلموه، قال: فجعلوا يتكلمون هذا من هاهنا وهذا من هاهنا فأرد علي هذا وهذا فإذا جاؤا بشيء من الكلام مما ليس في كتاب الله عز وجل ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فيه خبر ولا أثر، قلت: ما أدري ما هذا؟ قال: فيقولون: يا أمير المؤمنين إذا توجهت له الحجة علينا وثب وإذا كلمناه بشيء يقول: لا أدري ما هذا، قال: فيقول: ناظروه ثم يقول: يا أحمد إني عليك شفيق. فقال رجل منهم: أراك تذكر الحديث وتنتحله فقال له: ما تقول في قول الله تعالى: قال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِيَ أَوْلَادِكُمْ لِلذّكَرِ مِثْلُ حَظّ الاُنْثَيَيْنِ)[النساء: 11]. فقال: خص الله بها المؤمنين، قال: فقلت له: ما تقول إن كان قاتلا أو عبداً أو يهودياً أو نصرانياً فسكت،

ص: 1086

قال أبي: وإنما احتججت عليهم بهذا لأنهم كانوا يحتجون علي بظاهر القرآن ولقوله تنتحل الحديث وكان إذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين والله لئن أجابك لهو أحب إلي من مائة ألف دينار ومائة ألف دينار فيعدد ما شاء الله من ذلك. ثم أمرهم بعد ذلك بالقيام وخلا بي وبعبد الرحمن فيدور بيننا كلام كثير وفي خلال ذلك يقول ندعو أحمد ابن دؤاد؟ فأقول ذلك إليك فيوجه إليه فيجيء فيتكلم. فلما طال بنا المجلس قام ورددت إلى الموضع الذي كنت فيه وجاءني الرجلان اللذان كانا عندي بالأمس فجعلا يتكلمان فدار بيننا كلام كثير فلما كان وقت الإفطار جيء بطعام على نحو ما أتي به في أول ليلة فأفطروا فتعللت وجعلت رسله تأتي أحمد بن عمار فيمضي إليه فيأتيني برسالة على نحو ما كان لي أول ليلة، وجاء ابن أبي دؤاد فقال إنه قد حلف أن يضربك ضرباً وأن يحبسك في موضع لا ترى فيه الشمس، فقلت له: فما صنع؟ حتى إذا كدت أن أصبح قلت لخليق أن يحدث في هذا اليوم من أمري شيء، وقد كنت خرجت تكتي من سراويلي فشددت بها الأقياد أحملها بها إذا توجهت إليه فقلت لبعض من كان معي الموكل بي أريد لي خيطاً، فجاءني بخيط فشددت به الأقياد وأعدت التكة في سراويلي ولبستها كراهية أن يحدث شيء من أمري فأتعرى. فلما كان في اليوم الثالث أدخلت عليه والقوم حضور فجعلت أدخل من دار إلى دار وقوم معهم السيوف وقوم معهم السياط وغير ذلك من الزي والسلاح وقد حشيت الدار بالجند ولم يكن في اليومين الماضيين كبير أحد من هؤلاء حتى إذا صرت إليه قال ناظروه وكلموه فعادوا لمثل مناظرتهم فدار بيننا وبينهم كلام كثير حتى إذا كان في الوقت الذي كان يخلو بي فيه فجاءني ثم اجتمعوا فشاورهم ثم نحاهم ودعاني فخلا بي وبعبد الرحمن فقال لي: ويحك يا أحمد وأنا والله عليك شفيق وإني لأشفق عليك مثل شفقتي على هارون ابني، فأجبني، فقلت: يا أمير المؤمنين أعطوني شيئاً من كتاب الله عز وجل أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فلما ضجر وطال المجلس قال عليك لعنة الله لقد طمعت فيك، خذوه اخلعوه واسحبوه. قال فأخذت فسحبت ثم خلعت ثم قال العقابين والسياط، فجيء بعقابين والسياط.

