الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
212 - الغول
*
الغُول - بفتح الغين المعجمة - مصدر معناه: البعد والهلاك. وبضم الغين المعجمة اسم، وجمعه أغوال وغيلان، وهو المراد هنا.
قال ابن دريد: "الغيلان عند العرب سحرة الشياطين. وهذا قول الأصمعي. الواحد غول من الجن"
(1)
.
وقال ابن منظور: "الغول ساحرة الجن والجمع غيلان. وقال أبو الوفاء الأعرابي: الغول: الذكر من الجن. فسئل عن الأنثى فقال: هي السعلاة"
(2)
.
وقال شمر: "قال ابن شميل: الغول شيطان يأكل الناس"
(3)
.
والغول: جنس من الجن والشياطين، تزعم العرب أنها تضلهم عن الطريق وتهلكم فجاء الحديث بإبطال ذلك كله.
* الدليل من السنة: عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا عدوى ولا صفر ولا غول" وسمعت أبا الزبير يذكر أن جابرًا فسر لهم قوله: "ولا صفر" فقال أبو الزبير: الصفر: البطن. فقيل لجابر: كيف؟
* التمهيد لابن عبد البر 16/ 267، 268، 18/ 310. الاستدكار لابن عبد البر 4/ 51. شرح السنة للبغوي 12/ 173. تسير العزيز الحميد ص 439. فتح المجيد ص 352. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 217. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 2/ 87، ط 2 - 2/ 105. ومن المجموع 9/ 569. الدين الخالص لصديق حسن خان 2/ 167. كتاب الغول بين الحديث النبوي والموروث الشعبي لمشهور حسن سلمان.
(1)
جمهرة اللغة 3/ 150.
(2)
لسان العرب (غ و ل).
(3)
تهذيب اللغة 8/ 194.
قال: كان يقال إنها دواب البطن. قال: ولم يفسر الغول. قال أبو الزبير: هذه الغول التي تغوَّل"
(1)
.
وقد اختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا غول" على أربعة أقوال:
الأول: أن الغول شيء يخوف به، ولا وجود له
(2)
.
كما قال الشاعر:
أيقنتُ أن المستحيل ثلاثة
…
الغول والعنقاء والخل الوفي
وقال آخر:
الغول والخل والعنقاء ثالثة
…
أسماء أشياء لم توجد ولم تكن
قال أبو السعادات: "الغول أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا، أي: تتلون تلونا في صور شتى وتغوُلهم، أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله"
(3)
.
الثاني: أن الغول كان موجودًا، ثم رفعه الله - سحانه تعالى -، وإلى هذا ذهب الطحاوي فقال بعد أن أورد حديث أبي أيوب
(4)
: "يحتمل أن يكون الغول كان على ما في حديث أبي أيوب. ثم رفعه الله تعالى عن عباده، على ما في حديث جابر، وذلك أولى ما حملت عليه الآثار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا، أو فيما أشبهه، ما وجد
(1)
صحيح مسلم (2222).
(2)
ذكر مشهور حسن سلمان: أن الدميري نسب هذا القول إلى محققي العلماء ولكن وقع في كلام الدميري اضطراب. انظر: كتاب الغول ص 74 وما بعدها فقد جاء حفظه الله بالأقوال الثلاثة مع تفصيلها.
(3)
النهاية (غ و ل).
(4)
قال أبو أيوب رضي الله عنه أنه كان في سهوة له - يعني التمر - فكانت الغول تجيء فتأخذ
…
الحديث أخرجه الإمام أحمد (23990).
السبيل إلى ذلك، والله تعالى نسأله التوفيق"
(1)
.
الثالث: ما ذهب إليه جمهور العلماء أن قوله صلى الله عليه وسلم: "لا غول" ليس معناه نفي الغول عينا، وإبطالها كونًا، وإنما فيه إبطال ما يتحدثون عنها من تغولها، واختلاف تلونها في الصور المختلفة، وإضلالها الناس عن الطريق، وسائر ما يحكون عنها. ودليل ما ذهب إليه الجمهور أنه لم يثبت شرعًا ولا عقلًا ولا اختبارًا أن الغيلان تأكل الناس، ولا أنها تظهر لهم في الفيافي والقفار كما كانت تزعم العرب وغير العرب في طور الجهل والخرافات"
(2)
وهو المختار.
قال الإمام البغوي رحمه الله: "قوله: "ولا غول" ليس معناه نفي الغول كونًا، وإنما أراد أن العرب كانت تقول: إن الغيلان تظهر للناس في الفلوات في الصور المختلفة، فتضلهم وتهلكهم، ويقال تغول تغولًا. أي: تلون. فأخبر الشرع أنها لا تقدر على شيء من الإضلال والإهلاك إلا بإذن الله عز وجل، وقد جاء في الحديث: "إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان""
(3)
.
وقال النووي رحمه الله: "قال جمهور العلماء: كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات، وهي من جنس الشياطين، فتتراءى للناس وتتغول تغولا، أي تتلون تلونا، فتضلهم عن الطريق فتهلكهم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذاك. وقال آخرون: ليس المراد بالحديث نفي وجود الغول، وإنما معناه إبطال ما تزعمه العرب من تلون الغول بالصور المختلفة واغتيالها، وقالوا: ومعنى "لا غول" أي لا تستطيع أن تضل أحدًا. ويشهد له حديث آخر: "لا غول ولكن السَّعال". قال العلماء: السعالي بالسين المفتوحة والعين المهملتين، وهم سحرة الجن، أي ولكن في الجن سحرة
(1)
مشكل الآثار 1/ 342 مستفاد من كتاب الغول ص 78.
(2)
فتح المجيد ص 307.
(3)
شرح السنة للبغوي 12/ 173.
لهم تلبيس وتخييل"
(1)
.
وقال ابن حجر: "أما الغول فقال الجمهور: كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات، وهي جنس من الشياطين تتراءى للناس وتتغول لهم تغولا أي: تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم، وقد كثر في كلامهم: غالته الغول أي: أهلكته وأضلته فأبطل صلى الله عليه وسلم ذلك.
وقيل ليس المراد إبطال وجود الغيلان، وإنما معناه إبطال ما كانت العرب تزعمه من تلون الغول بالصور المختلفة. قالوا: والمعنى، لا يستطيع الغول أن يضل أحدًا، ويؤيده حديث:"إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان"
(2)
. أي: ادفعوا شرها بذكر الله"
(3)
.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: "المعنى بقوله: "لا غول" أنها لا تستطيع أن تضل أحدًا ذكرى الله والتوكل عليه. ويشهد له الحديث الآخر "لا غول ولكن السعالي" سحرة الجن. أي: ولكن في الجن سحرةً لهم تلبيس وتخييل. ومنه الحديث: "إذا تغولت الغيلان، فبادروا بالأذان" أي: ادفعوا شرها بذكر الله. وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها"
(4)
.
(1)
شرح النووي على صحيح مسلم 14/ 216، 217.
(2)
أخرجه أحمد (14328)، (15157).
(3)
فتح الباري 10/ 159.
(4)
فتح المجيد ص 352، 353.