الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رمضان، ويصوم حتى يقول القائل: لا واللَّه لا يفطر، ويفطر حتى يقول القائل: لا واللَّه لا يصوم.
803 -
وعن أنس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظنَّ ألا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء تراه من الليل مُصَلِّيًّا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته.
وفي رواية (1): قال أنس: ما كنت أُحِبُّ أن أراه من الشهر صائمًا إلا رأيته، ولا مفطرًا إلا رأيته؛ (ولا من الليل قائمًا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته)(2)، ولا مَسِسْتُ خَزًّا ولا حريرةً ألين من كف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا شَمِمْتُ مِسْكَةَ ولا عنبرة (3) أطيب رائحة من رائحة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
* * *
(17) باب ما جاء في صوم الدهر وأفضل الصوم
804 -
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(1) خ (2/ 51)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق أبي خالد الأحمر، عن حميد، عن أنس به، رقم (1973).
(2)
ما بين القوسين من "صحيح البخاري".
(3)
في "صحيح البخاري": "عبيرة".
_________
803 -
خ (2/ 51)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق محمد بن جعفر، عن حُميد، عن أنس به، رقم (1972).
804 -
خ (2/ 51 - 52)، (30) كتاب الصوم، (55) باب حق الجسم في الصوم، =
"يا عبد اللَّه! أَلَمْ أُخْبَرْ أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ " فقلت: بلى يا رسول اللَّه! قال: "فلا تفعل، صُمْ وأَفْطِر، وقُمْ ونَمْ، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينيك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزَوْرِكَ عليك حقًّا، وإن بِحَسْبِكَ أن تصوم من (1) كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنةٍ عشر أمثالها، فإذًا ذلك صيام الدهر كله"، فَتَشَدَّدْتُ فشُدِّدَ عَلَيَّ، قلت: يا رسول اللَّه! إني أجد قوة، قال:"فصم صيام نبي اللَّه داود عليه السلام، لا تزد عليه" قلت: وما كان صيام نبي اللَّه داود عليه السلام؟ قال: "نصف الدهر" فكان عبد اللَّه يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلتُ رخصة رسول اللَّه (2) صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية (3): قال عبد اللَّه بن عمرو: أُخْبِر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أني أقول: واللَّه لأصومَنَّ النهار ولأقومن الليل ما عشت. فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي، قال:"فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر وقم ونم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر" قلت: إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال:"فصم يومًا وأفطر يومين" قلت إني أطيق أفضل من ذلك، قال: "فصم يومًا وأفطر يومًا، فذلك صيام داود عليه السلام،
(1)"من" ليست في "صحيح البخاري".
(2)
في "صحيح البخاري": "النبي".
(3)
خ (2/ 52)، (30) كتاب الصوم، (56) باب صوم الدهر، من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن عمرو به، رقم (1976).
_________
= من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص به، رقم (1975).
وهو أفضل الصيام"، فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا أفضل من ذلك".
وفي رواية (1): قال: "فصم صيام داود عليه السلام" قال: وكيف؟ قال: "كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى" قال: من لي بهذه يا نبي اللَّه؟ -قال عطاء: لا أدري كيف ذكر صيام الأبد- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صام من صام الأبد" مرتين.
وفي رواية (2): ذكر: "واقرأ القرآن في كل شهر" قال: إني أطيق أكثر، فما زال حتى قال:"في ثلاث".
وفي رواية (3): قال: ذُكِرَ له صومي، فدخل عليَّ، فألقيت له وسادة من أَدَمٍ حشوها لِيفٌ، فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال:"أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام؟ " قال: قلت: يا رسول اللَّه! قال: "خمسًا" قلت: يا رسول اللَّه! قال: "سبعًا". قلت: يا رسول اللَّه! قال "تسعًا". قلت: يا رسول اللَّه! قال: "إحدى عشرة" ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صوم فوق صوم داود
(1) خ (2/ 52 - 53)، (30) كتاب الصوم، (57) باب حق الأهل في الصوم، من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن أبي العباس الشاعر، عن عبد اللَّه بن عمرو به، رقم (1977).
(2)
خ (2/ 53)، (30) كتاب الصوم، (58) باب صوم يوم وإفطار يوم، من طريق شعبة، عن مغيرة، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو به، رقم (1978).
(3)
خ (2/ 53 - 54)، (30) كتاب الصوم، (59) باب صوم داود عليه السلام، من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، عن عبد اللَّه بن عمرو به، رقم (1980).