الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان أحمد بن المعذل وغيره بدار المتوكل فخرج عليهم المتوكل فلم يقم له أحمد خاصة فسأل عن ذلك وزيره فاعتذر عنه بسوء بصره فرد عليه أحمد ذلك وقال للمتوكل: إنما نزهتك من عذاب النار، وساق له حديث:"من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار" فجاء المتوكل فجلس إلى جانبه"
(1)
.
وخرج المأمون يومًا من عند أبيه فقام له العلماء ما خلا وكيع بن الجراح قال: فالتفت إليه بعض القواد فقال له: ما هذه الجفوة؟ يمر بك ابن الخليفة ولا تقوم له فقال له: يا هذا إذا طلبنا العلم ولم نعمل به فما نرجوا منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار".
وهؤلاء أحق الناس بالشدة في الدين وترك الالتفات فإن الإعراض عنهم موعظة
(2)
.
أحكام وفوائد:
1 - حكم القيام للقادم:
قال ابن رشد: "إن القيام يقع على أربعة أوجه:
الأول: محظور، وهو أن يقع لمن يريد أن يقام إليه تكبرا وتعاظما على القائمين إليه.
الثاني: مكروه، وهو أن يقع لمن لا يتكبر ولا يتعاظم على القائمين، ولكن يخشى أن يدخل نفسه بسبب ذلك ما يحذر ولما فيه من التشبيه بالجبابرة.
الثالث: جائز، وهو أن يقع على سبيل البر والإكرام لمن لا يريد ذلك ويؤمن معه التشبه بالجبابرة.
الرابع: مندوب، وهو أن يقوم لمن قدم من سفر فرحا بقدومه ليسلم عليه أو إلى من تجددت له نعمة فيهنئه بحصولها، أو مصيبة يعزيه فيها"
(3)
.
(1)
فتح المغيث 2/ 329، المجالسة وجواهر العلم 2/ 213.
(2)
الجليس الصالح والأنيس السوء لسبط الإمام ابن الجوزي ص 222.
(3)
انظر: الفتح 11/ 54.