الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص، فذكره.
وقوله: "إنك لن تخلّف فتعمل عملًا" التخلف هنا طول العمر وكثرة العمل الصالح.
وقوله: "لعلك تخلّف حتى ينتفع بك أقوام": وهذه من المعجزات إذ أنه عاش حتى فتح العراق، ودخل كثير من الناس في دين الله، وتضرر به كثير من الكفار.
وبقاء المهاجر بمكة للضرورة والموت فيها لا يكون محبطًا لأجر الهجرة.
وسعد بن خولة كان من مهاجري الحبشة الهجرة الثانية. وذكر موسى بن عقبة أنه من البدريين وأنه مات بمكة في حجة الوداع فرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم. لأنه مات في الأرض التي هاجر منها. ولذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم دعاءًا عامًا يقول: "اللَّهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم".
أي لا يأتيهم الموت وهم في البلد الذي هاجروا منه.
عن عائشة أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وُعك أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت! كيف تجدك؟ ويا بلال! كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كل امرئٍ مصبّح في أهله
…
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة
…
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنّة
…
وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:(اللهم! حبب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشدّ، وصحّحها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حمّاها فاجعلها بالجحفة).
صحيح: رواه مالك في كتاب الجامع (14) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاري في المناقب (3926) من طريق مالك.
اختلفت الروايات في عدد الأيام التي أقام في قباء. فأكثر من قيل: ثنتين وعشرين ليلة. وأقلها من يوم الاثنين إلى الجمعة. وفي هذه المدة أسس مسجد قباء.
3 - باب بدء الهجرة من مكة إلى المدينة
• عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة للمسلمين: "قد أريت دار هجرتكم، أريت سبْخة ذات نخل بين لابتين" وهما الحرتان. فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة وتجهز أبو بكر مهاجرًا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على رسلك، فإني أرجو أن
يؤذن لي".
قال أبو بكر: هل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: "نعم" فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر.
صحيح: رواه البخاري في الكفالة (2297) عن يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عُقيل. قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته في حديث طويل - انظر كان أبو بكر ممن خرج مهاجرًا إلى الحبشة ثم رجع.
وقوله: السبخة: هي أَرض نز وملح.
• عن البراء بن عازب قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، ثم قدم علينا عمار بن ياسر، وبلال رضي الله عنهم.
صحيح: رواه البخاري في المناقب (3924) عن أبي الوليد، حدثنا شعبة، قال: أنبانا أبو إسحاق، سمع البراء يقول: فذكره.
• عن البراء بن عازب قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم. وكانا يقرئان الناس. ثم قدم بلال، وسعد، وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم. فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قدم حتى قرأتُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] في سور من المفصل.
صحيح: رواه البخاري في المناقب (3925) عن محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب، فذكره.
• عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجُرني في مصيبتي، وأخْلف لي خيرًا منها - إلا أخلف الله له خيرًا منها" قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (918) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، أخبرني سعد بن سعيد، عن عمرو بن كثير بن أفلح، عن ابن سفينة عن أم سلمة، فذكرته.
وقولها: هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي في سبيل الله الذي يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإنه هاجر أولا من مكة إلى الحبشة، وبعدما قدم من الحبشة إلى مكة آذته قريش، وقد بلغه أن جماعة من الأنصار قد أسلموا فهاجر إلى المدينة وذلك قبل بيعة العقبة الكبرى بسنة.
قال ابن شهاب: فلما اشتدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج