الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته، فأمره وبين يديه ركوة - أو علبة يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه يقول:"لا إله إلا الله، إن للموت سكرات" ثم نصب يده، فجعل يقول:"في الرفيق الأعلى" حتى قبض ومالت يده.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (4449) عن محمد بن عبيد، حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره، أن عائشة كانت تقول: فذكرته.
وروي عن عاشة أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول:"اللهم، أعني على غمرات الموت أو سكرات الموت".
رواه الترمذي في السنن (978) والشمائل (387) وابن ماجه (1622) وأحمد (24356) وصحّحه الحاكم (3/ 56 - 57) كلهم من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.
وقال الترمذي: "حسن غريب".
كذا قال! وابن سرجس مجهول، لم يرو عنه إلا ابن الهاد، ولم يوثقه أحد.
تنبيه: وقع عند ابن ماجه "يزيد بن أبي حبيب" والصواب ما رواه الجماعة يعني: "يزيد بن الهاد".
10 - باب آخر كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته
• عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت وهو مسند إلى صدرها، وأصغت إليه وهو يقول:"اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق".
متفق عليه: رواه مالك في الجنائز (46) عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، قالت: فذكرته.
وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2444: 85) من طريق مالك به.
وأخرجه البخاري في المغازي (4440) من طريق عبد العزيز بن مختار، عن هشام بن عروه به.
11 - باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30].
بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه عشرة أيام، كما جاء في رواية سليمان التيمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض لاثنتين وعشرين ليلة من صفر، وبدأه وجعه عند وليدة له، يقال لها ريحانة، كانت من سبي اليهود، وكان أول يوم مرض فيه يوم السبت، وكانت وفاته اليوم العاشر، يوم الاثنين لليلتين خلتا
من شهر ربيع الأول، لتمام عشر سنين من مقدمه المدينة.
رواه البيهقي في الدلائل (7/ 234) إلا أنه مرسل، وفي روايات أخرى أنه بقي في مرضه ثلاثة عشر يوما، وتوفي لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول.
• عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لِمَ تُدْخِل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم. قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما أريته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2، 1]؟ حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئا. فقال لي: يا ابن عباس أكذاك تقول؟ قلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فتح مكة فذاك علامة أجلك، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (4294) عن أبي النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.
• عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] فقال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه. قال: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (4430) عن محمد بن عرعرة، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.
• عن عائشة قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألنا عن ذلك، فقالت: سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (4433، 4434) ومسلم في فضائل الصحابة (2450: 97) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد (هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف)، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة قالت: فذكرته.
• عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال: "قد نُعِيت إليَّ نفسي". فبكت فقال: "لا تبكي، فإنك أول أهلى لاحق بي". فضحكت فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقلن: يا فاطمة! رأيناك بكيت ثم ضحكت. قالت: إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه فبكيت، فقال لي:"لا تبكي، فإنك أول أهلي لاحق بي". فضحكت.
حسن: رواه الدارمي (80) والطبراني في الكبير (11/ 329) والبيهقي في الدلائل (7/ 167) كلهم من حديث هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده حسن من أجل هلال بن خباب فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
• عن أنس بن مالك قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء من المدينة كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا.
صحيح: رواه الترمذي (3618) وابن ماجه (1631) وأحمد (13830) وصحّحه ابن حبان (6634) والحاكم (3/ 57) كلهم من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: فذكره.
قال الترمذي: "غريب صحيح".
قلت: جعفر بن سليمان صدوق حسن الحديث لكنه توبع، تابعه حماد بن سلمة، عن ثابت به عند أحمد (12234).
• عن جرير قال: كنت باليمن، فلقيت رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك، لقد مر على أجله منذ ثلاث، وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا، ولعلنا سنعود إن شاء الله، ورجعا إلى اليمن، فأخبرت أبا بكر بحديثهم، قال: أفلا جئت بهم، فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير إن بك علي كرامة، وإني مخبرك خبرا: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا، يغضبون غضب الملوك، ويرضون رضا الملوك.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (4359) عن عبد الله بن أبي شيبة العبسي، حدثنا ابن إدريس (هو عبد الله)، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس (هو ابن أبي حازم)، عن جرير، قال: فذكره.