الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن كل امرأة تستجيب للسفور أو التبرج تهدم نفسها ومجتمعها وتحطم القيم الإسلامية فيه وتعين بنفسها على نفسها؛ لأنها سريعًا ما تقع في أسر الخوف من الذئاب البشرية، المفتونة بجسد المرأة وما ظهر منه، والتي تتربص بهؤلاء النساء؛ لتنطلق في ممارسة شهواتها ونزواتها لا تلوي على شيء، فذلك هو اللحم العاري وتلك هي الذئاب الجائعة، إن المرأة المتبرجة عندئذٍ تفقد الإحساس بالأمن في حياتها سواء أكانت متزوجة أم غير ذات زوج.
وإن المرأة المتبرجة المخالفة لما أمر اللَّه به تعود بنفسها وببنات جنسها إلى عهد الرقيق، يوم كانت المرأة تعرض مفاتنها على من يدفع أكثر من الرجال؛ لأن المرأة مطلب للرجل بحكم الفطرة، وقد أحل اللَّه له أن يطلبها في إطار من الشرعية النظيفة، فإذا تبرجت المرأة أعطت الرجل طريقًا آخر يطلبها منها، ليست شرعية ولا نظيفة، فمن الضحية؟ الرجل أم المرأة؟ !
إن غفلة ما مثلها غفلة أن تستجيب المرأة لدعاة التبرج، سواء أكان هؤلاء الدعاة رجالًا أم نساءً؛ لأنها تستجيب لمن يدعوها إلى الإضرار بنفسها أبلغ الضرر، إنها تستجيب لمن يدعوها إلى الضياع في الدنيا والعذاب في الآخرة.
ولابدّ لنا أن نعرف دعاة السفور ومن وراءهم بصفاتهم لا بأسمائهم؛ لتحذرهم كل مسلمة وكل مسلم، وليحذرهم المخدوعون من غير المسلمين؛ لأن الأديان كلها حرمت التبرج والسفور قبل أن يدخلها التحريف والتزوير.
الوجه الخامس: ماذا قال الغرب المنصف عن فضل الحجاب وخطورة التبرج
؟ .
مما لا شك فيه أن التبرج يتنافى مع الأخلاق الحميدة مثل خلق الحياء الذي فطر اللَّه المرأة عليه، كما أن التبرج يؤدي إلى انتشار الفساد في البلاد، حيث يترتب عليه إثارة الشهوات، بما يؤدي إلى انتشار الزنا، بما يترتب عليه من عواقب وخيمة تعاني منها المجتمعات الآن، مما دفع الكثير من المفكرين والكتاب إلى المناداة بالتصدي لهذا التبرج الذي، لا يقل خطورة عن القنبلة الذرية كما قال المفكر جورج بالوش هورفت في كتابه الثورة الحسية:
والآن. . وبعد أن كادت أذهاننا تكف عن الخوف من الخطر الذري ووجود ستروثيتوم في عظامنا وعظام أطفالنا، لا يفتقر العالم إلى عناصر بشرية تقلق للأهمية
المتزايدة التي يكتسبها الجنس في حياتنا اليومية. وتشعر بالخطر إذ ترى العري وغارات الجنس لا تنقطع.
إن التبرج والعُري يؤدي إلى ضياع الأسرة وفساد المجتمع، ولذلك ظهرت أصوات بالغرب تنادي بنبذ هذا التبرج ومحاربة هذا العُري، ومما جاء على لسان الغربيين أنفسهم ما قاله غليوم إمبراطور ألمانيا عندما زار تركيا، وأحب أعضاء جمعية الاتحاد والترقي أن يظهروا له تمدنهم فأخرجوا بعض فتيات المدارس لاستقباله وهن متبرجات ليقدمن له باقات الزهور، فاستغرب لما رآه، وقال للمسئولين:
إني كنت آمل أن أشاهد في تركيا الحشمة والحجاب بحكم دينكم الإسلامي، وإذا بي أشاهد التبرج الذي نشكو منه في أوربا، ويقودنا إلى ضياع الأسرة، وخراب الأوطان، وتشريد الأطفال.
