الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يقصد العبودية التي هي الذل وإنما يقصد أنه مملوك.
الثانية: أن يكون بصيغة النداء فيقول السيد مثل يا عبدي هات كذا، فهذا منهي عنه وقد اختلف العلماء في النهي هل هو للكراهة أو التحريم والراجح التفصيل في ذلك وأقل أحواله الكراهة"
(1)
.
2 - حكم إطلاق الرب على المخلوق أو إضافته إليه:
إطلاق كلمة الرب على سيد العبد بلا إضافة حرام لا يجوز لأن الألف واللام في اسم (الرب) يدل على معنى العموم فيدخل فيه عموم المخلوقات فـ (الرب) من أسماء الله تعالى اتفاقًا لا يطلق إلا عليه كما ثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: "فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل"
(2)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن"
(3)
. وغير ذلك من الأحاديث.
قال ابن بطال: "لا يجوز أن يقال لأحد غير الله رب كما لا يجوز أن يقال له إله. قال الحافظ والذي يختص بالله إطلاق الرب بلا إضافة"
(4)
.
*
أما إضافة الرب فهي أقسام:
قال الشيخ ابن عثيمين: "إضافة الرب إلى غير الله تعالى تنقسم إلى أقسام:
القسم الأول: أن تكون الإضافة إلى ضمير المخاطب، مثل: أطعم ربك، وضيء ربك، فيكره ذلك للنهي عنه، لأن فيه محذورين:
من جهة الصيغة، لأنه يوهم معنى فاسدًا بالنسبة لكلمة رب، لأن الرب من
(1)
مجموع الفتاوى لابن عثيمين 10/ 924،925. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 97.
(2)
أخرجه مسلم (479).
(3)
أخرجه مسلم (482) بلفظ: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ورواه الترمذي (3579). وأبو داود (1277) وابن ماجه (1251).
(4)
فتح الباري 5/ 178.
أسمائه سبحانه، وهو سبحانه يطعم ولا يطعم، وإن كان بلا شك إن الرب هنا غير رب العالمين الذي يطعم ولا يطعم، ولكن من باب الأدب في اللفظ.
من جهة المعني أنه يشعر العبد أو الأمة بالذل، لأنه إذا كان السيد ربًا كان العبد أو الأمة مربوبًا.
القسم الثاني: أن تكون الإضافة إلى ضمير الغائب، فهذا لا بأس به، كقوله به، كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أشراط الساعة، "أن تلد الأمة ربها"، وأما لفظ "ربتها"، فلا إشكال فيه لوجود تاء التأنيث، فلا اشتراك مع الله في اللفظ، لأن الله لا يقاله إلا رب، وفي حديث الضالة وهو متفق عليه:"حتى يجدها ربها".
وقال بعض أهل العلم أن حديث الضالة في بهيمة لا تتعبد ولا تتذلل، فليست كالإنسان، والصحيح عدم الفارق، لأن البهيمة تعبد الله عبادة خاصة، قال تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} ، وقال في الناس:{وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} ليس جميعهم: {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [الحج: 18]، وعلى هذا، فيجوز أن تقول: أطعم الرقيق ربه، ونحوه ..
القسم الثالث: أن تكون الإضافة إلى ضمير المتكلم، بأن يقول العبد: هذا ربي، فهل يجوز هذا؟
قد يقول قائل: إن هذا جائز، لأن هذا من العبد لسيده، وقد قال تعالى عن صاحب يوسف:{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف:23] أي: سيدي، ولأن المحذور من قول {رَبِّي} هو إذلال العبد، وهذا منتف، لأنه هو بنفسه يقول: هذا ربي.
القسم الرابع: أن يضاف إلى الاسم الظاهر، فيقال: هذا رب الغلام، فظاهر الحديث الجواز، وهو كذلك ما لم يوجد محذور فيمنع، كما لو ظن السامع أن