الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَيَوْمَ الْفِطْرِ"
(1)
.
وصح عن ثَابِتِ بْنُ الضَّحَّاكِ أنه قَالَ نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْحَرَ إِبلًا بِبُوَانَةَ فَأَتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أنحَرَ إِبلًا ببُوَانَةَ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ كَانَ فِيهَا وَثنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟ " قَالُوا: لا. قَالَ: "هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟ " قَالُوا: لا. قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ الله وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ"
(2)
.
* قول السلف: وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم"
(3)
.
وقال رضي الله عنه أيضًا: "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"
(4)
.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة"
(5)
. وقد تقدم في باب التشبه بعض الأدلة في ذلك.
*
أحكام وفوائد:
1 - سبب المنع من إقامة غير هذه الأعياد الشرعية حديث أنس السابق
.
قال شيخ الإسلام بعد إيراد هذا الحديث: "فوجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال: "إن الله قد أبدلكم بهما بيومين آخرين" والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا
(1)
سنن أبي داود (1134)، ومسند الإمام أحمد (12029، 12858).
(2)
أخرجه أبو داود (3313)، وابن ماجه (2131).
(3)
السنن الكبرى للبيهقي 9/ 234، مصنف عبد الرزاق 1/ 411 (1609).
(4)
السنن الكبرى للبيهقي 9/ 234.
(5)
السنن الكبرى للبيهقي 9/ 234.
يجمع بين البدل والمبدل منه؛ ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما كقوله سبحانه: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50]
(1)
.
ومن الأسباب أيضًا أن إقامة أعياد أخرى والفرح بها يضعف الفرح والسرور بالأعياد الشرعية. قال ابن تيمية: "ومن شأن الجسد إذا كان جائعًا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم وربما ضرَّه أكله أو لم ينتفع به ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلَّت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه ويكمل إسلامه. ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن حتى ربما كرهه، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام ونظير هذا كثير"
(2)
.
وهناك أسباب كثيرة غير ما ذكرنا بسط الكلام عنها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الاقتضاء واختصرها الشيخ ابن عثيمين في كتابه مختارات من اقتضاء الصراط المستقيم
(3)
.
(1)
اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 432 - 434.
(2)
الاقتضاء 1/ 483.
(3)
انظر مجموع فتاوى ابن عثيمين 7/ 193 وما بعدها.