يقول البروفيسور فون هامر: الحجاب في نظر الإسلام وتحريم اختلاط النساء بالأجنبي عنهن، ليس معناه انتزاع الثقة بهن. وإنما هو وسيلة إلى الاحتفاظ بما يجب لهن من الاحترام وعدم التبذل. فالحق أن مكانة المرأة في الإسلام قمينة (1) بأن تغبط عليها.
ويقول هملتن -أحد علماء الإنجليز وكتَّاب الغرب المعروفين-:
إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية برقابتها من كل ما يؤذيها، ويمس سمعتها، ويتناول كرامتها. ولم يضيق الإسلام في الحجاب كما يزعم بعض الكتاب الغربيين، بل إنه تمش مع مقتضيات الغيرة والمروءة.
تقول لورافيشيا فاغليري: اجتنابًا للإغراء بسوء السلوك ودفعًا لنتائجه يتعين على المرأة المسلمة أن تتخذ حجابًا، وأن تستر جسدها كله، ما عدا تلك الأجزاء التي تعتبر حريتها ضرورة مطلقة كالعينين والقدمين. وليس هذا ناشئًا عن قلة احترام للنساء، أو ابتغاء كبت إرادتهن، ولكن لحمايتهن من شهوات الرجال. وهذه القاعدة العريقة في القدم، القاضية
(1) خَلِيقٌ وجَدِيرٌ. لسان العرب 13/ 347.
بعزل النساء عن الرجال، والحياة الأخلاقية التي نشأت عنها، قد جعلنا تجارة البغاء المنظمة مجهولة بالكلية في البلدان الشرقية، إلا حيثما كان للأجانب نفوذ أو سلطان. وإذا كان أحد لا يستطيع أن ينكر قيمة هذه المكاسب، فيتعين علينا أن نستنتج أن عادة الحجاب. . كانت مصدر فائدة لا تثمن للمجتمع الإسلامي.
ولقد نشرت صحيفة الجمهورية المصرية بتاريخ 9 يونيو 1962 م تحت عنوان: كاتبة أمريكية تقول: امنعوا الاختلاط وقيدوا المرأة.
ونلخص المقال فيما يلي: واسم الكاتبة هليسيان ستا تسبري الصحفية، زارت الجامعات ومعسكرات الشباب والمؤسسات الاجتماعية في مصر فكان مما قالته:
إن المجتمع العربي مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشباب في حدود المعقول، فعندكم تقاليد تحتم عدم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأمريكا. . لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب فهذه هي أصوات الغرب الذي أطلق العنان للمرأة وأعلن الإباحية تنادي بالعودة إلى الماضي بعد أن تجرع الغرب جزاء ما اقترفت يداه وصدق اللَّه إذا يقول:{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8)} (الطلاق: 8).
لقد نشرت مجلة التايمز الأميركية في عددها الصادر في 11/ 11/ 1991 مقالة لكاتب يطالب فيها الدولة بالتدخل وإقناع النساء بارتداء ملابس محتشمة؛ والملابس الإسلامية خاصة.
وتناولت التايمز هذه الدعوة بمناسبة الضجة التي أثيرت حول ازدياد موجة الاعتداء على السكرتيرات والمجندات؛ حيث رأى كاتب المقال أن إلزام النساء أو نصحهن بارتداء الملابس الإسلامية سيعود عليهن بالخير الكثير، ويحدّ من ثم من الاعتداءات الجنسية وغيرها من الممارسات الخاطئة.
وقد دعت أيضًا شرطة مانشستر إلى الحجاب. جاء هذا في مجلة النهضة عدد 1181 في 1/ 12/ 1410 هـ وذكر في الخبر أن الهيئة العامة للشرطة تنظم حملة متعددة الجوانب؛ للحد من هذه الجرائم حوادث الاغتصاب، فأصدرت كتابين:
الأول: منهما يحمل عنوان (نصائح بسيطة للمرأة عن العنف الجنسي).
الثاني: بعنوان (نصائح بسيطة للرجل لتحاشي العنف الجنسي مع النساء).
