الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جَموع في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته
ذكر البيهقي في الدلائل (1/ 10) عن بعض أهل العلم أن دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم تبلغ ألفًا.
وهنا أكتفي بذكر عدد منها والباقي مذكور في الكتاب في المواضع المتفرقة حسب مناسبتها وذلك تجنبا من التكرار والإطالة.
1 - المعجزات التي ظهرت عند ولادة النبي صلى الله عليه وسلم
-
• عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك فقال: "دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى عليهما السلام، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي في بهم لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض معهما طست من ذهب مملوءة ثلجا فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقة سوداء فالقياها. ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج، حتى إذا أنقياه رداه كما كان، ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني بعشرة فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته فوزنني بمائة فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته فوزنني بألف فوزنتهم، فقال: دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم".
حسن: رواه محمد بن إسحاق في السيرة (ص 28) فقال: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، فذكره.
وقد رواه كل من الطبري في تفسيره (2/ 573) والحاكم (1/ 600) وعنه البيهقي في الدلائل (1/ 83) من حديث ابن إسحاق مختصرًا.
ولكن قال ابن هشام في سيرته (1/ 166): قال ابن إسحاق: وحدثني ثور بن يزيد، عن بعض أهل العلم - ولا أحسبه إلا عن خالد بن معدان الكلاعي أن نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: فذكر الحديث. والله تعالى أعلم هل كان في النسخة التي عند ابن هشام هكذا، أو حذف من رواه عن ابن إسحاق.
قال الحاكم: "خالد بن معدان من خيار التابعين، صحب معاذ بن جبل فمن بعده من الصحابة، فإذا أسند حديثا إلى الصحابة فإنه صحيح الإسناد، وإن لم يخرجا".
وقال ابن كثير: "هذا إسناد جيد قوي" البداية (2/ 275).
وقوله: عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعد إرسالا، وإنما هو متصل غير أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين سمع منهم لم يسموا. وهم كثيرون.
• عن عتبة بن عبد السلمي أنه حدثهم: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال: "كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، ولم نأخذ معنا زادًا، فقلت: يا أخي، اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البَهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسْران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فَبطَحاني إلى القفا، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي، فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه -قال يزيد في حديثه: ائتني بماء ثلج- فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد، فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذرّاها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: حُصْه، فحاصه، وختم عليه بخاتم النبوة -وقال حيوة في حديثه: حُصْه فَحَصَّه واختم عليه بخاتم النبوة- فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة، واجعل ألفًا من أمته في كفة، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي، أشفق أن يخرّ عليّ بعضهم، فقال: لو أن أمته وُزِنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني، وفرقت فرقًا شديدًا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته، فأشفقت عليّ أن يكون ألبس بي، قالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيرًا لها فجعلتْني -وقال يزيد: فحملتْني- على الرحل، وركبتْ خلْفي حتى بلغْنا إلى أمي. فقالت: أوَ أَديت أمانتي وذمتي؟ وحدثتْها بالذي لقيتُ. فلم يرُعْها ذلك. فقالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءتْ منه قُصور الشام.
حسن: رواه أحمد (17648) عن حيوة ويزيد بن عبد ربه، قالا: حدثنا بقية، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان عن ابن عمرو السلمي، عن عتبة بن عبد السلمي، فذكره. ورواه الطبراني في الكبير (17/ 131) من هذا الوجه إلا أنه لم يسق لفظ الحديث.
وصحّحه الحاكم (2/ 616 - 617) على شرط مسلم.
والصواب أنه حسن من أجل الكلام في بقية وهو ابن الوليد مدلس تدليس التسوية، وقد صرّح بالتحديث في رواية الإمام أحمد ومن أهل العلم من قبلوا تصريحه بتحديثه في أول طبقة وهو رأي الجمهور.
ولذا قال الهيثمي في المجمع (8/ 222) رواه أحمد وإسناده حسن. لأن الطبراني لم يصرح بالتحديث.
• عن العرباض بن سارية مرفوعا: "إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا