الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - قدوم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه
• عن جابر، أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل لك في حِصْنٍ حَصِيْنٍ ومنعةٍ؟ (قال: حِصنٌ كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبتْ يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم وليديه فاغفر".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (116) من طريق سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
• عن أبي هريرة، قال: قدم الطفيل وأصحابه فقالوا: يا رسول الله، إن دوسا قد كفرت، وأبت فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس، فقال:"اللهم اهْدِ دوسا وَأْتِ بهم".
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (2937) ومسلم في فضائل الصحابة (2524) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
7 - وفد عبد القيس، وكان قبل فتح مكة
• عن أبي جمرة قال: كنتُ أقعدُ مع ابن عباس يُجلسني على سريره فقال: أَقِمْ عندي حتى أجعل لك سهمًا من مالي. فأقمتُ معه شهرين، ثم قال: إنّ وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من القوم؟ -أو من الوفد؟ -" قالوا: ربيعة. قال: "مرحبا بالقوم -أو بالوفد- غير خزايا ولا ندامى". فقالوا: يا رسول الله، إنّا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشّهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحيُّ من كفار مُضر، فُمرْنا بأمر فَصْل نُخْبر به مَنْ وراءَنا، وندخل به الجنّة. وسألوه عن الأشربة، فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، أمرهم: بالإيمان بالله وحده، قال:"أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسولُ الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزّكاة، وصيامُ رمضان، وأنْ تُعطوا من المغنم الخمس". ونهاهم عن أربع: عن الحنتم، والدُّباء، والنّقير، والمزفّت، وربما قال: المقير، وقال:"احفظوهن وأخبروا بهنّ من وراءكم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (53)، ومسلم في الإيمان (17) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي جمرة، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
وزاد مسلمٌ في رواية قرّة بن خالد، عن أبي جمرة: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأشجّ -أشجّ عبد القيس-: "إن فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلمُ والأناةُ".
قوله: "والمقير" هو المزفّت، وهو المطلي بالقار، وهو الزّفت.
قال الحافظ ابن كثير: "سياق حديث ابن عباس يدل على أن قدوم وفد عبد القيس كان قبل فتح مكة لقولهم: وبيننا وبينك هذا الحي من مضر، لا نصل إليك إلا في شهر حرام" البداية والنهاية (7/ 251).
• عن أبي سعيد الخدريّ قال: إنّ أناسا من عبد القيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا نبيَّ الله، إنّا حيٌّ من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر، ولا نقدر عليك إلا في أشهر الحرم فمرْنا بأمر نأْمُرُ به مَنْ وَراءَنا وندخل به الجنّة، إذا نحن أخذنا به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأقيموا الصّلاة، وآتوا الزّكاة، وصُوموا رمضان وأعطوا الخمس من الغنائم، وأنهاكم عن أربع: عن الدُّبّاء، والحَنْتَم، والمزفَّت والنّقِير". قالوا: يا نبي الله، ما علمُك بالنّقير؟ قال:"بلى جِذعٌ تنقرونه فتقذفون فيه من القُطَيْعاء -قال سعيدٌ: أو قال من التمر-، ثم تصبُّون فيه من الماء، حتى إذا سكن غليانُه شربتموه، حتى إنّ أحدكم -أو إنَّ أحدهم- ليضربُ ابنَ عمِّه بالسّيف" قال: وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك. قال: وكنتُ أَخْبأُها حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلتُ: ففيم نشرب يا رسول الله؟ قال: "في أَسْقِية الأَدَم التي يُلاثُ على أفواهها". قالوا: يا رسول الله، إنّ أرضنا كثيرةُ الجِرْذان، ولا تبقى بها أسقية الأَدَم. فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم:"وإن أكلتها الجرذانُ، وإن أكلتها الجِرذانُ، وإن أكلتها الجرذان" قال: وقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: "إنّ فيك لخصلتين يحبُّهما الله الحِلْمُ والأَنَاة".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (18) عن يحيى بن أيوب، حدثنا ابنُ عليّة، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: حدّثنا من لقي الوفدَ الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس.
قال سعيد (ابن أبي عروبة): وذكر قتادة أبا نضرة، عن أبي سعيد في حديثه هذا:"أنّ ناسًا من عبد القيس"، فذكره.
• عن ثمامة بن حزن القشيري قال: لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ؟ فحدثتني أن وفد عبد القيس قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن النبيذ؟ فنهاهم أن ينتبذوا في
الدباء، والنقير، والمزفت، والحنتم.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (1995: 37) عن شيبان بن فروخ، حدثنا القاسم بن الفضل، حدثنا ثمامة بن حزن القشيري، قال: فذكره.
• عن سعيد بن المسيب يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول عند هذا المنبر، وأشار إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الأشربة، فنهاهم عن الدباء والنقير والحنتم، فقلت له: يا أبا محمد، والمزفت، -وظننا أنه نسيه-؟ فقال: لم أسمعه يومئذ من عبد الله بن عمر، وقد كان يكره.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (1997: 58) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا عبد الخالق بن سلمة، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: فذكره.
