الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وليس للحسر - أذكر - بعض تلامذة الشيخ ممن لازموه وهم اليوم من العلماء المعتبرين والدعاة المعروفين من أتباع منهج الحق، منهج أهل السنة والجماعة - نحسبهم كذلك، ولا نزكي على الله أحد:
(1)
سماحة الشيخ محمد إبراهيم شقرة - حفظه الله - كان أخاً وصديقاً.
(2)
الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
(3)
الشيخ العلامة أبو إسحاق الحويني- حفظه الله
(4)
فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان - حفظه الله
(5)
فضيلة الشيخ علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري - حفظه الله
(6)
فضيلة الشيخ د. محمد بن موسى آل نصر - حفظه الله
(7)
فضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي - حفظه الله
(8)
فضيلة الشيخ حسين بن عودة العوايشة - حفظه الله
(9)
فضيلة الشيخ د. حلمي بن كامل عبد الهادي - حفظه الله
(10)
فضيلة الشيخ هشام العارف المقدسي - حفظه الله
(11)
عصام موسى هادي (كان ناسخاً وكاتباً للشيخ لمدة خمس سنوات - كما جاء في جمعه لكتاب الروض الداني، للشيخ رحمه الله
وطلاب الشيخ أكثر مما أن يعدوا على الأصابع وهم جمّ غفير ولله الحمد والمنّة، وما أصحاب الفضيلة ـ هؤلاء ـ إلا عدد يسير ممن لازموا شيخنا رحمه الله.
نصيحة الألباني لطالب العلم المبتدئ:
(أنصح طالب العلم المبتدئ أن يقرأ من كتب الفقه: " فقه السنة " للشيخ سيد سابق، مع الاستعانة عليه ببعض المراجع مثل: " سبل السلام " وإن نظر في " تمام المنّة " فيكون اقوى له (1)، وأنصح له بـ " الروضة النديّة "، وأما في التفسير، فعليّه القراءة من كتاب " تفسير القرآن العظيم" للحافظ ابن كثير، فإنه أصح كتب التفسير اليوم.
ثم من حيث المواعظ والرقائق فعليّه بكتاب " رياض الصالحين " للإمام النووي، ثم فيما يتعلق بكتب العقيدة انصح بكتاب " شرح العقيدة الطحاوية " لابن أبي العز الحنفي، ويستعين عليها بتعليقي وشرحي لها.
ثم يجعل بصورة عامة ديدنه دراسة كتب شيخ الإسلام ابن تيميه، وتلميذه ابن القيم الجوزية - رحمهما الله - الذي أعتقد أنهما من نوادر العلماء المسلمين الذين سلكوا منهج السلف الصالح في فقههم، مع التقوى والصلاح، ولا ازكي على الله أحدا)
صفات الألباني وأخلاقه رحمه الله تعالى:
(1) اقول: بل من الأهمية بمكان، ومن الضروري أن يلازم طالب العلم قراءته كتاب (فقه السنة) بكتاب (تمام المنّة) ولكنّه تواضع العلماء.
لقد كان طلبة العلم الذين يحرصون على أخذ العلم من أهله الربانيين، يتكبكبون حول - شيخنا رحمه الله أينما وجد، في المسجد، في المنزل، في مكتبته، وإنه ليصغي لكل منهم ويقضي حاجته من العلم، وكثير هم الذين حرصوا على أخذ العلم على العلامة الألباني، فمن لم يستطع الأخذ مباشرة، كان على اتصال مباشر معه أو مع مصنفاته ومؤلفاته الضخمة، والتي لا يخلوا منها كتاب أو رسالة (1)
…
ولقد كثر مراجعوه من مختلف الطبقات والأرجاء، ولكل حاجته وقصده، فيقوم الشيخ رحمه الله بتسهيل أمره، وتيسير مطلبه بقدر استطاعته، إنها والله صور صادقة، بالحق ناطقة، تدل على التواضع وحسن الخلق، ووقار العلماء الربانيون.
