الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
251 - لو
*
قال ابن الأثير: "لو" ساكنة الواو وهي حرف من حروف المعاني يمتنع بها الشيء لامتناع غيره"
(1)
.
ويسميها النحاة: "حرف امتناع لامتناع" أي امتناع الجواب لامتناع الشرط، وتفيد التعليق في الماضي وهو أكثر استعمالاتها.
والغرض هنا أن نبين ما ورد في لفظ "لو" من النهي عنه عند حصول الأمور المكروهة، كالبلايا والمصائب إذا جرى بها القدر لما فيه من الإشعار بعدم الصبر والأسى على ما فات مما لا يمكن استدراكه.
قال ابن الأثير: "وفيه الحديث "إياك واللو فإن اللو من الشيطان" يريد قول المتندم على الفائت: لو كان كذا لقُلتُ وفعلت، وكذلك قول المتمني لأن ذلك من الاعتراض على الأقدار"
(2)
.
فقول "لو" على وجه الاعتراض على أقدار الله ينافي التوحيد أو كماله. قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "اعلم أن من كمال التوحيد الاستسلام للقضاء والقدر رضًا بالله ربًا فإن هذا من جنس المصائب والعبد مأمور عند المصائب بالصبر والإرجاع والتوبة. وقول "لو" لا يجدي عليه إلا الحزن والتحسر مع ما يخاف توحيده من نوع المعاندة للقدر الذي لا يكاد يسلم منها من وقع منه هذا - إلا ما
* تيسير العزيز الحميد ص 673. فتح المجيد ص 551. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 352. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 3/ 122، ط 2 - 3/ 151 ومن مجموع الفتاوى 10/ 948. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 3/ 127. القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 49.
(1)
النهاية (ل و ا).
(2)
النهاية (ل و ا).