الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن ابن عمر قال: انفلق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا".
صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة (2801) ولم يسق لفظه -والترمذي (2182) واللفظ له- كلاهما من طريق شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي الباب ما روي عن جبير بن مطعم قال: انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى صار فرقتين: على هذا الجبل، وعلى هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد، فقال بعضهم: لئن كان سحرنا فما يستطيع أن يسحر الناس كلهم.
رواه الطبراني في الكبير (2/ 138) والحاكم (2/ 472) والبيهقي في الدلائل (2/ 268) كلهم من طرق عن حصين بن عبد الرحمن (هو السلمي) عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قلت: في إسناده جبير بن محمد بن جبير بن مطعم لم يوثقه سوى ابن حبان فإنه ذكره في ثقاته وهو معروف بالتساهل في توثيق المجاهيل.
ورواه الترمذي (3289) وأحمد (16750) وابن حبان (6497) كلهم من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، فذكره.
وهذا إسناد منقطع فإن حصين بن عبد الرحمن لم يسمع هذا الحديث من محمد بن جبير بن مطعم، بينهما "جبير بن محمد بن جبير بن مطعم" كما تقدم.
وقد رجّح الدارقطني والبيهقي الزيادة في الإسناد فقال الدارقطني في العلل (3315): "وقول من قال: عن جبير بن محمد، عن أبيه، عن جده أشبه".
تنبيه: رواه الطبراني في الكبير (2/ 138) عن العباس بن حمدان الحنفي، حدثنا علي بن المنذر الطريقي، ثنا محمد بن فضيل، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد بن جبير، عن أبيه، فذكره.
وهذا إسناد موصول إلا أن فيه علة وهي أن علي بن المنذر الطريقي تفرّد بزيادة "سالم بن أبي الجعد" وخالفه أصحاب محمد بن فضل الثقات فلم يذكروه.
وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر فقال: "ولولا هذا الاختلاف لكان الحديث على شرط الصحيح". النكت الظراف (2/ 41
5).
5 -
باب انقياد الشجرتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم
-
• عن جابر بن عبد الله قال -في حديثه الطويل-: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، فاتبعته بإداوة من ماء، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها، فقال:"انقادي علي بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش، الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال:"انقادي علي بإذن الله" فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما، لأم بينهما (يعني جمعهما) فقال:"التئما علي بإذن الله" فالتأمتا، قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يُحِسّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي فيبتعد (وقال محمد بن عباد: فيتبعد) فجلست أحدث نفسي، فحانت مني لفتة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وقفة، فقال: برأسه هكذا (وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينا وشمالا) ثم أقبل، فلما انتهى إلي قال:"يا جابر! هل رأيت مقامي؟ " قلت: نعم، يا رسول الله، قال: فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا، فأقبل بهما، حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك.
قال جابر: فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته، فانذلق لي، فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا، ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري، ثم لحقته فقلت: قد فعلت، يا رسول الله، فعم ذاك؟ قال:"إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين"
…
الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الزهد (3012: 74) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم حتى أتينا جابر بن عبد الله، فذكره.
شرح الغريب:
(واديا أفيح): أي واسعا.
(بشاطئ الوادي): أي جانبه.
(كالبعير المخشوش): هو الذي يجعل في أنفه خشاش وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد وقد يتمانع لصعوبته فإذا اشتد عليه وآلمه انقاد شيئًا ولهذا قال: الذي يصانع قائده.
(بالمنصف): هو نصف المسافة.
(لأم): روى بهمزة مقصورة لأم وممدودة لاءم وكلاهما صحيح أي: جمع بينهما.
(فخرجت أحضر): أي: أعدو وأسعى سعيا شديدًا.
(فحانت مني لفتة): اللفتة: النظرة إلى جنب.
(وحسرته): أي: أحددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار مما يمكن قطعي الأغصان به.
(فانذلق) أي: صار حادا.
(أن يرفه عنهما) أي: يخفف.
• عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا، ما رآها أحد قبلي، ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة، معها صبي لها، فقالت: يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء، وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم، ما أدري كم مرة، قال:"ناولينيه" فرفعته إليه، فجعلته بينه وبين واسطة الرحل، ثم فَغَر فاه، فنفث فيه ثلاثا، وقال:"بسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدو الله" ثم ناولها إياه، فقال:"القينا في الرجعة في هذا المكان، فأخبرينا ما فعل" قال: فذهبنا ورجعنا، فوجدناها في ذلك المكان، معها شياه ثلاث، فقال:"ما فعل صبيك؟ " فقالت: والذي بعثك بالحق، ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم. قال:"انزل فخذ منها واحدة، ورد البقية" قال: وخرجت ذات يوم إلى الجبانة، حتى إذا برزنا قال:"انظر ويحك، هل ترى من شيء يواريني؟ " قلت: ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك. قال: "فما بقربها؟ " قلت: شجرة مثلها أو قريب منها. قال: "فاذهب إليهما، فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا بإذن الله" قال: فاجتمعتا، فبرز لحاجته، ثم رجع، فقال:"اذهب إليهما، فقل لهما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها" فرجعت. قال: وكنت معه جالسا ذات يوم إذ جاءه جمل يخبب، حتى صوب بجرانه بين يديه، ثم ذرفت عيناه، فقال:"ويحك انظر لمن هذا الجمل، إن له لشأنا" قال: فخرجت ألتمس صاحبه، فوجدته لرجل من الأنصار، فدعوته إليه، فقال:"ما شأن جملك هذا؟ " فقال: وما شأنه؟ -قال-: لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه، ونضحنا عليه، حتى عجز عن السقاية، فأتمرنا البارحة أن ننحره، ونقسم لحمه. قال:"فلا تفعل، هبه لي أو بعنيه" فقال: بل هو لك يا رسول الله. قال: فوسمه بسمة الصدقة، ثم بعث به.
حسن: رواه أحمد (17548) عن عبد الله بن نمير، عن عثمان بن حكيم، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة، قال: فذكره.
وفيه عبد الرحمن بن عبد العزيز وهو الأوسي الإمامي مختلف فيه وقد توبع. رواه الطبراني في الكبير (22/ 261) والبيهقي في دلائله (6/ 22 - 23) كلاهما من حديث شريك، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده، قال: فذكره، وزاد في آخره:"ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والأنس".
وفيه شريك -وهو عبد الله النخعي سيئ الحفظ ولكن تابعه مروان بن معاوية عند الطبراني. وآفته عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة.
وعمر بن عبد الله وأبوه ضعيفان، والأب أسوأ حالا من ابنه.
ولكن رواه الحاكم (2/ 617 - 618) وعنه البيهقي في دلائله عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى بن مرة، عن أبيه، فذكر القصة دون قوله: "ما من شيء إلا يعلم
…
".
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وفيه ذكره "عن أبيه" وهم نَبَّه عليه البيهقي.
وبالجملة، فإن يعلى بن مرة حدَّث بهذه القصة لورودها من طرق متعددة دون قوله: "ما من شيء
…
"، والله تعالى أعلم.
• عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بم أعرف أنك نبي؟ قال: إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة تشهد أني رسول الله؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: "ارجع" فعاد، فأسلم الأعرابي.
صحيح: رواه الترمذي (3628) واللفظ له -وأحمد (1954) وصححه ابن حبان (6523) والحاكم (2/ 620) كلهم من طرق عن أبي ظبيان (واسمه: حصين بن جندب البجلي) عن ابن عباس، فذكره.
ولفظ أحمد وابن حبان نحوه وليس عندهما ذكر إسلام الأعرابي وإسناده صحيح. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح".
• عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وهو جالس حزينًا قد خضب بالدماء، ضربه بعض أهل مكة، قال: فقال له: ما لك؟ قال: فقال له: "فعل بي هؤلاء وفعلوا" قال: فقال له جبريل عليه السلام: أتحب أن أريك آية؟ قال: "نعم" قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي، فقال: ادع بتلك الشجرة، فدعاها