الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
وقال أبو العباس هاشم بن القاسم: كنت عند المهتدي عشيَّةً في رمضان، فقمت لأنصرف، فقال: اجلس، فجلست، فصلى بنا، ودعا بالطعام، فأحضر طبقَ خِلافٍ، عليه أرغفةٌ، وآنية فيها ملحٌ وزيتٌ وخلٌّ. فدعاني إلى الأكل، فأكلت أكل من ينتظر الطبيخ، فقال: ألم تكن صائمًا؟ قلت: بلى، قال: فكل واستوفِ، فليس هنا غير ما ترى! (1).
خامسًا: حفظ اللسان، وقلة الكلام وتوقي الكذب:
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"(2).
قال المهلب: وفيه دليل أن حُكم الصيام الإمساك عن الرفث، وقول الزور، كما يمسك عن الطعام والشراب، وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقَّص صيامه، وتعرض لسخط ربه وترك قبوله منه. (3)
2 -
وفي رواية مسلم: "إذَا أَصْبَحَ أَحُدُكُمْ يومًا صائمًا، فَلا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَل، فَإِنِ امرؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائمٌ إنِّي صَائمٌ". (4)
قال المازري في قوله: (إنِّي صَائِمٌ): يحتمل أن يكون المراد بذلك أن يخاطب نفسه على جهة الزجر لها عن السباب والمشاتمة. (5)
3 -
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ليس الصيام من الطعام والشراب وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو والحلف). (6)
4 -
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (إنَّ الصيام ليس من الطعام والشراب، ولكن من الكذب والباطل واللغو). (7)
(1) سير أعلام النبلاء (12/ 536).
(2)
أخرجه البخاري (1804).
(3)
شرح صحيح البخاري لابن بطال (4/ 23).
(4)
أخرجه مسلم (1151).
(5)
المعلم بفوائد مسلم (1/ 318).
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 4).
(7)
المرجع السابق (3/ 4).