الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: إن لى والدين وإنهما يمنعانى الجهاد فقال: "برهما فإنك في جهاد" وابن أبي ليلى هو محمد ضعيف. وذكر ابن عدى هذا الحديث في ترجمة داود.
قوله: 2 - باب ما جاء في الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب
قال: وفي الباب عن على وزيد بن ثابث وعائشة وابن عباس وأبي هريرة وأسماء بنت يزيد بن السكن وكعب بن مالك وأنس
2701/ 5 - أما حديث على:
فرواه عنه سعيد بن ذي حدان وسويد بن غفلة وأبو جحيفة.
* أما رواية سعيد بن ذي حدان عنه:
ففي أحمد 1/ 90 والطيالسى ص 25 وأبي يعلى 1/ 260 وابن سعد في الطبقات 6/ 244 وابن أبي شيبة 7/ 729 وأبي عوانة 4/ 211 والطحاوى في المشكل 7/ 366 وابن جرير في التهذيب في مسند على 1/ 118 وأبي الشيخ في الأمثال ص 22 والدارقطني في العلل 3/ 227:
من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدان عن على قال: "سمى اللَّه الحرب خدعة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ". والسياق لابن جرير.
وقد اختلف فيه على أبي إسحاق فقال عنه قيس وإسرائيل وزكريا بن أبي زائدة وشريك بما تقدم. واختلف فيه على الثورى فثقات أصحابه عنه كابن مهدى ووكيع قالوا عنه عن أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدان عمن سمع عليًّا عن على وقال محمد بن كثير عن الثورى عن أبي إسحاق عن سعيد عن على. وأصح هذه الوجوه مطلقًا عن أبي إسحاق الرواية المشهورة عن الثورى وذلك هو اختيار الدارقطني في العلل.
واختلف فيه على إسرائيل فقال عنه عبيد اللَّه بن موسى وأسد بن موسى بما تقدم خالفهما عبد اللَّه بن رجاء إذ قال عنه عن أبي إسحاق عن حية عن على. والصواب عن إسرائيل الرواية الأولى إذ السند إلى عبد اللَّه بن رجاء لا يصح. إذ راويه عنه ابن أبي سويد شيخ أبي الشيخ وهو ضعيف.
وقد مال ابن جرير إلى صحة الرواية الأولى إذ صحح الحديث بعد أن خرجه من الطريق الأولى فقال: "وهذا خبر عندنا صحيح سنده وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح لعلل:
إحداها: أنه خبر لا يعرف له مخرج عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم يصح إلا من هذا الوجه.
الثانية: أن المعروف من رواية ثقات أصحاب على هذا الخبر عن على الوقوف به عليه غير مرفوع إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
الثالثة: أن سعيد بن ذي حدان عندهم مجهول ولا تثبت بمجهول في الدين حجة.
الرابعة: أن الثقات من أصحاب أبي إسحاق الموصوفين بالحفظ إنما رووه عنه "عن سعيد عن رجل عن على".
الخامسة: أن أبا إسحاق عندهم من أهل التدليس وغير جائز الاحتجاج من خبر المدلس عندهم مما لم يقل فيه "حدثنا" أو سمعت وما أشبه ذلك". اهـ. وصواب القول ما قاله الدارقطني من ضعف الحديث لجهالة سعيد وعدم سماعه من على وعدم تصريح أبي إسحاق.
* تنبيه:
بعد أن خرج الطيالسى الحديث من طريق قيس عن أبي إسحاق قال: "عن أبي ذي حدان عن على" وعقب مخرج المسند هذا القول في الهامش بما نصه: "لعله الحارث لأن أبا إسحاق كثيرًا ما يروى عن الحارث عن على". اهـ. وهذا كله غير سديد بل ما وقع في المسند غلط من النساخ يعلم صوابه بما تقدم.
* وأما رواية سويد بن غفلة عنه:
ففي البخاري 6/ 618 ومسلم 2/ 746 وأبي عوانة 4/ 211 وأبي داود 5/ 124 والنسائي 7/ 119 وأحمد 1/ 131 وأبي يعلى 1/ 169 وابن أبي شيبة 7/ 730 والبزار 2/ 190 وعبد الرزاق 10/ 57 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 119 و 120:
من طريق خيثمة وغيره عن سويد بن غفلة قال: قال على رضي الله عنه: إذا حدثتكم فيما بينى وبينكم فإن الحرب خدعة. سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتى في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة". والسياق للبخاري.
