المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌8 - مسألة في بعض النصوص التي يتوهم الناظر معارضتها للقدر: - معجم التوحيد - جـ ٣

[إبراهيم بن سعد أبا حسين]

فهرس الكتاب

- ‌186 - طاعة العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله

- ‌ أقوال السلف:

- ‌ حكم الطاعة في تحريم ما أحل الله:

- ‌187 - الطاغوت

- ‌ والطواغيت كثير ورؤوسهم خمسة:

- ‌ فائدة:

- ‌18 - الطِّب

- ‌189 - الطرق

- ‌190 - الطواف بغير الكعبة

- ‌حكم الطواف حول القبور:

- ‌191 - الطيرة

- ‌[الفأل - صفر - العدوى]

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم الطيرة وهل هي شرك أكبر

- ‌2 - كفارة الطيرة:

- ‌3).3 -الفرق بين الطيرة والفأل:

- ‌4 - الفرق بين الطيرة والتطير:

- ‌5 - كيف يدفع الإنسان الطيرة:

- ‌192 - الظلم

- ‌193 - الظن بالله

- ‌ أمثلة لسوء الظن بالله تعالى:

- ‌194 - عارض الجهل وأثره على التكفير

- ‌ تنبيه:

- ‌ ضوابط العذر بالجهل في التكفير:

- ‌ أولا: مجرد النطق بالشهادتين يثبت به إسلام الشخص حكما ولا يزول عنه إسلامه إلا بمقتضى الدليل الشرعي

- ‌ ثانيًا: عدم قيام الحجة مانع من تكفير المعين:

- ‌ هل يمكن للرجل أن يقول لصاحبه أنت كافر قبل أن يعلمه بعمله

- ‌ ثالثًا: الجاهل المتمكن من العلم وتركه تساهلا وإعراضًا لا يعذر

- ‌ رابعًا: قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص:

- ‌ خامسًا: ينبغي التفريق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية:

- ‌ تنبيه: معرفة فقه العذر بالجهل يوجب بيان الحكم وبث العلم

- ‌195 - العبادة

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - شروط قبول العبادة:

- ‌2 - أنواع العبادة:

- ‌ حكم من عبد الله عند القبر:

- ‌196 - عبدي وأمتي

- ‌ فوائد وأحكام:

- ‌1 - حكم التلفظ بعبدي وأمتي:

- ‌2 - حكم إطلاق الرب على المخلوق أو إضافته إليه:

- ‌ أما إضافة الرب فهي أقسام:

- ‌3 - هل النهي للتحريم أم للتنزيه

- ‌4 - الفرق بين الرب والسيد:

- ‌197 - العدوى

- ‌ الجمع بين حديث (لا عدوى) وحديث (فر من المجذوم):

- ‌198 - العذر بالجهل

- ‌199 - العراف

- ‌[الكاهن، المنجم، السحر]

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - قال الحافظ بعد أن خرج الحديث: "اتفقت ألفاظهم على الوعيد بلفظ حديث أبي هريرة إلا حديث مسلم

- ‌2 - الفرق بين الكاهن والعراف:

- ‌3 - حكم الذهاب للكهان والعرافين:

- ‌4 - واجب ولاة الأمر نحو العرافين والكهان:

- ‌2).200 -العروة الوثقى

- ‌201 - العزائم

- ‌202 - العزى

- ‌203 - العَضْه

- ‌204 - العقيدة

- ‌ فائدة:العقيدة: كلمة مولَّدة ظهرت بعد القرن الرابع وقد استعمل لفظة "الاعتقاد

- ‌205 - العكوف عند القبر والمجاورة عنده

- ‌206 - العلم المنافي للجهل

- ‌207 - عمل القلب

- ‌208 - العيافة

- ‌ فائدة:يطلق على من يصيب بظنِّه "عائفًا" ولا يدخل في النهي ومن ذلك قول ابن سيرين: "إن شُريحًا كان عائفًا

- ‌ الفرق بين العيافة والتطير:

- ‌209 - العيد

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - سبب المنع من إقامة غير هذه الأعياد الشرعية حديث أنس السابق

- ‌2 - والأعيادٌ قسمان: زمانية ومكانية:

- ‌ والأعيادُ المكانية التي ينهى عنها لها صور منها:

- ‌ والأعيادُ الزمانية المبتدعة كثيرة وهي التي سأبينها في بقية بحثنا هذا، وهي قسمان:

- ‌القسم الأول: أعياد مبتدعة

- ‌القسم الثاني: ما فيه تشبه بالكفرة في جعله عيدًا

- ‌3 - صور للاحتفال بهذه الأعياد:

- ‌4 - ومن فتاوى اللجنة نعرض بعض ما بينوه في حكم لاحتفال بحلول عام 2000 م (الإفرنجي) وما يتعلق به من أمور:

- ‌5 - حكم عيد الميلاد وعيد الأم:

- ‌ وسئل الشيخ ابن عثيمين أيضًا عن حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم

