الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موقوفًا: "من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك"
(1)
.
كما يلزمه مع هذا الدعاء أن يفوض الأمر للَّه وحده ويمضي في أمره.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "قوله: "فما كفارة ذلك؟ " إلى آخر الحديث هذه كفارة لما يقع من الطيرة ولكن يمضي مع ذلك ويتوكل على الله"
(2)
.
قال ابن حجر: "وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يسلم منهن أحد: الطيرة، والظن، والحسد، فإذا تطيرت فلا ترجع؛ وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظنت فلا تحقق" وهذا مرسل أو معضل، لكن له شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه البيهقي في "الشعب"، وأخرج ابن عدي بسند لين عن أبي هريرة رفعه: "إذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا"، وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رفعه: "لن ينال الدرجات العلى من تكهن، أو استقسم، أو رجع من سفر تطيرًا" ورجاله ثقات، إلا أنني أظن أن فيه انقطاعًا، وله شاهد عن عمران بن حصين وأخرجه البزار في أثناء حديث بسند جيد" (
3).
3 -
الفرق بين الطيرة والفأل:
انظر باب الفأل.
4 - الفرق بين الطيرة والتطير:
قال ابن علان: "قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: الفرق بين التطير والطيرة أن التطير هو الظن السيئ الذي يقع في النفس، والطيرة هي الفعل المرتب على الظن السيئ".
(4)
.
(1)
فتح الباري 10/ 213.
(2)
تيسير العزيز الحميد ص 445.
(3)
فتح الباري 10/ 224.
(4)
الفتوحات الربانية 6/ 274.
حديث: "الشؤم في ثلاث" تقدم الكلام عنه في باب الشؤم.
حديث: "أقروا الطير على مَكِناتها": جاء في مسائل أبي داود ص 267 قال: سمعت أحمد يقول في حديث: "أقروا الطير على مكناتها"
(1)
أي أنها لا تضركم. قال: كان أحدهم - يعني في الجاهلية - يريد الأمر فيثير الطير. يعني فيقال: إن جاء عن يمينه كان كذا وإن جاء عن يساره كان كذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أقروا الطير على مَكِناتها فإنها لا تضركم"
(2)
.
وقال ابن الأثير: "المكنات في الأصل: بيض الضِّباب
(3)
، واحدتها: مكنة بكسر الكاف وقد تفتح. يقال: مكنت الضبة وأمكنت، قال أبو عبيدة جائز في الكلام أن يستعار مكن الضباب فيجعل للطير كما قيل مشافر الحبش وإنما المشافر للإبل. وقيل المكنات: بمعنى الأمكنة، يقال الناس على مكناتهم وسكناتهم أي: على أمكنتهم ومساكنهم. وقيل المكنة: من التمكن، كالطلبة والتبعة، من التطلب والتتبع. يقال: إن فلانا لذو مكنة من السلطان أي: ذو تمكن. يعني: أقروها على كل مكنة ترونها عليها ودعوا التطير بها"
(4)
.
قال شمس الدين محمد الصالحي: "وقد رأيت من يكره أخذ أفراخ الطيور من مناطها، وغالبُ الناس يتشاءم من ذلك خوفًا على النفس والأولاد، حتى إن بعضهم يقول: إنها ما تعانى
(5)
بها أحد وأفلح.
(1)
جاء الحديث بالروايتين (مَكِناتها)، (مكاناتها) واللفظان مرويان عند البيهقي في السنن الكبرى 9/ 311.
(2)
نقلا عن مسائل الإمام أحمد في العقيدة 2/ 124.
(3)
قال في المختار (الضبُّ معروف جمعه ضباب)، مختار الصحاح مادة (ض ب ب).
(4)
النهاية (م ك ن) وراجع مفتاح دار السعادة لابن القيم ص 581، 582 ..
(5)
عناه الأمر عناية أهمَّه، واعتنى به: اهتمَّ، والمقصود الانشغال بها وتجشم صيدها. انظر مختار الصحاح، والقاموس المحيط (ع ن ى).