الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فانقسموا فريقين: فريقًا أخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على أصحابها بالخلود في النار، وفريقًا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان. فهؤلاء غلوا، وهؤلاء جفوا. وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل"
(1)
.
وهذا المذكور من أنواع الكفر إنما هو لمعرفة الأحكام أما إطلاق ذلك على شخص بعينه فيتبع فيها استكمال الشروط وانتفاء الموانع حسب ما ذكرناه من ضوابط في باب التكفير.
وهناك مباحث تتعلق بالكافر، منها:
استقدام الكافر إلى جزيرة العرب. انظر باب (جزيرة العرب).
زيارة قبر الكافر. انظر باب (زيارة القبور).
الدعاء للكافر. انظر باب (الدعاء).
لعن الكافر المعين، وقد أفردت لذلك بابًا فليراجع.
السلام على الكافر والرد عليه إذا سلم.
معرفة أهل الكتاب.
5 - حكم السلام على الكافر:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه". رواه مسلم في صحيحه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم". متفق عليه. وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى، وحكم بقية الكفار حكم اليهود النصارى في هذا الأمر؛ لعدم الدليل على الفرق فيما نعلم.
(1)
الصلاة لابن القيم ص 26، 27، وانظر: تلخيص ذلك وتوضيحه في كتاب أصول وضوابط في التكفير للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ.
فلا يبدأ الكافر بالسلام مطلقًا، ومتى بدأ هو بالسلام وجب الرد عليه بقولنا: وعليكم، امتثالًا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا مانع من أن يقال له بعد ذلك: كيف حالك؟ وكيف أولادك؟ كما أجاز ذلك بعض أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولا سيما إذا اقتضت المصلحة الإسلامية ذلك كترغيبه في الإسلام وإيناسه بذلك ليقبل الدعوة ويصغي لها"
(1)
.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "لا يجوز أن يبدأ غير المسلمين بالسلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، ولأن في هذا إذلالًا للمسلم حيث يبدأ بتعظيم غير المسلم، والمسلم أعلى مرتبة عند الله عز وجل، فلا ينبغي أن يذل نفسه في هذا، أما إذا سلَّموا علينا فإننا نرد عليهم مثل ما سلموا.
وكذلك أيضًا لا يجوز أن نبدأهم بالتحية مثل أهلًا وسهلًا ومرحبًا وما أشبه ذلك لما في ذلك من تعظيمهم فهو كابتداء السلام عليهم"
(2)
.
وسُئل رحمه الله عن الكافر إذا سلَّم على المسلم فهل يرد عليه؟ فأجاب بقوله: "إذا سلم الكافر على المسلم سلامًا بيِّنًا واضحًا فقال: السلام عليكم. فإنك تقول: عليك السلام؛ لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء:86].
أما إذا لم يكن بيِّنًا واضحًا فإنك تقول: وعليك. وكذلك لو كان سلامه واضحًا يقول فيه: السام عليكم، يعني الموت فإنه يقال: وعليك.
فالأقسام ثلاثة:
الأول: أن يقول بلفظ صريح "السام عليكم" فيجاب: "وعليكم".
الثاني: أن نشك هل قال: "السام" أو قال: "السلام"، فيجاب:"وعليكم".
الثالث: أن يقول بلفظ صريح "السلام عليكم". فيجاب: "عليكم السلام"
(1)
مجموع فتاوى ابن باز ص 1042.
(2)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 3/ 34، 35.