- ‌6 - وسئل رحمه الله عن حكم الاحتفال عند تخريج دفعة من حفظة كتاب الله؟ وهل ذلك من اتخاذ الأعياد

- ‌7 - حكم التهنئة بأعياد الكفار:

- ‌210 - الغرباء

- ‌[أهل السنة والجماعة]

- ‌211 - الغلو

- ‌[الإطراء - التنطع - حماية التوحيد - التعظيم]

- ‌ ومن الأحاديث المتعلقة بالغلو ما جاء في تعظيم القبور والصالحين والغلو فيها:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - أقسام الغلو:

- ‌2 - مظاهر الغلو:

- ‌212 - الغول

- ‌213 - الغيب

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - كفر من ادعى الغيب:

- ‌2 - أقسام الغيب:

- ‌3 - مسألة:علمُ نزول الغيث خاص بالله

- ‌214 - الفأل

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - الفأل الذي يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم وسبب ذلك:

- ‌2).2 -الفرق بين الفأل والطيرة:

- ‌ فضابط الفرق بينهما:

- ‌3 - هل الفأل من الطيرة

- ‌4 - أخذ الفأل من المصحف:

- ‌5 - مسألة:

- ‌215 - الفترة

- ‌216 - الفرقه الناجية

- ‌فضل التوحيد

- ‌217 - الفسق

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - أقسام الفسق وأنواعه:

- ‌2 - تنبيه:

- ‌ تعريف الكبيرة

- ‌3 - التحذير من التفسيق بغير دليل شرعي ولا علم:

- ‌218 - الفطرة

- ‌219 - قاضي القضاة ونحوه

- ‌[احترام أسماء الله]

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - الصحيح تحريم إطلاق ملك الأملاك أو قاضي القضاة:

- ‌2 - مسألة: إذا أضيفت إلى طائفة معينة، أو بلد معين، أو فن معين ولم نُطلق مثل قاض قضاة المغرب فهذا جائز

- ‌3 - النهي لا ينحصر في التسمي بملك الأملاك:

- ‌4 - مسألة: حكم التسمي بأسماء الله

- ‌5 - التسمي بشيخ الإسلام:

- ‌220 - القبور

- ‌[المشاهد - زيارة القبور]

- ‌1 - احترام المقابر:

- ‌ ومن أعظم ما يحترم به أصحاب القبور ترك الغلو فيهم:

- ‌ وينبغي التزام السكينة حال السير مع الجنازة:

- ‌2).2 -زيارة القبور:

- ‌3 - زيارة النساء للقبور:

- ‌4 - منشأ وبداية عبادة القبور

- ‌ استمرار عمل المشركين مع قبورهم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - حكم عبادة الله عند القبور:

- ‌ومن أنواع العبادات التي يكثر الوقوع فيها هناك:

- ‌مسألة: الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - البدع عند القبور:

- ‌ ومن البدع المتعلقة بالقبور:

- ‌7 - وضع الغرس على القبر

- ‌8 - قراءة القرآن عند القبر:

- ‌9 - الأذان والإقامة حال وضعه في القبر

- ‌10 - الطواف بالقبر وقد تقدم في باب (الطواف بغير الكعبة)

- ‌221 - القبول المنافي للرد

- ‌222 - القدر

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - أركان الإيمان بالقدر:

- ‌ فائدة:قوله: "أول ما خلق الله القلم

- ‌ والأدلة على المشيئة الشاملة كثيرة منها:

- ‌الفرق بين المشيئة والإرادة:

- ‌وأما الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية:

- ‌2).2 -مسألة:فإن قلت: كيف؟ قال: "وتؤمن بالقدر خيره وشره

- ‌3 - أقسام التقديرات وأنواعها:

- ‌4 - القدر سر من أسرار الله:

- ‌5 - ثمرات الإيمان بالقدر:

- ‌6 - مسألة: الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي:

- ‌7 - حكم الاحتجاج بالقدر عند المصائب:

- ‌8 - مسألة في بعض النصوص التي يتوهم الناظر معارضتها للقدر:

- ‌9 - حكم سب القدر:

- ‌223 - قراءة الفنجان والكف

- ‌224 - القضاء

- ‌ الفرق بين القضاء والقدر:

- ‌225 - القنوط من رحمه الله

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محذوران:

- ‌2 - مسألة: القنوط على قسمين باعتبار محله:

- ‌3 - حكم القنوط:

- ‌226 - الْقِيَامُ تَعْظِيمًا

- ‌ ومن فعل السلف وأقوالهم:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم القيام للقادم:

- ‌ ويجوز القيام إذا ترتب على تركه مفسدة:

- ‌2 - أثر القيام على التوحيد:

- ‌3 - حكم القيام للكافر:

- ‌227 - الكتابة على القبر

- ‌228 - الكرامة

- ‌فوائد وأحكام:

- ‌1 - الفرق بين الكرامة والمعجزة:

- ‌2 - أقسام الكرامة:

- ‌3).3 -أمثلة لكرامات الأولياء

- ‌4 - بقاء الكرامات في أولياء الله إلى يوم القيامة:

- ‌5 - حال العبد عند حصول الكرامة أو الخارق للعادة:

- ‌6 - وجوب الإيمان بكرامات الأولياء وحكم إنكارها:

- ‌7 - الفرق بين كرامات الأولياء وخوارق الشياطين:

- ‌8 - ما يطرد الأحوال الشيطانية:

- ‌9 - فائدة في معجزات الأنبياء وآياتهم:

- ‌الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌229 - الكفر

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - أنواع الكفر:

- ‌ الكفر نوعان:

- ‌الفرق بين الكفر والشرك:

- ‌2 - الكفر هو الغاية الكبرى للشيطان:

- ‌3 - ما معنى قول السلف: إن المعاصي تسمى كفرًا

- ‌4 - الفرق بين كفر الاعتقاد وكفر العمل:

- ‌5 - حكم السلام على الكافر:

- ‌6 - معرفة أهل الكتاب:

- ‌230 - كفر الإباء والاستكبار

- ‌231 - كفر الاستحلال

- ‌أقوال للعلماء تتعلق بكفر الاستحلال:

- ‌232 - الكفر الأصغر

- ‌الأدلة من السنة:

- ‌233 - كفر الإعراض

- ‌234 - الكفر الأكبر

- ‌ أنواع الكفر المخرج من الملة:

- ‌ الفرق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر:

- ‌235 - كفر الإنكار

- ‌236 - كفر الجحود والتكذيب

- ‌ تعريف التكذيب:

- ‌ أقوال السلف:

- ‌ الفرق بين الجحود والتكذيب:

- ‌ فائدة:ومما يجدر ذكره هنا ما أطلق عليه بعض العلماء بـ (كفر العناد)

- ‌ الفرق بين الكفر والتكذيب والإنكار:

- ‌237 - كفر الشك

- ‌ الفرق بين الشك والريب:

- ‌238 - كفر العناد

- ‌239 - كفر النعمة

- ‌240 - كفر النفاق

- ‌241 - كلمة الإخلاص

- ‌242 - كلمة التوحيد

- ‌243 - الكلمة الطيبة

- ‌244 - الكنيسة

- ‌245 - الكهانة

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم إتيان الكهّان والعرافين:

- ‌2 - هل إتيان الكهان وتصديقهم كفر أكبر

- ‌3 - حكم الكاهن وعمله:

- ‌4 - لا يجوز تأجير الحوانيت على الكهان أو مساعدتهم في أعمالهم:

- ‌5 - تأثر الكهانة بحراسة السماء:

- ‌6 - الفرق بين الساحر والكاهن:

- ‌7 - الفرق بين معرفة الأمور بالكهانة ومعرفتها بالحساب:

- ‌8 - الفرق بين الكهانة وأحوال الطقس:

- ‌9 - أنواع الكهانة:

- ‌246 - الكي

- ‌ مسألة: هل يقدح الكي في التوكل

- ‌247 - اللات

- ‌248 - لعن المعين

- ‌ حكم اللعن:

- ‌أولًا: جواز اللعن المطلق سواء على الكفار أو على الفساق

- ‌ثانيًا: حكم لعن الكافر المعين:

- ‌1 - أكثر ورود اللعن في الآيات والأحاديث على سبيل العموم:

- ‌2 - عموم الأحاديث الناهية عن اللعن:

- ‌3 - أن لا يَتَعَوَّد اللسان على السب واللعن:

- ‌4 - النهي عن ذلك وبيان ما جاء في قول الله تعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]:

- ‌5 - أن الكافر المعين إن كان حيًا فقد يهديه الله للإسلام:

- ‌6 - أن الكافر المعين إن كان ميتًا فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الأموات بقوله: "لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا

- ‌ثالثًا: حكم لعن الفاسق المعين:

- ‌249 - لمز الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌250 - لمز المؤمنين في الطاعات

- ‌251 - لو

- ‌ حكم التلفظ بها:

- ‌252 - لَوْلَا

- ‌253 - ما شاء اللّه وشئت

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم إطلاق ما شاء الله وشئت:

- ‌2 - مسألة:

- ‌3 - حكم قول: الله ورسوله أعلم:

- ‌ فالخلاصة أن حكم قول: الله ورسوله أعلم له حالات:

- ‌4 - حكم كتابة الله وكلمة محمد بشكل متداخل:

- ‌5 - مسألة: في إنكار الرسول صلى الله عليه وسلم على الخطيب قوله: "ومن عصاهما فقد غوى

- ‌6 - حكم قول "شاءت قدرة الله

- ‌254 - متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ تحذير الأئمة من تقليد العلماء مع ورود النص

- ‌255 - محبة الله

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حب الله فرض وواجب:

- ‌2).2 -أقسام المحبة:

- ‌3 - أسباب تحصيل المحبة:

- ‌4 - بين المحبة والعبادة:

- ‌5 - العلاقة بين المحبة والرجاء والخوف:

- ‌ إثر الذنوب على المحبة:

- ‌256 - مَحَبَّةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَمَا جَاءَ به

