الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا كان قد توفى بعض الإناث أو حدثت التهابات أو حدث نزيف نتيجة الممارسة الخاطئة أو استخدام أدوات غير معقمة هل نمنع الختان مطلقًا من أجل هذا؟ أم نبحث عن الخطأ ونعالجه، ولماذا لم نمنع جميع العمليات الجراحية؛ لأنه قد مات البعض بسبب العمليات أو حدث لهم نزيف؟
لماذا لم يقل بهذا أحد من الأطباء؟ .
يضاف إلى هذا أن عددًا من الأساتذة في الاجتماع والصحة النفسية قد أكدوا على أهمية ختان الإناث، وعدم حدوث أضرار من ورائه إذا أجرى بالطريقة السليمة. (1)
الوجه الثامن: ختان المرأة ليس فيه امتهان لها واعتداء على حقوقها
.
ذلك لأن هدى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليس فيه إلا المصلحة للإنسان في الدنيا والآخرة.
قال ابن حجر -عند شرح حديث خمس من الفطرة-:
"أن هذه الأشياء إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر اللَّه العباد عليها وحثهم عليها واستحبها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها صورة". (2)
فالختان به تشريف وتكميل للمرأة ليس امتهانًا ولا انتقاصًا لها.
وقد رَدَّ د/ منير محمد فوزي على من يدعي أن الختان امتهان للمرأة وضياع لحقوقها فأحسن حيث قال: في جريدة الوطن تحت عنوان "أية حقوق يزعمونها؟ ": "تعليقًا على المقال الموضوعي الهادف الذي نشر في جريدتكم الموقرة بتاريخ 30/ 6/ 1997 م للأستاذة نجوى طنطاوي تحت عنوان "فرمان أمريكي ممنوع ختان الإناث في مصر" فإننا تعليقًا على هذه الحملة التي تقوم بها بعض الجهات الأجنبية وبعض المنظمات المحلية منذ بضع سنوات والتي تستفز إلى أقصى الدرجات - المشاعر الدينية والقومية لكل مسلم ولكل مصري ونتوقف أمام الحقائق الآتية:
(1) ختان الإناث بين علماء الشريعة والأطباء صـ 48: 47.
(2)
فتح الباري 10/ 339.
أولًا: إن هذه الحكومات والمنظمات الغربية ترفع شعارات (حقوق الإنسان) كمبرر لهذه الحملة المشبوهة ونحن لا ننتظر أن نتعلم حقوق الإنسان من الغرب أو من الشرق، فالإسلام يكفل حقوق كل إنسان في المجتمع كبيرًا أو صغيرًا، رجلًا أو امرأة بما يحقق للمجتمع الإسلامي كله الاستقرار والترابط الأسرى والتراحم والأواصر العائلية وصلة الرحم بين الأهل وبين أفراد المجتمع، وهى كلها قيم متأصلة في مجتمعنا بحمد اللَّه، ونابعة من ديننا الحنيف، ولا تعرفها كل هذه المجتمعات التي تتحدث عن حقوق الإنسان، وترفع شعاراته، وتريد أن تفرض وصايتها علينا فكرًا وسلوكًا ومعتقدًا تحت هذه الشعارات الخادعة والزائفة.
ثانيًا: إن أول حقوق الإنسان هو حقه في حرية ممارسة عقيدته، وحقه في أن يسلك أمور حياته الشخصية والعائلية والخاصة بما يتفق مع معتقده طالما أنه في هذا المسلك لا يعتدي على غيره أو يضر به أحدًا، ومن هنا فإن أبسط حقوق أي إنسان أن يتبع ما يعتنقه من أمور دينه، ومن البديهي أن ذلك ينطبق على قضية ختان الإناث التي تثيرها هذه المنظمات الأجنبية ذات الأهداف المشبوهة إذ أن التزام معظم المصريين بسنة ختان الإناث والتي تصل إلى 85% من النساء كتقدير وزارة الصحة إنما يرجع إلى الارتباط بالدين والالتزام بأوامره، ومن ثم فإنه لا يحق لأي أجنبي أن يتدخل في هذا الأمر الذي يبلغ أقصى درجات الخصوصية والحساسية فيحاول منعه بالقوة كما يطالب هؤلاء، بل وأكثر من ذلك يطالبون بمعاقبة من يلتزمون به من المسلمين، ومن يقومون بإجرائه من الأطباء فأين إذن حقوق الإنسان المزعومة التي يتشدق بها هؤلاء؟ .
ثالثًا: يدعى هؤلاء أن إجراء الختان للطفلة قبل سن الرشد هو اعتداء على حقوقها (حيث أن قرار الختان يكون للأبوين وليس للطفلة) وهذا الادعاء يقوم على نمط التفكير الغربي المنحرف الذي لا يجعل الأب مسئولًا عن تربية أبنائه، بل ويحرض الأبناء على أبيهم تحت شعارات (حقوق الطفل) أما في الشريعة الإسلامية فإن الأب أو الولي الشرعي