الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما نصه: "كذا قال هشام وأسند الحديث وأرسله أصحاب الحسن، ابن عون وحميد وأشعث ويونس وأبو الأشهب وعوف" ويظهر مما سبق تقديم الإرسال لقوة من أرسل وللعلة المتقدمة عن ابن المدينى فيما ينفرد به هشام لا سيما وأن في المرسلين يونس وهو في الطبقة الأولى من أصحاب الحسن. ويفهم من كلام الحربى تفرد هشام بالوصل وفي ذلك نظر فقد وجدت متابعًا له في رواية الوصل عند أبي الطاهر الذهلى إذ رواه من طريق يونس بن عبيد موصولًا وذلك بخلاف ما حكاه عنه الحربى والسند ثابت إلى يونس. فهذه المتابعة تحير العلتين السابقتين ويترجح تصحيح من صححه.
تنبيه: قال مخرج حديث أبي الفضل الزهرى ما نصه: "وفي سنده الحسن البصرى مدلس وقد عنعن ولم أجد له تصريحًا ولكن الحديث في صحيح مسلم وقد حمل العلماء عنعنة الصحيحين على الاتصال" وفي كلامه نظر من وجوه:
الأول: قوله في الحسن أنه مدلس غير سديد وإن ذكره الحافظ في طبقات المدلسين فإن تعريف التدليس غير منطبق على الحسن بل الحسن يرسل فحسب.
الثانى: قد ثبت سماع الحسن من عبد الرحمن في حديث الإمارة كما في ترجمته من جامع التحصيل وذلك كاف فيمن يرسل.
الثالث: قوله فيما يتعلق بما في الصحيحين المعنعنون. إن كان يريد بذلك المدلسين وهذا الظاهر فليس ذلك إجماع منه بل خالف بعضهم فشرط التصريح أيًّا كان كابن دقيق العيد تمشيًا مع القاعدة في أصول الحديث.
قوله: 9 - باب ما جاء فيمن يحلف بالمشى ولا يستطيع
قال: وفي الباب عن أبي هريرة وعقبة بن عامر وابن عباس
2350 -
أما حديث أبي هريرة:
فرواه عنه الأعرج ويحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه:
* أما رواية الأعرج عنه:
ففي مسلم 3/ 1264 وأبي عوانة 4/ 14 وابن ماجه 1/ 689 وأبي يعلى 6/ 25 والبيهقي 10/ 78 والدارمي 2/ 105:
من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أدرك شيخًا يمشى بين بنيه، يتوكأ عليهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما شأن هذا؟ قال: ابناه يا
رسول اللَّه كان عليه نذر. فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "اركب أيها الشيخ فإن اللَّه غنى عنك وعن نذرك" والسياق لمسلم.
* وأما رواية يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عنه:
ففي البيهقي 10/ 80:
من طريق ابن وهب أخبرنى عبد اللَّه بن يزيد عن يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسير في ركب في جوف الليل إذ بصر بخيال قد نفرت منه إبلهم فأنزل رجلًا فنظر فإذا هو بامرأة عريانة ناقضة شعرها فقال: ما لك؟ قالت: إنى نذرت أن أحج البيت ماشية عريانة ناقضة شعرى فأنا أتكن بالنهار وأتنكب الطريق بالليل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: "ارجع إليها فمرها فلتلبس ثيابها ولتهرق دمًا" وضعفه البيهقي بقوله: "هذا إسناد ضعيف وروى من وجه آخر منقطع" ثم رواه من طريق أيوب عن عكرمة رفعه.
2351 -
وأما حديث عقبة بن عامر:
فرواه عنه مرثد بن عبد اللَّه وعكرمة وعبد اللَّه بن مالك ودخين وأبو تميم.
* أما رواية مرثد عنه:
ففي البخاري 4/ 78 و 79 ومسلم 3/ 1264 وأبي داود 3/ 598 و 599 والنسائي 7/ 9 وأحمد 2/ 152 والطحاوى في شرح المعانى 3/ 130 وابن الجارود ص 313 وأبي عوانة 5/ 14 والبيهقي 10/ 78 و 79:
من طريق سعيد بن أبي أيوب وغيره أن يزيد بن أبي حبيب أخبره أن أبا الخير حدثه عن عقبة بن عامر قال: "نذرت أختى أن تمشى إلى بيت اللَّه وأمرتنى أن أستفتى لها النبي صلى الله عليه وسلم فاستفتيته فقال صلى الله عليه وسلم: "لتمش ولتركب" والسياق للبخاري.