- ‌[شهادة أن محمدًا رسول الله، النبوة]

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - وجوب معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - مقتضى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - أقوال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه…" الحديث

- ‌257 - المحبة في الله

- ‌258 - محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌259 - المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو الكراهية لانتصار دينه

- ‌260 - المشاهد

- ‌تتبع آثار الصالحين/ القبور

- ‌فوائد وأحكام:

- ‌1 - تاريخ المشاهد:

- ‌2).2 -قبور الأنبياء:

- ‌3 - أكثر المشاهد المشهورة مكذوبة:

- ‌4 - مشهد الحسين في القاهرة

- ‌5 - حكم الصلاة في المشاهد

- ‌6 - فائدة:قال ابن تيمية: "…ولا في الصلاة في المشاهد التي على القبور ونحوها فضيلة على سائر البقاع

- ‌7 - فائدة:ما يروى في كتب السير بأن إسماعيل عليه السلام دفن في الحطيم بمكة المكرمة لا يستند على نقل صحيح

- ‌8 - موقف العلماء من المشاهد والقبور:

- ‌261 - مظاهرة الكفار على المسلمين

- ‌[الولاء والبراء]

- ‌ الفرق بين مظاهرة الكفار والاستعانة بهم:

- ‌2).262 -الملائكة الكرام

- ‌263 - المعجزة

- ‌264 - ملك الأملاك

- ‌265 - مناة

- ‌266 - الموالاة والمعاداة

- ‌267 - الْمِيثَاقُ

- ‌268 - النبوة

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - الفرق بين النبي والرسول:

- ‌ والمختار في تعريف النبي والرسول:

- ‌2).2 -التفاضل بين الأنبياء والرسل:

- ‌3 - حكم ادعاء النبوة:

- ‌4 - فائدة في عدد الأنبياء:

- ‌5 - كيف يجمع بين كون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وبين ما صح به الحديث من نزول عيسى بن مريم في آخر الزمان

- ‌269 - الند والأنداد

- ‌[الشرك الأكبر، الشرك الأصغر، الشرك الخفي]

- ‌270 - النذر

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - النذر عبادة:

- ‌2 - حكم الابتداء بالنذر:

- ‌3 - فائدة:

- ‌4 - أقسام النذر:

- ‌القسم الأول: النذر لله وله أقسام:

- ‌1 - نذر الطاعة ويجب الوفاء به عند الجمهور لمن قدر

- ‌2 - نذر المعصية كالزنا وشرب الخمر ونحوه فلا يجوز الوفاء به

- ‌3 - النذر المباح

- ‌4 - النذر الذي لم يسم

- ‌5 - نذر اللجاج والغضب

- ‌6 - المكروه:

- ‌القسم الثاني: النذر لغير الله كالنذر للموتى، والقبور، والأشجار

- ‌271 - النُّسُكُ

- ‌[الذبح، والعبادة]

- ‌272 - النُّشْرَةُ

- ‌ أقسام النشرة:

- ‌القسم الأول: حل السحر عن المسحور بالرقى، والتعوذات، والدعوات الصحيحة، وبالأدوية المباحة، فهذا جائز

- ‌القسم الثاني: حل السحر عن المسحور بسحر مثله سواء في ذلك أن يأتي المسحور إلى الساحر أو يُؤتى به إلى الساحر

- ‌ حكم النُّشْرَة:

- ‌ من أنواع النُّشْرَة:

- ‌273 - النفاق

- ‌[الزنديق - الاستهزاء]

- ‌فوائد وأحكام:

- ‌1 - أقسام النفاق:

- ‌2 - مسألة:جاء عند مسلم زيادة: "آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم

- ‌3 - علامات المنافق وردت في الأحاديث مرة أربع ومرة ثلاث

- ‌4 - قال المناوي في فيض القدير: ""أكثر منافقي أمتي قراؤها

- ‌5 - تنبيه:قال الغزالي: "احذر من خصال القراء الأربعة:

- ‌274 - نفي صفة من صفات الله

- ‌احترام أسماء الله - توحيد الأسماء والصفات

- ‌2).275 -النميمة

- ‌276 - النوء

- ‌277 - نواقض الإسلام

- ‌[الردة - التكفير]

- ‌278 - الهامَّة

- ‌ فائدة:يعلق ابن رجب رحمه الله على قولهم: أن الميت إذا مات صارت روحه أو عظامه هامة وهو طائر يطير

- ‌279 - الهجر

- ‌ الدليل على مشروعية الهجر:

- ‌ هجر أهل البدع:

- ‌ ضوابط مهمة في الهجر

- ‌280 - الهجرة

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم الهجرة:

- ‌2 - التعريف ببلد الكفر وبلد الإسلام:

- ‌3 - معنى قوله صلى الله عليه وسلم "لا هجرة بعد الفتح

- ‌4 - فائدة:قال في النهاية: "والهجرة هجرتان:

- ‌281 - الْهِدَايَةُ

- ‌ سبب نزول الآية {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}:

