الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويضعه تحت سريره، فقام، فطلب، فلم يجده، فسأل فقال: أين القدح؟ قالوا: شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد احتظرت من النار بحظار.
وحُكيمة بنت أميمة لم يرو عنها غير ابن جريج كما جزم به أبو نعيم، وهي مجهولة لا تعرف؟ وعدّها الذهبيّ في "الميزان" في النسوة المجهولات، وقال الحافظ في التقريب:"لا تعرف".
وجاء في رواية أخرى عند الطبراني (24/ 189)، وأبو نعيم في المعرفة (6/ 3263) كلاهما من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: حدثتْني حكيمة بنت أميمة، عن أمها أميمة بنت رقيقة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبول في قدح عيدان، ثم يرفع تحت سريره، فبال فيه، فأراده، فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها: بركة كانت تخدم أمّ حبيبة، جاءت بها من أرض الحبشة:"أين البول الذي كان في القدح؟ ". قالت: شربته! فقال: "لقد احتظرت من النار بحظار".
ورواه عبد الرزاق في المصنف كما في الإصابة (11049) عن ابن جريج: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح
…
فذكر نحوه مرسلا.
فالظاهر أنه وقع فيه تحريف، والصحيح أنها بركة، وهذا اسم أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقول من قال: وبركة كانت تخدم أم حبيبة تفسير من أحد الرواة، وإلا فهي أم أيمن، والقصة لم تتكرر.
ولو كانت هذه القصة ثابتة ومتكررة لكانتْ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تبادرن على هذا العمل، ومن بعدهن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما كانوا يقاتلون على وضوئه.
ثم وقفتُ على كلام ابن عبد البر فإنه ساق هذه القصة في ترجمة بركة أم أيمن، وقال: أظن بركة هذه هي أم أيمن المذكورة. والله أعلم.
2 - باب التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم
-
• عن أبي بردة قال: قدمت المدينة، فلقيني عبد الله بن سلام، فقال لي: انطلق إلى المنزل، فأسقيك في قدح شرب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصلي في مسجد صلَّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقت معه، فسقاني سويقا، وأطعمني تمرا، وصليت في مسجده.
صحيح: رواه البخاري في الاعتصام (7342) عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، حدثنا بريد، عن أبي بردة، فذكره.
• عن أنس بن مالك قال: لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة، ونحر نسكه، وحلق، ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر، فقال:"احلق" فحلقه، فأعطاه أبا طلحة فقال:"اقسمه بين الناس".
صحيح: رواه مسلم في الحج (1305: 326) عن ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، سمعت هشام بن حسان، يخبر عن ابن سيرين، عن أنس، فذكره.
• عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء، وفيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أصاب الإنسان عين، أو شيء بعث إليها مخضبه، فاطلعت في الْحُجُل، فرأيت شعرات حمرا.
صحيح: رواه البخاري في اللباس (5896) عن مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، فذكره.
• عن سهل بن سعد قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال:"اسقنا يا سهل" فخرجت لهم بهذا القدح، فأسقيتهم فيه، فأخرج لنا سهل ذلك القدح، فشربنا منه، قال: ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له.
متفق عليه: رواه البخاري في المرضى (5637) ومسلم في الأشربة (2007) كلاهما من حديث سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن مطرف أبو غسان، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، فذكره في حديث طويل.
• عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة - فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة. فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها - فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكسنيها. فقال:"نعم". فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها.
صحيح: رواه البخاري في الأدب (6036) عن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
• عن أسماء بنت أبي بكر قالت: هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت عند عائشة حتى قُبِضَتْ، فلما قُبِضَتْ قَبَضْتُها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها.
صحيح: رواه مسلم في اللباس (2069) عن يحيى بن يحيى، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن عبد الملك، عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر، عن أسماء بنت أبي بكر، فذكرته في حديث طويل.
• * *