* وأما رواية أبي جحيفة عنه:
ففي أحمد 1/ 134 وأبي يعلى 1/ 283 وأبي عوانة 4/ 211 وابن جرير في التهذيب. مسند على 1/ 120 والطيالسى ص 17:
من طريق شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن على قال: "إذا حدثتكم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثًا فاعلموا أنى لأن أقع من السماء إلى الأرض أحب إلى من أن أقول على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ولكن الحرب خدعة" وسنده صحيح.
2702/ 6 - وأما حديث زيد بن ثابت:
فرواه أبو عوانة 4/ 212 والترمذي في العلل الكبير ص 275 والفسوى في التاريخ 2/ 300 و 376 والعقيلى 3/ 453 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 123 والطحاوى في المشكل 7/ 368 وابن المقرى في معجمه ص 354 والطبراني في الكبير 5/ 136 وتمام في فوائده 2/ 281 والدارقطني في الأفراد 3/ 73 و 74:
من طريق فضالة بن المفضل بن فضالة أبي ثوابة قال: حدثنى أبي أن محمد بن عجلان حدثه عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحرب خدعة". والسياق لأبي عوانة وعقبه بقوله. لم يروه غير ابن المفضل" وقال الهيثمى في المجمع 5/ 320: "وفيه فضالة بن المفضل وهو ضعيف". اهـ. وتعقبه مخرج الطبراني بقوله: "قلت: رواه الفسوى في المعرفة والتاريخ 1/ 30 عن شيخه أبي ثمامة عن محمد بن عجلان به". اهـ. ففي هذا رد على الهيثمى ويلزم منه الرد على أبي عوانة وبعده الدارقطني في الأفراد.
وقبلهما البخاري ففي علل الترمذي: "سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: نظرنا في كتب المفضل فلم نجد هذا فيه وإنما يروى هذا عن ابن المفضل عن أبيه عن ابن عجلان عن أبي الزناد". اهـ.
وما قاله لا يغنى من ذلك شيئًا وذلك لأن ما نقله أولًا من الفسوى غير سديد ولم يروه الفسوى في ذلك الموضع الذي ذكره بل في الموضعين اللذين ذكرتهما إذ قال في الموضع الأول: حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو ثمامة أن محمد بن عجلان به وقال في الموضع الثانى "حدثنا أبو ثوابة بن المفضل حدثنى أبي المفضل بن فضالة بن عبيد القتبانى أن محمد بن عجلان حدثه" فذكره فبان أن في الموضع الأول غلط وأن شيخ الفسوى في الموضع الأول هو أبو يوسف الفارسى وشيخ أبي يوسف يكنى أبا ثوابة وأنه فضالة بن المفضل. وبان بما تقدم أن الفسوى يروى الحديث في الموضع الأول عن أبي ثوابة بواسطة أبي يوسف وفي الموضع الثانى مباشرة ومما جعلنى أجزم بهذا الجزم، إخراج أبي عوانة الحديث في مستخرجه من طريق شيخ الفسوى أبي يوسف على الصواب واللَّه الموفق.
والحديث ضعيف جدًّا لتفرد فضالة وهو متروك وانظر ما قاله عنه العقيلى.
2703/ 7 - وأما حديث عائشة:
فرواه عنها عروة وأبو ليلى وعائشة بنت طلحة.
* أما رواية عروة عنها:
ففي ابن ماجه كما في زوائده 2/ 119 وأبي يعلى 3/ 311 وأبي عوانة 4/ 211 والترمذي في العلل الكبير ص 275 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 122 وابن عدى في الكامل 5/ 206 وأبي الشيخ في الأمثال ص 23 وابن الأعرابى في معجمه 2/ 434 والطبراني في الأوسط 2/ 355 و 356 و 4/ 252 والصغير 1/ 17 والبيهقي في الدلائل 3/ 447:
من طريق ابن إسحاق قال: حدثنى يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: كان نعيم رجلًا نمومًا فدناه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "إن اليهود بعثت إلى إن كان يرضيك أن نأخذ رجالًا من قريش رهنًا وغطفان فندفعهم إليك فقتلهم" فخرج من عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأتاهم فأخبرهم ذلك فلما ولى قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنما الحرب خدعة" والسياق لابن الأعرابى.