- ‌ فائدة:أشكل على البعض الجمع بين قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}

- ‌282 - الْهَوَى

- ‌283 - الواهنة

- ‌284 - الوتر

- ‌285 - الوثن

- ‌الفرق بين الوثن والصنم:

- ‌إطلاق الوثن على الصليب:

- ‌ حكم لبس الصليب:

- ‌286 - وسائل الشرك

- ‌287 - الغرس على القبر

- ‌288 - الوقف

- ‌289 - الوقوف

- ‌290 - الولاء والبراء

- ‌ أقوال السلف:

- ‌ أقسام الموالاة:

- ‌ منزلة الولاء والبراء من التوحيد:

- ‌ الدعوة إلى "وحدة الأديان" هدم لعقيدة الولاء والبراء:

- ‌ أمور لا تنافي عقيدة الولاء والبراء:

- ‌291 - الولي والأولياء

- ‌292 - اليأس من روح اللّه

- ‌293 - الْيَقِينُ

- ‌[شروط لا إله إلا الله]

- ‌294 [*]- الْيَوْمُ الْآخِرُ

الفصل: ‌8 - مسألة في بعض النصوص التي يتوهم الناظر معارضتها للقدر:

المعصية وهي الأكل من الشجرة حيث لم يَلُم على ذلك وموسى عليه السلام أعلم من أن يلومه على ذنب تاب منه وتاب الله عليه، وآدم التي أعلم من أن يحتج بالقدر على أن المذنب لا ملام عليه والله أعلم.

قال الحافظ ابن رجب: "لمَّا التقى آدم وموسى عليهما السلام عاتبه موسى على إخراجه نفسه وذريته من الجنة، فاحتج آدم بالقدر السابق. والاحتجاج بالقدر على المصائب حسن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل" كما قيل:

والله لولا سابق الأقدار

لم تبعد قط داركم عن داري

من قبل النأي جرية المقدار

هل يمحو العبد ما قضاه الباري"

(1)

‌8 - مسألة في بعض النصوص التي يتوهم الناظر معارضتها للقدر:

وردت بعض النصوص ظاهرها التعارض مع القدر ومن ذلك:

- قول الله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39].

- وعَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ

(2)

فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"

(3)

.

- وعَنْ سَلمَان قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلَا الدُّعاءُ ولا يَزِيدُ في العُمْرِ إلا البِرُّ"

(4)

.

(1)

لطائف المعارف 117.

(2)

قال في تحفة الأحوذي: "والمَعْنَى أنَّهَا سَبَبٌ لِتَأْخِيرِ الأَجَلِ وَمُوجِبٌ لِزِيَادَةِ العُمُرِ، وَقِيلَ بَاعِثُ دَوَامٍ واسْتِمَرَارٍ فِي النَّسْلِ" تحفة الأحوذي شرح حديث رقم 1902.

(3)

أخرجه البخاري (2067)، (5986). ومسلم (2557). وأبو داود (1443).

(4)

أخرجه الترمذي (2039).

ص: 227

- وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلا البِرُّ ولا يَرُدُّ القَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا"

(1)

.

- وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: "إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الخُلُقِ وَحُسْنُ الجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَارِ"

(2)

.

- وَلأَبِي يَعْلَى مِنْ حَدِيث أَنَس رَفَعَهُ "إِنَّ الصَّدَقَة وَصِلَة الرَّحِم يَزِيد الله بِهِمَا فِي العُمُر، وَيَدْفَع بِهِمَا مِيتَة السُّوء"

(3)

.

فهذه النصوص قد يوهم ظاهرها أنها تعارض الآيات والأحاديث السابقة، كما أن ظاهرها يعارض الحديث الذي في مسلم وفيه قَالَتْ أُمّ حَبِيبَة: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَان، وَبِأَخِي مُعَاوِية فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ سَأَلت الله عز وجل لِآجَالٍ مَضْرُوبَة، وَأَيَّام مَعْدُودَة، وَأَرْزَاق مَقْسُومَة، وَلَنْ يُعَجِّل شَيْئًا قَبْل حِلّه، أَوْ يُؤَخِّر شَيْئًا عَنْ حِلّه، وَلَوْ كُنْت سَأَلت الله أَنْ يُعِيذك مِنْ عَذَاب فِي النَّار، أَوْ عَذَابٍ فِي القَبْر، كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَل"

(4)

.

* وللجمع بين هذه النصوص نورد ما ذكره العلماء في ذلك:

قال ابن كثير: "قال عكرمة عن ابن عباس الكتاب كتابان فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"

(5)

.

قال النووي: "وَأَمَّا التَّأْخِير فِي الأَجَل فَفِيهِ سُؤَال مَشْهُور، وَهُوَ أَنَّ الآجَال

(1)

أخرجه ابن ماجه (90)(4022).

(2)

أخرجه الإمام أحمد (25773).

(3)

أخرجه أبو يعلى وقال ابن حجر: سنده ضعيف انظر: فتح الباري 10/ 430 عند شرح الحديث رقم (5985)(5986).