* وأما رواية عكرمة عنه:
ففي أبي داود 3/ 598 و 602 وأحمد 4/ 201 وابن خزيمة 4/ 347 والطحاوى في شرح المعانى 3/ 131 والمشكل 5/ 398 و 399 والطبراني في الكبير 17/ 272 والأوسط 9/ 148 والبيهقي 10/ 79 و 80:
من طريق سعيد بن مسروق وغيره عن عكرمة عن عقبة بن عامر الجهنى أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أختى نذرت أن تمشى إلى البيت فقال: "إن اللَّه لا يصنع بمشى أختك إلى
البيت شيئًا" والسياق لأبى داود.
وقد اختلف فيه على عكرمة فقال عنه سعيد بن مسروق ما تقدم وخالفه على ذلك مطر الوراق إذ قال عنه عن ابن عباس. خالفهما قتادة إلا أنه اختلف فيه على قتادة وذلك من قبل هشام وهمام وابن أبي عروبة في الوصل والإرسال ومن أي سند هو فقال عنه همام عن عكرمة عن ابن عباس عن عقبة كما في الكبير للطبراني. خالفه هشام إذ قال عنه عن عكرمة عن ابن عباس رفعه وقد تابع هشامًا متابعة قاصرة خالد الحذاء. خالفهما سعيد بن أبي عروبة إذ قال عنه عن عكرمة رفعه. وأولاهم بالتقديم سعيد علمًا بأن همامًا لم تتحد عنه صيغة الأداء فحينًا كان يقول ما سبق وحينًا يجعله من مسند ابن عباس إذ كان يقول عنه عن عكرمة عن ابن عباس أن عقبة. وفرق بين "عن" و "أن".
* تنبيه:
قال الطبراني في الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن مسروق إلا أبو الأحوص تفرد به عبد الكبير". اهـ، وليس ذلك كذلك فقد رواه الثورى عن أبيه كما في أبي داود.
* وأما رواية عبد اللَّه بن مالك عنه:
ففي أبي داود 3/ 596 و 597 والترمذي 4/ 116 والنسائي 7/ 20 وابن ماجه 1/ 689 وأحمد 4/ 143 و 145 و 147 و 149 و 151 وأبي يعلى 2/ 310 وعبد الرزاق 8/ 450 والطحاوى في شرح المعانى 3/ 130 والمشكل 5/ 397 والفاكهى في تاريخ مكة 1/ 349 والطبراني في الكبير 7/ 323 والبيهقي 10/ 80 وأبي بكر الشافعى في الغيلانيات ص 82 والدارمي 2/ 104:
من طريق يحيى بن سعيد الأنصارى أخبرنى عبيد اللَّه بن زحر أن أبا سعيد أخبره أن عبد اللَّه بن مالك أخبره أن عقبة بن عامر أخبره أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أخت له نذرت أن تحج حافية غير مختمرة فقال: "مروها فلتختمر ولتركب ولتصم ثلاثة أيام" والسياق لأبى داود.
وقد رواه عن الأنصارى الثورى وهشيم ويزيد بن هارون وابن نمير وجعفر بن عون. إلا أنه اختلف فيه على هشيم والثورى.
أما الخلاف فيه على هشيم فذلك في الوصل والإرسال: فأرسله عنه الهيثم بن جميل والإمام أحمد إذ قالا: عنه عن يحيى بن سعيد عن عبيد اللَّه بن زحر اليحصبى عن
عبد اللَّه بن مالك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما عند الطحاوى وقال مسدد كما في الطبراني بهذا السياق وفيه عن عبد اللَّه بن مالك عن عقبة بن عامر أن أخته فذكره. ولعل هشيمًا كان مرة يرسله ومرة يوصله وذلك لقوة الرواة عنه مع تصريحه بالسماع من شيخه.
وأما الخلاف فيه على الثورى:
فقال عنه عبد الرزاق عن يحيى بن سعيد عن عبيد اللَّه بن زحر عن عبد اللَّه بن مالك عن أبي سعيد اليحصبى أن عقبة سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهذا إرسال. خالف عبد الرزاق وكيع إذ قال عنه عن يحيى بن سعيد عن عبيد اللَّه بن زحر عن أبي سعيد عن عبد اللَّه بن مالك عن عقة. ووكيع أقدم من عبد الرزاق لا سيما وأن عبد الرزاق انفرد بالسياق الإسنادى وفيما ينفرد به عند المخالفة نظر لا سيما في سماعه عنه بمكة. وعلة الحديث عبيد اللَّه بن زحر فإن فيه ضعف إلا أنه تابعه بكر بن سوادة وبكر ثقة إلا أن الراوى عن بكر ابن لهيعة ولا بأس به في هذا الموطن.