وقد اختلف فيه على، ابن إسحاق فقال عنه يونس بن بكير ما تقدم. خالفه عبد الرحمن بن بشير. إذ قال عنه عن أبي ليلى عنها. وابن بشير منكر الحديث فالصواب رواية يونس. والحديث حسن من طريق يونس بن بكير. وقد ضعفه البوصيرى في الزوائد بحجة تدليس ابن إسحاق وقد علمت أنه قد صرح عند ابن الأعرابى وكذا عند أبي عوانة فلا معنى لما قاله. وقد تابع ابن إسحاق متابعة قاصرة هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عند ابن عدى والطبراني إلا أن ذلك كما زعم الطبراني من طريق على بن غراب وهو ضعيف وقد زعم الطبراني في الأوسط في الموضع الأول منه وكذا في الصغير أن على بن غراب تفرد به عن هشام ولم يروه عن هشام سواه وهذا منه ذهول وإلا فقد رواه في الموضع الثانى من المعجم من طريق عبدة بن سليمان عن هشام.
* وأما رواية أبي ليلى عنها:
ففي أبي عوانة 4/ 211 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 123:
من طريق عبد الرحمن بن بشير قال: حدثنى أبو ليلى عبد اللَّه بن سهل عن عائشة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الحرب خدعة" وتقدم القول في عبد الرحمن بن بشير.
* وأما رواية عائشة بنت طلحة عنها:
ففي التهذيب لابن جرير مسند على 1/ 123 وابن عدى 1/ 40:
من طريق سفيان عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: الرجل يرضى امرأته وفي الحرب وفي صلح بين الناس" والسياق لابن جرير والحديث ضعيف وقد تفرد به عن الثورى يحيى بن خلف وهو ضعيف.
2704/ 8 - وأما حديث ابن عباس:
فرواه ابن ماجه كما في زوائده 2/ 120 وأبو عوانة 4/ 211 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 124 وأبو يعلى 3/ 66 وابن عدى في الكامل 6/ 398 والطبراني في الكبير 11/ 300:
من طريق مطر بن ميمون المحاربى عن عكرمة عن ابن عباس قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلًا من أصحابه إلى رجل من اليهود فأمره بقتله. فقال له: يا رسول اللَّه إنى لا أستطيع ذلك إلا أن تأذن لى. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنما الحرب خدعة فاصنع ما تريده" والسياق لابن جرير والحديث ضعيف جدًا من أجل مطر.
2705/ 9 - وأما حديث أبي هريرة:
فرواه عنه همام وأبو يونس ويحيى بن النضر وشهر بن حوشب.
* أما رواية همام عنه:
ففي البخاري 6/ 157 و 158 ومسلم 3/ 1362 وأبي عوانة 4/ 210:
من طريق عبد الرزاق وابن المبارك عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة" والسياق للبخاري.
* وأما رواية أبي يونس عنه:
ففي أبي عوانة 4/ 212:
من طريق ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة: أنه سمع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "الحرب خدعة" وابن لهيعة ضعيف.
* وأما رواية يحيى بن النضر عنه:
ففي أبي عوانة 4/ 212:
من طريق مالك بن إسماعيل ثنا أبو بكر بن يحيى عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة" وأبو بكر فيه ضعف.
* وأما رواية شهر عنه:
ففي التهذيب لابن جرير مسند على 1/ 128:
من طريق عبيد اللَّه بن عامر أبي عاصم عن داود عن شهر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل كذب مكتوب على صاحبه لا محالة إلا أن يكذب الرجل بين الرجلين يصلح بينهما، ورجل يعد امرأته، ورجل يكذب في الحرب والحرب خدعة" وشهر ضعيف.
وقد اختلف فيه على داود يأتى ذكره في حديث أسماء التالي.
