الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
277 - نواقض الإسلام
*
[الردة - التكفير]
النواقض في اللغة: جمع ناقض، والنقض هو إفساد ما أبرم من عقد أو بناء ومنه نقض البناء والحبل والعهد. فالنقض ضد الإبرام
(1)
.
والمراد بالنواقض هنا: المفسدات التي إذا فعلها المسلم أفسدت إسلامه وحبط عمله وانتقض توحيده وصار كافرًا من الخالدين في النار.
وتسمى نواقض التوحيد، وتسمى أيضا نواقض الإيمان.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب مبينا أهمية معرفة النواقض: "فإذا عرفت: أن الله خلقك لعبادته، فاعلم: أن العبادة لا تسمى عبادة، إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة، إلا مع الطهارة؛ فإذا دخل الشرك في العبادة، فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة، كما قال تعالى:{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} [التوبة: 17]. فإذا عرفت: أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها، وأحبط
* رسالة نواقض الإسلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب، انظر مجموعة التوحيد 1/ 38، 39، الجامع الفريد ص 277، 280 الدرر السنية 2/ 361، 10/ 84، 91 الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ضمن الجامع الفريد ص 285. فتاوى اللجنة الدائمة 2/ 4. مجموع الفتاوى لابن باز 2/ 505. كتاب الشهادتان لابن جبرين ص 86. منهج الإمام مالك في العقيدة ص 419. الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة لأبي عبد الرحمن العلوي ص 263. الإمام المروزي وجهوده في توضيح العقيدة للنفيعي ص 387. نواقض الإيمان القولية والعملية ص 48. منهج الحافظ ابن رجب في العقيدة ص 387. شرح نواقض التوحيد تأليف حسين العواجي. منهج ابن حجر في العقيدة ص 1052.
(1)
لسان العرب 7/ 242، القاموس المحيط 2/ 359.
العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار؛ عرفت: أن أهم ما عليك معرفة ذلك، لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله، وذلك بمعرفة أربع قواعد، ذكرها الله في كتابه
…
إلخ"
(1)
.
فيجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه النواقض لأن العبد قد يقع فيها وهو لا يشعر، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:"وذكر العلماء رحمهم الله في باب حكم المرتد أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله ويكون بها خارجا عن الإسلام"
(2)
.
وهذه النواقض قد أجملها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في عشرة وهي أكثر من ذلك وسبب اختياره لهذه العشرة إجماع المسلمين عليها في الجملة وقيل إن النواقض الكثيرة مرجعها إلى هذه العشرة وسوف نذكرها كما قررها الشيخ رحمه الله.
"اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض:
الأول: الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له، والدليل قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء 48]، وقال تعالى {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة. 72]، ومنه الذبح لغير الله
(3)
، كمن يذبح للجن أو القبر.
الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعًا
(4)
.
الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر
(5)
.
(1)
الدرر السنية 2/ 23.
(2)
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة جمع محمد الشويعر 1/ 135.
(3)
انظر باب الذبح، وقد تقدم.
(4)
انظر باب (الشفاعة)(التوسل) ففيه زيادة إيضاح.
(5)
انظر باب (الكفر) تحت عنوان: حكم من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم وباب (التكفير).
الرابع: من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر
(1)
.
الخامس: من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر
(2)
.
السادس: من استهزأ
(3)
بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ثوابه، أو عقابه، كفر والدليل قوله تعالى:{لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة.66].
السابع: السحر
(4)
ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضى به كفر، والدليل قوله تعالى:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة. 102].
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
(5)
والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].
التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر
(6)
.
العاشر: الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به
(7)
والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22].
ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل، والجاد، والخائف، إلا المكره
(1)
انظر باب (التحاكم)(الطاغوت)(تحليل الحرام)(الحكم بغير ما أنزل الله).
(2)
انظر باب (بغض أو كراهية بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم).
(3)
انظر باب (الاستهزاء)(سب الرسول صلى الله عليه وسلم).
(4)
انظر باب (السحر).
(5)
انظر باب (مظاهرة الكفار على المسلمين)(الولاء والبراء).
(6)
انظر باب (اعتقاد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام.
(7)
انظر باب (الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به).
وكلها أعظم ما يكون خطرًا وأكثر ما يكون وقوعًا، فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه"
(1)
.
وهناك نواقض كثيرة كجحود القرآن أو شيء منه، أو الشك في إعجازه، أو امتهان المصحف أو جزء منه، أو تحليل شيء مجمع على تحريمه كالزنا وشرب الخمر. أو الطعن في الدين أو سبه. ولكن كما أسلفنا القول أنها في جملتها ترجع إلى النواقض العشر المذكورة.
وقد تسمى هذه النواقض قوادح العقيدة كما قال الشيخ عبد العزيز بن باز: "العقيدة الإسلامية لها قوادح وهذه القوادح قسمان:
أ - قسم: ينقض هذه العقيدة ويبطلها ويكون صاحبه كافرا - نعوذ بالله - من ذلك.
ب - قسم: ينقص هذه العقيدة ويضعفها.
فالقسم الأول: يسمى ناقضًا ونواقض الإسلام هي الموجبة للردة والناقض يكون: قولًا، ويكون عملًا، ويكون اعتقادًا، ويكون شكًا. قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من بدل دينه فاقتلوه"
(2)
. فدل ذلك على أن المرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل ويعجل به إلى النار.
القسم الثاني من القوادح: قوادح دون كفر تضعف الإيمان مثل أكل الربا، وارتكاب المحرمات كالزنا، والبدع، وغير ذلك"
(3)
.
(1)
مجموعة التوحيد لشيخي الإسلام: محمد بن عبد الوهاب والشيخ أحمد بن تيمية ص 27، 28.
(2)
أخرجه البخاري (3017)(6922).
(3)
انتهى ملخصًا. انظر كتاب قضية التكفير بين أهل السنة وفرق الضلال لسعيد بن علي بن وهف القحطاني ص 66 - 71. وانظر القوادح في العقيدة للشيخ عبد العزيز بن باز شريط مسجل من تسجيلات دار طيبة وهي محاضرة ألقاها فضيلته في الجامع الكبير شهر صفر عام 1403 هـ.