الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أزواجه، وكانت (1) ترى الحُمْرَةَ والصُّفْرَةَ، فربما وضعنا الطَّشْتَ (2) تحتها وهي تصلي.
* * *
(4) باب فضل ليلة القدر والأمر بتحريها، ومتى يُتَحَرَّى، وقوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} إلى آخر السورة
قال ابن عُيَيْنَةَ (3): ما كان في القرآن: {وَمَا أَدْرَاكَ} فقد أعلمه، وما قال:{وَمَا يُدْرِيكَ} فإنه لم يُعلمه.
وقد تقدّم قوله عليه السلام (4): "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
836 -
وعن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر
(1) في "صحيح البخاري": "فكانت".
(2)
في "صحيح البخاري": "الطست".
(3)
خ (2/ 62)، (32) كتاب فضل ليلة القدر، (1) باب فضل ليلة القدر. وقد ذكر البخاري قول ابن عيينة في ترجمة الباب.
(4)
الموضع السابق، من طريق سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وأوله:"من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر. . . "، رقم (2014).
_________
836 -
خ (2/ 64)، (32) كتاب فضل ليلة القدر، (3) باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به، رقم (2020).
الأواخر من رمضان، ويقول:"تحرَّوْا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".
837 -
وعن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هي في العشر الأواخر، هي في تسع يَمْضِين، أو سبع يَبْقَينَ".
838 -
وعن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فَتَلاحَى رَجُلَان من المسلمين، فقال:"خرجتُ لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان - (وهما كعب بن مالك وعبد اللَّه بن أبي حَدْرَدٍ) (1) - فرُفِعَتْ، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في السابعة والتاسعة والخامسة".
839 -
وعن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإذا دخل العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ (2)، وأحيا ليله، وأَيْقَظَ أهله.
(1) ما بين القوسين ليس في "صحيح البخاري".
(2)
(شد مئزره)؛ قيل: أي: اعتزل النساء، وقيل: يحتمل أن يريد به الجدَّ في العبادة.
_________
837 -
خ (2/ 64)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق عاصم، عن أبي مجلز وعكرمة، عن ابن عباس به، رقم (2022).
838 -
خ (2/ 64)، (32) كتاب فضل ليلة القدر، (4) باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس، من طريق حُميد، عن أنس، عن عبادة بن الصامت به، رقم (2023).
839 -
خ (2/ 64)، (32) كتاب فضل ليلة القدر، (5) باب العمل في العشر الأواخر من رمضان، من طريق ابن عُيينة، عن أبي يعفور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة به، رقم (2024).
840 -
وعن ابن عمر: أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُرُوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرَّها في السبع الأواخر".
841 -
وعن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس فأمرهم ما شاء اللَّه، ثم قال "كنت أجاور هذه العشر، ثمّ قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فَلْيَثْبُتْ في معتكفه، وقد أُرِيتُ هذه الليلة ثم أُنسيتها، فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتُنِي أسجد في ماء وطين" فاستهلَّت السماء في تلك الليلة فأمطرت، فوكف المسجد في مُصلَّى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين، فَبَصُرَتْ عينِي رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم (1)، فنظرتُ (2) إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئٌ طينًا وماءً.
(1)"رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" أثبتناها من "صحيح البخاري"، وليست في الأصل.
(2)
في "صحيح البخاري": "ونظرت".
_________
840 -
خ (2/ 62)، (32) كتاب فضل ليلة القدر، (2) باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر به، رقم (2015).
841 -
خ (2/ 63)، (32) كتاب فضل ليلة القدر، (3) باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري به، رقم (2018).
الغريب:
الضمير في {أَنْزَلْنَاهُ} عائد على غير مذكور. فقيل: إنه جبريل نزل بالقرآن، وقيل: القرآن نفسه، أنزله فيها إلى بيت العزة في السماء الدنيا، فَنَجَّمَتْهُ السَّفَرَةُ على جبريل في عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثٍ وعشرين سنة، وقال الشعبي: افتتحنا إنزاله فيها.
و{الْقَدْرِ} : العظمة، قال ابن عباس: كما قال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام 91، الزمر: 67]؛ أي: ما عظموه حق تعظيمه، وقال مجاهد:{الْقَدْرِ} بمعنى التقدير؛ أي: تقدير الأشياء من أمور السنة، يعني: سوق المقادير إلى المواقيت، وقيل: هو الحظ العظيم الذي يحصل للعامل فيها.
قُلتُ: والأحاديث في تعيينها متعارضة، والصحيح أنها في كل رمضان، وأنها مبهمة في العشر الآخر منه؛ ليحافظ الناس على قيامه كله واللَّه أعلم.
وقوله: {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]: من عَمَلِ ألف شهرٍ.
الربيع ومجاهد: من العمل في ألف شهر في غيرها.
قتادة: من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
{الْمَلَائِكَةُ} : جمع ملك. فقيل: هم أكثر من عدد الحصى، حُكي عن أبي هريرة.
ابن أبي نجيح: الحفظة.
كعب: ملائكة لا يراهم أهل السماء إلا تلك الليلة.
{وَالرُّوحُ} : جبريل عليه السلام.
قُلت: وخص بالذكر تشريفًا.
{مِنْ كُلِّ أَمْر} ؛ أي: بكل أمرٍ يُقْضَى في تلك السنة، كقوله:{يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11]؛ أي: بأمر اللَّه.
{سَلَامٌ هِيَ} ؛ أي: سلامة وبركة وخير.
وقيل: لا تزال الملائكة تُصَلِّي وتسلِّمُ على المُصَلِّينَ فيها إلى طلوع الفجر. واللَّه أعلم. وما ذكرته هو أولى ما يقال فيها.
* * *