2706/ 10 - وأما حديث أسماء بنت يزيد بن السكن:
فرواه الترمذي 4/ 331 وأحمد 6/ 454 و 459 و 460 و 461 وإسحاق 5/ 170 و 171 وابن وهب في الجامع 2/ 628 وابن أبي شيبة 6/ 247 وابن أبي الدنيا في ذم الكذب ص 27 وفي كتاب الصمت ص 291 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 126 و 127 و 128 والخرائطى في المكارم كما في المنتقى منه ص 90 والمساوئ ص 71 والطحاوى في المشكل 7/ 356 و 357 والطبراني في الكبير 24/ 164 و 165 و 166:
من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم وغيره عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثًا إلى ضاحية مضر فذكروا أنهم نزلوا في أرض صخر فأصبحوا فإذا هم برجل في قبة له بفنائه غنم فجاءوا حتى وقفوا عليه فقالوا أحرزنا فأحرزهم شاة فطبخوا منها ثم أخرج إليهم فسخطوها ثم قال: ما بقى في غنمى من شاة لحم إلا شاة ماخض أو فحل فسعطوا فأخذوا منها شاة فلما أظهروا واحترقوا وهم في يوم صائف لا ظل معهم قالوا غنيمتيه في مظلته فقالوا: نحن أحق بالظل من هذه الغنم فجاءوه فقالوا: أخرج غنمك عنا نستظل فقال: إنكم متى تخرجوها تهلك فتطرح أولادها وإنى رجل قد آمنت باللَّه وبرسوله وقد صليت وزكيت، فأخرجوا غنمه فلم يلبث إلا ساعة من نهار حتى تناعرت فطرحت أولادها فانطلق سريعًا حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا ثم قال:"اجلس حتى يرجع القوم" فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا عليه كذب كذب. فسرى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلما رأى ذلك الأعرابى قال: "أما واللَّه إن اللَّه يعلم أنى لصادق وإنهم لكاذبون ولعل اللَّه يخبرك يا رسول اللَّه فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم أنه صادق فدعاهم رجلًا رجلًا يناشد كل رجل منهم ينشده فلم ينشد رجل منهم إلا كما قال الأعرابى
فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار، الكذب يكتب على، ابن آدم الا ثلاث خصال: رجل يكذب امرأته لترضى عنه، ورجل يكذب في خدعة حرب، ورجل يكذب بين امرءين مسلمين ليصلح بينهما" والسياق للطبراني. وقد تابع ابن خثيم داود بن أبي هند وليث.
وقد اختلف فيه على، ابن خثيم وداود.
أما الخلاف فيه على، ابن خثيم فقال عنه داود بن عبد الرحمن وزهير ويحيى بن سليم وعبد الرحيم بن سليمان ما تقدم وتابعهم الثورى على ذلك في الرواية المشهورة عنه من رواية أبي أحمد الزبيرى وقبيصة بن عقبة وبشر بن السرى. وقال سفيان بن عقبة عن الثورى عن ليث عن شهر عن أسماء. خالف داود والثورى وعبد الرحيم، عبد اللَّه بن واقد إذ قال عن ابن خثيم عن أبي الطفيل وهذه الرواية ضعيفة لضعف الراوى عن ابن واقد وهو محمد بن كثير المصيصى.
وأما الخلاف فيه على داود:
فذلك في الوصل والإرسال ومن أي مسند هو فقال عنه عبد الأعلى ومعتمر بن سليمان وعباد بن العوام عن شهر رفعه وهذا مرسل. خالفهم عبيد اللَّه بن عامر إذ قال عنه عن شهر عن أبي هريرة. خالفهم مسلمة بن علقمة إذ قال عنه عن شهر عن الزبرقان عن النواس بن سمعان رفعه كما عند أبي الشيخ في الأمثال ص 213 وغيره.
وهذا الاختلاف يوجه إلى شهر لسوء حفظه.
2707/ 11 - وأما حديث كعب بن مالك:
فتقدم تخريجه في كتاب الصلاة برقم 235.
2708/ 12 - وأما حديث أنس:
فرواه عنه عمرو بن عثمان بن جابر وثابت.
* أما رواية عمرو عنه:
ففي أحمد 3/ 224 و 237 وأبي عوانة 4/ 213 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 129 والفسوى في التاريخ 2/ 332 والبخاري في التاريخ 6/ 215 والدارقطني في المؤتلف 2/ 697:
من طريق صفوان بن عمرو عن عمرو بن عثمان بن جابر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة". والسياق لأبي عوانة.
