الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعًا: أنها بالحجاب تشعر باطمئنان داخلي وأمن نفسي.
خامسًا: أن الحجاب يحمي المرأة من مضايقات الرجال والسيارات في الشارع.
سادسًا: أن الحجاب يساعد المرأة على مراقبة نفسها وضبط أقوالها وأفعالها.
سابعًا: الحجاب وسيلة لاختراق العالم الخارجي؛ لأن المرأة لو كانت تريد القعود في البيت وعدم المشاركة في الحياة العامة لما كانت في حاجة إلى حجاب.
ثامنًا: لا يتعارض الحجاب مع العمل.
تاسعًا: الحجاب يحرر المرأة من الاهتمام الذي توليه عادة لجمال مظهرها ويجعلها تتفرغ للمهم.
عاشرًا: الحجاب لا يتعارض مع الأناقة.
الحادي عشر: المحجبة متميزة بهدوئها النفسي ووعيها الكامل.
وها هي شبهاتهم حول الحجاب ودحضها:
الشبهة الأولى: إن حجاب النساء لم يكن موجودًا من قبل، وإنما هو نظام ابتدعه الإسلام
.
والجواب عن هذه الشبهة من هذه الوجوه:
الوجه الأول: ثبوت الحجاب بنص التوراة والإنجيل
.
من الأوهام الشائعة خاصة عند الغربيين أن حجاب النساء نظام ابتدعه الإسلام، وأنه لم يكن له وجود قبل الإسلام لا في جزيرة العرب، ولا في غيرها، وكادت المرأة المحجبة عندهم أن تكون مرادفة للمرأة المسلمة، أو المرأة التركية التي كانت تمثل الإسلام في نظرهم من خلال (تركيا) دار الخلافة، وهذا الوهم مما يبين مدى جهلهم لا بحقائق الإسلام نفسه فحسب، بل أيضًا بحقائق التاريخ، ونصوص كتبهم الدينية التي يتداولونها، ويتعصبون لها، ولا يكلفون أنفسهم عناء قراءتها ومراجعتها، ونخص بالذكر التوراة والإنجيل.
فمن يقرأ كتبهم يعلم بغير عناء كبير في البحث، أن حجاب المرأة كان معروفًا بين العبرانيين من عهد إبراهيم عليه السلام، وظل معروفًا بينهم في أيام أنبيائهم جميعًا، إلى ما بعد ظهور النصرانية.
فالحجاب مذكور في شريعة اليهود، ففي (سفر التكوين 24/ 63 - 66) قصة طويلة عن امرأة اسمها (رفقة) وفيها: وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ. وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ:"مَنْ هذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟ " فَقَالَ الْعَبْدُ: "هُوَ سَيِّدِي". فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ.
وفي (سفر التكوين 38/ 11 - 14): فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: "اقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ابْنِي". لأَنَّهُ قَالَ: "لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضًا كَأَخَوَيْهِ". فَمَضَتْ ثَامَارُ وَقَعَدَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا، وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا. ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ، هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ الْعَدُلَّامِيُّ. فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا:"هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ". فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً.
وذكر أيضًا أن اللَّه سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن كما جاء في الإصحاح من سفر أشعياء (24: 16) ما يلي: قد انتصب الرب للمخاصمة وهو قائم لدينونة الشعوب. . .
وَقَالَ الرَّبُّ: "مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ، وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ، وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ، وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ، وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ، يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ. يَنْزِعُ السَّيِّدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ زِينَةَ الْخَلَاخِيلِ وَالضَّفَائِرِ وَالأَهِلَّةِ، وَالْحَلَقِ وَالأَسَاوِرِ وَالْبَرَاقِعِ وَالْعَصَائِبِ وَالسَّلَاسِلِ وَالْمَنَاطِقِ وَحَنَاجِرِ الشَّمَّامَاتِ وَالأَحْرَازِ، وَالْخَوَاتِمِ وَخَزَائِمِ الأَنْفِ، وَالثِّيَابِ الْمُزَخْرَفَةِ وَالْعُطْفِ وَالأَرْدِيَةِ وَالأَكْيَاسِ، وَالْمَرَائِي وَالْقُمْصَانِ وَالْعَمَائِمِ وَالأُزُرِ. فَيَكُونُ عِوَضَ الطِّيبِ عُفُونَةٌ، وَعِوَضَ الْمِنْطَقَةِ حَبْلٌ، وَعِوَضَ الْجَدَّائِلِ قَرْعَةٌ، وَعِوَضَ الدِّيبَاجِ زُنَّارُ مِسْحٍ، وَعِوَضَ الجمَالِ كَيٌّ!
فهذا نص على فاعلات تلك المحرمات يعاقبن يوم القيامة، حيث تنزع عنهن الزينة
والملابس الجميلة، ويظهرن قُرعًا جزاء ما كشفنه من شعورهن وتكوى أجسادهن بالنار لما أبدينه من جمالهن.
ويقول القس متى المسكين: (1)
كانت المرأة اليهودية مغطاة الرأس بحيث لا تظهر معالم وجهها على الإطلاق، حبيسة المنزل، تحت سلطان زوجها أو أبيها. ويؤكد ذلك ما قامت به رفقة زوجة إسحاق عندما قابلته لأول مرة: وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: "مَنْ هذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟ " فَقَالَ الْعَبْدُ: "هُوَ سَيِّدِي". فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ. (التكوين 24: 15، 16).
والحجاب مذكور في الإنجيل:
في رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس (11/ 13 - 14)
قال: احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللَّه وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ 14 أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ 15 وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ.