وفي الباب عن هود العصري، عن جده قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ قال: "يطلع عليكم من هذا الوجه ركب من خير أهل المشرق". فقام عمر بن الخطاب، فتوجه في ذلك الوجه، فلقي ثلاثة عشر راكبا، فرحب وقرب، وقال: من القوم؟ قالوا: قوم من عبد القيس. قال: فما أقدمكم هذه البلاد؟ التجارة؟ قالوا: لا. قال: فتبيعون سيوفكم هذه؟ قالوا: لا. قال: فلعلكم إنما قدمتم في طلب هذا الرجل؟ قالوا: أجل، فمشى معهم يحدثهم حتى نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: هذا صاحبكم الذي تطلبون. فرمى القوم بأنفسهم عن رحالهم، فمنهم من سعى سعيا، ومنهم من هرول، ومنهم من مشى حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذوا بيده يقبلونها، وقعدوا إليه، وبقي الأشج -وهو أصغر القوم- فأناخ الإبل وعقلها، وجمع متاع القوم، ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيده فقبلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله". قال: وما هما يا نبي الله؟ قال: "الأناة والتؤدة". قال: أجَبْلًا جُبِلْتُ عليه أو تَخَلُّقًا مني؟ قال: "بل جَبْلٌ" فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله.
وأقبل القوم قِبَل تمرات لهم يأكلونها، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسمي لهم:"هذا كذا، وهذا كذا". قالوا: أجل يا رسول الله، ما نحن بأعلم بأسمائها منك. قال:"أجل". فقالوا لرجل منهم: أطعمنا من بقية الذي بقي في نَوْطك، فقام فأتاه بالبرني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هذا البرَني، أما إنه من خير تمراتكم، إنما هو دواء، ولا داء فيه".
رواه أبو يعلى (6850) والطبراني في الكبير (20/ 345 - 346) كلاهما من حديث محمد بن صُدران، حدثنا طالب بن حجير العبدي، حدثنا هود العصري، عن جده. وجده هو مزيدة العصري.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 388): "رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات، وفي بعضهم اختلاف".
قلت: في إسناده هو العصري، لم يذكر له راو غير طالب، ولم أجد توثيقه عن أحد إلا أن ابن
حبان ذكره في ثقاته. ولذا قال ابن حجر: "مقبول" أي عند المتابعة. ولم أجد له متابعا.
وروي عن الجارود العبدي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه، فقلت له: على إني إن تركت ديني ودخلت في دينك لا يعذبني الله في الآخرة؟ قال: "نعم".
رواه أبو يعلى (918) والطبراني في الكبير (2/ 300) كلاهما من طريق أشعث بن سوار، عن محمد بن سيرين، عن الجارود العبدي، فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (1/ 32): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
قلت: بل في إسناده أشعث بن سوار ضعيف.
• عن طلق بن علي قال: جلسنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وفد عبد القيس، فقال:"ما لكم قد اصفرت ألوانكم، وعظمت بطونكم، وظهرت عروقكم؟ " قال: قالوا: أتاك سيدنا فسألك عن شراب كان لنا موافقا فنهيته عنه، وكنا بأرض محمة، قال:"فاشربوا ما طاب لكم".
حسن: رواه ابن أبي شيبة (24368) عن ملازم بن عمرو، عن عجيبة بن عبد الحميد، عن عمه قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي، قال: فذكره.
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني (8256).
وعزاه الهيثمي في المجمع (5/ 65) للطبراني وقال: "وفيه عجيبة بن عبد الحميد، قال الذهبي: لا يكاد يعرف، وبقية رجاله ثقات".
قلت: قول الذهبي هذا في الميزان، وأقره عليه الحافظ في اللسان، وفاتهما توثيق ابن معين له، كما في رواية عثمان الدارمي عنه (488)، ورواه عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 42).
ووثقه أيضا العجلي في ثقاته (1113).
وكذا ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 307) لكنه ظنه امرأة، فترجم له بقوله:"عجيبة بنت عبد الحميد بن عقبة بن طلق بن علي الحنفي".
والحاصل أنه لا ينزل عن درجة صدوق.
فالإسناد حسن من أجل عجيبة هذا وشيخه قيس بن طلق.
وقوله: "فاشربوا ما طاب لكم" إن كان غير مسكر، وأما المسكر فلا؛ لأنه سبق النهي عنه.
قال الواقدي: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: حدثني أبو الشغب عكرشة بن أربد العبسي وعدة من بني عبس قالوا: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رهط من بني عبس، فكانوا من المهاجرين الأولين، منهم: ميسرة بن مسروق، والحارث بن الربيع وهو الكامل، وقنان بن دارم، وبشر بن الحارث بن عبادة، وهدم بن مسعدة، وسباع بن زيد، وأبو الحصن بن لقمان،