وقد اختلف فيه على صفوان فقال عنه أبو المغيرة عبد القدوس ما تقدم. خالفه أبو اليمان إذ قال عنه عن عثمان بن جابر عن أنس وقد تابع أبا اليمان على هذا بشر بن إسماعيل كما عند ابن جرير. ووقع عند الدارقطني من طريق خنبش بن يزيد عن أبي المغيرة عن صفوان عن عثمان بن جابر مثل رواية أبي اليمان والمشهور أن أبا المغيرة يخالف أبا اليمان كما حكى ذلك البخاري عنهما في تاريخه. ويفهم من صنيع ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنهما واحد حيث قال: "عثمان بن جابر ويقال عمرو بن عثمان بن جابر روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم "الحرب خدعة" روى عنه صفوان بن عمرو سمعت أبي يقول ذلك". اهـ وصنيع البخاري والفسوى وابن حبان ترجيح رواية أبي اليمان وأنه عثمان بن جابر وقد ذكره الفسوى في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام وذلك منه تعديلًا له.
* تنبيه:
وقع في المسند المطبوع أن أبا اليمان وأبا المغيرة قالا في الراوى عن أنس عثمان بن جابر والصواب أنهما اختلفا في ذلك وأن هذا الخلاف يوجد في المسند، يؤكد ذلك ما في أطراف المسند للحافظ 1/ 453 و 454 من إثبات الخلاف بينهما ووقع في زوائده الهيثمى 5/ 320 ما نصه:"رواه أحمد بإسنادين في أحدهما عمرو بن جابر وثقه أحمد ونسبه بعضهم إلى الكذب" ولم أر لعمرو بن جابر عن أنس رواية في المسند كما في أطرافه وهو عمدة المسند.
وعلى أي الأكثر في الرواية على أنه عثمان بن جابر وهى رواية عن أبي المغيرة كما سبق عند الدارقطني فالحديث من هذا الوجه يصح.
* وأما رواية ثابت عنه:
ففي الكبرى للنسائي 5/ 194 وأحمد 3/ 138 و 139 وعبد الرزاق 5/ 466 والبزار كما في زوائده 2/ 340 وابن سعد في الطبقات 4/ 269 والفسوى في التاريخ 1/ 507 و 508 والطبراني في الكبير 3/ 247 و 248 و 249 والبغوى في الصحابة 2/ 175 و 176 وابن قانع في الصحابة 1/ 196 وأبي نعيم في الصحابة 2/ 728 والبيهقي 9/ 151:
من طريق معمر عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال: لما افتتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول اللَّه إن لى بمكة مالًا وإن لى بها أهلًا وانى أريد أن آتيهم
فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا فأذن له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على أن يقول ما شاء فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعى ما كان عندك فإنى أريد أن اشترى من غنائم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحًا وسرورًا قال: وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فقعد وجعل لا يستطيع أن يقوم قال معمر: فأخبرنى عثمان الجزرى عن مقسم قال: فأخذ ابنا له يشبه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقال له قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول:
حبى قثم
…
شبيه ذي الأنف الأشم
نبي رب ذي النعم
…
برغم أنف من رغم
قال ثابت: قال أنس: ثم أرسل غلامًا له إلى الحجاج: ماذا جئت به؟ وماذا تقول؟ فما وعد اللَّه خير مما جئت به قال: فقال الحجاج بن علاط: اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له: فليخل في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره قال: فجاءه غلامه فلما بلغ باب الدار قال: أبشر يا أبا الفضل قال: فوثب العباس فرحًا حتى قبل بين عينيه فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه قال: ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام اللَّه تبارك وتعالى في أموالهم واصطفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صفية ابنة حيى فأخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجه أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجه ولكنى جئت لما كان لى هاهنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأذن لى أن أقول ما شئت وأخفى عنى ثلاثًا ثم أذكر ما بدا لك قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلى ومتاع فدفعته إليه ثم انشمر به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت: لا يخزيك اللَّه يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال: أجل فلا يخزينى اللَّه ولم يكن بحمد اللَّه إلا ما أحببنا فتح اللَّه تبارك وتعالى خيبر على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجرت سهام اللَّه تبارك وتعالى في أموالهم واصطفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقى به. قالت: أظنك واللَّه صادقًا قال: فإنى واللَّه صادق والأمر على ما أخبرتك قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم لا يصيبك إلا خيرًا يا أبا الفضل قال: لم يصبنى إلا خير بحمد اللَّه قد أخبرنى الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها اللَّه على رسوله وجرت فيها سهام اللَّه واصطفى رسول اللَّه في صفية لنفسه وقد سألنى أن أخفى عنه ثلاثًا وإنما جاء ليأخذ ما له وماله شيء هاهنا ثم يذهب قال: فرد اللَّه تبارك وتعالى الكآبة التى