(4)

أخرجه مسلم (2663).

(5)

تفسير ابن كثير 2/ 521.

ص: 228

وَالأَرْزَاق مُقَدَّرَة لا تَزِيد وَلا تَنْقُص {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34] وَأَجَابَ العُلَمَاء بِأَجْوِبَةٍ:

الصَّحِيح مِنْهَا أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَة بِالبَرَكَةِ فِي عُمْره، وَالتَّوْفِيقِ لِلطَّاعَاتِ، وَعِمَارَة أَوْقَاته بِمَا يَنْفَعهُ فِي الآخِرَة، وَصِيَانَتهَا عَنْ الضَّيَاع فِي غَيْر ذَلِكَ.

وَالثانِي: أنَّهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يَظْهَر لِلمَلائِكَةِ وَفِي اللوْح المَحْفُوظ، وَنَحْو ذَلِكَ، فَيَظْهَر لَهُمْ فِي اللوْح أَنَّ عُمْره سِتُّونَ سَنَة إِلا أَنْ يَصِل رَحِمه فَإِنْ وَصَلَهَا زِيدَ لَهُ أَرْبَعُونَ، وَقَدْ عَلِمَ الله سبحانه وتعالى مَا سَيقَعُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ مَعْنَى قَوْله تعالى:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} فَبِالنِّسْبةِ إِلَى عِلم الله تَعَالَى، وَمَا سَبَقَ بِهِ قَدَره وَلا زِيَادَة بَل هِيَ مُسْتَحِيلَة، وَبِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا ظَهَرَ لِلمَخْلُوقِينَ تُتَصَوَّر الزِّيَادَة، وَهُوَ مُرَاد الحَدِيث.

وَالثَّالِث: أَنَّ المُرَاد بَقَاء ذِكْره الجَمِيل بَعْده، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ. حَكَاهُ القَاضِي، وَهُوَ ضَعِيف أَوْ بَاطِل وَاللهُ أَعْلَم"

(1)

.

وقال في تحفة الأحوذي: "وَقَالَ فِي اللُّمَعَاتِ: وَالمُرَادُ بِتَأْخِيرِ الأَجَلِ بِالصِّلَةِ إِمَّا حُصُولُ البَرَكَةِ وَالتَّوْفِيقُ فِي العَمَل وَعَدَم ضَيَاع العُمُر فَكَأَنَّهُ زَادَ، أَوْ بمَعْنى أَنَّهُ سَبَبٌ لِبَقَاءِ ذِكْرِهِ الجَمِيلِ بَعْدَه، أَو وُجُودَ الذُّرِّيَّةَ الصَّالِحَةِ. وَالتَّحْقيقُ أَنَّهَا سَبَبٌ لِزِيَادَةِ العُمُرِ كَسَائِرِ أَسْبَابِ العَالَمِ. فَمَنْ أَرَادَ اللهُ تَعَالَى زِيادَةَ عُمُرِهِ وَفَّقَهُ لِصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَالزِّيَادَةُ إِنَّمَا هُوَ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الخَلقِ، وَأَمَّا فِي عِلمِ الله فَلا زِيادَةَ وَلا نُقْصَانَ، وَهُوَ وَجْهُ الجَمْعِ بَيْنَ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "جَفَّ القَلَمْ بِمَا هُوَ كَائِنٌ"، وَقَولهُ تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} "

(2)

.

وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قَدْ سَأَلت الله عز وجل لآجَالٍ مَضْرُوبَة، وَأيَّام مَعْدُودَة، وَأَرْزَاق

(1)

شرح مسلم للنووي 16/ 114.

(2)

تحفة الأحوذي 6/ 97.

ص: 229

مَقْسُومَة، وَلَنْ يُعَجِّل شَيْئًا قَبْل حِلّه، أَوْ يُؤَخِّر شَيْئًا عَنْ حِلّه". قال النووي رحمه الله: "وَهَذَا الحَدِيث صَرِيح فِي أَنَّ الآجَال وَالأَرْزَاق مُقَدَّرَة لا تتغَيَّر عَمَّا قَدَّرَهُ الله تَعَالَى وَعَلِمَهُ فِي الأَزَل، فَيَسْتَحِيل زِيادَتهَا وَنَقْصهَا حَقِيقَة عَنْ ذَلِكَ.

وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي حَدِيث صِلَة الرَّحِم تَزِيد فِي العُمْر وَنَظَائِره فَقَدْ سَبَقَ تَأْوِيله فِي بَاب صِلَة الأَرْحَام وَاضِحًا. قَالَ المَازِرِيُّ هُنَا: قَدْ تَقَرَّرَ بِالدَّلائِلِ القَطْعِيَّة أَنَّ الله تَعَالَى أَعْلَم بِالآجَالِ وَالأَرْزَاق وَغَيْرهَا، وَحَقِيقَة العِلم مَعْرِفَة المَعْلُوم عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَإِذَا عَلِمَ الله تَعَالَى أَنَّ زَيْدًا يَمُوت سِنّه خَمْسمِائَةٍ اسْتَحَالَ أَنْ يَمُوت قَبْلهَا أَوْ بَعْدهَا لِئَلا يَنْقَلِب العِلم جَهْلًا، فَاسْتَحَالَ أَنَّ الآجَال الَّتِي عَلِمَهَا الله تَعَالَى تَزِيد وَتَنْقُص، فَيَتَعَيَّن تَأْوِيل الزِّيَادَة أَنهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَلَك المَوْت أَوْ غَيْره مِمَّنْ وَكَّلَهُ الله بِقَبْضِ الأَرْوَاح، وَأَمَرَهُ فِيهَا بِآجَالٍ مَمْدُودَة فَإِنَّهُ بَعْد أَنْ يَأْمُرهُ بذَلِكَ أَوْ يُثْبِتهُ فِي اللوْح المَحْفُوظ يَنْقُص مِنْهُ وَيزِيد عَلَى حَسَب مَا سَبَقَ بِهِ عِلمه فِي الأَزَل، وَهُوَ مَعْنَى قَوْله تعالى:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} وَعَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ يُحْمَل قَوْله تعالى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ} "

(1)

.

وقال ابن حجر: "قَالَ ابْن التِّين: ظَاهِر الحَدِيث يُعَارِض قَوْله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} وَالجَمْع بَيْنهمَا مِنْ وَجْهَيْنِ:

أَحَدهمَا: أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَة كِنَايَة عَنْ البَرَكَة فِي العُمُر بِسَبَبِ التَّوْفِيق إِلَى الطَّاعَة، وَعُمَارَة وَقَتَهُ بِمَا يَنْفَعهُ فِي الآخِرَة، وَصِيَانَته عَنْ تَضْيِيعه فِي غَيْره ذَلِكَ. وَمِثْل هَذَا مَا جَاءَ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تَقَاصَرَ أَعْمَار أُمَّته بِالنِّسْبَةِ لِأَعْمَارِ مَنْ مَضَى مِنْ الأُمَم فَأَعْطَاهُ الله لَيْلَة القَدْر. وَحَاصِله أَنَّ صِلَة الرَّحِم تَكُون سَبَبًا لِلتَّوْفِيقِ لِلطَّاعَةِ وَالصِّيَانَة عَنْ المَعْصِيَة فَيَبْقَى بَعْده الذِّكْر الجَمِيل، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ. وَمِنْ جُمْلَة مَا يَحْصل لَهُ مِنْ

(1)

شرح مسلم للنووي 16/ 213.

ص: 230

التَّوْفِيق العِلم الَّذِي يَنتفِع بِهِ مَنْ بَعْده، وَالصَّدَقَة الجَارِية عَلَيْهِ، وَالخَلَف الصَّالِح.

ثَانِيهمَا: أَنَّ الزِّيَادَة عَلَى حَقِيقَتهَا، وَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلم المَلَك المُوَكَّل بِالعُمُرِ، وَأَمَّا الأَوَّل الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ الآيَة فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلم الله تَعَالَى، كَأَنْ يُقَال لِلمَلَكِ مَثَلًا: إِنَّ عُمْر فُلان مِائَة مَثَلًا إِنْ وَصَلَ رَحِمه، وَسِتُّونَ إِنْ قَطَعَهَا. وَقَدْ سَبَقَ فِي عِلم الله أَنَّهُ يَصِل أَوْ يَقْطَع، فَالَّذِي فِي عِلم الله لا يَتَقَدَّم وَلا يَتَأَخَّر، وَالَّذِي فِي عِلم المَلَك هُوَ الَّذِي يُمْكِن فِيهِ الزِّيَادَة وَالنَّقْص وَإِلَيْهِ الإشَارَة بِقَوْلِهِ تعالى:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} المَحْو وَالإثْبَات بِالنِّسْبَةِ عِلم المَلَك، وَمَا فِي أُمّ الكِتَاب هُوَ الَّذِي فِي عِلم اللهِ تَعَالَى فَلا مَحْو فِيهِ البَتَّة. ويُقَال لَهُ القَضَاء المُبْرَم، ويُقَال لِلأَوَّلِ القَضَاء المُعَلَّق. وَالوَجْه الأَوَّل أَليَق بِلَفْظِ حَدِيث البَاب، فَإِنَّ الأَثَر مَا يَتْبَع الشَّيْء، فَإِذا أُخِّرَ حَسُنَ أَنْ يُحْمَل عَلَى الذِّكْر الحَسَن بَعْد فَقْد المَذْكُور.

وَقَدْ وَرَدَ فِي تَفْسِيره وَجْه ثَالِث، فَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "الصَّغير" بِسَنَدٍ ضَعِيف عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء قَالَ: ذُكِرَ عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ وَصَلَ رَحِمه أُنْسئَ لَهُ فِي أَجَله، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ زِيادَة فِي عُمُره، قَالَ الله تعالى:{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} الآيَة؛ وَلَكِنَّ الرَّجُل تَكُون لَهُ الذُّرِّيَّة الصَّالِحَة يَدْعُونَ لَهُ مِنْ بَعْده".

