الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان أكثر الأئمة الذين ظهروا في عصر الإمام مالك تلامذة له، وقد كان تلاميذه من شتى بقاع الأرض لا يعدون ولا يحصون والذي ساعده على ذلك أنه كان مقيماً بالمدينة المنورة وكان الحجاج يذهبون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيجلسون نحوه يتعلمون منه العلم، فمنهم من كان يطول به المقام عند الإمام مالك ومنهم من كان يقصر به المقام. والذي جعل أيضاً تلاميذ الإمام مالك كثيري أن الإمام مالكاً كان معمراً فلقد أطال الله في عمره حيث عاش تسعين عاماً. واحصى الذهبي ما يزيد عن ألف وأربعمائة تلميذ فمن تلاميذه ما يلي:
عبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن وهب وأشهب بن عبد العزيز القيسي وأسد بن الفرات وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون.
ومن تلاميذ مالك أيضا:
ابن أبي إياس أبو الحسن الخرساني، وابن الوليد ابو يحمد الحميري وابن خداش أبو الهيثم المهلبي، وأبو عبد الله اللخمي وسعيد ابن شعبة أبو عثمان الخرساني وسليمان بن جارود أبو داوود الطياليسي وابن ذكوان أبو عبد الله الترمذي وبن حماد ابو يحي النرسي وبن جبلة عبدان المروزي وعبد الله بن نافع الزبيري وبن عمرو القيسي أبو عامر العقدي ووكيع بن جراح ابو سفيان الرؤاسي.
[*] مناقب الإمام مالك رحمه الله:
كان مالك بن أنس رحمه الله من أئمة تابعي التابعين، من أئمة الهدى وأعلام التقى ومصابيح الدجى، من حلية الأولياء وأعلام النبلاء، الأضواء اللامعة والنجوم الساطعة، إمام دار الهجرة، وصاحب أحد المذاهب الفقهية الأربعة في الإسلام وهو المذهب المالكي، وصاحب كتب الصحاح في السنة النبوية وهو كتاب الموطأ. يقول الإمام الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
وهاك غَيْضٍ من فيض ونقطةٍ من بحر مما ورد في مناقبه رحمه الله تعالى جملةً وتفصيلا:
أولاً
مناقب مالك بن أنس
جملةً رحمه الله:
(1) ثناء العلماء على مالك ابن أنس:
(2)
حرص مالك بن أنس على طلب العلم:
(3)
تعظيم مالك بن أنس لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(4)
محنة الإمام مالك بن أنس:
(5)
ورع مالك ابن أنس رحمه الله:
(6)
منابذة مالك ابن أنس لأهل الأهواء:
(7)
زهد مالك ابن أنس رحمه الله تعالى:
(8)
من دُررِ مواعظ مالك ابن أنس:
ثانياً مناقب مالك بن أنس تفصيلا رحمه الله:
(1)
ثناء العلماء على مالك ابن أنس:
[*] قال عنه الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء:
فمنهم إمام الحرمين، المشهور في البلدين الحجاز والعراقين، المستفيض مذهبه في المغربين والمشرقين، مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه.
كان أحد النبلاء وأكمل العقلاء، ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم لأحكام والأصول تحقق بالتقوى فابتلى بالبلوى.
[*] وقال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء:
هو شيخ الإسلام، حجة الأمة، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني، حليف بني تيم من قريش، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة.
[*] وقال عنه الإمام بن كثير في البداية والنهاية: الإمام مالك هو أشهرهم وهو أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة.
[*] وقال عنه الإمام السخاوي في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: الإمام العالم نجم السنن وعالم المدينة، أبو عبد الله الأصبحي المدني.
