الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع ما جاء في غزوة تبوك وكانت في سنة تسع بلا خلاف
وسميت غزوة العسرة لقوله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117].
وذلك لقلة الطعام والشراب والمركب، مع شدة الجو، وكثرة العدو، وبعد الشقة، وكان قلما يخرج لغزوة إلا ورى بغيرها إلا في هذه الغزوة، فإنه أخبرهم بقصده ليعدوا عدتهم، وكان ذلك بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من حصار الطائف بنحو ستة أشهر في العام التاسع الهجري.
وكان سبب الخروج أن هرقل والي الروم جمع جموعًا من الروم ومن قبائل العرب لمحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، فعلم بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من سياسته صلى الله عليه وسلم إذا علم أن قوما هموا بغزوه أن يبادئهم قبل أن يغزوه، أي: غزوة الوقاية، فأسرع الخروج إليهم قبل أن يصل هؤلاء إلى المدينة، فتقابل الجيشان في تبوك، وكان عدد جيش المسلمين نحو ثلاثين ألفا وزيادة.
1 - باب تجهيز جيش العسرة
• عن أبي عبد الرحمن أن عثمان حيث حوصر أشرف عليهم وقال: أنشدكم ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفر رومة فله الجنة" فحفرتها؟ ألستم تعلمون أنه قال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة" فجهزتها قال: فصدقوه بما قال.
صحيح: رواه البخاري في الوصايا (2778) قال: قال عبدان، أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن أن عثمان فذكره.
وقول البخاري: "قال عبدان" يحمل على الاتصال، ولذا قال البيهقي (6/ 167): رواه البخاري في الصحيح عن عبدان.
وعبدان هو عبد الله بن عثمان بن جبلة الملقب بعبدان من شيوخ البخاري.
• عن كعب بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك، فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، واستقبل غزو عدو كثير، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم،
وأخبرهم بوجهه الذي يريد.
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (2948) ومسلم في التوبة (2769: 54) كلاهما من حديث الزهري، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب - وكان قائد كعب من بنيه - قال: سمعت كعب بن مالك، فذكره.
• عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة، قال: فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده، ويقول:"ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم" يرددها مرارا.
حسن: رواه الترمذي (3701) وأحمد (20630) وابن أبي عاصم في الجهاد (82) والحاكم (3/ 102) كلهم من حديث ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شؤذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل كثير بن أبي كثير مولى ابن سمرة، فإنه حسن الحديث، فقد روى عنه عدد كثير، ووثقه العجلي وابن حبان، وأصله ثابت في الصحيح.
وروي عن عبد الرحمن بن خباب السلمي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها. قال: ثم حث، فقال عثمان: علي مائة أخرى بأحلاسا وأقتابها. قال: ثم نزل مرقاة من المنبر، ثم حث، فقال عثمان بن عفان: علي مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها. قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بيده هكذا يحركها - وأخرج عبد الصمد يده كالمتعجب -: "ما على عثمان ما عمل بعد هذا".
رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه (16696) عن أبي موسى العنزي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثني سكن بن المغيرة، قال: حدثني الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن خباب السلمي، فذكره.
ورواه الترمذي (3700) وابن حميد (300) كلاهما من أبي داود الطيالسي - وهو في مسنده (1189) عن سكن بن المغيرة بإسناده نحوه.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن مغيرة.
قلت: وهو كما قال. والسكن بن المغيرة حسن الحديث، ولكن فيه فرقد أبو طلحة "مجهول" قال علي بن المديني: لا أعرفه، وتفرد بالرواية عنه الوليد بن أبي هشام.
• عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ لَهُمْ، إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَهْيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ. فَقَالَ:"وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَئٍ" وَوَافَقْتُهُ، وَهْوَ غَضْبَانُ وَلَا