الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصبح زيد بالنعم المدينة، وهي عشرون بعيرًا ولم يلق كيدًا وغاب أربع ليال وكان شعارهم أمت أمت. مغازي الواقدي (2/ 555)، والطبقات لابن سعد (2/ 87).
9 - سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى
كانت في رجب سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث رسول الله زيدًا أميرًا سنة ست فغزا بني فزارة، فأصيب بها ناس من أصحابه، وارتث زيد من بين القتلى.
قال ابن إسحاق: فلمّا قدم زيد بن حارثة آلى أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتَّى يغزو بني فزارة، فلمّا استبل من جراحته بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني فزارة في جيش فقتلهم بوادي القرى، وأصاب فيهم وقتل قيس بن المسحر اليعمري مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر، وأسرت أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر كانت عجوزا كبيرة عند مالك بن حذيفة بن بدر، وبنت لها، وعبد الله بن مسعدة، فأمر زيد بن حارثة قيس بن المسحر أن يقتل أم قرفة، فقتلها قتلًا عنيفًا، ثمّ قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة أم قرفة وبابن مسعدة.
وكانت بنت أم قرفة لسلمة بن عمرو بن الأكوع كان هو الذي أصابها، وكانت في بيت شرف من قومها؟ كانت العرب تقول: لو كنت أعزصت أم قرفة ما زدت. فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمة فوهبها له فأهداها لخاله حزن بن أبي وهب فولدت له عبد الرحيت بن حزن. السيرة لابن هشام (2/ 617).
قلتُ: هذا الذي ذكره ابن إسحاق أن سلمة بن الأكوع أصاب بنت أم قرفة وأعطاها الرسول صلى الله عليه وسلم لخاله حزن بن أبي وهب، الصواب أنه وقع في سرية أبي بكر الصديق السنة السابعة كما سيأتي، وأنه فدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه المرأة ناسًا من المسلمين أُسروا بمكة.
10 - سرية أبي عبيدة بن الجراح على سيف البحر
وكانت في السنة السادسة أو قبلها قبل صلح الحديبية وذلك لأنه ورد في الحديث أنهم خرجوا "يتلقون عير قريش" ولا يُتصور هذا في الوقت الذي ذكره ابن سعد يعني رجب سنة 8 هـ لأنهم كانوا حينئذ في الهدنة.
وقد أنكر ذلك ابن القيم، وابن حجر، ورجّح ابن حجر أنه كان في السنة السادسة. انظر: الفتح (8/ 78).
• عن جابر بن عبد الله أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثًا قبل الساحل، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وهم ثلاث مائة، وأنا فيهم، فخرجنا حتَّى إذا كنا ببعض الطريق، فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش، فجمع ذلك كله فكان مزودي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلًا قليلًا حتَّى فني، فلم يكن يصيبنا إِلَّا تمرة تمرة فقلت:
وما تغني تمرة فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت، قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة، ثمّ أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثمّ أمر براحلة، فرحلت ثمّ مرت تحتهما، فلم تصبهما.
متفق عليه: رواه مالك في صفة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (23) عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
ورواه البخاريّ في المغازي (4360)، ومسلم في الصيد والذبائح (1935: 21) كلاهما من طريق مالك به.
• عن جابر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرًا لقريش، وزودنا جرابًا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثمّ نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثمّ نبله بالماء فنأكله قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر، قال: قال: أبو عبيدة ميتة. ثمّ قال: لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا قال: فأقمنا عليه شهرًا ونحن ثلاث مائة حتَّى سمنا قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن، ونقتطع منه الفدر كالثور - أو كقدر الثور - فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلًا، فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعًا من أضلاعه، فأقامها ثمّ رحل أعظم بعير معنا، فمر من تحتها، وتزودنا من لحمه وشائق، فلمّا قدّمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال:"هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ "، قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله.
متفق عليه: رواه مسلم في الصيد والذبائح (1935: 17) من طريقين عن أبي الزُّبير، عن جابر، ورواه البخاريّ في المغازي (4362) عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو أنه سمع جابرًا ثمّ قال: فأخبرني أبو الزُّبير أنه سمع جابرًا يقول: فذكر المرفوع: "كلوا رزقًا أخرجه الله".
• عن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مائة راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عير قريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، فأصابنا جوع شديد، حتَّى أكلنا الخبط، فسمي ذلك الجيش جيش الخبط، فألقى لنا البحر دابة يقال لها: العنبر، فأكلنا منه نصف شهر، وادهنا من ودكه حتَّى