الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن أسلم أبا عمران التجيبي حدث فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة فإن في أحد طريقي أحمد عبد الله بن المبارك.
وروايته عن ابن لهيعة صالحة. انظر للمزيد: كتاب الجهاد.
21 - باب ما جاء في مناجاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم ربه ونزول الملائكة وقتالهم مع المسلمين
وقوله: {وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} أي قليل عددكم؛ لتعلموا أن النصر إنّما هو من عند الله.
وقوله: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ} [آل عمران: 124] الصَّحيح أنه كان يوم بدر، فإن الله أمد المسلمين بألف، ثمّ صاروا ثلاثة آلاف ثمّ صاروا خمسة آلاف.
فإن قوله تعالى: {مُرْدِفِينَ} : بمعنى يردفهم غيرهم، ويتبعهم ألوف آخر مثلهم.
وقوله: {مُسَوِّمِينَ} : أي معلَّمين بالسيما، وقيل بالعمائم.
• عن ابن عباس أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر: "أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا" فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله! فقد ألححت على ربَّك - وهو في الدرع - فخرج وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 45، 46].
صحيح: رواه البخاري في التفسير (4877) عن إسحاق (هو ابن شاهين الواسطي) حَدَّثَنَا خالد (هو الطحان) عن خالد (هو الحذّاء) عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فذكره. وهو أخذه من عمر بن الخطّاب كما يأتي.
• عن عمر بن الخطّاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين
وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثمّ مد يديه فجعل يهتف بربه "اللهم! أنجز لي ما وعدتني، اللهم! آت ما وعدتني، اللهم! إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" فما زال يهتف بربه، مادًا يديه، مستقبل القبلة، حتَّى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثمّ التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربَّك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [سورة الأنفال: 9] فأمده الله بالملائكة.
قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه فخرّ مستلقيًا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السوط.
فاخضرّ ذلك أجمعُ، فجاء الأنصاري، فحدّث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة" فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.
قال أبو زميل: قال ابن عباس: فلمّا أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: "ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ " فقال أبو بكر: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة. أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قُوة على الكفار. فعسي الله أن يهديهم للإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ترى يا ابن الخطّاب؟ " قلت: لا، والله! يا رسول الله! ما أرى الذي رأى أبو بكر. ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليًا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكنّي من فلان (نسيبًا لعمر) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر ولم يهو ما قلت.
فلمّا كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان. قلت: يا رسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاءا تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عُرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة" (شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إِلَى قَولِهِ: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِبًا} [الأنفال: 67 - 69] فأحل الله الغنيمة لهم.
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (58: 1763) من طرق عن عكرمة بن عمار، حَدَّثَنِي أبو
زميل سماك الحنفي، حَدَّثَنِي عبد الله بن عباس، قال: حدتني عمر بن الخطّاب قال: فذكره.
وحيزوم: اسم فرس جبريل.
• عن علي قال: لما قدّمنا المدينة أصبنا من ثمارها، فاجتويناها وأصابنا بها وعك، وكان النَّبِي صلى الله عليه وسلم يتخبر عن بدر، فلمّا بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركين إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم، رجلًا من قريش، ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت، وأمّا مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله! كثير عددهم، شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتَّى انتهوا به إلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فقال له:"كم القوم؟ " قال: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم. فجهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم أن يخبره كم هم، فأبى، ثمّ إن النَّبِي صلى الله عليه وسلم سأله:"كم ينحرون من الجزور؟ " فقال: عشرًا كل يوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القوم ألف، كل جزور لمئة وتبعها" ثمّ إنه أصابنا من الليل طش من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها، من المطر، وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه عز وجل، ويقول:"اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد" قال: فلمّا طلع الفجر نادى: "الصّلاة عباد الله" فجاء الناس من تحت الشجر والحجف، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرض على القتال، ثمّ قال:"إنَّ جمع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل".
فلمّا دنا القوم منا وصاففناهم، إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير في القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا علي! ناد لي حمزة - وكان أقربهم من المشركين - من صاحب الجمل الأحمر، وماذا يقول لهم؟ " ثمّ قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم "إن يكن في القوم أحد يأمر بخير، فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر" فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال، ويقول لهم: يا قوم! إني أرى قومًا مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير، يا قوم! اعصبُوها اليوم برأسي، وقولوا: جبن عتبة بن ربيعة، وقد علمتم أني لست بأجبنكم، قال: فسمع ذلك أبو جهل، فقال: أنت تقول هذا؟ والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته، قد ملأت رئتُك جوفَك رعبًا. فقال عتبة: إياي تعير يا مصفر استه؟ ستعلم اليوم أينا الجبان.
قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية، فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن يبارزنا من بني عمنا، من بني عبد
المطلب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قم يا علي! وقم يا حمزة! وقم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب! " فقتل الله تعالى عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة، وجرح عبيدة، فقتلنا منهم سبعين، وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار قصير بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا، فقال العباس: يا رسول الله! إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح، من أحسن الناس وجهًا، على فرس أبلق، ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله، فقال:"اسكت، فقد أيدك الله تعالى بملك كريم" فقال علي: فأسرنا من بني عبد المطلب: العباس، وعقيلًا، ونوفل بن الحارث.
صحيح: رواه أحمد (948) والبزّار - كشف الأستار (1761) كلاهما من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي فذكره. واللّفظ لأحمد.
ورواه أبو داود (2665) وصحّحه الحاكم (3/ 194) والبيهقي في الدلائل (3/ 42) كلّهم من طرق عن إسرائيل به جزءًا منه. وإسناده صحيح.
وأورده الهيثمي في "المجمع"(6/ 75 - 76) وقال: رواه أحمد والبزّار، ورجال أحمد رجال الصَّحيح غير حارثة بن مضرّب وهو ثقة.
قلت: كلام الهيثمي يشعر بأن البزّار رواه من طريق آخر، وهو ليس كما قال. وأمّا حارثة بن مضرّب - بتشديد الراء المكسورة - فقد وثّقه ابن معين وغلط من نقل عن ابن المديني أنه تركه.
وقوله: "لأعضضته" من العض بالنواجذ أي قلت له: اعضض هن أبيك.
وقوله: "يا مصفر استه"، والاست هو الدبر أي رماه بالأبنة، وأنه كان يزعفر استه، وقيل: هي كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحنكه التجارب والشدائد. قاله ابن الأثير في النهاية.
• عن رفاعة بن رافع الزّرقي قال: جاء جبريل إلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ " قال: "من أفضل المسلمين" أو كلمة نحوها - قال: "وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة".
صحيح: رواه البخاري في المغازي (3992) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير (هو ابن عبد الحميد) عن يحيى بن سعيد (هو الأنصاري) عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن أبيه - وكان أبوه من أهل بدر - قال: فذكره.
• عن ابن عباس أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: "هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب".
صحيح: رواه البخاري في المغازي (3995) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عبد الوهّاب، حَدَّثَنَا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ورواه أيضًا في المغازي (4041) بالإسناد نفسه ولكن جاء فيه "كان ذلك يوم أحد".
قال الحافظ ابن حجر: "هذا وهم من وجهين: لأنه لم يذكره أبو ذرّ ولا غيره من متقني رواة البخاري، ولا استخرجه الإسماعيلي ولا أبو نعيم.
ثانيها: أن المعروف في هذا المتن يوم بدر لا يوم أحد". انظر: الفتح (7/ 349).
وكان اسم فرس جبريل: حيزوم كما سبق في حديث عمر بن الخطّاب المطول.
• عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ولأبي بكر: "مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في القتال".
صحيح: رواه أحمد (1257)، وأبو يعلى (340)، والبزّار في مسنده (729)، وصحّحه الحاكم (3/ 134) كلّهم من طرق عن مسعر بن كدام، عن أبي عون الثقفي، عن أبي صالح الحنفي، عن علي بن أبي طالب فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال الذّهبي على شرط مسلم.
وأورده الدَّارقطني في علله (4/ 195) وذكر الاختلاف على مسعر وصوّب من رواه من أصحاب مسعر، عن أبي عون الثقفي، عن أبي صالح الحنفي، عن علي.
• عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة في العريش، ثمّ انتبه فقال:"أبشر يا أبا بكر! هذا جبريل معتجر بعمامته، آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقْع، أتاك نصر الله وعِدَتُه". وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ كفًّا من الحصى بيده، ثمّ خرج، فاستقبل القوم فقال:"شاهت الوجوه" ثمّ نفحهم بها، ثمّ قال لأصحابه:"احملوا" فلم تكن إِلَّا الهزيمة. فقتل الله من قتل من صناديدهم، وأسر من أسر منهم.
حسن: رواه ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي الزّهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير فذكره. رواه الأموي عنه في مغازيه كما في البداية والنهاية (5/ 126).
وذكره ابن هشام في السيرة (1/ 626 - 627) بدون إسناد.
وهو جزء من حديث استنصار أبي جهل عند الإمام أحمد (23661) إِلَّا أنه لم يذكر هذا الجزء.
وعبد الله بن ثعلبة صحابي صغير حديثه مرسل، ومرسل الصحابي مقبول عند جمهور أهل العلم.
وفي الباب ما رُوي عن أبي داود المازني - وكان شهد بدرًا - قال: إني لأتبع رجلًا من المشركين لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي. فعرفت أنه قد قتله غيري.
رواه الإمام أحمد (23778) عن يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن أبيه، قال: قال أبو داود المازني فذكره.
وهو عند ابن هشام في سيرته (1/ 633) وفيه: قال ابن إسحاق: حَدَّثَنِي أبي إسحاق بن يسار،