الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جالس إلى حجرة عائشة، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم، فقال: بدعة. ثم قال له: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربعًا: إحداهن في رجب. فكرهنا أن نرد عليه. قال: وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة، فقال عروة: يا أماه، يا أم المؤمنين: ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن، قالت: ما يقول؟ قال: يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات، إحداهن في رجب. قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط.
متفق عليه: رواه البخاري في العمرة (1776، 1775) ومسلم في الحج (220: 1255) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: فذكره.
• عن ابن عباس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة، وقد وهنتهم حمى يثرب، قال المشركون: إنه يقدم عليكم غدا قوم قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شدة، فجلسوا مما يلي الحجر، وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط، ويمشوا ما بين الركنين، ليرى المشركون جلدهم، فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم، هؤلاء أجلد من كذا وكذا، قال ابن عباس: ولم يمنع أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها، إلا الإبقاء عليهم.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (4256) ومسلم في الحج (240: 1266) كلاهما من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فذكره.
• عن أنس قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، إلا التي كانت مع حجته: عمرة من الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (4148) ومسلم في الحج (217: 1253) كلاهما عن هدبة وقيل: هداب - بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أنس قال: فذكره.
2 - باب تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث في عمرة القضاء
• عن يزيد بن الأصم قال: حدثتني ميمونة بنت الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال، قال: وكانت خالتي وخالة ابن عباس.
صحيح: رواه مسلم في النكاح (1411) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا أبو فزارة، عن يزيد بن الأصم فذكره.
• عن ميمونة قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف.
صحيح: رواه أبو داود (1839) وأحمد (26815) وابن حبان (4137) وابن الجارود (445) كلهم من حديث حماد بن سلمة، عن حبيب الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، فذكرته.
وقد اختلف في وصله وإرساله، فوصله حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد فذكره موصولا، ورواه غيره عن حبيب بن الشهيد فلم يذكر ميمونة، ورواية مسلم تؤكد وصله إلا أن الدارقطني رجح إرساله. العلل (15/ 262، 263)
• عن ابن عباس قال: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم.
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (5114) ومسلم في النكاح (46: 1410) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، أخبرنا عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد أبي الشعثاء، عن ابن عباس، فذكره.
• عن ابن عباس قال: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم، وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (4258) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال ابن إسحاق: وحدثني أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح، ومجاهد أبي الحجاج، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو حرام، وكان الذي زوّجه إياها العباس بن عبد المطلب.
وقال ابن هشام: وكانت جعلت أمرها إلى أختها أم الفضل، وكانت أم الفضل تحت العباس، فجعلت أم الفضل أمرها إلى العباس، فزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وأصدقها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مائة درهم. سيرة ابن هشام (2/ 372)
قال سعيد بن المسيب: وهم ابن عباس في تزويج ميمونة وهو محرم.
أخرجه أبو داود (1845) عن رجل، عن ابن المسيب.
وقال ابن إسحاق: حدثنا ثقة عن سعيد بن المسيب أنه قال: هذا عبد الله بن عباس يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة فكان الحل والنكاح جميعا، فشبّه ذلك على الناس.
رواه البيهقي في الدلائل (4/ 336) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.
هذا قول جمهور أهل العلم أنه تزوجها بعد حلّه من العمرة وهو قول السفير بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبو رافع لأنه من المستبعد أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة لأداء العمرة، فقبل أن ينتهي من عمرته ينشغل بالزواج.