الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مخالف؟ توقف فيه"
(1)
.
2 -
الهواتف جمع هاتف وهو الصوت المسموع لا يعلم من ألقاه
(2)
.
وهذا وإن كان يقع للعبد على سبيل الكرامة فإن هناك من استزله الشيطان وخدعه بما يظن أنه كرامة حتى أضله عن الطريق وسار به إلى الاستغاثة بالأموات والإشراك بالله عز وجل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وكثير من هؤلاء يتمثل له الشيطان، ويرى نورًا أو عرشًا أو نورًا على العرش، ويقول: أنا ربك. ومنهم من يقول: أنا نبيك، وهذا قد وقع لغير واحد، ومن هؤلاء من تخاطبه الهواتف بخطاب على لسان الإلهية أو غير ذلك، ويكون المخاطب له جنيًا، كما قد وقع لغير واحد، لكن بسط الكلام على ما يُرى ويُسمع وما هو في النفس والخارج، وتمييز حقه من باطله ليس هذا موضعه، وقد تكلمنا عليه في غير هذا الموضع" (
3).
3 -
أمثلة لكرامات الأولياء
(4)
:
الأولياء جمع ولي: وهو المؤمن المتقي كما قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)} [يونس: 62، 63]. سمي وليًا اشتقاقا من الولاء وهو المحبة والقرب فولي الله من والى الله بموافقته في محبوباته والتقرب إليه بمرضاته
(5)
.
(1)
مجموع الفتاوى 11/ 203.
(2)
انظر في ذلك رسالة ذكر الله بين الاتباع والابتداع ص 388 - 425.
(3)
منهاج السنة 1/ 625.
(4)
للاستزادة حول معنى الولي والولاية انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 7/ 39، 11/ 28 - 40. شرح مسائل الجاهلية للألوسي ص 118. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 2/ 167. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 3/ 76 الجيلاني وآراؤه الاعتقادية ص 551. نواقض الإيمان القولية والعملية 7/ 135، 138. شرح مسائل الجاهلية للسعيد 1/ 615.
(5)
شرح الواسطية الفوزان ص 207.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من كان مؤمنا تقيا؛ كان لله وليًّا"
(1)
.
قال العلماء: كل كرامة لولي؛ فهي آية للنبي الذي اتبعه؛ لأن الكرامة شهادة من الله عز وجل أن طريق هذا الولي طريق صحيح.
وعلى هذا ما جرى من الكرامات للأولياء من هذه الأمة فإنها آيات لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكرامات أولياء الله إنما حصلت ببركة اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي في الحقيقة تدخل في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم مثل انشقاق القمر وتسبيح الحصا في كفه، وإتيان الشجر إليه وحنين الجذع إليه، وإخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس وإخباره بما كان وما يكون وإتيانه بالكتاب العزيز، وتكثير الطعام والشراب مرات كثيرة، كما أشبع في الخندق العسكر من قدر طعام وهو لم ينقص، في حديث أم سليم المشهور وروّى العسكر في غزوة خيبر من مزادة ماء ولم تنقص وملأ أوعية العسكر عام تبوك من طعام قليل ولم ينقص وهم نحو ثلاثين ألفا، ونبع الماء من بين أصابعه مرات متعددة حتى كفى الناس الذي كانوا معه، كما كانوا في غزوة الحديبية نحو ألفا وأربعمائة أو خمسمائة وردّه لعين أبي قتادة حين سالت على خده فرجعت أحسن عينيه.
وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا، مثل ما كان أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها السرج، وهي الملائكة نزلت لقراءته وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين، وكان سلمان وأبو الدرداء يأكلان في صحفة، فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها. وعباد
(1)
مجموع الفتاوى 2/ 224، 25/ 316. وانظر صفات أولياء الله مفصلة في الجزء السابع من مجموع فتاوى ابن عثيمين ص 135 - 144.
(2)
انظر شرح الواسطية لابن عثيمين 8/ 628.