ص: 1087

قال أبي: وقد كان صار إلي شعرتان من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فصررتهما في كم قميصي، فنظر إسحاق بن إبراهيم إلى الصرة في كم قميصي فوجه إلي: ما هذا المصرور في كمك؟ فقلت شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم. فسعى بعض القوم إلى القميص ليحرقه في وقت ما أقمت بين القابين فقال لهم لا تحرقوه وانزعوه عنه قال أبي فظنت أنه بسبب الشعر الذي كان فيه. ثم صيرت بين العقابين وشدت يدي وجيء بكرسي فوضع له وابن أبي دؤاد قائم على رأسه والناس اجتمعوا وهم قيام ممن حضر فقال لي إنسان ممن شدني خذ أي الخشبتين بيدك وشد عليها. فلم أفهم ما قال. قال فتخلعت يدي لما شدت ولم أمسك الخشبتين قال أبو الفضل ولم يزل أبي رحمه الله يتوجع منها من الرسغ إلى أن توفي ثم قال للجلادين تقدموا فنظر إلى السياط فقال ائتوا بغيرها، ثم قال لهم تقدموا فقال لأحدهم أدنه أوجع قطع الله يدك. فتقدم فضربني سوطين ثم تنحى، فلم يزل يدعو واحداً بعد واحد فيضربني سوطين ويتنحى ثم قام حتى جاءني وهم محمقون به فقال: ويحك يا أحمد تقتل نفسك. ويحك أجبني حتى أطلق عنك بيدي. فقال فجعل بعضهم يقول ويحك إمامك على رأسك قائم، قال: وجعل يعجب وينخسني بقالم سيفه ويقول تريد أن تغلب هؤلاء كلهم وجعل إسحاق بن إبراهيم يقول ويلك الخليفة على رأسك قائم: قال ثم يقول بعضهم يا أمير المؤمنين دمه في عنقي قال ثم رجع فجلس على الكرسي ثم قال للجلاد: أدنه شد ـ قطع الله يدك ـ ثم لم يزل يدعو بجلاد بعد جلاد فيضربني سوطين ويتنحى وهو يقول له شد قطع الله يدك ثم قام لي الثانية فجعل يقول: يا أحمد أجبني وجعل عبد الرحمن بن إسحاق يقول لي: من صنع بنفسه من أصحابك في هذا الأمر ما صنعت؟ هذا يحيى بن معين وهذا أبو خيثمة وابن أبي ...... وجعل يعدد علي من أجاب، وجعل هو يقول: ويحك أجبني، قال: فجعلت أقول نحواً مما كنت أقول لهم، قال: فرجع فجلس ثم جعل يقول للجلاد: شد ـ قطع الله يدك ـ

قال أبي: فذهب عقلي وما عقلت إلا وأنا في حجرة طلق عني الأقياد، فقال إنسان ممن حضر: إنا كببناك على وجهك وطرحنا على ظهرك سارية ودسناك،

قال أبي: فقلت: ما شعرت بذلك. قال: فجاؤني بسويق، فقالوا لي: اشرب وتقيا، فقلت: لا أفطر ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم،

ص: 1088

قال أبي: فنودي بصلاة الظهر فصلينا الظهر، قال ابن سماعة صليت والدم يسيل من ضربك. فقلت: قد صلى عمر وجرحه يثعب دماً فسكت ثم خلى عنه ووجه إليه برجل ممن يبصر الضرب والجراحات ليعالج فيها، فنظر إليه فقال لنا: والله لقد رأيت من ضرب ألف سوط ما رأيت ضرباً أشد من هذا، لقد جر عليه من خلفه ومن قدامه ثم أدخل ميلا في بعض تلك الجراحات، وقال: لم يثعب فجعل يأتيه ويعالجه وقد كان أصاب وجهه غير ضربة ثم مكث يعالجه ما شاء الله ثم قال: إن هاهنا شيئاً أريد أن أقطعه، فجاء بحديدة فجعل يعلق اللحم بها ويقطعه بسكين معه وهو صابر لذلك يحمد الله في ذلك فبرأه منه ولم يزل يتوجع من مواضع منه، وكان أثر الضرب بيناً في ظهره إلى أن توفي رحمه الله.