وَلَهُ فِي "الكَبِير" مِنْ حَدِيث أَبِي مُشَجِّعَة الجُهَنِيّ رَفَعَهُ "إِنَّ الله لا يُؤَخِّر نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلهَا، وَإِنَّمَا زِيَادَة العُمُر ذُرِّيَّة صَالِحَة" الحَدِيث.

وَجَزَمَ ابْن فَوْرَك بِأَنَّ المُرَاد بِزِيَادَةِ العُمُر نَفْي الآفَات عَنْ صَاحِب البِرّ فِي فَهْمه وَعَقْله. وَقَالَ غَيْره فِي أَعَمّ مِنْ ذَلِكَ وَفِي وُجُود البَرَكَة فِي رِزْقه وَعِلمه وَنَحْو ذَلِكَ"

(1)

.

وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه. . . " الحديث، قال شيخ الإسلام: "وقد قال بعض الناس إن المراد به البركة في العمر بأن يعمل في الزمن

(1)

فتح الباري 10/ 430 عند شرح الحديث رقم (5985)(5986).

ص: 231

القصير ما لا يعمله غيره إلا في الكثير. قالوا: لأن الرزق والأجل مقدران مكتوبان.

فيقال لهؤلاء: تلك البركة وهي الزيادة في العمل والنفع هي أيضًا مقدرة مكتوبة وتتناول لجميع الأشياء.

والجواب المحقق: أن الله يكتب للعبد أجلًا في صحف الملائكة فإذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب، وإن عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب. ونظير هذا ما في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن آدم لما طلب من الله أن يريه صورة الأنبياء من ذريته فأراه إياهم فرأى فيهم رجلًا له بصيص فقال: من هذا يا رب؟ فقال: ابنك داود. قال: فكم عمره؟ قال: أربعون سنة. قال: وكم عمري؟ قال: ألف سنة. قال: فقد وهبت له من عمري ستين سنة، فكتب عليه كتاب، وشهدت عليه الملائكة، فلما حضرته الوفاة قال: قد بقي من عمري ستون سنة قالوا: وهبتَها لابنك داود. فأنكر ذلك فأخرجوا الكتاب". قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فنسي آدم فنسيت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته".

وروي "أنه كمل لآدم عمره ولداود عمره، فهذا داود كان عمره المكتوب أربعين سنة ثم جعله ستين، وهذا معنى ما روي عن عمر أنه قال: اللهم إن كنت كتبتني شقيًا فامحني واكتبني سعيدًا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، والله سبحانه عالم بما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون فهو يعلم ما كتبه له وما يزيده إياه بعد ذلك، والملائكة لا علم لهم إلا ما علمهم الله - والله يعلم الأشياء قبل كونها وبعد كونها؛ فلهذا قال العلماء إن المحو والإثبات في صحف الملائكة - وأما علم الله سبحانه فلا يختلف ولا يبدو له ما لم يكن عالما به فلا محو فيه ولا إثبات - وأما اللوح المحفوظ فهل فيه محو وإثبات على قولين، والله سبحانه وتعالى أعلم"

(1)

.

(1)

مجموع الفتاوى 14/ 490 - 492.

ص: 232

وفي تفسير قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} قال السعدي رحمه الله: "وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه، وكتبه قلمه، فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير؛ لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمه نقص، أو خلل، ولهذا قال:{وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} أي: اللوح المحفوظ، الذي ترجع إليه سائر الأشياء، فهو أصلها، وهي فروع وشُعب.

فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب كأعمال اليوم والليلة، التي تكتبها الملائكة، ويجعل الله لثبوتها أسبابًا، ولمحوها أسبابًا، لا تتعدى تلك الأسباب، ما رسم في اللوح المحفوظ كما جحل الله البر والصلة والإحسان من أسباب طول العمر، وسعة الرزق والعمر، وكما جعل أسباب النجاة من المهالك والمعاطب، سببًا للسلامة، وجعل التعرض لذلك سببًا للعطب، فهو الذي يدبر الأمور بحسب قدرته وإرادته، وما يدبره منها لا يخالف ما قد علمه وكتبه، في اللوح المحفوظ"

(1)

.

وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن الدعاء والصدقة هل يردان القضاء والقدر، فذكر الآيات والأحاديث الدالة على أن قدر الله عز وجل ماضٍ في عباده، ثم قال:"وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن الحوادث معلقة بأسبابها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وإن البر يزيد في العمر، ولا يرد القدر إلا الدعاء" ومراده صلى الله عليه وسلم أن القدر المعلق بالدعاء يرده الدعاء، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يُبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه". فالأقدار تردها الأقدار التي جعلها الله سبحانه مانعة لها، والأقدار المعلقة على وجود أشياء كالبر والصلة والصدقة توجد عند وجودها، وكل ذلك داخل في القدر العام المذكور في

(1)

تفسير ابن سعدي ص 374.

ص: 233