الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغريب:
"ضِلَعُ الدِّيْنِ": ثقله ومشقته، و"الحَيْس": ثريدة من أخلاط، قاله الهروي. قال غيره: تمر وسمن وأَقِطٌ، و"يُحَوِّي": يُدِيرُ حَوِيَّةً -وهي كساء- حول السنام ثم يركب الراكب.
"يحبنا ونحبه"؛ أي: نحب أهله ويحبونا، ولعله إشارة إلى الشهداء الذين فيه وهذا أولى ما قيل فيه.
* * *
(16) باب لا يُقْطَع على من قتل في المعترك بالشهادة، ووجوب الإخلاص في الجهاد
1384 -
عن سهل بن سَعْد الساعدي: أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجل لا يَدَعُ لهم شَاذَّةً ولا فَاذَّةً إلَّا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا (1): ما أجزأ منا اليوم أَحَدٌ كما أجزأ فلان. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أمَا إنه من أهل النار"، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه. قال: فخرج معه، كلما وقف وقف معه، وإذا أَسْرَعَ
(1) في الأصل: "فقال"، والمثبت من "صحيح البخاري".
_________
1384 -
خ (2/ 331 - 332)، (56) كتاب الجهاد والسير، (77) باب لا يقول فلان شهيد، من طريق قتيبة، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل ابن سعد به، رقم (2898)، أطرافه في (4202، 4207، 6493، 6607).
أسْرَعَ معه، قال: فجُرِحَ الرجلُ جُرْحًا شديدًا، فاستعجَلَ الموتَ، فوضع نَصْلَ سَيْفِهِ بالأرض وذُبَابَهُ بين ثَدْيَيْهِ ثم تَحَامَلَ على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول اللَّه. قال: "وما ذاك؟ " قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا أنه من أهل النار، فأعظَمَ الناسُ ذلك، فقلتُ: أنا لكم به، فخرجتُ في طلبه، ثم جرح جُرْحًا شديدًا، فاستعجل الموت، فوضع نصلَ سيفه في الأرض، وذُبَابَهُ بين ثَدْيَيْهِ، ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند ذلك:"إن الرجل ليعملُ عملَ أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل (1) النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة".
وفي رواية (2): "وإنما الأعمال بالخواتيم".
الغريب:
"شاذة ولا فاذة": هو نعت لمحذوفٍ؛ أي: نَسَمَة شاذةً، ويحتمل أن تكون للمبالغة كنَسَّابَةٍ وعلَّامة، و"الشاذُّ": الخارج عن الجماعة، و"الفاذُّ": المنفرد. و"أجزأ": مهموزًا لا غير، ومعناه: أغنى. و"نصل السيف": حديدته، و"ذُبَابُهُ": طرفه المحدود. و"آنفًا": الساعة، وهو ممدودٌ، وكان هذا الرجل مرائيًا ومنافقًا، وقيل: اسمه قُزْمان، واللَّه أعلم.
* * *
(1)"أهل" أثبتناه من "صحيح البخاري"، وليست في الأصل.
(2)
خ (4/ 210)، (82) كتاب القدر، (5) باب العمل بالخواتيم، من طريق أبي غسان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد به، رقم (6607).