قال أبو الفضل: سمعت أبي يقول: والله لقد أعطت المجهود من نفسي ولوددت إن أنجو من هذا الأمر كفافاً لا علي ولا لي،

قال أبو الفضل: فأخبرني أحد الرجلين اللذين كانا معه وقد كان هذا الرجل ـ يعني صاحب الشافعي ـ صاحب حديث قد سمع ونظر ثم جاءني بعد، فقال لي: يا ابن أخي رحمة الله على أبي عبد الله، والله ما رأيت أحداً يشبهه، قد جعلت أقول له في وقت ما يوجه إلينا بالطعام: يا أبا عبد الله أنت صائم وأنت في موضع مسغبة، ولقد عطش فقال لصاحب الشراب ناولني فناوله قدحاً فيه ماء وثلج فأخذه فنظر إليه هنيهة ثم رده عليه،

قال: فجعلت أعجب إليه من صبره على الجوع والعطش وما هو فيه من الهول، قال أبو الفضل: وكنت ألتمس وأحتال أن أوصل إليه طعاماً أو رغيفاً أو رغيفين في هذه الأيام فلم أقدر على ذلك وأخبرني رجل حضره، قال: تفقدته في هذه الأيام وهم يناظرونه ويكلمونه فما لحن في كلمة وما ظننت أن أحداً يكون في مثل شجاعته وشدة قلبه.

ص: 1089

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أحمد بن الفرج: كنت أتولى شيئاً من أعمال السلطان فبينما أنا ذات يوم قاعد في مجلس إذا أنا بالناس قد أغلقوا أبواب دكاكينهم وأخذوا أسلحتهم، فقلت: مالي أرى الناس قد استعدوا للفتنة. فقالوا: إن أحمد بن حنبل يحمل ليمتحن في القرآن، فلبست ثيابي وأتيت حاجب الخليفة وكان لي صادقاً، فقلت: أريد أن تدخلني حتى أنظر كيف يناظر أحمد الخليفة؟ فقال: أتطيب نفسك بذلك؟ فقلت: نعم فجمع جماعة وأشهدهم علي وتبرأ من إثمي ثم قال لي: امض فإذا كان يوم الدخول بعثت إليك. فلما أن كان اليوم الذي أدخل فيه أحمد على الخليفة أتاني رسوله، فقال: البس ثيابك واستعد للدخول فلبست قباء فوقه قفطان وتمنطقت بمنطقة وتقلدت سيفاً وأتمت الحاجب فأخذ بيدي وأدخلي إلى الفوج الأول مما يلي أمير المؤمنين وإذا أنا بابن الزيات وإذا بكرسي من ذهب مرصع بالجوهر قد غشي أعلاه بالديباج فخرج الخليفة فقعد عليه ثم قال: أين هذا الذي يزعم أن الله عز وجل يتكلم بجارحتين؟ علي به. فأدخل أحمد وعليه قميص هروي وطيلسان أزرق وقد وضع يداً على يد وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى وقف بين يدي الخليفة، فقال: أنت أحمد بن حنبل، فقال: أنا أحمد بن محمد بن حنبل، فقال: أنت الذي بلغني عنك أنك تقول القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود؟ من أين قلت هذا؟ قال أحمد: من كتاب الله تعالى وخبر نبيه صلى الله عليه وسلم.

