الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع ما جاء في بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وحياته في مكة
1 - باب تعبد النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء على دين إبراهيم عليه السلام
• عن عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد! كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام؟ قال: فقال: عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس: - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرًا، وكان ذلك مما تحنّث به قريش في الجاهلية. والتحنث: التبرّر.
وقال عبيد: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يعظم من جاءه من المساكين، فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره من شهره ذلك كان أول ما بدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة قبل أن يدخل بيته. فيطوف بها سبعًا أو ما شاء الله من ذلك. ثم يرجع إلى بيته.
حسن: رواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/ 235) قال: حدثني وهب بن كيسان، مولى آل الزبير، قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي، فذكره.
وعبيد بن عمير من كبار التابعين، وقيل: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يُنزل عليه الوحي على دين إبراهيم لا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذبح لغير الله، ومن قال: إنه كان على دين عيسى عليه السلام لأنه آخر أنبياء بني إسرائيل وليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم نبي آخر فقد أخطأ، لأن عيسى عليه السلام جاء ليجدد دين موسى عليه السلام الذي كان خالصًا لبني إسرائيل.
وقد ثبت أن زيد بن عمرو بن نُفيل كان على دين إبراهيم عليه السلام قبل أن يُبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - باب كان زيد بن عمرو بن نفيل على دين إبراهيم عليه السلام
• عن ابن عمر - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم فقال: إني لعلّى أن أدين دينكم فأخبرني. فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله. قال زيد: ما أفرّ إلا من
غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئًا أبدًا وأنّي أستطيعه؟ فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا. قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله. فخرج زيد فلقي عالمًا من النصارى، فذكر مثله فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله. قال: ما أفرّ إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئًا أبدًا، وأنّى أستطيع؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا. قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله. فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج، فلما برز رفع يديه فقال: اللهم! إني أَشهد أني على دين إبراهيم.
صحيح: رواه البخاري في المناقب (3827) قال: قال موسى: حدثني سالم بن عبد الله، ولا أعلمه إلا تُحدث به عن ابن عمر، فذكره.
قلت: وإسناده معطوف على ما قبله وهو: عن محمد بن أبي بكر، حدثنا فُضيل بن سليمان، حدثنا موسى، فذكره.
وكان يسجد لله تعالى على راحلته ومات قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين على الراجح الصحيح، ومن قال: إن له صحبة فقد وهم، وكان ينتظر أن يظهر النبي صلى الله عليه وسلم من ولد إسماعيل فيصدقه ويؤمن به.
• عن عبد الله بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، قبل أن يُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فقُدِّمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم -سُفرَةٌ، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما يذكر اسم الله عليه. وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله، إنكارًا لذلك وإعظامًا له.
صحيح: رواه البخاري في المناقب (3826) عن محمد بن أبي بكر، حدثنا فُضيل بن سليمان، حدثنا موسى، حدثنا سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
وقد روي: "أنه يوم القيامة أمة وحده". أي زيد بن عمرو بن نفيل.
رواه نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي - عدي قريش - عن أبيه، عن جده، أن زيد بن عمرو، وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل، فقال لزيد بن عمرو: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ قال: من بيت إبراهيم. قال: وما تلتمس؟ قال: ألتمس الدين. قال: ارجع، فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك. فأما ورقة فتنصّر.