أضف إلى ذلك " أننا وجدنا لديه الوعي الصحيح والصدر الرحب للبحث العلمي الحر النزيه، بحيث يستطيع أبسط تلميذ مناقشته في أي أمر، ومطالبته بالدليل والرد عليّه، دون أن يضيق بذلك ذرعاً ولا يضجر ولا يتأفف
…
كما أنه يشجعنا دائماً على انتقاده، ويحثنا على تنبيهه إلى خطئه، هذا مع أخلاق فاضلة وتواضع جميل، وإخلاص له، وجهاد في سبيله، ونظافة في اليد، وجرأة في الحق، وعدم المداهنة والمجاملة على حسابه، والاستقلال في البحث والشخصية، إلى آخر تلك الصفات الحميدة
…
وقد علمنّا شيخنا رحمه الله التمسك بالحق وحده، والمطالبة بالدليل، وعدم التعصب للرجال، وقد وجدناه يسر إذا خالفه أحد في بعض آرائه بشرط أن يكون متمسكاً بدليل، ومقتنعاً به، ولذلك نحن لا ندعو أحداً إلى التمسك بآراء شيخنا إلا إذا اطلع على دليلها، واقتنع بها
…
" (2)
(1) ما نظرت إلى كتاب قط إلا ورأيت أسم شيخنا يتلألأ به، كأنه الكوكب الدريّ اللامع، والنور المشع، فلا مفر ولا سبيل لأي كاتب أو مؤلف إلا لرجوع لكتب شيخنا العلامة الألباني إذ رحمه الله ألف في الحديث وصحح جميع كتب الأحاديث المعتمدة وكتب في الفقة والعقيدة والتوحيد والأصول،،، وغيرها، وبهذا لا يخلوا أي طالب علم أو كاتب أراد الحق إلا وتراه رجع إلى مؤلفات ومصنفات الإمام الألباني، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - ولله الحمد والمنّة.
(2)
العلامة المحدث الألباني - عبد الله بن حسين الموجان (مجلة الاصالة - العدد 28 ص 83)
وكان رحمه الله يلبي دعوة طلابه ومحبيه في حفلات الزواج الخاصة بهم، ولا يفوت الفرص في تلك المناسبات حتى يبدأ بإيضاح السنة ويحض عليها، ويحذر من البدعة والابتداع وهذا دأبه والغالب عليه في جميع أوقاته.
ومما تميز به شيخنا رحمه الله الزهد في هذه الدنيا، مع توفر أسبابها، وحصول مقاصدها له، فقد انصرف عنها بالكلية، وقدم عليها دار البقاء، لأنه علم أنها دار الفناء، متأسيا بزهد السلف الصالح رحمهم الله.
فكان مثالا يحتذى به، وعلما يقتدى به، في الزهد والورع وإنكار الذات، والهروب من المدائح والثناءات العاطرة، وفي تلك المناسبات كان يكثر من قوله:(اللهم لا تآخذني بما يقولون، واجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون) فتراه يكره المدح والثناء كرها شديدا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على زهد في القلب وعفة في الروح، وطهارة في الجوارح، وخشية للمولى جل وعلا.
قصة الورقة الضائعة (1):
قال الشيخ رحمه الله في مقدمة (فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث):
" لم يكن ليخطر في بالي وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة، وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين ثم أخذت نفسي تراودني، وتزيّن لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي - بزعمي - نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها " ذم الملاهي " للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما اعلم يومئذ.
فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها .. يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها بالأصل، حيث أنها لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات، ولكيلا اشق على نفسي!!
(1) أخذت هذه القصة من كتاب " محدث العصر الألباني " بقلم: سمير بن أمين الزهيري - بشيء من الاختصار والتصرف
فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، ابلغني أن فيها نقصاً، فأمرته أن يتابع نسخها حتى ينتهي منها
…
وبالفعل لما قابلتها بالأصل تأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأقدّره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها وكيف يمكنني العثور عليها؟!!
والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان " مجاميع " وفي كل مجلد منها على الغالب عديدٌ من الرسائل والكتب، مختلطة الخطوط والمواضيع، والورق لوناً وقياساً
…
وهكذا بدأ الشيخ رحمه الله بالبحث عن الورقة الضائعة في أكثر من (152 مجلد) ويقول الشيخ: ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي لعلها خيطت خطأ في مجلدات الحديث!! فأخذت اقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها!!! وهكذا لم أزل أعلل النفس وأمنّيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر، حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو (عشرة آلاف مخطوط) دون أن أحظى بها!!!
ولكن لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدشت) وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
وحينئذ يئست من الورقة!!! ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى، قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهريّة كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا - رحمهم الله تعالى - وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية مما لم يطبع بعد
…
وكنت في أثناء المرحلة الثانية، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفوياً فما كدت أنتهي منها حتى تشعبت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.
ولذلك فقد شمّرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للرمة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها، مع اسانيده وطرقه.