قال: وما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟

ص: 1090

فقال: حدثني عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كلم موسى بمائة ألف كلمة وعشرين ألف كلمة وثلاثمائة كلمة وثلاث عشرة كلمة فكان الكلام من الله والاستماع من موسى. فقال موسى: أي رب أنت الذي تكلمني أم غيرك؟ قال الله تعالى: يا موسى أنا أكلمك لا رسول بيني وبينك، قال: كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحمد: فإن يك هذا كذباً مني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى:(وَلََكِنْ حَقّ الْقَوْلُ مِنّي لأمْلأنّ جَهَنّمَ مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ)[السجدة: 13] فإن يكن القول من غير الله فهو مخلوق، وإن كان مخلوقاً فقد ادعى حركة لا يطيق فعلها، فالتفت إلى أحمد وابن الزيات، فقال: ناظروه قالوا: يا أمير المؤمنين اقتله ودمه في أعناقنا، قال فرفع يده فلطم حر وجهه فخر مغشياً عليه فتفرق وجوه قواد خراسان وكان أبوه من أبناء قواد خراسان، فخاف الخليفة على نفسه منهم فدعا بكوز من ماء فجعل يرش على وجهه. فلما أفاق رفع رأسه إلى عمه وهو واقف بين يدي الخليفة فقال: يا عم لعل هذا الماء الذي صب على وجهي غضب صاحبه عليه، فقال الخليفة: ويحكم ما ترون ما يهجم علي من هذا الحديث، وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا رفعت عنه السوط حتى يقول القرآن مخلوق. ثم دعا بجلاد يقال له أبو الدن، فقال: في كم تقتله؟ قال: في خمسة أو عشرة أو خمسة عشرة أو عشرين، فقال: أقتله فكلما أسرعت كان أخفى للأمر، ثم قال: جردوه، قال: فنزعت ثيابه ووقف بين العقابين وتقدم أبو الدن قطع الله يده فضربه بضعه عشر سوطاً فأقبل الدم من أكتافه إلى الأرض، وكان أحمد ضعيف الجسم، فقال إسحاق بن إبراهيم: يا أمير المؤمنين إنه إنسان ضعيف الجسم، فقال: قد سمعت قولي، وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا رفعت السوط عنه حتى يقول كما أقول. فقال: يا أبا عبد الله البشري إن أمير المؤمنين قد تاب عن مقالته وهو يقول لا إله إلا الله. فقال أحمد: كلمة الإخلاص وأنا أقول لا إله إلا الله، فقال: يا أمير المؤمنين إنه قد قال كما تقول. فقال: خل سبيله. وارتفعت بالباب، فقال: أخرج فانظر ما هذه الضجة.

ص: 1091

فخرج ثم دخل فقال: يا أمير المؤمنين إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج أحمد بن حنبل إني لك من الناصحين فأخرج وقد وضع طيلسانه وقميصه على يده وكنت أول من وافى الباب، فقال الناس: ما قلت يا أبا عبد الله حتى نقول، قال: وما عسى أن أقول أكتبوا يا أصحاب الأخبار واشهدوا يا معشر العامة أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.

قال أحمد بن الفرج: وكنت أنظر إلى أحمد بن حنبل والسوط قد أخذ كتفيه وعليه سراويل فيه خيط فانقطع الخيط ونزل السراويل فلحظته وقد حرك شفتيه فعاد السراويل كما كان، فسألته عن ذلك، فقال: نعم إنه لما انقطع الخيط قلت: اللهم إلهي وسيدي واقفتني هذا الموقف فلا تهتكني على رءوس الخلائق فعاد السراويل كما كان.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن حنبل قال: ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في رحبة طوق قال يا أحمد إن يقتلك الحق مت شهيدا وإن عشت حميدا فقوى قلبي، قال صالح بن أحمد: قال أبي فلما صرنا إلى أذنة ورحلنا منها في جوف الليل وفتح لنا بابها إذا رجل قد دخل فقال البشرى قد مات الرجل يعني المأمون قال أبي وكنت أدعو الله أن لا أراه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن حنبل قال: تبينت الإجابة في دعوتين دعوت الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون ودعوته أن لا أرى المتوكل فلم أر المأمون مات بالبذندون قلت وهو نهر الروم وبقي أحمد محبوسا بالرقة حتى بويع المعتصم إثر موت أخيه فرد أحمد إلى بغداد وأما المتوكل فانه نوه بذكر الإمام أحمد والتمس الاجتماع به فلما أن حضر أحمد دار الخلافة بسامراء ليحدث ولد المتوكل ويبرك عليه جلس له المتوكل في طاقة حتى نظر هو وأمه منها إلى أحمد ولم يره أحمد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن حنبل قال: ما رأيت أحدا على حداثة سنه وقدر علمه أَقْوَمُ بأمر الله من محمد بن نوح إني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير قال لي ذات يوم يا أبا عبد الله إنك لست مثلي أنت رجل يقتدي بك قد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك فاتق الله واثبت لأمر الله أو نحو هذا فمات وصليت عليه ودفنته أظن قال بعانة.