وركز كتاب النساء على إزالة دواعي الاغتصاب، ولا سيما الملابس التي ترتديها المرأة سواء كانت طفلة أو فتاة، وطريقة ارتدائها لها، بل يصل المؤلف إلى حد لوم المرأة على الخلاعة والكشف عن المفاتن، إلى الحد الذي يثير الشباب الصعاليك والمهووسين جنسيًا، ويقولى المؤلف: إنه إذا اقتربت المرأة أو الفتاة من الحجاب، فلن يلهث وراءها أحد، وإلا فالمرأة أو حتى الطفلة هي الملومة أولًا وأخيرًا - لما يحدث لها.
وقد ذكرت في مجلة أمريكية هذه الأسباب التي لا تزال تؤدي إلى رواج الفحشاء، وقبولها هناك بالكلمات الآتية: عوامل شيطانية ثلاثة يحيط ثالوثها بدنيانا اليوم، وهي جميعها في تسعير سعير لأهل الأرض:
أولها: الأدب الفاحش الخليع الذي لا يفتأ يزداد في وقاحته ورواجه بعد الحرب العالمية بسرعة عجيبة.
والثاني: الأفلام السينمائية التي لا تزكي في الناس عواطف الحب الشهواني فحسب. بل تلقنهم دروسًا عملية في بابه.
والثالث: انحطاط المستوى الخلقي في عامة النساء، الذي يظهر في ملابسهن، بل في عريهن، وفي إكثارهن من التدخين واختلاطهن بالرجال بلا قيد ولا التزام، هذه المفاسد الثلاثة تسير فينا إلى الزيادة والانتشار بتوالي الأيام.
كتاب محجبات الإسلام لهند التعارجي باللغة الفرنسية والكاتبة صحفية والكتاب عبارة عن استطلاع صحفي فريد من نوعه يتضمن تسجيلات لاستجوابات مباشرة،
قامت بها الكاتبة مع نساء محجبات ومنقبات وسافرات من جميع الاتجاهات الفكرية والنقابية والمذهبية، ومن مختلف الأوساط الاجتماعية حول موضوع الحجاب.
وتنقلت الكاتبة الصحفية من مصر إلى الإمارات العربية المتحدة والكويت ولبنان وتركيا والجزائر ولم يفتها أن تستمع إلى بعض الرجال أيضًا والكاتبة وإن كانت ضد الحجاب ولا تخفي رفضها للإسلام عمومًا، فإنها مع ذلك كانت مخلصة لمهمتها، وأثبتت التصريحات التي تخالف موقفها بأمانة، أن كانت لا تزيد في التعبير عن موقفها الرافعة في التعقيبات التي تتخلل ما تثبته من تلك التصريحات.
والحمد للَّه، فإن موقفها السلبي هذا لم يؤثر على قيمة الكتاب. ونحن نعتقد أن هذا الكتاب وإن كانت صاحبته أرادت منه أن تكون إسهامًا ومشاركة في (نضال المرأة) ضد الحجاب وضد الوضع الذي اختاره الإسلام للمرأة فإنه سيأتي بنتيجة عكسية، وسيصبح هذا الكتاب بما تضمن من أقوال وآراء الفتيات المؤمنات خير دعاية للحجاب، وخير دفاع عن الشريعة في هذا الموضوع بالذات {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} لقد كانت الكاتبة صريحة في التعبير عن انتمائها الثقافي والفكري إلى الغرب وافتتانها بحضارته وأنها ثمرة النظام التربوي الفرنسي.
لقد صرحت في غير ما موضوع من الكتاب بما يفيد شرعًا عدم انتسابها للإسلام وذلك مثل قولها في صـ 37 وفي لحظة تركت نفسي أعترف بأنني من جهتي لا أمارس الإسلام في حياتي قطعًا وأكثر من ذلك فإنني لا أومن بأية عقيدة دينية. . .
ومع ذلك قالت في التفسيرات التي أعطتها المرأة المسلمة لالتزامها بالحجاب فتتلخص فيما يلى:
أولًا: المرأة المسلمة لا ترى في الحجاب أي رمز لإخضاعها واستسلامها، بل على العكس ترى فيه رمزًا لتحررها.
ثانيًا: أنها بالحجاب تبرز خصوصيتها كامرأة وتفرض شخصيتها.
ثالثًا: أنها بالحجاب تعلن عن هويتها وانتمائها إلى الإسلام.