يروي عن الزهري ونافع وعبد الله بن دينار. وخلق قل من هو من غير المدينة منهم. وكان أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عن من ليس بثقة في الحديث. فلم يكن يروي إلا ماصح، ولا يحدث إلا عن ثقة، مع الفقه والدين والفضل والنسك. روى عنه السفيانان والحمادان وشعبة والأوزاعي والليث. وبه تخرج إمامنا الشافعي ـ رحمهما الله. وإياه ينصر ومذهبه يتبجل حيث كان بالعراق قديماً قبل دخوله مصر. ثم اجتهد وصار إماماً متبعاً. وكان يقول: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز، وما في الأرض كتاب في العلم أكثر صواباً من الموطأ. وآخر الرواة عنه وفاة أحمد بن إسماعيل السهمي. ولفتياه في عين المكره بعدم الوقوع تعرض له جعفر بن سليمان.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن المفضل بن محمد الجندي يقول: سمعت أبا مصعب، يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن خلف بن عمرو قال: سمعت مالك بن أنس يقول: ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعاً لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك، فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك؟ قال: كنت أنتهي، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه، قال خلف: دخلت على مالك فقال لي انظر ما ترى تحت مصلاي، أو حصيري؟ فنظرت فإذا أنا بكتاب، فقال: أقرأه فإذا فيه رؤيا رآها له بعض إخوانه، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في مسجده قد اجتمع الناس عليه، فقال لهم: إني قد خبأت لكم تحت منبري طيباً أو علماً، وأمرت مالكاً أن يفرقه على الناس، فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بكى فقمت عنه.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن إسماعيل بن مزاحم المروزي ـ وكان من أصحاب ابن المبارك من العباد ـ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله من نسأل بعدك؟ قال: مالك بن أنس.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن مطرف أبو صعب، حدثني أبو عبد الله مولى الليثيين ـ وكان مختاراً ـ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد قاعداً والناس حوله، ومالك قائم بين يديه، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسك، وهو يأخذ منه قبضة قبضة فيدفعها إلى مالك ومالك ينشرها على الناس، قال مطرف: فأولت ذلك العلم واتباع السنة.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن المثني بن سعيد القصير، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: ما بت ليلة إلا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن ابن أبي أويس، قال: كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على فراشه، وسرح لحيته، وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة ثم حدث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحدث به إلا على طهارة متمكناً، وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو يستعجل، فقال: أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن المفضل بن محمد الجندي، يقول: سمعت أبا مصعب، يقول: كان مالك لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو على الطهارة إجلالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن معين بن عيسى، يقول: كان مالك بن أنس يتقي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الباء والتاء ونحوهما.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك بن أنس.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي يونس المدني، قال: أنشدني بعض أصحابنا من المدنيين في مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه:
يدع الجواب فلا يراجع هيبة
…
والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى
…
فهو المطاع وليس ذا سلطان
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن شعبة، قال: أتيت المدينة بعد موت نافع بسنة، فإذا الحلقة لمالك بن أنس.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن نافع بن عبد الله، يقول: جالست مالكاً أربعين سنة أو خمساً وثلاثين سنة ـ كل يوم أبكر وأهجر وأروح، ما سمعته يقرأ على ـ إنسان شيئاً قط، وسمعت معن بن عيسى يقول: ما من حديث أحدث به عن مالك إلا وقد جمعته منه نحواً أو أكثر من ثلاثين مرة.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الحارث بن مسكين، قال: كان عبد الرحمن بن القاسم، يقول: إنما أقتدي في ديني برجلين: مالك بن أنس في علمه، وسليمان بن القاسم في ورعه.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن القعنبي، يقول: أتينا سفيان بن عيينة فرأيته حزيناً، فقيل: بلغه موت مالك بن أنس رحمه الله، ثم قال سفيان: ما ترك على الأرض مثله.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن محمد بن الربيع بن سليمان، يقول: سمعت الشافعي رضي الله تعالى عنه، يقول: إذا جاء الحديث عن مالك فاشدد يديك به.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن محمد بن الربيع، يقول: سمعت الشافعي، يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عن سفيان بن عيينة، قال: كان مالك لا يأخذ الحديث إلا من جيده.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن ابن مهدي، يقول: ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحداً.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد العزيز بن عبد الله، قال: كان نقش خاتم مالك بن أنس حسبنا الله ونعم الوكيل، فقيل له في ذلك فقال:(وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءٌ وَاتّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[آل عمران 173: 174]
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن محمد بن زبان بن حبيب، قال: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت الشافعي، يقول: ما بعد كتاب الله تعالى كتاب أكثر صواباً من موطأ مالك.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الشافعي، يقول: قال محمد بن الحسن: أقمت على مالك بن أنس ثلاث سنين وكسراً، وكان يقول: إنه سمع منه لفظاً أكثر من سبعمائة حديث، قال: وكان إذا حدثهم عن مالك امتلأ منزله وكثر الناس عليه حتى يضيق عليهم الموضع، وإذا حدث غير مالك لم يجئه إلا اليسير، فكان يقول: ما أعلم أحداً أسوأ ثناء على أصحابكم منكم، إذا حدثتكم عن مالك ملآتم على الموضع، وإذا حدثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الشافعي، يقول: قالت لي عمتي ـ ونحن بمكة: رأيت في هذه الليلة عجباً، فقلت لها: وما هو؟ قالت: رأيت كأن قائلاً يقول: مات الليلة أعلم أهل الأرض، قال الشافعي: فحسبنا ذلك فإذا هو يوم مات مالك بن أنس.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن مالك بن أنس، يقول لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن عيينة قال: مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجة زمانه.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الشافعي قال - وصدق وبر - إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
[*] أورد أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء عن ابن وهب قال: سمعت منادياً ينادي بالمدينة، ألا لا يفتي الناس إلا مالك بن أنس وابن أبي ذئب.