الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن: "وقد يسمن الصنم وثنًا كما قال الخليل عليه السلام {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: 17]، ويقال: إن الوثن أعمّ، وهو قوي، فالأصنام: أوثان، كما أن القبور أوثان"
(1)
.
يقول الشيخ السعدي: "الوثن اسم جامع لكل ما عبد من دون الله لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية، ولا بين الأنبياء والصالحين في هذا الموضع"
(2)
.
الفرق بين الوثن والصنم:
انظر باب (الصنم).
إطلاق الوثن على الصليب:
تقدم قوله صلى الله عليه وسلم: "ألق هذا الوثن عنك".
ومن إطلاق الوثن علن الصليب قول الأعشى:
تطوف العفاة بأبوابه
…
كطوف النصارى ببيت الوثن
قال الأزهري عن شمر: "أراد بالوثن الصليب"
(3)
.
والصليب: قال صاحب الكليات: "هو المربع المشهور للنصارى من الخشب يدّعون أن عيسى النبي صلب على خشبة على تلك الصورة"
(4)
.
قال في تحفة الأحوذي: "الصليب هو كل ما كان على شكل خطين متقاطعين وقال في المجمع هو المربع من الخشب للنصارن يدعون أن عيسى عليه السلام صلب على خشبة على تلك الصورة"
(5)
.
(1)
فتح المجيد 101.
(2)
القول السديد ص 71.
(3)
تهذيب اللغة للأزهري 15/ 144.
(4)
الكليات لأبي البقاء الكفوي 563.
(5)
تحفة الأحوذي 8/ 390.
وفي سؤال عن صفة الصليب المنهي عنه أجابت لجنة الإفتاء بما يلي:
"شكل الصليب المدعي الذي هو اليوم شعار النصارى هو وضع خط ونحوه على خط أطول منه قليلًا بحيث يقع الأعلى القصير على قرابة ثلث الأسفل الطويل من فوق أن يشكل التقاطع زوايا قائمة"
(1)
. وجمعها: تصاليب.
وقال ابن عثيمين: "هي الصلبان التي يتخذها النصارى شعارا لدينهم أو يعبدونها والصليب كل ما كان على شكل خطين متقاطعين هكذا عرّفه صاحب المنجد أن يكون على شكل خط مستقيم رأسه إلى فوق يعترضه خط رأسه إلى الجانب سواء كان هذا الخط المعترض في وسط الخط المستقيم أو فوق وسطه، يزعم النصارى أن المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام صلب عليه بعد أن قتل وقد قال الله تعالى في القرآن مكذبا من زعموا أنهم قتلوه {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157]. وقال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 157، 158]، فكان النصارى يقدسون الصليب يضعونه فوق محاربهم ويتقلدونه في أعناقهم"
(2)
.
وفي الصحيح عن عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حدَّثَتْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلَّا نَقَضَهُ"
(3)
.
وروى ابن سيرين عن دفرة عن أم سلمة أنها كانت تكره الثياب المصلبة، يعني: التي صور فيها الصليب
(4)
.
(1)
فتاوى اللجنة الدائمة 2/ 79.
(2)
فتاوى العقيدة لابن عثيمين 242.
(3)
أخرجه البخاري (5952).
(4)
الجامع لمعمر بن راشد 11/ 76، البغوي 12/ 132. الآداب الشرعية لابن مفلح 3/ 480.