الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
255 - محبة الله
*
الحب ضد البغض قال في المختار: "والحب أيضا المحبة وكذا الحب بالكسر والحب أيضا الحبيب ويقال أحبه فهو محب وحبه يحبه بالكسر فهو محبوب وتحبب إليه تودد
…
"
(1)
.
وفي هذا المقام سوف أُفصِّلُ الكلام عن محبة الله بنقل كلام العلماء عنها.
فمحبة الله تعالى من أعظم مقامات العبودية، وأرفعها شأنًا. يقول الإمام ابن القيم في وصفها: "هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون. فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون. وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام. وهي روح الإيمان والأعمال، والمنامات والأحوال، التي
* الإبانة لابن بطة العكبري 657. التمهيد لابن عبد البر 21/ 237. شرح السنة للبغوي 1/ 48. التحفة العراقية لابن تيمية 33/ 73. فتح الباري لابن رجب 1/ 45، 49، 53. تيسير العزيز الحميد 471. فتح المجيد 381. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم 236. القول المفيد لابن عثيمين طـ 1 - 1/ 151، 2/ 141، ط 2 - 2/ 173 ومن المجموع 10/ 623. القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 33، 34. الدرر السنية 2/ 321. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 2/ 360. مجموع الفتاوى 1/ 95. شرح مسائل الجاهلية للألوسي ص 121. ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص 371. المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة الأحمدي 2/ 250. الشيخ السعدي وجهوده في توضيح العقيدة للعباد ص 170. الآثار الواردة في سير أعلام النبلاء د. جمال بن أحمد 2/ 165. شرح مسائل الجاهلية للسعيد 2/ 619.
(1)
مختار الصحاح (ح ب ب).
من خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه"
(1)
.
وقال الشيخ السعدي: "أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده هي أصل التأله والتعبد له، بل هي حقيقة العبادة، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعًا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه"
(2)
.
* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165]، وقال تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]. وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54].
* الدليل من السنة: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن توقد له نار فيقذف فيها"
(3)
. وفي رواية قَالَ صلى الله عليه وسلم: "لا يَجِدُ أَحَدٌ حَلاوَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لله، وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ من أَن يَرجِعَ إِلَى
(1)
مدارج السالكين 3/ 6 - 7.
(2)
القول السديد 110، وانظر أيضا الحق الواضح المبين 59، 60.
(3)
أخرجه البخاري (21)(6941). ومسلم (43) وحلاوة الإيمان هي: لذة القلب ونعيمه وسروره.