* وأما رواية دخين عنه:
ففي شرح معانى الآثار للطحاوى 3/ 129 والطبراني في معجمه الكبير 17/ 320:
من طريق يزيد بن أبي منصور عن دخين الحجرى عن عقبة بن عامر أن أخت عقبة نذرت أن تمشى إلى بيت اللَّه حافية حاسرة فمر لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "ما شأن هذه؟ " قالوا، إنها نذرت أن تمشى إلى بيت اللَّه حافية حاسرة قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مروها فلتختمر ولتركب ولتحج" والسياق للطبراني.
ودخين وثقه الفسوى وعلى ذلك بنى الذهبى وابن حجر ولا يعلم من ضعفه ويزيد قال فيه أبو حاتم: "لا بأس به" وتبعه الحافظ في التقريب.
* وأما رواية أبي تميم عنه:
ففي الكبير 17/ 324:
من طريق رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن ابن هاعان عن أبي تميم الجيشانى عن عقة بن عامر أن أخته نذرت أن تمشى إلى البيت حافية حاسرة فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لتركب ولتلبس ولتصم" ورشدين متروك وأبو تميم قيل هو عبد اللَّه بن مالك المتقدم. وقيل هو غيره وقد مال المزى في التحفة إلى خلاف ما مال إليه في التهذيب حيث أثبت مرة التفرقة بينهما ومرة سوى بينهما.
2352 -
وأما حديث ابن عباس:
فرواه عنه كريب وعكرمة.
* أما رواية كريب عنه:
ففي أبي داود 3/ 597 وأحمد 1/ 310 وأبي يعلى 3/ 44 و 45 وابن خزيمة 4/ 348 والطحاوى في شرح المعانى 3/ 130 والمشكل 5/ 396 وابن حبان 6/ 286 والإسماعيلى في معجمه 2/ 641 والحاكم 4/ 302 والبيهقي 10/ 80:
من طريق شريك عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه إن أختى نذرت -يعنى أن تحج ماشية- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه لا يصنع بشفاء أختك شيئًا فلتحج راكبة ولتكفر عن يمينها" والسياق لأبى داود وذكر البيهقي تفرد شريك. ومع تفرده قد اضطرب في سياق السند فحينًا يسوقه كما سبق وحينا يقول عن أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس كما عند الإسماعيلى. وإخراج ابن خزيمة وابن حبان للحديث من طريق شريك مع حصول تفرده واضح في وجدان تساهلهما وقد روى محمد بن كريب عن أبيه سياقًا آخر في المتن والسند كما عند البخاري في التاريخ 4/ 162 و 163 وابن عدى في الكامل 3/ 440 والدارقطني في المؤتلف 3/ 1201:
من طريق محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس عن سنان بن عبد اللَّه الجهنى أنه حدثته عمته أنها أتت النبيي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول اللَّه توفيت أمى وعليها مشى إلى الكعبة نذرًا فقال: "هل تستطيعين تمشين عنها؟ " قالت: نعم فقال: "امشى عن أمك" قالت: أو يجزئ ذلك عنها قال: "أرأيتك لو كان عليها دين ثم قضيته هل كان يقبل منك؟ " قالت: نعم قال: "فاللَّه أحق بذلك" والسياق للبخاري وعقبه بقوله: "قال أبو عبد اللَّه منكر الحديث". اهـ.
وقد ذكروا الحديث في ترجمة سنان بن عبد اللَّه وقد اختلف في صحبته. وذلك جريًا من البخاري وابن عدى على نفى الصحبة له وقد خالفهما ابن حبان والدارقطني فقد زعما أن له صحبة وقوى ذلك الحافظ في الإصابة وحمل النكارة في الحديث على من بعده وكأنه يشير إلى ابن كريب.
* وأما رواية عكرمة عنه:
ففي أبي داود 3/ 598 وأحمد 1/ 239 و 253 والدارمي 2/ 104 وعبد بن حميد ص 201 والطبراني في الكبير 11/ 308 و 309 وأبي يعلى 3/ 167 والحاكم 4/ 302 والبيهقي