الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} [آل عمران: 154] وهذا اختيار البخاري.
24 - استنصار أبي جهل يوم بدر
• عن أنس بن مالك يقول: قال أبو جهل: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 32]، فَنَزَلَتْ:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الأنفال: 33، 34].
متفق عليه: رواه مسلم في صفات المنافقين (2796) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حَدَّثَنَا أبي، عن شعبة، عن عبد الحميد الزيادي، أنه سمع أنس بن مالك يقول: فذكره.
ورواه البخاري في التفسير عن أحمد (4648) وعن محمد بن النضر (4649) كلاهما عن عبيد الله بن معاذ العنبري بإسناده مثله.
• عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير أن أبا جهل قال حين التقى القوم: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا يُعرف فأحنه الغداة، فكان المستفتِحَ.
صحيح: رواه الإمام أحمد (23661) عن يزيد، أخبرنا محمد - يعني ابن إسحاق - حَدَّثَنِي الزّهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير فذكره.
وإسناده صحيح ومحمد بن إسحاق وإن كان حسن الحديث إذا صرّح ولكنه رواه أيضًا صالح بن كيسان - وهو ثقة حافظ - عن الزهري به مثله، ومن طريقه رواه النسائي في الكبرى (11137) والحاكم (2/ 328) وقال: صحيح على شرط الشّيخين.
وعبد الله بن ثعلبة صحابي صغير، ولد قبل الهجرة بأربع سنين وقيل: بعد الهجرة، فالحديث مرسل صحابي وهو مقبول عند جماهير أهل العلم.
وقوله: أقطعنا: اسم تفضيل للقطع.
وقوله: آتانا: اسم تفضيل من الاتيان.
وقوله: فأحِنْه من أحانه الله - أي أهلكه. قال السدي: كان المشركون حين خرجوا من مكة إلى بدر، أخذوا بأستار الكعبة فاستنصروا الله وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين، وأكرم الفئتين وخير القبيلتين، فقال الله:{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: 19].
يقول: لقد نصرت ما قلتم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
25 - دعوة عتبة بن ربيعة بالانسحاب من القتال
• عن ابن عباس قال: لما نزل المسلمون بدرًا، وأقبل المشركون، نظر رسول الله
- صلى الله عليه وسلم إلى عتبة بن ربيعة، وهو على جمل أحمر، فقال: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا، وهو يقول: يا قوم! أطيعوني في هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم لم يزل ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه، وقاتل أبيه، فاجعلوا جبنها برأسي وارجعوا، فقال أبو جهل: اِنتفخَ واللهِ سحره حين رأى محمدًا وأصحابه، إنّما محمد وأصحابه كأكلة جزور، لو قد التقينا، فقال عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأنّ رؤوسهم الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، ثمّ دعا أخاه وابنه فخرج يمشي بينهما ودعا بالمبارزة.
صحيح: رواه البزّار - كشف الأستار (1762) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحسن بن يونس أبي علي الضرير قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ جرير بن حازم، عن أخيه يزيد بن حازم، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال البزّار: "لا نعلم يرويه بهذا اللّفظ إِلَّا ابن عباس ولا له إِلَّا هذا الطريق، ولا أسنده إِلَّا يزيد بن هارون، وحدث به مرة مسندًا وحدث به في الكتب مرسلًا.
ويزيد بن حازم لم يُسنِد غير هذا الحديث" انتهى.
وقال الهيثمي في "المجمع"(6/ 76): رجاله ثقات.
قلت: وهو كما قال ويزيد بن حازم ثقة ثبت.
• عن علي بن أبي طالب قال: وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يدعو ويقول: "اللهم إن تُهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض"، فلمّا طلع الفجر قال:"الصّلاة عباد الله" فأقبلنا من تحت الشجر والحجف، فحث على القتال وقال:"كأني أنظر إلى صرعاهم"، فلمّا دنا القوم إذا رجل يسير في القوم على جمل أحمر. فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم للزبير:"ناد بعض أصحابك، فسلْه من صاحب الجمل الأحمر؟ ، فإن يكن في القوم أحد يأمر بخير فهو" فسأل الزُّبير: من صاحب الجمل الأحمر؟ قالوا: عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال، وهو يقول: يا قوم! إني أرى قومًا مستميتين، والله! ما أظن أن تصلوا إليهم حتَّى تهلكوا، قال: فلمّا بلغ أبا جهل ما يقول: أقبل إليه فقال: ملئت رئتك رعبًا حين رأيت محمدًا وأصحابه، فقال له عتبة: إياي تعني يا مصفّر استه، ستعلم أينا أجبن، فنزل عن جمله وأتبعه أخوه شيبة، وابنه الوليد، فدعوا إلى البراز فذكر الحديث بطوله.