الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان صلح الحديبية سببًا لفتح مكة لأن هذا الصلح لم يستمر أكثر من سبعة أو ثمانية عشر شهرًا حيث أعانت قريش حلفاءها بني بكر ضد خزاعة حلفاء المسلمين كما سيأتي في فتح مكة. انظر: "البداية والنهاية"(6/ 508).
24 - باب غزوة ذات القرد
قال البخاريّ: وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبل خيبر بثلاث.
قلت: وقد قيل غير ذلك. والذي ذكره البخاريّ هو الأصح.
• عن سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ يَقُولُ: خَرَجْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالأُولَى، وَكَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْعَى بِذِي قَرَدٍ قَالَ: فَلَقِيَنِي غُلَام لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قال: غَطَفَانُ. قال: فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ: يَا صَبَاحَاهْ! قال: فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَي الْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ عَلَى وَجْهِي حَتى أَدْرَكْتُهُمْ وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ مِنَ الْمَاءِ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِي، وَكُنْتُ رَامِيًا، وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعْ
…
الْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ.
فأَرْتَجِزُ حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ، وَاسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً، قال: وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إني قَدْ حَمَيْتُ الْقَوْمَ الْمَاءَ وَهُمْ عِطَاشٌ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمُ السَّاعَةَ. فَقال:"يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ". قال: ثُمَّ رَجَعْنَا وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ حَتى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (4194) ومسلم في الجهاد (131: 1806) كلاهما عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول: فذكره.
قوله: "لقاح" واحدة لقحة. وهي ذات اللبن قريبة العهد بالولادة.
وقوله: "قرد" هو ماء على نحو يوم من المدينة مما يلي بلاد غطفان.
• * *