الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على موضعه من صفته التي عنده، فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب، فقال: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني. قال بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيًّا. قال: فإنه ابن أخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به. قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه يهود، فوالله! لئن رأوه، وعرفوا منه ما عرفت، ليبغنّه شرًّا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده. فخرج به عمه أبو طالب سريعًا، حتى أقدمه مكة، حين فرغ من تجارته بالشام". انتهى.
سيرة ابن إسحاق (53 وما بعده) وسيرة ابن هشام (1/ 180 - 183).
وقُراد أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان ثقة حافظ لم أجد من جرّحه.
قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي ذكر أبا نوح فقال: كان عاقلًا من الرجال.
وذكر الخطيب في تاريخه قول مجاهد بن موسى ويحيى بن معين وغيرهما في توثيق عبد الرحمن بن غزوان.
فلا يضر تفرده وقد قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة""رجاله ثقات" وذكر أبي بكر وبلال خطأ من أحد الرواة، أو منه، لأن كبار الأئمة لم يسلموا من الخطأ والسهو. فلا يستطيع أحد أن يُسقط أصل القصة من السيرة النبوية.
فلا ينبغي الإنكار على هذه القصة من أصلها خوفًا من أن بعض المستشرقين اتخذوها ذريعة للطعن في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنه أخذ شرائع الإسلام من هذا الراهب، بل منهم من قال: إنه أخذ القرآن بكامله منه. وهو قول يدل على إفلاس قائله وجهله.
21 - باب النبي صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي إلا وقد رعى الغنم" قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة".
صحيح: رواه البخاري في الإجارة (2262) عن أحمد بن محمد المكي، حدثنا عمرو بن يحيى، عن جده، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمر الظهران، ونحن نجني الكباث فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عليكم بالأسود منه" قال: فقلنا: يا رسول الله! كأنك رعيت الغنم؟ قال: "نعم، وهل من نبي إلا وقد رعاها" أو نحو هذا من القول.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (2050) عن أبي طاهر، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
وقوله: "الكباث": هو النضيج من ثمر الأراك.