الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طريق الليث بن سعد، حدثني عقيل بن خالد، قال: قال ابن شهاب، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فذكرته.
• عن أبي موسى قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" فقالت عائشة: يا رسول الله! إن أبا بكر رجل رقيق، متى يقم مقامك لا يستطع أن يصلي بالناس. فقال:"مري أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف" قال: فصلى بهم أبو بكر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (678) ومسلم في الصلاة (420) كلاهما من حديث حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره.
ولكن رواه أحمد (23060) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا زائدة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن ابن بريدة، عن أبيه، فذكره.
قال الدارقطني في علله (7/ 218، 219): والصواب عن أبي موسى.
4 - باب تبسم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرض موته
• عن أنس بن مالك الأنصاري - وكان تبع النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وصحبه - أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي صلى الله عليه وسلم: أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه.
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (680) ومسلم في الصلاة (419: 98) كلاهما من حديث ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك، فذكره.
قوله: "كأن وجهه ورقة مصحف" عبارة عن الجمال البارع وحسن البشرة وصفاء الوجه واستنارته.
في المصحف ثلاث لغات: ضم الميم وكسرها وفتحها، أفاده النووي.
وكان تبسمه لإقامة شعائر الله بعده، واجتماع الناس على أخيه أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
5 - آخر وصية أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته
• عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس، وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس، فقال: "ائتوني
بكتاب أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا" فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه".
وأوصى عند موته بثلاث: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم" ونسيت الثالثة.
قال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب، فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن.
وقال يعقوب: والعرج أول تهامة.
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (3053) ومسلم في الوصية (1637) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
والثالث: التحذير من اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد كما في الأحاديث الآتية:
• عن أبي عبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا يهود أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
حسن: رواه الإمام أحمد (1691)، والبزار - كشف الأستار (439)، وأبو يعلى (872)، والدارمي (2501)، والحميدي (58)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 57)، والبيهقي (9/ 208) كلهم من طرق عن إبراهيم بن ميمون، قال: حدثنا سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبيدة، فذكر مثله، وبعضهم اقتصر على قوله:"أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب"، ومنهم من جمع بينه وبين اتخاذ القبور مساجد.
وإسناده حسن لأجل إبراهيم بن ميمون الحناط المعروف بالنحاس مولى آل سمرة فإنه حسن الحديث. وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وسعد بن سمرة وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 294) وذكره الهيثمي في "المجمع" (2/ 28) وعزاه للبزار وحده وقال: رجاله ثقات.
واختلف أهل العلم في تحديد جزيرة العرب والصحيح هي الأرض الواقعة بين بحر الهند وبحر القلزم، والخليج العربي وبحر الحبشة وأضيفت إلى العرب لأنها كانت بأيديهم، وبها أوطانهم ومنازلهم، ولكن الذي يمنع المشركون من سكناه منها الحجاز خاصة وهو مكة والمدينة على رأي جمهور العلماء. وعند الشافعي يجوز دخولهم بإذن الامام لمصلحة المسملمين. انظر للمزيد: فتح الباري (6/ 171).
• عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" قالت: فلولا ذاك لأبرز قبره غير أنه
خُشِيَ أن يُتَّخَذَ مسجدًا.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (4441) ومسلم في المساجد (529: 19) كلاهما من طريق هلال بن أبي حميد الوزَّان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: فذكرته.
• عن أنس بن مالك يقول: مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون. فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد قال: فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"أوصيكم بالأنصار؛ فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".
متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3799) عن محمد بن يحيى أبي علي، حدثنا شاذان أخو عبدان، حدثنا أبي، أخبرنا شعبة بن الحجاج، عن هشام بن زيد، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: فذكره.
ورواه مسلم في فضائل الصحابة (2510) من طريق آخر عن شعبة، سمعت قتادة يحدث عن أنس، فذكر الجزء المرفوع فقط بدون القصة.
وقوله: "الأنصار كرشي وعيبتي" أي: جماعتي وخاصتي.
قال الخطابي في أعلام الحديث (3/ 1144): "كرشي وعيبتي: يريد أنهم بطانتي وخاصتي، وضرب المثل بالكرش لأنه مستقر غذاء الحيوان الذي يكون به بقاؤه، وقد يكون الكرش عيال الرجل وأهله، ويقال: لفلان كرش منثورة، أي: عيال كثيرة.
والعيبة: هي التي يخزن فيها المرء حر ثيابه، ومصونها، ضرب المثل بها، يريد أنهم موضع سره وأمانته".
• عن عبد الله بن عباس قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال: "اللَّهم هل بلغت؟ " ثلاث مرات - "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا، يراها العبد الصالح أو ترى له".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (479: 208) عن يحيى بن أيوب، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني سليمان بن سحيم، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه سفيان، عن سليمان بن سحيم، وزاد فيه:"ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم".
وقوله: "قمن" أي: حقيق وجدير.