ويقول أيضًا: احكموا في أنفسكم. هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى اللَّه وهي غير مغطاة.
وكانت الكنيسة في القرون الوسطى تخصص جانبًا منها للنساء حتى لا يختلطن بالرجال.
قال الكونت هنري دي كاستري:
(ربَّما كان الإنجيل أكثر تدقيقًا في التشديد -يعني في الحجاب- ولكنه لا يعمل به إلا قوم خصهم اللَّه بمواهب الكمال) اهـ من كتاب (الإسلام خواطر وسوانح).
ليس للمسيحية لبس خاص للمرأة أي: له شروط خاصة، ولكن اللبس يشترط فيه الحشمة والوقار، ويلاحظ أن لبس الراهبات في المسيحية فيه بعض التشابه للبس المسلمات المفروض شرعًا، كما أن المسيحية لا تجيز أي أنواع الزينة للوجه، كما لا تجيز إجراء أي تعديلات في الوجه بالماكياج أو العمليات الجراحية.
(1) حقوق المرأة وواجباتها (27).
يقول بطرس داعيًا النساء بالحشمة: وَلَا تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، 4 بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللَّه كَثِيرُ الثَّمَنِ. 5 فَإِنَّهُ هَكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا المُتَوَكِّلَاتُ عَلَى اللَّه، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالهِنَّ، 6 كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ "سَيِّدَهَا". الَّتِي صرْتُنَّ أَوْلَادَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْرًا، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا الْبَتَّةَ. (بطرس 3: 3 - 6).
كما يوصى بولس في تيموثاوس (2: 9 - 10): وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لَا بِضفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلَابِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللَّه بِأَعْمَال صَالِحَةٍ.
كما توصى التعاليم الدسقولية (1) بعدم التزين للغرباء: فإذا أردت أن تكوني مؤمنة وأن ترضي اللَّه أيتها المرأة لا تتزيني لترضي رجلًا غريبًا، ولا تشتهى أن تلبسى مقانع وثيابًا وأحقافًا، هذه التي تليق بالزانيات ليتبعك الذين هكذا يُصادون بهذه الأعمال.
المسيحية لا تؤمن بادعاء النساء: أن الزينة من أجل الزينة وتحذر من الفتنة الناتجة عنها: ولكن أيضًا تزينت فقط من أجل الزينة والجمال، فلن تفلتي من الحكم، غضب اللَّه والتشبه بالزانيات، لأنك من جهة هذا تلزمين آخر ليتبعك ويشتهيك فتحفظى لكيما لا تقعي في الخطيئة ولا أيضًا ينشكك آخرون لأجلك. (2)
وتحرم المسيحية النظرة الحرام (متى 5: 28): إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.
(1) التعليم الدسقولية: تعاليم للرسل -حسب ادعاء المسيحيين- أي التلاميذ، وفي اعتقاد المسيحيين أن هذه التعاليم وصايا من الرسل ورثتها الكنائس.
(2)
الأب متى المسكين: المرأة حقوقها وواجباتها (66).
وتحرم المسيحية الصوت العالي أو المتصنع للمرأة يقول بولس (1 كورنثوس 11: 11): ليصمت نساؤكم في الكنائس، لأن ليس مسموحًا أن يتكلمن، بل يخضعن كما يقول الناموس.
تغطية رأس المرأة من الاحترام والتقديس:
يقول بولس آمرًا النساء (1 كورنثوس 11: 6): (إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لَا تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ.)؛ ولذلك كانت وصايا آباء المسيحيين عن الاحتشام حتى في الاحتفال بالعرس.
يقول يوحنا (1) في العظة رقم 2 على الرسالة الأولى كورنثوس:
حتى يحذر المسيحيين مما قد يؤدي إليه حفل الزواج من إفساد للنقاوة الأخلاقية للمرأة المسيحية ويعرضها للخطر: (. . . ولكن عندما تجرى احتفالات الزفاف تحدث أشياء تدعوا للسخرية والضحك. . . فهناك رقص وصنوج وآلات للنفخ وأغنيات وكلمات هابطة وسكر حتى الثمالة ثم يتم تقديم كل تفاهات الشيطان).
ثم يوضح تأثير ذلك على العروس فيقول: (كيف لا توجه أقسى أنواع الإدانة لتلك العادات التي تجبر عذراء عاشت طوال حياتها داخل نطاق منزلها، وعُلمت دروس الحياء، منذ نعومة أظافرها، أن تتخلى فجأة عن حياتها تمامًا، لكي تتعلم أن تنزع برقع الحياء منذ بداية زواجها، وأن توضع وسط رجال شهوانيين أجلاف دنسين ومخنثين؟ )
وقد أوضح أنه لا ينقد الزواج ولكن ما يصاحبه من شرور فقال: أنتقدُ مجموعة الشرور المصاحبة لصحوة الزواج، وعمل الماكياج، وظلال العيون، وكل الأشياء غير الضرورية من هذا القبيل، حقًا فمنذ ذلك اليوم فإنها سوف تصبح مطمعًا للعشاق قبل أن تكن محط أنظار عريسها المقبل.
وفي يوم من الأيام حكمت الكنيسة الأرثوذكسية بحرمان المرأة حقها في المجتمع! فحظرت عليها حضور المآدب والحفلات، وألزمتها الحجاب صامتة صابرة، لا شأن لها
(1) الآباء والمرأة: إليزابيت. أ. كلارك (59، 60).