الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
278 - الهامَّة
*
التعريف: الهامّة: بتشديد الميم. قال ابن الأثير: "هي: كل ذات سم يقتل. فأمَّا ما يُسمّ ولا يقتل فهو السَّامة كالعقرب والزنبور. وقد يقع الهوام على ما يدب من الحيوان، وإن لم يقتل، كالحشرات، ومنه حديث كعب بنُ عُجرة رضي الله عنه: "أتؤذيك هوامّ رأسك؟ " أراد القمل"
(1)
.
والهامة: بتخفيف الميم البومة
(2)
، كانوا يتشاءمون بها أو يعتقدون فيها اعتقادات فاسدة وكل هذا مما نهى عنه الشارع وأبطله.
* الدليل من السنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى، ولا هامّة، ولا نوء، ولا صفر"
(3)
.
وفي سنن أبي داود قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ - يَعنِي ابْنَ رَاشِدٍ - قَوْلُهُ "هَامَ" قَالَ: كَانَتْ الْجَاهِلِيَّةُ تَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ يَمُوتُ فَيُدْفَنُ إِلّا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ هَامَةٌ"
(4)
.
وقال البغوي: "وقوله: "ولا هامّة": فإن العرب كانت تقول: إن عظام الموتى تصير هامة، فتطير، فيقولون: لا يدفن ميت إلا ويخرج من قبره هامة، وكانوا يسمون
* الاستذكار لابن عبد البر 27/ 52، 55. التمهيد لابن عبد البر 24/ 190،197. شرح السنة للبغوي 12/ 170. تيسير العزيز الحميد ص 438. فتح المجيد ص 351.حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 216. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 2/ 81، ط 2 - 2/ 99 ومن المجموع 9/ 563. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 2/ 153.
(1)
النهاية (هـ م م).
(2)
النهاية (هـ و م).
(3)
أخرجه مسلم (2220).
(4)
سنن أبي داود (3916).
ذلك الصدى، ومن ذلك تطير العامة بصوت الهامة، فأبطل الشرع ذلك"
(1)
.
وقال النووي: "قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا هامة" فيه تأويلان:
أحدهما: أن العرب كانت تتشاءم بالهامة وهى الطائر المعروف من طير الليل وقيل هي البومة قالوا كانت إذا سقطت على دار أحدهم رآها ناعية له نفسه أو بعض أهله، وهذا تفسير مالك بن أنس.
والثاني: أن العرب كانت تعتقد أن عظام الميت وقيل روحه تنقلب هامة تطير، وهذا تفسير أكثر العلماء وهو المشهور ويجوز أن يكون المراد النوعين فإنهما جميعًا باطلان، فبَيَّن النبي صلى الله عليه وسلم إبطال ذلك وضلالة الجاهلية فيما تعتقده من ذلك"
(2)
.
قال ابن حجر في أثناء كلامه على شرح الحديث عن الهامة: "قال أبو زيد: هي بالتشديد، وخالفه الجميع فخففوها، وهو المحفوظ في الرواية، وكأن من شددها ذهب إلى واحدة الهوام، وهي ذوات السموم. وقيل: دواب الأرض التي تهم بأذى الناس، وهذا لا يصح نفيه إلا إن أريد أنها لا تضر لذواتها، وإنما تضر إذا أراد الله إيقاع الضرر بمن أصابته.
وقد ذكر الزبير بن بكار في "الموفقيات": أن العرب كانت في الجاهلية تقول: إذا قتل الرجل ولم يؤخذ بثأره، خرجت من رأسه هامة - وهي دودة - فتدور حول قبره فتقول: اسقوني اسقوني. فإن أدرك بثأره ذهبت وإلا بقيت. وفي ذلك يقول شاعرهم:
يا عمرو إن لا تدع شتمي
…
أضربك حتى تقول الهامة: اسقوني
قال: وكانت اليهود تزعم أنها تدور حول قبره سبعة أيام ثم تذهب. وذكر ابن
(1)
شرح السنة للبغوي 12/ 170، 171.
(2)
شرح مسلم للنووي 14/ 215.