ص: 1092

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوماً، ما ذاق إلا مقدار ربع سويق، كل ليلة كان يشرب شربة ماء. وفي كل ثلاث ليال يستف حفنة من السويق، فرجع إلى البيت ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر، ورأيت موقيه دخلتا في حدقتيه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن أبي سمينة عن شابا من التائب قال لقد ضرب أحمد بن حنبل ثمانين سوطا لو ضربته على فيل لهدته.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن حنبل قال: قيل لي اكتب ثلاث كلمات ويخلى سبيلك فقلت هاتوا قالوا: اكتب الله قديم لم يزل قال فكتبت فقالوا اكتب كل شيء دون الله مخلوق وقالوا اكتب الله رب القرآن، قلت: أما هذه فلا ورميت بالقلم فقال بشر بن الحارث لو كتبها لأعطاهم ما يريدون.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المهتدي بالله محمد بن الواثق قال: كان أبي إذا أراد أن يقتل أحدا أحضرنا فأتي بشيخ مخضوب مقيد فقال أبي ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه يعني ابن أبي داود قال فأدخل الشيخ فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال لا سلم الله عليك فقال يا أمير المؤمنين بئس ما ادبك مؤدبك قال الله تعالى (وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدّوهَآ إِنّ)[النساء: 86] فقال ابن أبي داود الرجل متكلم قال له كلمه فقال يا شيخ ما تقول في القرآن قال لم ينصفني ولي السؤال قال سل قال ما تقول في القرآن قال مخلوق قال الشيخ: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون أم شيء لم يعلموه؟ قال شيء لم يعلموه، فقال سبحان الله شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم علمته أنت فخجل فقال أقلني قال المسألة بحالها قال نعم علموه فقال علموه ولم يدعوا الناس اليه قال نعم قال أفلا وسعك ما وسعهم قال فقام أبي فدخل مجلسا واستلقى وهو يقول شئ لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت سبحان الله شيء علموه ولم يدعوا الناس اليه أفلا وسعك ما وسعهم ثم أمر برفع قيوده وأن يعطي أربع مئة دينار وَيُؤْذَنُ له في الرجوع وسقط من عينه ابن أبي داود ولم يمتحن بعدها احدا.

ص: 1093

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي أن الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق القرآن.

قصة خروج أحمد بن حنبل من السجن:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن إبراهيم البوشنجي ذكروا أن المعتصم ألان في أمر أحمد لما علق في العقابين ورأى ثباته وتصميمه وصلابته حتى أغراه أحمد بن أبي داوود وقال يا أمير المؤمنين إن تركته قيل قد ترك مذهب المأمون وسخط قوله فهاجه ذلك على ضربه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي زرعة قال: دعا المعتصم بعم أحمد ثم قال للناس تعرفونه قالوا نعم هو أحمد بن حنبل قال فانظروا إليه أليس هو صحيح البدن قالوا نعم ولولا انه فعل ذلك لكنت أخاف أن يقع شيء لا يقام له قال ولما قال قد سلمته إليكم صحيح البدن هدأ الناس وسكنوا.

قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت ما قال هذا مع تمكنه في الخلافة وشجاعته إلا عن أمر كبير كأنه خاف أن يموت من الضرب فتخرج عليه العامة ولو خرج عليه عامة بغداد لربما عجز عنهم.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حنبل قال: لما أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مبطنة وقميصاً وطيلسانا وقلنسوة وخفاً، فبينا نحن على باب الدار والناس في الميدان والدروب وغيرها وغلقت الأسواق إذ خرج أبو عبد الله على دابة من دار المعتصم في تلك الثياب وأحمد بن أبي داود عن يمينه وإسحاق بن إبراهيم يعني نائب بغداد عن يساره فلما صار في الدهليز قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي داود اكشفوا رأسه فكشفوه يعني من الطيلسان وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبس فقال لهم إسحاق خذوا به ها هنا يريد دجلة فذهب به إلى الزورق وحمل إلى دار إسحاق بن إبراهيم فأقام عنده إلى أن صليت الظهر وبعث إلى والدي والى جيراننا ومشايخ المحال فجمعوا وأدخلوا عليه فقال لهم هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يعرفه وإلا فليعرفه.

ص: 1094

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن سماعة قال: حين دخل الجماعة لهم هذا أحمد بن حنبل وإن أمير المؤمنين ناظره في أمره وقد خلى سبيله وها هو ذا فاخرج على فراس لإسحاق بن إبراهيم عند غروب الشمس فصار إلى منزله ومعه السلطان والناس وهو منحن فلما ذهب لينزل احتضنته ولم أعلم فوقعت يدي على موضع الضرب فصاح فنحيت يدي فنزل متوكئا علي وأغلق الباب ودخلنا معه ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر أن يتحرك إلا بجهد ونزع ما كان خلع عليه فأمر به فبيع وتصدق بثمنه وكان المعتصم أمر إسحاق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره وذلك أنه ترك فيما حكي لنا عند الإياس منه وبلغنا أن المعتصم ندم وأسقط في يده حتى صلح فكان صاحب خبر إسحاق بن إبراهيم يأتينا كل يوم يتعرف خبره حتى صح وبقيت إبهاماه منخلعتين يضربان عليه في البرد فيسخن له الماء، ولما أردنا علاجه خفنا أن يدس أحمد بن أبي داوود سماً إلى المعالج فعملنا الدواء والمرهم في منزلنا وسمعته يقول كل من ذكرني ففي حل إلا مبتدعا وقد جعلت أبا إسحاق يعني المعتصم في حل ورأيت الله يقول ^ وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم ^ وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالعفو في قصة مسطح قال أبو عبد الله وما ينفعك أن يعذب الله أخاك المسلم في سببك.

تحديد إقامة الإمام أحمد في عهد الواثق:

وتولى الواثق الحكم بعد المعتصم في ربيع الأول سبع وعشرين ومائتين ولم يتعرض للإمام، وقد رأى أن التعذيب لا يفيد فيمن كانت إرادته كالحديد، وعرف فيه أنه عن الحق لا ولن يحيد، ورأى أتباعه في مزيد، ولكنه كتب إلى محمد بن أبي الليث بامتحان الناس أجمعين، فلم يبق أحد فقيه ومحدث ولا مؤذن ولا معلم حتى أخذ بالمحنة، فهرب كثير من الناس وملئت السجون بمن أنكر المحنة، وأمر ابن أبي الليث أن يكتب على المساجد "لا إله إلا الله رب القرآن المخلوق"، فكتب ذلك على المساجد بفسطاط مصر، ومنع الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي من الجلوس في المساجد

وبعث إلى الإمام أحمد يحدد إقامته: "لا تساكني بأرض"، وقيل: أمره أن يخرج من بيته، ويظل الإمام أحمد متخفيا حتى مات الواثق، ووقاه الله شره، وأراه سبحانه ثمرة جهاده وصبره، فكرمه وأعلى ذكره، وخسف بأعدائه، وأذلهم وكان في ذلك عبرة.

ص: 1095